أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي ابراهيم محمود المناوي - العوامل المؤثرة في الرأي العام















المزيد.....



العوامل المؤثرة في الرأي العام


عدي ابراهيم محمود المناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5813 - 2018 / 3 / 12 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة

إن العوامل المؤثرة في تكوين الرأي العام عديدة ومتنوعة ومتشابكة مع بعضها البعض تأثيراً وتأثراً ، وليس هناك اتفاق بين الباحثين على صورة متماسكة لتلك العوامل (1). ولربما يعود السبب في ذلك الى عدم التفريق بين عوامل تكوين الرأي العام وبين الوسائل والأدوات المستخدمة للتأثير فيه ، وهو تمييز بين مصادر وجود الرأي العام وعوامل التأثير عليه ، فالأول: هو موجود مع وجود الأفراد أما الثاني: فيتمثل في وسائل يستخدمها فرد أو مجموعة أفراد للتأثير في الرأي العام من مثلها وسائل الإعلام والأحزاب وغيرها أخرى . فهي لا تعد من عوامل تكوين الرأي العام بقدر ما هي وسائل تأثر فيه . فالبحث هنا ليس في عوامل التأثير في الرأي العام من جهة قوته وشدته واتجاهه وإنما من جهة وجوده ، و بذلك يمكن حصر تلك العوامل بالآتي : (الحضارة، والدين، والعامل النفسي والشخصي، والعامل الديمغرافي، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية).


اولاً/ عامل الحضارة :

يعرف (كلايد كلوكهن) على أنها "مجموعة طرائق الحياة لدى شعب معين ، أي الميراث الاجتماعي الذي سيحصل عليه الفرد من مجموعته التي يعيش في محيطها" ، أما تعريف (أدورد تايلر) فينص على أنها "ذلك الكم المركب الذي يحتوي على المعلومات والمعتقدات والفنون والقيم والقوانين والتقاليد وجميع العادات والقابليات التي يكتسبها بصفته عضواً في مجتمع ما" (2 ). وهناك من يرى فيها قوالب ثابتة عامة في التفكير والتصرف أيضاً( 3). والحضارة هي كلمة مشتقة من التحضر والتمدن من (الحضر والمدينة) وهي مجموعة المنجزات الفكرية والاجتماعية والأخلاقية والصناعية التي يحققها مجتمع معين في مسيرته لتحقيق الرقي والتقدم، ويركز البعض في استخدام المصطلح على الناحية الثقافية ، في حين يستخدمها البعض الآخر على أساس أنها سيادة العقل في المجتمع ، أما استخدامها المعاصر فقد شدد على ما تضمنه من التطور العلمي والتكنولوجي وما يفرزه هذا التقدم من انجازات في الميادين الأخرى في الحياة(4 ).
وعلى هذا الأساس فان الحضارة هي مجموعة العادات والتقاليد والآداب الشائعة في المجتمع والتي تساعد الأفراد على التعامل فيما بينهم ، والتكيف مع العوامل البيئية ومع الظروف المختلفة التي تحيط بهم ، فالإنسان منذ ولادته يصب نفسه في قوالب المجتمع الذي يعيش فيه ولا يحاول الخروج على الأنماط التي تواضع عليها هذا المجتمع حتى لا يتعرض الى عقاب المجتمع الذي يأخذ شكل التجاهل لتصرفاته أو الازدراء منه إذا ما حاول أن يخرج عن القيم الحضارية للمجتمع وقد يصل العقاب الى بتر هذا العضو من المجتمع ( 5). وبذلك نجد أن الحضارة تطرح نفسها دائماً بصورة جمعية لأنها جزء لا يتجزأ من تكوين المجتمع وهي أحدى نتاجات حياة الأفراد المشتركة فيه ، فهي تفرض أنماطاً متماثلة نسبياً من السلوك وطرائق التفكير، وهذه الأنماط والطرائق تتجسد بشكل عادات وتقاليد وآداب عامة وقيم وقوانين ومؤسسات وغيرها ، ومن ثم فان الفرد في سلوكه وتفكيره لا بد أن يلتزم على نحو أو آخر بالأحوال الحضارية السائدة في مجتمعه وإلا عد خارجاً عليه (6). فضلاً عن كون هذا الالتزام من جانب الأفراد بالنمط أو الميراث (التراث) الحضاري يجعل من هذا النمط والتراث الحضاري على شكل قوالب نمطية لاتجاهات وآراء الأفراد المنتمين الى ذلك التراث أو الميراث الحضاري ، حتى ذهب بعض الباحثين الى الاعتقاد أنه بالإمكان عملياً أو عن طريق افتراضات معينة تحديد نوع الأفكار والآراء التي سيعتقها شخص ما تحديداً مسبقاً قبل مولده إذا ما درسوا بتحديد وتفصيل ميراثه الحضاري (7).
وبما أن الحضارة هي امتداد للماضي ووجود في الحاضر وتطلع نحو المستقبل فأنها بحكم ذلك تؤثر في حياة الأفراد في المجتمع ، وان الثقل الذي تتركه يلقي بعبئه على كاهل الحياة العامة وفي نفوس الأفراد في المجتمع ، والذي غالباً ما يؤدي الى صرف التفكير العقلاني للفرد في التعامل مع المشاكل والقضايا المطروحة في الساحة الاجتماعية ومما يبعده عن الموضوعية ويقربه من الانفعالية وتكوين آراء وتوجهات في سياق ما تفرضه عليه تلك التركة الحضارية (8).
وعلى هذا الأساس يمكن القول بان الحضارة هي أهم عامل من عوامل تكوين الرأي العام ، فالرأي العام كما بينا هو اتجاه جماعة من الناس نحو مشكلة معينة أو حادث معين ، وان هذه الاتجاهات هي استعدادات عقلية ونفسية كنتيجة لظروف وتجارب وخبرات مر بها الفرد ، فالحضارة تخلق استعدادات عقلية ونفسية متماثلة تقريباً لدى الأفراد والجماعات وتؤثر بلا ريب في تكوين الرأي العام (9).


