أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - قاسم محمد حنون - ازدراء الشيوعية واليسار والعلمانية















المزيد.....

ازدراء الشيوعية واليسار والعلمانية


قاسم محمد حنون

الحوار المتمدن-العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 22:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعدما اوغلوا ونفذوا بعمق عقولنا وحركوا تاريخ الطائفية والكراهية. هاهم يريدون ان يجدوا عدوا ما لفسادهم وجرائمهم. وليعيدوا بقائهم بالسلطة بعد أن رفضهم المجتمع. لم يتوقعوا الوعي الجماهيري للمواطنين بمختلف انتمائاتهم الدينية وتوجهاتهم السياسية وبغض النظر عن خلفياتهم الدينية والمذهبية والفكرية. كانت ردود راقية علمية متحضرة ررافضه للكراهية وقتل البشر بسبب خياراته ونظرته وفلسفته للواقع والعالم والتاريخ. انني اموت في سبيل رايك المخالف لي هكذا قال احد الفلاسفة التنويريين. ولقد اصبحت وعي والوعي واقع مادي اجتماعي متحرك وهذه خطوة تحسب للمجتمع بانه تقدم بشكل يفتخر فيه نحو التنوع الفكري والتعايش البشري وفق حجاته الاقتصادية والروحية والانسانية.
لم يعبث به بسبب الصدمة من رجال الدين السياسيين وغير السياسيين وبسبب الازمة التي لامخرج لها حيث ضربت امن ورخاء الجماهير ووضعتنا في عنق الزجاجة. اعتقد ان ميل المجتمع مع الفكر الحديث حول مختلف شؤون الحياة وحب العلم والعصرنة ومواكبة التغييرات في مختلف المجالات الفنية والتكنلوجية، كان احد الاسباب المهمة بصحوة المجتمع ضد التصريحات والمحاولات التحريضية لخلق فتنة عدوانية منظمة، ضد المواطنيين الابرياء والذين يتداولون القراءة والبحث والنقاش وطرح التساؤلات من اجل ذاته وعائلته ومستقبل مجتمعه ككل.
حيث شهدت المحافضات مهرجانات للقراءة والموسيقى والشعر وتأسست حلقات تناقش الماضي والحاضر وكيفية التفكير وادواته والشمولية النقدية، وخطوة عقلانية لعقلنة النظام الاجتماعي والتدرج نحو المدنية المجتمعية بالحقوق والمساواة، وعدم الاعتداء والغاء الاخر الديني السياسي الفلسفي الشيوعي اللاديني الوجودي العبثي الديني، ومدارس مختلفة داخل تلك الاطر الايدلوجية وتجديدها بحسب الزمان والتغيرات المحيطة به.
فبدلا من قانون ازدراء الاديان نطالب بعقوبة من يزدري الافكار. فالافكار كلها معرضة للتغييب والتخوين من قبل رموز دينية لاغيرها. فنحن في عصر الخرافة ولامكان للعلم او النقد او التساؤل. انا سيدكم ملككم الاعلى فاتبعوني ومن لم يكن معي فهو ضدي وهو (ازدراء لاوامر السماء ورغبة الالهة بحكمها بالارض من خلالنا نحن الكهنوت). ان الخطب والفتاوي المحمية من مرجعيات دينية فكرية وعلى مسمع وانظار العالم المعاصر وهي تبث خرافاتها وعقليتها المنطلقه من الارض وليس السماء ايضا. ولكن من ارض مملوكة لهم وعقول تتقلد بما يريدون ويفكرون. لم يتجرئوا على اعادة انتاج القتل الديني للاخر المخالف والاشارة الى الهمجيين المنوميين دينيا للهجوم على غاندي او ضحية العلمانية فرج فوده او صاحب رواية ايات شيطانية.. والقائمة تطول بالغرب والشرق والحملة المكارثية كفتوى سياسية وتقبيل يد البابا لضرب العراق وافغانستان, لتخليصهم من شر مطلق من اجل امركة العراق والسوق المطلقة ونشر الفوضى الخلاقة ديمقراطية العصر.
انه عصر ازدراء الافكار وكل الافكار كي تسود الواحدية بالسلطة والنفعية بالمجتمع. لا منافس لمن يرتدون اقنعة دينية برزت بالتاريخ بسبب سلطاتهم وتفخيمها وتوضيفها واعادة انتاجها، لمواجهة اي فكر واي رؤيا تفضح وتنتقد العقلية الدينية السياسية الاقتصادية السائدة. ان نقد الدين اساس كل نقد ومن دون هذا النقد لايمكن مواجهة الملوك والفاشيين وحماتهم من رجال الدين، لانهم يعتقدون ويوهمون باعتقادهم هذا انهم بطريقة واخرى قادمون من السماء وبامر الالهة.
ان الدين يقبع بالارض بالتاريخ وينشيء وينمو بالتاريخ نفسه فلا يولد شخص وكائن بذاته متدين، بل يكتسب هذا من اناس اخرين من طبقة او سلطة وتقاليد تحيط به منذ لحضة مقدمه. وتمارس عليه سلطة انضباطية وقوانين يكتسبها بالتدريج من محيطه وعائلته والسلوكيات السائدة والطقوس، بشكل ذاتي ويتراكم هذا عبر مخيلته التي انعكاس للواقع المسيطر عليه. وما ان يخيب امله بسبب موت حبيب او خذلان قائد مقدس ما ينهار ويطفح التمرد والتساؤل ويمسي عقل نقدي مستقل من العادات والاوهام التي تسيره بلا تردد. او تفكير من عملية طويلة بالتعليم والتربية والقصف الذهني بالمجتمع.
