أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - الديمقراطيه والجمهور














المزيد.....

الديمقراطيه والجمهور


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 23:40
المحور: المجتمع المدني
    


الديمقراطيه والجمهور
يتضح من خلال الأدب السياسي للنظام الديمقراطي, أن الديمقراطيه نظام سياسي يتحدد بآليات تحكم العلاقه بين السلطه والشعب, أي أن هناك حدين بالعلاقه , الا وهي الحكومه والجمهور. الغرض الرئيسي لهذا النظام هو الحد من التعسف الذي يمكن أن تمارسه السلطه أتجاه رعاياها, بالأضافه الى تطبيق السياده الشعبيه على الدوله وتوفير الحقوق الأساسيه لأفراد الشعب. هذا ما هو مطلوب من الدوله ممثله بالسلطه أتجاه جماهير الشعب, لكن هل هي الصوره الكليه لهذا النظام, حيث لا يكون هناك أستحقاق على الشعب أتجاه هذا النظام السياسي , طبعآ لا, فالشعب يمثل الطرف الأخر بالمعادله لأن النظام البرلماني يفترض وجود قوى مجتمعيه فاعله , تكون الوسيطه بين السلطه وأفراد الجماهير, وهذه القوى تتمثل بالتنظيمات الجماهيريه التي تحدد مطالب الشعب وتكون مراقبه للسلطه, فالنظام البرلماني الذي يتكأ فقط على أعمال السلطه ,هو نظام برلماني أعرج ويمكن أن يتطور بشكل سلبي الى نظام أستبدادي لعدم مشاركة الجماهير بالمتابعه والمراقبه له, وهنا يكون دور الجمهور دور مستهلك, فهو ينتظر فقط حقوق ويشيح بوجهه عن الواجب, في وقت ينبغي على الجمهور أن يكون دوره دورآ منتجآ وأيجابيآ لكي تتكامل الصوره وتدور عجلة النظام البرلماني الى الأمام وبالمسار الذي يجعلها ضمن مسار هذا النظام المتفق عليه شعبيآ.
أن الجمهور الذي يفتقد الى الثقافه الديمقراطيه, سوف يكون أحد معاول الهدم لها , فهو يدعو لها بلسانه ويهدمها بسلوكه, والسبب هو جهله المطبق بالياتها. أنه لا يدرك معنى الحريه بشكلها الأيجابي وبالتالي يوجه ضربه قاصمه لها وذلك بسوء المواقف المتخذه من قبله أتجاه الآخرين , وهذه الأساءه من قبل الأفراد واحد من أخطر العوامل على تحول السلطه نحو الأتجاه العنفي وهو ما يغري الحاكمين بالتوجه نحو الأوليغارشيه (القهريه)في التعامل مع الجمهور بحجة أختراق النظام العام. كما من المهم جدآ أن ينال النظام الديمقراطي أحترام الجميع أو الأكثريه الساحقه, لأن الأعتراف بالنظام من قبل الجمهور أحد أهم ركائزه , وهو من يكتب له الأستقرار والديمومه.
أن في الديمقراطيه متسع للموروث الثقافي والديني مع ما توصل له العقل البشري من نظام سياسي وأداري وعلمي, فينبثق مشروعآ له من الخصوصيه ما يتفق وخصوصية هذا الشعب أو ذاك. فالديمقراطيه يمكن أن تكون ليس ببديل عن المعتقدات أذا حسبناها كآليه تحكم العلاقه بين السلطه والجمهور.
كما أن جهل الجمهور بآليات النظام الديمقراطي أو أغفاله لها تواكلآ سوف ينتهي بها الى أن تكون في خدمة الأقوياء من الأفراد أو القوى السياسيه ذات المال السياسي والتي تمتلك كل عناصر القوه بيدها بسبب ماتراكم لها من أموال عبر فترة ما بعد سقوط الأنظمه السياسيه الأستبداديه , وهي عادتآ تحدث في فتره يغيب فيها القانون ويختل بها النظام . فالديمقراطيه لا يمكن أن يكتب لها النجاح الا بالتكامل والمساهمه الأيجابيه من قبل الأفراد أو الجماعات المجتمعيه الفاعله من أحزاب أو منظمات مجتمع مدني , على غرار المراكز الثقافيه والهيئات الدينيه , لأن العمليه تبادليه وأي أخلال يأتي منها هو أخلال بالعمليه الديمقراطيه برمتها. أن جهل الفرد بآليات العمل الديمقراطي سيوجه لطمه لها, وسيكون أحد عوامل فشلها, وهي صوره نشاهدها يوميآ في المشهد العراقي. هذا التخبط سيقدم خدمه مجانيه للمتربصين بالعمليه السياسيه للقيام بالأستفراد بالسلطه ومحاولة أحتكارها. فمثلآ أن الديمقراطيه البريطانيه لم يكتب لها النجاح والأستمرار الا بسبب وعي الشعب البريطاني لها , وحرصه عليها , عبر وعيه لها, وحضوره في ساحتها. كما أن التواكليه التي تصل الى حد التغافل تقود الى حاله من التسيب والأنكفاء على الذات مما يجعل السلطه بعيده عن المراقبه , مما يتم أستغفال الجمهور وتمرير صفقات ترد بالفائده للهيئه الحاكمه فقط. فالشعب هو أحيانآ من يساهم بعزل نفسه , ويسلم بزمام أموره لمن يخاف منهم عليه.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماهي الأنتماء الديني والثقافي لأبناء الجاليه في الأخر البعي ...
- هل حكم الأسلام العراق
- أبعدوا الأعداء والخونه
- ديكتاتورية الأعلام
- لكي يكون لنا وطن
- ذوات فجرت واقعنا
- هل تصنع مدارسنا رجال مستقبل
- النجيفي السياسي العاق
- الدين وهم أم ىحقيقه
- العبادي يخطط والبرزاني يخربط
- من السلفيه الى الوسطيه
- هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الأغريق نحو الهاويه
- داعش ومسعود وجهان لعمله واحده
- من الذي فشل بأدارة العراق؟ الأسلاميون أم العلمانيون؟ أم الأث ...
- السلطه كعبة ال سعود
- في الصراحه راحه
- رمضان صناعة أنسان
- الأعراب وعقدة النقص
- أجتماع الشر
- التناشز السياسي في المجتمع العراقي


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - الديمقراطيه والجمهور