ثانياً/ عامل الدين:

يعد (الدين) عاملاً من عوامل تكوين الرأي العام ، فهو يعني مجموعة من المعتقدات تؤمن بها جماعة معينة ما وتكون نظاماً متصلاً وتتعلق في الغالب بعالم ما بعد الطبيعة، وممارسة شعائر وطقوس مقدسة والاعتقاد بروحية علياً وقد تكون هذه القوة جمعية أو أحادية. أو بعبارة أخرى يعني مجموعة من العقائد والممارسات التي يحاول الناس عن طريقها التكيف مع بيئتهم (10). وأن تأثير العامل الديني في الرأي العام يتجلى في المعتقدات التي يتضمنها والتي يعتقد بها الأفراد المنتمين لهذا الدين، فهذه المعتقدات الدينية تمارس تأثيرها ليس على مستوى الفرد فقط وإنما على مستوى النظام الاجتماعي ككل وعن طريق المؤسسات الدينية . فعلى مستوى الفرد تمارس تلك المعتقدات تأثيرها على اتجاهات الأفراد وآرائهم وأفكارهم وتصرفاتهم ، إذ أن الدين قوة كبيرة ذات تأثير مباشر على الأفراد الذين يؤمنون به وذلك عن طريق خطب مواعظ ومعلومات وحقائق لها تأثير كبير على نفوس الأفراد ومن ثم على اتجاهات الرأي العام (11).
فالفرد المعتقد بدين معين والمتمسك به وبقيمه يكون رأيه بواسطة هذه القيم الدينية ويعبر عنها ، خاصة وان هذه المعتقدات والقيم الدينية أصبحت من الحقائق الثابتة غير القابلة لإبداء رأي حولها ، فهي تعد الميدان المستقر وليس ميدان الرأي العام الذي يعد ميدانه ما يثار النقاش والجدل حوله (12) ، وهذا هو المبدأ العام، اي أن المسائل الدينية هي معتقدات دينية ثابتة ولا يمكن تكوين رأي عام حولها بل هي مصدر وجود الرأي العام ، إلا أنه يلاحظ عندما يوجد نوع من التدرجية في دين معين أو التعددية المذهبية فيه فإن ذلك قد يؤدي إلى بروز عدة تيارات للرأي العام داخل هذا الدين ، أما إذا لم توجد مثل هذه التدرجية فان الاستقرار النفسي لدى المتدينين له تأثير قوي في تعيين الاتجاه لدى الأفراد والجماعات (13). ومع ذلك فالمعتقدات تعد أحد المصادر المهمة من مصادر الرأي العام واحد العوامل المهمة المؤثرة على رأي الفرد ، فهي تسهم في تكوين الطرق والأساليب المعتادة في النظر إلى الإحداث ومعالجتها والتي تتوقع الجماعة من أعضائها أن يسلكوها بالفعل إزاء قضية أو موقف معين أو مشكلة معينة ، وتبرز أهمية هذه المعتقدات في جوانب ثلاث هي :- (14)
1- أمداد الإنسان بالمعلومات عما هو حقيقي وما هو مزيف ، وما هو جيد وما هو رديء، وعما هو مرغوب فيه و غير مرغوب فيه .
2- قدرتها على استثارة العاطفة والتأثير عليها .
3- كونها استعدادات للاستجابة فلا بد أن تؤدي بالشخص إلى اتخاذ سلوك أو القيام بعمل ما .
وإن تأثير الدين بظاهرة الرأي العام ينطلق من مفهوم سياسي وهو أن الدين باعتباره أحد أنظمة المجتمع ، وجزء من نسق يتأثر ويؤثر في العمليات الاقتصادية والسياسية في المجتمع . فالمجتمع بشكل عام هو نسق تفاعلي يضم داخله انساق فرعية كالنسق السياسي والاقتصادي والثقافي فضلاً عن الديني وغيرها من الأنساق الأخرى ، وان أي تغيير في أحد هذه الأنساق يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الأنساق الأخرى ، أي أن الدين كظاهرة اجتماعية متفاعل مع الأنظمة الأخرى في المجتمع ومن ثُمَّ يمارس تأثيره من هذه الزاوية على ظاهرة الرأي العام في المجتمع ككل (15). كما وان الدين ينظر إليه بكونه عاملاً مهماً في خلق أنساق من القيم الاجتماعية والتي لها صفة التكامل والتماسك ، وفي مثل هذا النوع من (الهرم القيمي) نجد أن الدين يحدد ما هي القيم المطلقة ويضع في نسق متكامل القيم السلبية وكأن ليس لها معنى أو أهمية ، وبذلك يقبل الرأي أو يرفض بناءً على تلك القيم المجتمعة (16).
وتعد المؤسسات والهيئات الدينية من بين النظم الاجتماعية المتعددة التي تؤثر في تكوين الاتجاهات والتعبير عن الرأي السياسي لِما لَها، وعلى مر التاريخ، اهتمامات اجتماعية وثقافية واقتصادية جعلتها تمثل جماعات ضاغطة لها أثرها السياسي المباشر الذي يظهر اثناء مراحل صنع السياسة العامة سواء بالدعم والإسناد أم بالرفض، ان هذا التأثير أنما يعتمد على عاملين : الأول، درجة مشاركة الفرد في العقيدة . والثاني، يتجلى في عمق المعتقد. وعموماً فان الدين يعد واحداً من النظم الكبرى التي تسهم في تكوين أنماط السلوك الانساني، وان كانت نسبة الاسهام متفاوتة من مجتمع لآخر(17).
ولكنه في كل الاحوال يستخدم كمصدر قوة للفرد في صراعه مع الحياة ويساعد على تنمية روح الجماعة بين الأفراد ونشر مبادئ التسامح والإخاء والمحبة بينهم. ويبدو الامر في المجال السياسي، إذ بدأ وبشكل سافر يستخدم للدعاية الانتخابية والحزبية لما له من أهمية كبرى في هذا الجانب ، فالاستشهاد بحديث نبوي أو قدسي أو آية قرآنية قد تجعل النفوس تندفع اندفاعاً إلى الحروب أو إلى الاعجاب برأي الزعيم والخطيب والسير على نهجه وخطاه(18).


