أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مشذوب - الليبرالية ...اللاليبرالية















المزيد.....

الليبرالية ...اللاليبرالية


علاء مشذوب

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:31
المحور: المجتمع المدني
    


بعد الانفتاح على النفس والآخرين والعالم أصبح فضاء العراق فضاء مشبعا بالمصطلحات السياسية والاجتماعية والتنا حرات بالاختلاف المشروع والغير مشروع لهذه المصطلحات التي دخلت ألينا رغما عنا عن طريق السياسيين والتي ضجت بها مسامعنا ومنها اللبرالية ومعناها الحرفي هو التحريرية المشتقة من الحرية اما اصطلاحا فهي مذهب سياسي واجتماعي يسعى الى تغيرات في الوضع السائد وهذه التغيرات قد لا تتوافق وتقاليد المجتمع ولايعني هذا ان هذه التغيرات التي تنشدها اللبرالية هي تغيرات جذرية وتعتبر كذلك مبدأ الوسط بين الراديكالية التي تؤمن بالتغيير المفاجئ والقسري بكل نواحي الحياة ومفاصلها حتى نظام الحكم 0
وبين الرجعية التي لاتؤمن نهائيا بالتغيير بل تبقى ملتزمة بالقيم والتقاليد البالية والسلبية والتي لاتتماشا مع الوضع السائد لقبول الإصلاح والتغيير بالطرق السلمية 0لقد ولدت اللبرالية في رحم الرأسمالية لغرض امتصاص المتناحرات الاجتماعية في هذه المجتمعات لذلك اقترنت بها ونادت بتخفيف الاستغلال الرأسمالي 0الا ان المشاع في المجتمع وأشباه المثقفين على ان اللبرالية هو مذهب لايؤمن بالمقدس ويحارب الدين وان فكرة الوحي من وحي الخيال لأشخاص يدعون النبوة وان مصدقيهم هم أناس او شعوب متخلفة يجب تحريرهم منها حتى ينطلقوا الى الامام نحو التحضر المتمثل بالزواج المثلي والجزر العارية والقيم والمبادئ المتغيرة لان المبدا الثابت الحق هو مبدا بالي اكل وشرب الزمن عليه 0
وبين اللبرالية المولودة في رحم الرأسمالية واللالبرالية المتمثلة بنقض الدين يترنح الساسة والمثقفين وأشباههم في وحلها فالمجتمع العراقي خليط من الاشتراكية والرأسمالية والإسلامية وذات مؤسسات في اغلبها قطاع عام فهو يحتوي على 38 وزارة وتأخذ الدولة على عاتقها دور التاجر في توزيع البطاقة التموينية ودور الكهربائي والنجار والحداد بل وحتى دور الفلاح فأين هي الرأسمالية حتى تولد لدينا هذه المفاهيم ومثلهم مثل من يجبر رجل الإنسان قبل إن تكسر0
اما من الناحية الأخرى فالمجتمع العراقي بكل قومياته وأطيافه مجتمع متدين تربطهم وحدة العراق كمصلحة عليا مع احترام الخصوصية لكل دين 0وهل الدين الا مجموعة من القيم والقواعد والقوانين التي تنظم حياة الإنسان والمجتمع ولماذا هذا النكران للدين الم تكونوا مجموعة من القبائل المتناحرة تقذفون المحصنات وتبحون المحرمات 0ان مايجب على من يدعون بهذه المذاهب ان يخاطبوا الشعب بلغة متواضعة تحترم مقدساتهم ومعتقداتهم مع تنمية الروح الوطنية والمؤاخاة بين افراد الشعب الواحد ونبذ التكفير بعضهم للبعض وإذا كان يقصد باللبرالية هو تثقيف المجتمع العراقي باعتباره متخلف فالمجتمع العراقي تواق للحرية والثقافة ولكن الفرق بالية التثقيف فهذا المجتمع معروف بحبه ونهمه للقراءة والكتابة اذ نجد في أغلبية البيوت العراقية مكتبة بسيطة وهي عبارة عن رفوف في بطن الجدار تحوي على مجموعة من الكتب الدينية والثقافية والأدبية مثل إلف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وغيرها إضافة الى الثقافة الاجتماعية من خلال الموروث الشعبي المتناقل من الأجداد الى الإباء والأبناء هذا الفلكلور العظيم الذي تتفاخر به كل الأمم لما لهذا الفلكلور من قيم حميمية بين المجتمع 0
ان مايطمح اليه المجتمع من الحكومة هو بناء مؤسسات تدعم حركة التثقيف والتطوير من خلال الأندية الثقافية والاجتماعية التكافلية إضافة الى بناء جامعات والمعاهد والمدارس ودعم إلهيات المدنية من روابط وهيات وتقليص دور الدولة في مفاصل الحياة الاجتماعية إضافة إلى فسح المجال للمثقفين وعدم مصادرة أقلامهم وفرض أجنداتهم السياسية عليهم من خلال احتكارهم للفضائيات والصحف اليومية والتي تمثل برامجهم السياسية الشخصية التي تبقيهم في السلطة
