أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التسرع في رواية -كلام على شفا الشفتين- جميل عجوري















المزيد.....

التسرع في رواية -كلام على شفا الشفتين- جميل عجوري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5811 - 2018 / 3 / 10 - 20:20
المحور: الادب والفن
    


الكتابة الروائية من اصعب أنواع الكتابة، وهي تحتاج إلى مجموعة كبير من المقومات والعناصر لتتشكل أدبيا، فليس كل من كتب نص طويل يمكن أن نطلق عليه رواية، كما أن ليس كل من نظم الشعر هو شاعر، أول الأخطاء التي وقع فيها الراوي أنه جعل كل شخصيات الرواية تتحدث بصوت واحد، الكبير والصغير، المناضل والعادي، الراوي نفسة وشخصياته، ونجد مغالاة في الأحداث بشكل كبير وكأننا أمام فلم من أفلام هوليود، خاصة عندما يتحدث عن المعارك التي نشبت بين المقاومين وقوات الاحتلال، وهناك أخطاء في استخدام الكلمات وفي التعبير عن الحدث، وعبارات غير موافقة، والزمن والمكان كانا عائمين ومختلطين على القارئ، ونجد العنف يصدر من كافة الشخصيات القريبة والبعيد، والصديق والعدو، وهذا ما جعل الرواية تبدو وكأنها راويها وشخصياتها وأحداثها وفكرتها صادرة عن شخص واحد، مهمين على كل شيء، ولكي نكون موضوعيين وجدنا استخدام رائع في الرواية عندما قال الراوي: "وفي الوقت نفسه أخشى على شخصيات القصة أن يتساقطوا واحدا تلو الآخر، كأوراق الشجر في فصل الخريف وهم في ريعان شبابهم، وكيف لي الحصول على بطل جديد لأكمل به القصة أو أكمل ما بدأته دون رسمي لبطل آخر؟" ص58، فهنا الراوي كسر الحاجر الذي يفصل بينه وبين القراء، كما أن اللغة التي استخدمها كانت جميلة وبعيد عن العنف الذي لازم شخصيات وأحداث الرواية.

اسماء الشخصيات

للاسم معنى معين، وهو يعطي القارئ شيء عن طبيعة الراوي، فعندما يكون هنا اسماء ناعمة "سعيد، سعادة، محمود، حسن" سيأخذ القارئ فكرة هادئة عن هذه الشخصيات، أيضا سلسة ونعومة الأحداث، لكن عندما نجد اسماء: "نجد، ثكل، معالي، حسام، باسل، ترس، جلمود، همام، سراج، فلسطين، جمان، نعمان" اسماء شخصيات مسلمة، و "ميشل، سيرافين، أبانوب، ماريا، جوذي، اثانسيوس" اسماء شخصيات مسيحية، وإذا ما توقفنا عند الاسماء المسلمة سنأخذ فكرة الحرب والعنف إذا ما استثنينا اسماء "نعمان، سراج" فبقية الاسماء لها علاقة بالحرب وبمجريات المعارك، أما بخصوص الاسماء المسيحية فلم تكن موفقة، لأن الراوي وضع نصب عينيه أن المسيحيين الفلسطينيين لا يسمون بأسماء عربية، وهذا خطأ يحسب عليه.

العنف

احداث العنف حاضرة في العديد من الروايات، لكن أن تصدر من كافة الشخصيات بصرف النظر عن طبيعتها أو مكانتها يعد جريمة بحقها، وعدم دقة الراوي في تحديد خطوط السلوك شخصياته، فنجد فعل الصفع واللكم وللركل والحرق والقتل والطعن والقنص والضرب، يتكرر كثيرا في الرواية، وكأن هناك فعل عظيم وجميل يحب سارد الأحداث أن يخبرنا به: "تعجب باسل على ما قاله زوج أخته، وكيف يقول هذا الكلام بكل برودة؟ حتى أنه قام بلكمه على وجهه ليرديه على الأرض والدماء تسيل من أنفه" ص52، عنف غير مبرر وغير موضوعي، وهذا يعكس ما يحمله الراوي في العقل الباطن، فهو يميل نحو العنف والغضب السريع ولا يتمالك نفسه وقت الشدة، وهذا لا يجوز في الأدب.