ثالثاً/ العامل النفسي والشخصي:

يؤثر العامل النفسي والشخصي في تكوين الرأي العام من منطلق أن الأفراد لا يتساوون في كل شيء من حيث طبيعتهم ، إذ يقول أفلاطون (ليس كل عالم قادر على بلوغ الخير لأن ثمة فروقاً طبيعية بين الناس وان هذا الفرق ليس فرقاً بالدرجة وحسب) (19). أي أن لكل شخصية سماتها وخصائصها تتميز عن غيرها من الشخصيات وبالتالي تؤثر في سلوكه ورأيه ، حتى أن في بعض الأحيان يوصف الشحص بأنه (شرقي) للدلالة على اتجاه المحافظ الرافض للتغيير أو يوصف على أنه (غربي) للدلالة على أنه متأثر بالفكر الغربي ويقبل التغيير وفق النمط الغربي .
ويرى الدكتور صادق الاسود في الشخصية، انها عامل هام بل وحاسم في ميدان الخيارات السياسية الاساسية، وذلك في ضوء رؤيتها للاشياء والاحداث، وبناها الخاصة بها، فهي التي تصوغ وتعين الاتجاهات السياسية، من حيث الاهتمام او عدم الاكتراث بالسياسة، فضلاً عن أثر الانتماءات الحزبية والنهج العقائدي في التفكير والتعامل مع الاخرين، وهي التي تجعل الافراد يندمجون بدرجات من النجاح متباينة، حسب الميادين التي يجري فيها التفاعل الاجتماعي الذي يعيش فيه هؤلاء الافراد، وفي الاحزاب والحركات السياسية... فضلا عن ذلك، ان الشخصية هي الاساس الذي ينشأ عنه الانحرافات والارتدادات السياسية(20).
وفي الواقع ان النظرة الى الجوانب المختلفة في الشخصية جعلت الباحثين يعرضون تعاريف لاحصر لها، وقد ذكر (كوردون و البورث) اكثر من خمسين تعريفا شائعا للشخصية، ثم عرض هو ذاته تعريفه على النحو الآتي: "الشخصية هي التنظيم الدينامي للانظومات النفسية لدى الفرد تحكم تكيفه مع الوسط الاجتماعي"(21). ويرى فريق من علماء النفس ان سمات الشخصية هي التي تدفع الافراد الى تبني اتجاهات معينة، كالاتجاهات اليسارية او الاتجاهات المحافظة، ازاء القضايا التي تطرح عليهم، وعبر دراسات عديدة امكن هؤلاء تعيين عدد من سمات الشخصية التي لها علاقة بنشاط الفرد السياسي، ومن ابرزها:-(22)
1. الفعالية والاهلية، إذ تناولت بحوث عديدة موضوع الفعالية السياسية لدى الافراد، وامكن التوصل الى إقرار وجود علاقة بين الشعور الداخلي بالقوة لدى الافراد وبين درجة النشاط السياسي الذي يقومون به.
2. النزعة السلطوية، وهنا ربطت بعض الدراسات ما بين النشاط السياسي وبين النزعة السلطوية.
3. التغريب والاستلاب، إذ أن الشعور بالعجز او السيطرة الداخلية-الخارجية والشعور العام باليأس او باللاجدوى كلها سمات تساعد على فهم النشاط السياسي والتنبؤ به.
4. حب السلطة، وفي هذا الميدان توجد دراسات نظرية عديدة ظهرت حول اهمية النشاط السياسي كتعويض عن حاجة غير مشبعة.
5. الجمود العقائدي، وهي السمة التي تؤثر على نوعية السلوك السياسي للشخص، فاحدى الدراسات عرضت انه يمكن تصنيف الاشخاص وفقا لقطبين هما ذوو التفكير المغلق (Closed-Nindedness) وذوو التفكير المنفتح (Open- Nindedness) ومابينهما، فان الافراد الذين يقفون في نهاية قطب ذوي التفكير المغلق يختلفون بطرق سياسية هامة وعديدة عن أولئك الذين يقفون في نهاية قطب ذوي التفكير المنفتح (23).
وقد وضع علماء النفس العديد من النظريات المفسرة ليمول الأفراد واتجاهاتهم السياسية والتي تؤثر بشكل أو بآخر في آرائهم أو أنها تكون منطلقاً لتلك الآراء حول المسائل والقضايا المطروحة للنقاش , فقد ذهب (هيمانس Heymens) وكذلك (فيرزما Wiersma) إلى الكشف عن الاتجاهات السياسية للأفراد عن طريق التعرف على سماتهم ، على اعتبار أن الشخصية هي المجموع الكلي لدى الإنسان من سمات تميزه عن غيره وتحدد سلوكه في الأوضاع المختلفة ، إذ يمكن التمييز بين ثلاث سمات رئيسة لتصنيف الأفراد هي : الانفعالية