كما يرجوا المجتمع من هؤلاء الساسة عدم التشدق بالمصطلحات المستوردة والتمنطق بها لأننا على علم بأنهم أناس عبر تاريخهم السياسي الراديكالي سواء كان هذا التاريخ فرض عليهم ام هم تبنوه كمنهج جاءؤ من رحمه وعندما وصلوا الى السلطة بدؤا يدعون الى التسامح مع الأخر مع الاخذ بنظر الاعتبار على ان الراديكالية هو احد الاسلحة الموضوع على جنب بل هي اقرب الأسلحة التي تستخدم عند الحاجة اذا ماجاء احد ليزيحهم عن السلطة
فاين هي لغة الحرية والتحريرية والشفافية والتداول السلمي والإيثار وإعلاء مصلحة الوطن وما الى ذلك من هذه الشعارات ياصحاب اللبرالية وأقلام الذهب التي وقعتم بها على مسودة حكم العراق لتبقوا انتم أسياده وتتداولون السلطة بينكم
اننا اذ نربو إلى التغيير الاجتماعي وجب علينا وعليكم التغيير بالبنى التحتية لفكر الانسان من خلال نشر الوعي الإنساني والوطني والأخلاقي عن طريق الندوات والاجتماعات المستمرة مع اغلبية المجتمع لافقط عند الانتخابات كذلك الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني من اهل البلد من اهل البلد المتمثلين بقيادته السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية لا من خلال استيراد المصطلحات الفكرية الجاهزة والمعلبة وإحداث تغيير حقيقي سياسي واقتصادي ملموس على ارض الواقع لا في الصحف والفضائيات
ماهية اللبرالية
ان اللبرالية جاءت كمفهوم يمجد الفردية ويعيدها الى طبيعتها الأولية الغريزية أي بمعنى الانوية لان الفرد يهتم برغباته ويعبر عنها بمختلف الطرق مما يؤدي الى الشعور بالعزلة عن الناس وهي عكس ان يكون للفرد شخصية ترى ان له رسالة عليه ان يقوم بنصيبه في خدمة الإنسانية من خلال انتمائه الى المجتمع والشخصية هذه لاتنمو وتتقدم الا في وسط العلاقات القائمة على أساس الحب والعاطفة والانتماء أي بمعنى الجماعة
أي بمعنى ان الفردية تجعل من الإنسان كائن منغلق على ذاته وهي عكس الانسان الذي يكون ذو شخصية وكيان ويكون بالنتيجة جزء من المحيط الذي يعيش فيه مما تجعل علاقة الفرد مع نفسه علاقة ازمة فمرة يكون راضي عنها متبخترا كالطاووس ومرة يكون ناقم عليها وقد تؤدي به الى الانتحار وهذه الحالة مشاعة في الغرب وخاصة بعد انزواء الدين في حياتهم الاجتماعية وطغيان الحالة العلمية والمادية على كل مفاصل الحياة وضمور الحالة الوجدانية والتي تساعدهم على تجاوز هكذا أزمات
وإما علاقة الفرد مع الأخر فهي علاقة نرجسية قائمة على انني افضل من الغير وانها قائمة على اساس المصلحة وليس على أساس الإنسانية والعاطفة والإخوة والقرابة إضافة الى مفهوم المواطنة بين الفرد والاخر على اساس مجموعة من الحقوق يجب تلبيتها حتى على مستوى الزوج والزوجة أي بمعنى ان يكون الارتباط على اساس الرابطة الحقوقية وليس الإنسانية والشرعية ثم الغريزية
اما من الناحية الثالثة أي علاقة الفرد بالمجتمع فان ماهية اللبرالية تقوم على اساس فردي وليس جمعي اذ انها تهتم بالفرد دون المجتمع أي تجعله كل من جزء وليس جزء من كل وان قيمة الفرد فوق الجميع وعند استيراد هكذا مصطلحات ومحاولة تطبيقها من قبل الساسة على المجتمع العراقي فالنتيجة تكون فاشلة بنسبة عالية والسبب هو اننا كعراقيين اولا وعرب ثانيا يتغلب علينا مفهوم ال نحن وليس الانا وذلك واضح من خلال تمجيد الشاعر للقبيلة ولا يمجد نفسه وكذلك تمجيده للقيم المعنوية مثل الكرم والاخلاق وغيرها وهذه كلها قيم جمعية وليست فردية اخذين بنظر الاعتبار صيغة السلام بيننا هي السلام عليكم وليس السلام عليك وطقوس ديننا الحنيف هي طقوس جماعية مثل الحج والصوم وصلاة الجماعة والجمعة وما الى ذلك
ان ماتطمح اليه اللبرالية واللبراليون هي تغيير هذه القيم الثابتة لانها تؤمن بنسبية القيم وكما أسلفنا سابقا في الزواج لمثيلي الجنس وان يكون للمرأة عشيق وابنا غير شرعي ومن ثم زوج مما ولد في مجتمعاتهم الكثير من المشكلات والمتمثلة بالطلاق واللاشرعية تعاطي المخدرات الاساءة للأطفال والجريمة المنظمة
وفي النهاية فان اللبرالييون لم يضمنوا دفاعا عاما عن السعادة المتمثلة بالفردية بل ضمنوا دفاعا عن الحق في السعي الى هذه السعادة ومثلهم كمثل من يقول ان الانسان من اجل ان يصبح مفكرا اومثقفا اوادبيا وجب عليه ان يقرا 100 كتاب فهم وضعوا في مقاييسهم قاعدة ولكن هل كل من قرا100 كتاب أصبح مثقفا او اديب واختم هذه الفكرة بان ليس كل مافي الغرب يصلح لنا



#علاء_مشذوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مشذوب - الليبرالية ...اللاليبرالية