أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الراشيدي - حول فكرة موت الله عند نيتشه














المزيد.....

حول فكرة موت الله عند نيتشه


عبد العزيز الراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لقد شكلت فكرة موت الله لدى نيتشه انعطافا كامل وجديد في الثقافة الغربية إذ يعتبر موت الله تأسيسا لميلاد ثقافة جديدة .فبأي معنى يمكن أن نتحدث عن موت الله كمنعطف في الثقافة الغربية ؟
إن الإجابة على هدا الإشكال يمكن أنستشفها من خلال رسم الخطوط العريضة للاستهلال الذي من خلاله يقدم لنا نيتشه زرادشت كالمبشر بانعطاف ثقافي جديد مؤسيس لحضارة جديدة .بحيث أن وضوح الرؤية لهدا النبي الجديد يجعله يحقق وضعا فعليا جديدا يتمثل في موت الله أو موت الحلم بوجود عالما أخر مفارق للعالم الأرضي وبالتالي إنجاز تدمير للثقافة القديمة التي كانت تتأسس على فكرة لله , لكن نيتشه لا يكتفي بهدا التدمير وفقط , بل يأسيس لبناء جديد يهدف إلى قلب القيم القديمة .
لكن لكي نفهم هدا التدمير يجيب أن نبحث عن دلالة موت الله لدى نيتشه.
إن موت الله هو أول حدت يلاحظه نيتشه انطلاقا من تأمله لمكانة فكرة الله في الثقافة الغربية .إذ يلاحظ أن مكانة الله في الحضارة الغربية إبان الفرن19 وبعد قرن فلاسفة الأنوار الذي بدد ظلامية القرن الوسطة,وبعد الثورة الفرنسية التي انتزعت السلطة السياسية من السيد الأعلى صاحب الحق الإلهي.ومع ميلاد العلم الوضعي والفعالية الصناعية والثورات السياسية .بدأت مكانة الله تضيق شيأ فيشأ وهداما سيؤدي فيما بعد إلى موت الله وانقشاع الأوهام الماورئية في الثقافة الغربية إن موت الله في الجوهر هو موت الثنائية , وزوال مفهوم الأخيرة في الثقافة الغربية أي إلغاء الإيمان بعالم أخر مفارق للعالم الأرضي إن هدا الازدواج يشكل الملمح الجوهري في الثقافة الغربية إن هدا التعارض بين العالم الأرضي المحسوس والعالم الأخر تتفرع عنه أزواج أخرى يعبر كل واحد عنها بلغته الخاصة حيث نجد رجل الدين يتحدث عن المقدس والمدنس عن العالم الأرضي وعالم الحياة الأخيرة .ونجد الفيلسوف يتحدث عن المحسوس والمثل على الظاهر والشيء في ذاته ونجد العالم يعارض الواقع الخام بالقانون الرياضي.
إذن في ظل هده الثنائيات يصبح المرء العاقل هو الذي لا ينخدع بكل ما هو مباشر وأن تكون متقفا إنما هوأن تعرف كيف تبدي الحذر المطلوب حيال المعطى وتبحث عن مايخفيه هدا المعطى.
إن نيتشه يرى أن هده الثقافة سلبية بشكل أساسي نافية وعدمية. فعالمنا الأرضي لا يساوي شيئا بالنسبة لها وكلما ندركه فيه هو وهم وكلما هو بشري تلوته الخطيئة. إن موت الله بقدر ماهو موت للثنائية أخلاقية هو كذلك إنهيار لنمط وجود وتفكير سلبي .إنهيار يشكل الطور الأول من مجئ نمط وجود وتفكير إثباتي.إن إحلال التفكير الإثباتي بدل التفكير النافي يجعل من نتشه ليس مجرد ملاحظ لموت الله بل يرتقي به إلى مستوى الفاعل الدى يتسبب في موت الله لأن زرادشت في رسالته يسعى إلى إستبدال هدا النمط من الوجود الإرتكاسي بنمط وجود يكون فيه الإنسان فاعل ومبدع ولعل هدا مانلمسه في هدا المقطع من كتاب هكذا تكلم زرادتشت ."أحب أولئك الدين لا يبحثون ماوراء النجوم عن سبب للأفول ...بل يضحون بأنفسهم من أجل الأرض" .
إن زوال مفهوم الأخيرة الدى تحدثنا عنه في البداية هو في الواقع الأمر هبة ,إنه تحرير الإنسان الذي طالما استعبدته هده الأخيرة.
إن هدا الزوال كذلك يعد بمثابة إعادة الاعتبار للإنسان عبر عودته إلى ذاته من النزوع للاستلاب ويبقى هدا التحرير خطوة ثانية تفتح الباب للطور التانى من التحول :لقد مات الله وينبغي تعليق القيم الأخلاقية في موضع أخر الذي هو الإنسان .



#عبد_العزيز_الراشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زاكورة الأرض التي تحترق
- دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو
- ]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة
- أي تشجيع لشعبة الفلسفة في مغرب اليوم؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الراشيدي - حول فكرة موت الله عند نيتشه