أو مقدار التأثر الداخلي ، والفاعلية أو النشاط ، والترجيح أو مدى عمق التأثر. وكذلك نظرية (كريتشمر Kreschmer) التي اعتمدها بعض العلماء للتصنيف النفسي الجسماني للأفراد في تفسير اتجاهاتهم السياسية، والتي تقوم على التمييز بين ثلاثة أنماط من الأفراد وهم: النمط الممتلئ وهو النمط المتقلب بين حالتي المرونة والتشدد وبين حالتي السكون والنشاط ، والنمط النحيل وهو الشخص المثالي المتطرف والطاغية الذي لا عاطفة له، والشخص الرياضي الذي يجمع بين الركون الهادئ وشيء من الانفجار . في حين ذهب آخرون إلى الاعتماد في تحليلهم لاتجاهات الأفراد على تصنيف (يونك) الذي يقسم الأفراد إلى نمطين رئيسين هما : الانطوائي والذي يقابل بصورة تقريبية التعبير العام (غير الاجتماعي)، والنمط الانبساطي وهو المنفتح للعالم الخارجي والذي يأخذه بنظر الاعتبار في جميع تصرفاته(24). فالتعرف على مثل هذه الأنماط الشخصية والنفسية للأفراد يساعد على التعرف على اتجاهاتهم السياسية ، وهذا ما يؤكد أثر العامل النفسي والشخصي في تكوين الاتجاهات والآراء، وأن السمات الشخصية هي التي تدفع الأفراد إلى تبني اتجاهات معينة إزاء القضايا التي تطرح عليهم في الحياة العامة (25). وبذلك فكل إنسان يتميز بمجموعة من الخصائص التي تتكون قبل أن يولد إلى الحياة وتستمر تلك الخصائص تعايش الإنسان أثناء مراحل حياته المختلفة ، وان كانت تخضع لدرجات من التعديل والتطوير تعتبر من الحركات الدائمة للسلوك الإنساني الذي يعد السلوك السياسي أحد أهم مظاهره .
إنَّ أغلب النظريات التي نادى بها علماء النفس في تفسيرهم لاتجاهات الأفراد وآرائهم انتقدت على أساس أنها أهملت الجانب الديناميكي للشخصية ، كما أنها وضعت حدود وفواصل لا وجود لها بين شخصية الفرد والعوامل المتداخلة معها ، وهذا ما دفع علماء النفس الاجتماعي إلى وضع نظريات تأخذ بنظر الاعتبار التفاعل البايولوجي القائم بين الفرد بتكوينه واستعدادته ودوافعه وبين بيئيته الاجتماعية بما فيها من علاقات تأثير ، ومن أهم هذه النظريات نظرية (لويل) والتي تتضمن بحسب وجهة نظر منظرها (لورينس لويل) أن الأفراد ليسوا على موقف واحد من ظاهرة التطور الاجتماعي وهذا ناجم من أن بعضهم متشائم والأخر متفائل ، فضلاً عن كون بعضهم قانعاً بالوضع السائد وآخر غير قانع ويتقاطع هذه المتغيرات الأربعة ينتج لدينا أفراد لديهم توجه محافظ أو أحرار أو رجعيون أو تقدميون ، ومن ثُمَّ يكون رأيهم متأثراً أو منطلقاً من اتجاهاتهم تلك إزاء الأوضاع والقضايا محل النقاش(26).
ولا يقتصر الخلاف على ماتقدم فقط، اذ هناك ايضا اخلاف طريقة كل من علم النفس عن عالم السياسة في دراسة الشخصية وعلاقتها بالسلوك السياسي، فعالم النفس عندما يدرس الشخصية يتسائل قبل كل شيء ما هي الفائدة التي يجنيها الانسان من سلوكه السياسي؟ وبعبارة اخرى ان عالم النفس يعالج الشخصية اعتباراها هدف البحث وليس السلوك السياسي النابع من تلك الشخصية، اما عالم السياسة فانه يتبع طريقة مختلفة في معالجة تأثير الشخصية على السلوك السياسي، فهو لايسأل عن نتائج السلوك السياسي على شخصية الانسان، بل يريد ان يعرف نتائج الاختلافات في الشخصية على وظيفة الادوار السياسية وعمل المؤسسات السياسية(27) .
وبالرغم من الانتقادات التي وجهت إلى علماء النفس الاجتماعي ونظرياتهم المفسرة للاتجاهات السياسية إلا أنهم حاولوا تفسير أثر هذا العامل في تكوين الاتجاهات لدى الأفراد وبالتالي الآراء المنبثقة عنه وبالتأكيد أن هذا العامل وغيره من العوامل لا يعمل منفرداً وإنما بالتفاعل مع بقية العوامل الأخرى ، فالظواهر السياسية شمولية ولا ريب في أن العوامل النفسية جزء منها (28).