وبسبب الصدمات والخيبات برجال الدين بالعراق والاسلام السياسي عموما بكل ما اوتي من قوة واعلام حيث خرجت الخرافة كلها والطقوس كلها امام العلم والفلسفة والكون كله، بسبب تطور ادوات الانسان وهيمنته على الطبيعة ومعرفته كيفية نشوء الكون والاديان والافكار والوعي والاسرار من عدة اطراف وجماعات. هذا مع واقع متردي وخوف وسلطوية وتقسيم ومؤامرات وطائفية. بزغت الافكار ونمت لدى الشباب وانتشرت اللادينية والمدنية والافكار المادية العلمية الاخرى حول الكون والتاريخ والفكر وحقيقة هذا العالم، وعلاقة الانسان بالفكر وبالطبيعة وبالسياسة الاقتصادية واسباب الفقر والاغتراب وتاجيل الاحلام والكبت. وبعد ان لم يجد الكلاسيكيون من القرون الوسطى اجابات على الارض والواقع لجئوا للخرافة وغيبيات من لب افكارهم وتجريداتهم وتضخيم الماضي والانتقال بين الكواكب والمجرات لحل لغز الجوع والقتل والفساد. لايبارزون في الارض انهم ينتقلون بنا لعالم غير مرئي يفرضوه هم من بنات خيالاتهم، وأعادو الانسان البدائي الذي لايعرف عن طبيعة جسده المفكر شيء ما وتخيل ارواح ما في مكان ما، وعبر التجريد المجرد وضعوا لهم الهة لايعرفها غيرهم كما السحرة بالعالم القديم حيث كان تقدم لهم القرابين البشرية من اجل الحياة والامان والخبز.
مازالوا كهنتنا يعتقدون انهم يسيطرون على عقول الشباب التي "فتحت باللبن" "مثل عراقي"؟ وسافرت وهاجرت جراء افكارهم ومنظوماتهم حتى تكلل هذا التاريخ بالعودة الى التاريخ وولادة الماضي الذي تجسد بداعش وعاث بكل ماهو مخالف له باسم الدين ايضا، كانهم هم الالهة وليس بشر لهم تفسير ورؤيا: كما المدارس الاخرى المادية والمثالية وتقسيماتها الاخرى من اللاادرية والشكوكية والتجريبية والى اخره. لدينه او تفكيره بمعاقبته وحرقه واغتصابه. شكلوا محاكم التفتيش وفتشوا عن الافكار والمشاعر والاهواء.. حتى ثارت العقول المتيقضة والتواقة للمعرفة ضد كل هذا السكون والاساطير والخرافة ضد الكهنة كسلطة على المجتمع، ونشىء عصر جديد وحياة جديدة وطريقة جديده للنظر الى العالم والعقلانية والتنويرية ومن حاجات الناس الواقعية وحرياتها بالاختيار. ومن خلال هذا النور بالتاريخ والثورات العلمية والسياسية والاجتماعية ظهر عقل اخر يسود بالارض نابع من الارض ينطلق من اوهامه واساطيره وذاته وقال انه من السماء. ومن الارض الى السماء وسادت الجدالات والحوارات وتبلورت ايدلوجيات ونظريات وفلسفات قدمت المجتمعات نحو نور جديد وعقل جديد لاجيال جديدة، حتى تحقق عصر النهضة ودخلت في مخيلتنا نظريات غاليلو او داروين وفيورباخ وماركس وابن رشد ولابلاس وانشتاين واخرين، بدأو يتكاثرون لانهم فتحوا وحطموا تكلسات ومخاوف ترسبت بالتاريخ السحري والاسطوري والخرافي. جتى سيطر الانسان على الطبيعة التي كان يخشاها ويتوددها ويعبدها، فتارة يعبد المطر واخرى النار وتعددت الالهه وتعددت التصورات تجاهها وبالمقابل ظهر الفكر المادي ودراسة التاريخ علميا والكون المادي و"الدي ان دي"، والحفريات التي كشفت لنا عن جذور واصول الحياة والتاريخ والمجتمع. ومازال الجدل قائما وبنفس هذا الجدل تتغير العقول وتتنور ولكن هذه المرة وفق دلائل ومعطيات مادية وتصورات تقريبية لمستقبل علمي على اساس واقع نظري علمي. لايمكن قتل ابن المقفع وابن الراوندي ولاتوجد منطقة ملغمة محرمة فالعالم بات مفتوحا امام الجميع.
للايمان تاريخ وللالحاد تاريخ ويجب نفي الاحادية بالتفكير والهيمنة رغم دعوات الموت لها التي سادت في الفكر الغربي وايضا العربي واليوناني. يجب ان نصنع المستقبل كما كان كل شيء هو من صنع تاريخ الشعوب وليس اقدارا. ان الدعوة للحوار باجواء انسية سلمية بين الالحاد والارثوذكسيين المتدينين الذين يعتقدون انفسهم ممثلين لهذا الدين او ذاك، هي الطريقة الطبيعية لادامة الحياة المختلفة والمتناقضة وتطوراتها، وهي افضل من محاكم التفتيش حيث انتصر العقل على النقل وساد العقل التجريبي والنقدي ونفي النفي والصيرورة بالعالم، والتحول من الكم الى النوع بحافة ما من تطور المجتمع او علم ما من العلوم. اعتقد هو الحل من اجل سلامة شبابنا وانساننا في العراق. ويجب تقنين قوانين ايضا لازدراء اليسار والشيوعية والمدنية وتكفير الفكر، يعني قتل وطرد المخالف وما أكثرهم. واينما وجد الظلم تواجدت المقاومة.



