أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ؟!














المزيد.....

الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ؟!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صدام حسين هنا هو النظام الديكتاتوري ، البعثي العفلقي ، الذي خيم كابوسه على ابناء العراق عقودا طويلة من القهر والارهاب ، ناثرا سواد الحزن في كل بيت عراقي ، جنوبا وشمالا ، ومتبعا سياسات حمقاء جلبت للعراق وشعبه الكوارث تلو الكوارث ، محولا البلاد الى مقبرة جماعية تخيم عليها كوابيس الموت وغيوم الخردل . لاستمرار سيطرة النظام الديكتاتوري طويلا على مقدرات العراق وشعبه ولضمان استقرار نظامه وبدعم خارجي من الولايات المتحدة الامريكية وغيرها ، لجأ نظام صدام الى اتباع سياسات تعسفية شوفينية طائفية . أنزل بالشعب الكوردي والعراقيين من ابناء الشيعة والسنة مخالب الموت بدون رحمة ، ورسم لنشاطاته السياسية لونا طائفيا حين أغرق اجهزته المخابراتيه ومؤسسات نظامه بابناء عشائر محددة ، من مناطق معروفة بانتمائها الطائفي ، ظنا منه ان ذلك يوفر له حزام حماية للأبد ، فكان ان زرع للمستقبل بذور الفتنة الطائفية على اديم العراق .
برحيل نظام المجرم صدام حسين ، ركلا بجزمة الاحتلال من قبل الحليف القديم ، الولايات المتحدة الامريكية ، جاء بول بريمر . وبريمر هنا ليس سوى حامل لملفات صقور البيت الابيض الامريكي ، الذين يريدون البدأ من العراق ليكون الشرق الاوسط ساحة ممكنة لضمان المصالح الامريكية الاستراتيجية . بدأ البيت الابيض بسقي بذور الطائفية حتى قبل سقوط نظام العفالقة المجرم حين حددوا العراق بخطوط طول وعرض وحولوه الى مجالات حماية وحظر طيران بمسميات طائفية واثنية فالجنوب للشيعة والشمال للاكراد . وبدأت الاغنية الامريكية الكريهة تصدح في وسائل الاعلام بالحديث عن مكونات الشعب العراقي ، ليس كتيارات ومدارس فكرية واحزاب ، بل كمكونات اثنية وطائفية . وطابت الاغنية للكثيرين ووجدوا فيها امكانية لتحقيق سياساتهم وطموحاتهم الشخصية والحزبية الضيقة ، فراحوا وبحماس يردحون ويرقصون ويلطمون على ايقاعها . وتلقفت دول الجوار، التي لها مصالح ستراتيجية في العراق ، تلك النغمة ، فضخت الملايين من الدولارات لتظهر يافطات باسماء العشرات من احزاب الاسلام السياسي والاحزاب الاثنية ، التي راحت تتصدر الصفوف الاولى في مؤتمرات المعارضة العراقية ، ونالت ايامها تصنيفات الشارع العراقي فبعضها كان ليس اكثر من "دكان "معارضة والبعض وبسبب حجم الدعم كان "سوبر ماركت " بأمتياز ! ان تطورات ثلاث سنوات بعد سقوط النظام الديكتاتوري بينت كيف ان الولايات المتحدة الامريكية لا يزال من صالحها استمرار متابعة ملف العراق بهذه الصورة : عرب سنة وعرب شيعة واكراد.
بعد هذا لنسأل : من المستفيد المباشر من سياسة الاستقطاب الطائفي ؟ الجواب بدون خلاف : الولايات المتحدة الامريكية والاسلام السياسي !
والاسلام السياسي ، هنا هو هذه الكوكبة الهائلة من الاحزاب السياسية ، التي تكاثرت كالفطر ، كدكاكين محلية ، مولدة ازمة في المسميات وتداخل الشعارات المستلة من القرآن والسنة النبوية ، وتعمل بحماس من اجل المصالح الطبقية لفئات محددة في المجتمع العراقي ، وراحت تجر خلفها جماهير بسطاء الناس تحت شعارات طائفية تدغدغ احلام الناس وعواطفهم الدينية .
الى اين يسير العراق بعد كل هذا الاستقطاب المريع ؟
سؤال يضحك له الان صدام حسين ورجالاته في زنازيهم المريحة والامينة ، لانهم يرون ان بذور خططهم الطائفية بدأت تزهر وتثمر ، بعد ان سقتها مياه السياسة الامريكية ، وهاهم قادة الاحزاب الطائفية ، ومن موقع القرار ، وبحماس ، ومن فوق كراسي الحكم وشاشات التلفزيون وقاعات المؤتمرات ، يوزعون ثمارالطائفية لابناء الشعب العراقي ، موتا وفقرا وبطالة وخوف واقصاء وتهميش. وباسم مأساة بسطاء الناس ، وباعادة انتاج ممارسات نظام صدام حسين ، يدخلون المعارك السياسية للحفاظ على هذا الكرسي وذاك لانه يضمن زيادة الارصدة والاراضي التي سجلت باسمائهم وابنائهم واحفادهم واقربائهم والانتهازيين والوصوليين ممن يجيدون تلميع صورة كل حاكم .

سماوة القطب



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الأداء الإعلامي للفضائيات العراقية
- الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !
- صورة الدم
- من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
- رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
- الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس ...
- السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها
- اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
- هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
- من هو المتهم الاول ؟
- على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع ...
- هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟
- شماعة البعث هل ستنقذ السيد بيان جبر صولاغ ؟
- أخيرا يا ابناء شعبي ...!
- حنون مجيد ينسج شخصية روايته من ملامح صدام حسين
- - من يستفيد من ذلك ؟-
- الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا
- حيث لا ينبت النّخيل جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد
- رجل داهمه المطر !
- قصة ملف


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ؟!