رابعا/ العامل الديمغرافي

أما بالنسبة للعامل الديمغرافي كعامل مؤثر في اتجاهات الأفراد وآرائهم السياسية فيتضمن عدة عوامل تتحكم في سلوك الأفراد وآرائهم السياسية ومن أهم تلك العوامل هي السن والجنس(29).
فبالنسبة لعامل السن وأثره في الآراء السياسية أشارت أغلب الدراسات في هذا الميدان أن الأفراد المتقدمين بالسن تكون ميولهم واتجاهاتهم تختلف عن تلك التي لدى الأفراد الشباب، فالشيوخ كبار السن يميلون أكثر نحو المواقف المحافظة في حين أن الشباب أكثر ميلاً إلى الحركات والمواقف المتطرفة، وقد عقدت مقارنة بين الذين دون سن الثلاثين وبين من هم تجاوزوا سن الخمسين ولوحظ أن الفئة بين 30-50 سنة تكون اتجاهاتهم السياسية وآرائهم مستقرة نوعاً ما في حين أن تقلبات الرأي العام والتطرف تبدو في سن دون الثلاثين ، وتتميز فئة الخميس سنة فأكثر بنسبة عالية من الامتناع عن المساهمة في الحياة السياسية (30). كما اثبتت دراسات اخرى، ومن خلال تحليل نتائج الانتخابات، ان المجموعات التي تصوت لليسار هى تلك التي تتراوح اعمارها بين العشرين والاربعين سنة، اي المجموعات ذات السن المتوسط، فيي حين تكون المجموعات المصوتة الى اليمين هي من بين تلك التي تجاوزت هذا السن(31).
وهناك من يرى ان التباين العمري يترك اثره على قدرة الحزب في التأثير على اعضاءه في ميدان تكوين المواقف السياسية والاراء، فالمنتسبون لمجموعة الشباب مثلا قد يكونو اكثر خضوعا لتأثير الحزب في تكوين مواقفهم السياسية من المنتسبين الكهول، ذلك لان الأخيرين كثيرا ما يحملون، بسبب تجاربهم، تقاليد وعادات وافكار قد تكون بمثابة (مصدات) تضعف من تأثير الحزب عليهم في تكوين مواقفهم السياسية(32)، كما أن هناك من وجد في مرحلة المراهقة أنها مرحلة الاندفاع العاطفي والمغالاة في فهم الأمور ومعالجتها وهو ما يدفع الأفراد إلى تبني الاتجاهات والأفكار المتطرفة من جهة وعدم الاستقرار والثبات على اتجاه سياسي معين من جهة أخرى ، ولعل خير دليل على ثورة الشباب واندفاعهم في سن المراهقة هو الحركات الطلابية المتطرفة التي اجتاحت معظم دول العالم في السنوات الأخيرة، وبذلك تكون الاتجاهات السائدة في مرحلة المراهقة هي اتجاهات يسارية بصورة عامة، وأن الإنسان كلما تقدم بالعمر قل اندفاعه الثوري نحو الأفكار والآراء التي يؤمن بها ، ففي مرحلة البلوغ نجده أكثر ميلاً نحو الاعتدال من مرحلة المراهقة (33). ولعل سبب هذا التغيير يعود إلى قلة وضعف تأثير العاطفة فيه وتغلب العقل تدريجياً وازدياد الشعور بالمسؤولية والتفكير بالمستقبل من أجل ضمانه .
أما فيما يخص تأثير الجنس ، فأغلب الدراسات التي أجريت على السلوك السياسي للنساء دلَّت على ظاهرة شائعة في مختلف الأقطار وهي قلة اهتمام المرأة بالأمور السياسية قياساً بالرجل أولاً وانعطافها نحو قوى اليمين ثانياً ، فأغلب النساء يجدنَ أن بعض النشاطات ذات الطابع السياسي لا تناسب أحداهن كالانتساب إلى حزب أو الترشيح إلى الانتخابات ، كما أن العدد الأكبر يجدنَ أن واجباتهن العائلية تؤلف عقبة في طريق نشاطهن السياسي، كما أنهن أقل اطلاعاً على المسائل المطروحة على الساحة السياسية ، وأنهن بالقياس إلى الرجل أقل قراءة للصحف اليومية (34). وأن دراسات عديدة دلت على ان المرأة لها آلية كاملة للتصرف كمواطن غير ان عمل المرأة في السياسة يتطلب قبل كل شيء ضمانات عدم التعرض لسلامتها مادياً ومعنوياً ، الأمر الذي يعني أن نشاط المرأة يزدهر في المجتمعات المتقدمة وينكمش في ظل العنف الدكتاتوري (35). وهناك من يرى أن النزعة المحافظة في السلوك السياسي للمرأة تعود إلى ضآلة نضوجها الثقافي في الأمور السياسية بحيث يسهل التأثير عليها عاطفياً ودينياً (36).