#قاسم_محمد_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني هذا اليوم 25 شباط
- الجنابر والصراع الطبقي
- اللاء الطبقية يرتفع صوتها على اللائات البرجوازية والنعم اللص ...
- الظلم والاضطهاد بين الاسلاميين والشيوعيين قصة حياة لاتنتهي
- بيروقراطية وتبقرط حزبي عمالي شعبي
- البيروقراطية مرض مزمن بالحركات الشيوعية
- اين هي الشيوعية عمليا وفعليا كي يتطلب منها موقفا ما انسانيا ...
- لذكورية والرأسمالية والرجعية: سلاح فتاك بوجه المرآة العاملة
- بؤس العمل المنزلي
- خصخصة التعليم نظام ربحي لتسريح الطلاب
- دعاة الحقيقة لا حقيقة لهم
- أيارلقد طال ألأنتظار
- العمال والحرب
- حوار مع شبح ماركس
- مطالب العمال في قطاع الصناعة والموقف من السياسات المختلفة
- من وراء النافذة
- سجن منيدي في اليونان مقبرة لاحلام طالبي اللجوء
- أيها الحمار راسي ينتحر
- هل من أمل غير أشباه ألإلهه
- وأخيرا


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - قاسم محمد حنون - ازدراء الشيوعية واليسار والعلمانية