خامساً/ العامل الاجتماعي والاقتصادي:

فضلاً عن العوامل السابقة هناك العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في اتجاهات الفرد ميوله السياسية التي هي حصيلة تفاعل مع الجماعة التي ينتمي إليها الفرد بتقاليدها ومفاهيمها وقيمها ، إذ يذهب الاتجاه الاجتماعي في تحليل ظاهرة الرأي العام الى ان الاخير هو النتاج النهائي لعملية تفاعل اجتماعي داخل الجماهير وفيما بينها، ويتوقف هذا التفاعل على طبيعة البناء السياسي والاجتماعي للمجتمع، ولعل (هيربرت بلومر Herber Blumer) من أوائل علماء الاجتماع الذين أولوا اهتمام لتوضيح مفهوم الرأي العام، والذي يرى ان الرأي العام هو نتاج التفاعل بين جماعات وظيفية تختلف في مصالحها وفي وضعها الاستراتيجي في المجتمع(37)، والواقع أن الجماعات التي ينتمي إليها الفرد وتزداد عدداً وتتمايز عن بعضها أكثر فأكثر ، كما أن انتماء الفرد إلى هذه الجماعات يأخذ شكل ازدواجية الانتماء، وهذا طبيعي بالنسبة للفرد الذي هو جزء من الأسرة وجزء من عائلة وقبيلة أو عشيرة وجزء من مدينة أو قرية وكذلك هو جزء من طبقة معينة وقطاع معين ، مما يجعل انتماءاته متعددة ومتشابكة والتي تترك أثراً واضحاً لدى الفرد في اتخاذ رأي والتعبير عنه (38). فالمجموعات الاجتماعية التي ينتمي اليها الفرد تسهم في تحديد مواقفه وآرائه، وذلك باتجاهين : الاول، تكوين المواقف والاراء. والثاني، تغيير المواقف والاراء المتبنية من قبل واستبداله باخرى متلائمة مع المجموعة الاجتماعية وذلك عن طريق تقديم معطيات جديدة من قبل الاخيرة لها علاقة مباشرة بالموضوع الذي يستهدفه الفرد ، وان ذلك كله يعتمد على طبيعة الاشتراك في هذه المجموعة الاجتماعية ، فلا شك ان المساهمة الفعالة تنتهي الى ان تكون المجموعة الاجتماعية اكثر تأثيرا في تكوين المواقف من مجرد المراقبة السلبية وعدم الاشتراك(39) .
فالأسرة هي أول المجتمعات وأصغرها التي يتصل بها الفرد ويترعرع فيها ، ولذلك لا بد وان يكون لها من التأثير في حياته من جميع نواحيها بما فيها اتجاهاته وآراءه السياسية سواء كان ذلك سلباً أو ايجابياً ، فآراء الأفراد واتجاهاتهم السياسية وما لديهم من مفاهيم وقيم مستمدة بالأساس من محيطه العائلي ، فلا بد وان تتأثر تلك الآراء والاتجاهات بذلك المحيط ، وكذا الحال بالنسبة للمدرسة ورفاق العمل تؤثر يشكل أو بآخر في رأي الفرد كنتيجة للعلاقات الاجتماعية القائمة (40). وفي العملية الانتخابية، وكما يرى كل من (نيلسون بولسبي وآرون ويلداوسكي)، "ان الناخب [....] وهو يعيش في محتوى اجتماعي مع والديه يتلقى منهم الهوية الاجتماعية التي تتضمن بداخلها محتوى سياسي، فالفرد يكون ديمقراطيا او جمهوريا -مثلا- اذا كانت عائلته او علاقاتها تتصف بهذه الصفة لان اغلب الناس لاعلاقة لهم بغيرهم الا من خلال علاقات الانتماء الرئيسية التي تربط فيما بينهم، وهكذا فكل الذي يتقاسم مع اصدقائه ومع عائلته بعض الصفات المحددة، فأنه يحاول ان يتقاسم معهم اخلاصهم الى حزب ما"(41).
ويمكن اعتبار الطبقة الاجتماعية من أهم الجماعات التي تؤثر في المواقف والاتجاهات والآراء السياسية عند الأفراد أكثر من غيرها من الجماعات الاجتماعية الأخرى لما تتميز به هذه الطبقة عن غيرها بمتغيرات منها الدخل والملكية والتخصص المهني والمستوى التعليمي والنسب والحسب وما إلى ذلك من الفوارق الاجتماعية (42). فآراء الأفراد تختلف اختلافاً كبيراً حسب مقدار دخولهم ووضعهم الاجتماعي في الدولة ، فدخل الفرد يحدد الطبقة التي ينتمي إليها ، ونوع العمل الذي يزاوله ونوع الهيئات التي ينتمي إليها ومكان مسكنه ونوع المنظمات التي تقبله والنوادي التي ينتمي إليها ، وهذا كله له من تأثيراً كبيراً على رأي الفرد واتجاهه لأنها تحدد الأهداف التي يتوخاها الفرد وكذلك يحدد نوع الأفراد ومستواهم الثقافي من الذين على صله به وكل ذلك يلقي بثقله على الرأي العام (43).
فضلاً عن كون الأحوال الموضوعية والذاتية للطبقة الوسطى أو المتوسطة تختلف عن تلك التي تميز الطبقة العمالية الكادحة ، فالمستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في الطبقة الوسطى أعلى مما هو عليه في الطبقة العمالية الكادحة وهذا ما يجعل أفراد الطبقتين يختلفون الواحد عن الآخر في آرائهم وتوجهاتهم (44). فضلاً عن تأثير المستوى التعليمي على رأي الفرد، فالتحقيقات التي أجريت بهذا الخصوص أشارت إلى أن الطبقة تلعب دوراً مؤثراً جداً في تشكيل الرأي العام بل وسوقه بالاتجاه المطلوب ، فكلما أعطيت الشعوب فرصة في التعليم كان الرأي العام أكثر نضجاً وواقعية (45).
وبذلك فان الجماعات الاجتماعية والاقتصادية لها تأثيرها على الفرد ورأيه ، فالناس الذين ينتمون إلى نفس المهنة أو الطبقة ... الخ يميلون إلى أن يكون لديهم آراء متماثلة ، ومن ثم فان رأي الفرد تصوغه إلى حد كبير الجماعات الاجتماعية التي ينتمي إليها ، ليس هذا فحسب بل قد يؤدي إلى استقرار ذلك الرأي أو تساهم في استقراره (46). وبالرغم من أن الكثير من المواطنين يحققون متطلبات الجمهور اليقظ سياسياً ، كحد أدنى ، إلا أن التوجه الحزبي واختيارات التصويت لغالبية المواطنين تتأثر بصورة كبيرة من الطبقة السسيواقتصادية وبالنزعة العنصرية وبأسلوب التنشئة السياسية في الطفولة أكثر من تأثرها بالاعتبارات العقلانية للقضايا السياسية(47).
ويمكن القول أن هذه العوامل وأثرها في عملية تكوين الرأي العام لا تلعب الدور نفسه في جميع البلدان ، بل تتفاوت من حيث قوة كل منها من بلد إلى آخر ، وفي البلد الواحد من فترة إلى أخرى بحسب الظروف التي يعيشها المجتمع ودرجة تقدمه وتطوره وكذلك درجة تأثر المجتمع بالمجتمعات الأخرى .
وتوضح عدة دراسات اجتماعية أسباب تأثير الانتماءات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة في الرأي العام بالقول، ان لكل مجتمع نطاقه المركزي الذي يشير الى مراكز القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان هذا النطاق المركزي للمجتمع هو المصدر الاساسي للقضايا التي تكون محلا للصراع والاختلاف والحوار والذي يشكل من محصلته النهائية الرأي العام .

المصادر::
1. احمد بدر ، الرأي العام، (القاهرة، مكتبة غريب، 1977)، ص 100 .
2. نقلا عن: لجنة في مؤسسة الثقافة العمالية ، الرأي العام ، ط1، (بغداد، مؤسسة الثقافة العمالية، 1976)، ص48 .
3. حسين مؤنس، الحضارة : دراسة في أصولها وعوامل قيامها وتطورها ، سلسلة كتب عالم المعرفة (1) ، (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، 1978)، ص333.
4. عبد الوهاب الكيالي ، موسوعة السياسة ، المجلد الثاني ، (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بلا تاريخ)، ص549 .
5. لجنة في مؤسسة الثقافة العمالية ، الرأي العام ، ط1، (بغداد، مؤسسة الثقافة العمالية، 1976)، ص48 .
6. صادق الأسود ، الرأي العام ظاهرة اجتماعية وقوة سياسية ، (بغداد، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، 1991)، ص222 .
7. محمد عبد القادر حاتم ، الرأي العام ، (القاهرة، مكتبة الانكلو المصرية، 1972)، ص75 .
8. صادق الأسود ، الرأي العام : ظاهرة اجتماعية وقوة سياسية ، م . س . ذ ، ص223 .
9. المصدر نفسه، ص 223. وكذلك ينظر لجنة في مؤسسة الثقافة العمالية، الرأي العام، م . س . ذ ، ص49.
10. أحمد زكي ، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، (بيروت، مكتبة لبنان ، 1978)، ص353 . وكذلك ينظر حميدة سميسم ، نظرية الرأي العام ، (بغداد، دار الشؤون الثقافية ، 1992) ، ص117- 118 .
11. محي محمود حسن وسمير حسن منصور ، العلاقات العامة والإعلام، (الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 1987)، ص90 .
12. حميدة سميسم ، نظرية الرأي العام ، م . س . ذ ، ص121 .
13. صادق الأسود ، الرأي العام ظاهرة اجتماعية وقوة سياسية ، م . س . ذ ، ص22 .
14. محمد منير حجاب ، أساسيات الرأي العام ، م . س . ذ ، ص103 .
15. حميدة سميسم ، نظرية الرأي العام ، ط1 ، (مصر، دار الفجر للتوزيع والنشر، 1998)، ص118 .
16. المصدر نفسه ، ص119 .
17. سامية محمد جابر ، الاتصال الجماهيري والجديد : النظرية والتطبيق ، (الاسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1985) ، م . س . ذ ، ص191.
18. محمد منير حجاب ، أساسيات الرأي العام ، م . س . ذ ، ص 104 .
19. إسماعيل الملحم ، علم النفس السياسي : الوجه الأخر لتوظيف العلم ، مجلة الفكر السياسي ، العدد الثالث، (دمشق، اتحاد الكتاب العرب، صيف 1998)، ص169 .
20. صادق الاسود، تأثير تكوين الشخصية على السلوك السياسي، مجلة العلوم السياسية، السنة الثالثة، العدد7، (جامعة بغداد، كلية العلوم السياسية، حزيران/ 1990)، ص86.
21. نقلا عن : المصدر نفسه ، ص 87.
22. المصدر نفسه ، ص ص 91 – 93.
23. للاستفاضة حول اسباب الاختلاف بين ذوي التفكير المنغلق وبين ذوي التفكير المنفتح في توجهاتهم السياسية، ينظر: صادق لاسود، تأثير تكوين الشخصية على السلوك السياسي، مجلة العلوم السياسية، السنة الثالثة، العدد7، (جامعة بغداد، كلية العلوم السياسية، حزيران/ 1990)، ص93.
24. شمران حمادي، أصل التفاوت في الاتجاهات السياسية بين الناس، مجلة العلوم السياسية، السنة 19، العدد38، (جامعة بغداد، كلية العلوم السياسية، تموز-كانون الاول/2008) ، ص17.
25. حول نظريات التحليل النفسي المفسرة لسلوك الأفراد والجماعات أنظر : صادق الأسود ، علم الاجتماع السياسي أسسه وأبعاده ، م. س. ذ.، ص402-406 .
26. شمران حمادي ، أصل التفاوت في الاتجاهات السياسية بين الناس ، م . س . ذ ، ص 18 .
27. صادق الاسود ، تأثير تكوين الشخصية على السلوك السياسي، م. س. ذ. ، ص ص97 – 98.
28. إسماعيل الملحم ، علم النفس السياسي : الوجه الآخر لتوظيف العلم ، م . س . ذ ، ص170 .
29. صادق الأسود ، علم الاجتماع السياسي ..، م . س . ذ ، ص394 .
30. صادق الأسود ، الرأي العام : ظاهرة اجتماعية وقوة سياسية ، م . س . ذ ، ص 191 – 192 .
31. سويم العزي، السلوك السياسي في المجتمع العربي، ط1، (القاهرة، دار الالفة، 1992)، ص 185.
32. عبد الرضا الطعان، دور الحزب في تكوين المواقف السياسية، مجلة العلوم السياسية، السنة الثالثة، العدد7، (جامعة بغداد، كلية العلوم السياسية، حزيران 1990)، ص72.
33. شمران حمادي ، أصل التفاوت في الاتجاهات السياسية بين الناس ، م . س . ذ ، ص ص 34-35 .
34. صادق الأسود ، الرأي العام ظواهرة اجتماعية وقوة سياسية ، م . س . ذ ، ص ص194-195 .
35. المصدر نفسه ، ص 198 .
36. صادق الأسود ، علم الاجتماع السياسي : أسسه وابعاده ، م . س . ذ ، ص 396 .
37. محمد سعد ابو عامود، الرأي العام والتحول الديمقراطي، ط1، (الاسكندرية، دار الفكر الجامعي، 2010)، ص ص81 – 82.
38. شمران حمادي ، أصل التفاوت في الاتجاهات السياسية بين الناس ، م . س . ذ ، ص27 .
39. عبد الرضا الطعان، دور الحزب في تكوين المواقف السياسية، م. س. ذ. ، ص64.
40. للمزيد أنظر: شمران حمادي، أصل التفاوت في الاتجاهات السياسية بين الناس، م. س. ذ.، ص ص27-30.
41. نقلا عن: سويم العزي، السلوك السياسي في المجتمع العربي، م. س. ذ. ، ص177.
42. إحسان محمد الحسن ، علم الاجتماع السياسي ، (الموصل، جامعة الموصل، 1984)، ص110 .
43. محي محمود حسن وسمير حسن منصور ، العلاقات العامة والأعلام ، م . س . ذ ، ص90-91 .
44. إحسان محمد الحسن ، علم الاجتماع السياسي ، م . س . ذ ، ص110 .
45. زياد طارق عبد الرزاق ، اتجاهات الرأي العام العراقي بعد يوم 9/4/2003 ، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، المعهد العالي للدراسات السياسية والدولية ، الجامعة المستنصرية ، بغداد، 2005.، ص40 .
46. صادق الأسود ، الرأي العام ظاهرة اجتماعية وقوة سياسية ، م . س . ذ ، ص202 .
47. عاطف أحمد فؤاد ، علم الاجتماع السياسي، (الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1995)، ص113 .
48. محمد سعد أبو عامود، الرأي العام والتحول الديمقراطي، م. س. ذ. ، ص91.




#عدي_ابراهيم_محمود_المناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمكانيات ومعوقات التيار العلماني في صنع الرأي العام في العرا ...
- صنع السياسات العامة
- الديمقراطية والعنف السياسي
- المصالحة الاجتماعية وحقوق الانسان
- التيارات السياسية ودورها في الاصلاح السياسي
- أدوات التيارات السياسية في صناعة الرأي العام
- الحزب الشيوعي العراقي وصناعة الرأي العام في العراق (قراءة تح ...
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي ابراهيم محمود المناوي - العوامل المؤثرة في الرأي العام