" خرج باسل من البيت.... ووجد بأنهما الطبيب أبو مدحت وآخر لا يعلم من هو، ليجد نفسه أمام صفعة منه ليرديه على الأرض" ص61، ايضا فعل عنيف ولا يمكن أن تكون كل الشخصيات تقوم بعين الفعل نفس السلوك.

ونجد الأم ايضا تقدم على فعل العنف كباقي الشخصيات: "صفعت الأم ابنتها على هذه الوقاحة واستهجانها بأختها " ص64.

"وجدت أن التعوذ من بعيد لم يكف، فركضت مسرعة بصوبه لترسم يدها في وجنته صفعة لكي يسقط ويختفي" ص98،

وهناك سلوك عنيف يتجاوز الأذى السطحي فيلحق الأذى الجسدي: "يركض عليه حسام وبكل قوته يركله بقدمه على كتفه مما أسفر بخلع بها" ص67.

وهناك تصرف احمق يصدر من "نعمان" الذي انتصر على "باسل": "فامر باسلا بالانحناء على الأرض عند قدميه ليلعق حذائه" ص114.

ونجد سلوك العنف لا يقتصر على الأفعال فحسب بل نجده أيضا فيما يصدر من كلام: فالأم تصرخ: "تصرخ الأم في وجهه" ص73، ونجد وصف لإسكات الآخرين: " أخرس باسل شقيقته لعدم احترامها ضيفه" ص83، لهذا نقول أن الراوية عنيفة بكل ما فيهان وهذا لا يريح المتلقي للنص ويرهقه، فكان أولى بالراوي أن يعطي سلوك/تصرف/فعل يميز بها الشخصيات لا أن يقحمها بما يريده هو.

عبارات غير موفقة

هناك العديد من العبارات والفقرات جاءت بشكل غير مناسب، مثل: "فما أجمل سذاجة الأطفال حينما يصدقون الكذب مقتنعين به بما يحملون من براءة" ص35، "ضحكت جدته من سذاجة حفيدها" ص137 اعتقد بأن لفظ "سذاجة" غير مناسب وكان يمكن ان يستبدل بلفظ "بساطة/براءة".

وفي هذا المشهد يقول اراوي: "فأجهش بالبكاء كذاك الطفل الذي يخشى غياب أمه من جانبه" ص38، أيضا لم تكن في مكانها، فكان ينكن أن تكون "كبكاء الطفل" بدل "كذاك الطفل" وإذا ما عرفنا أن الحديث عن "باسل" الشباب الناضج، سنجد هناك مساحة كبيرة تفصل بين الواقع والتشبيه، فلا يعقل أن يبكي شاب كبكاء الطفل.

وحتى عندما اراد ان يعلل تصرفات "معالي" نجد شيء غير مناسب وطبيعة الحدث: "وضعت معالي علكة في فمها لتهدأ من روعها أو بالأحرى اتخرس نفسها عن الثرثرة لا طائل منها" ص81، الراوي يصنع الحدث، ويقرر ما يريد من وراءه، ويسقط أفكاره على المتلقي، كل هذا يرهق المشهد ويتعب القارئ بتفاصيل دون الحاجة إليها.

حتى مشهد تناول الطعام لم يكن مقبول: ط فهجموا على المائدة لينسفوها عن بكرة أبيها" ص89، وكأن المائد ساحة حرب، فنجد فعل "فهجموا، لينسفوها" اعتقد بأن من لأولى أن يكون هناك ألفاظ غير هذه تناسب وطبيعة الحدث.

"عاد باسل إلى البيت ووجد الأطفال سعيدين لأنهم أكلوا حتى التخمة" ص63، أليس "حتى شبعوا" أفضل من "حتى التخمة"؟.

ونجد هناك لفظ "اتاوة" في مكان غير مناسب: "ألا تعلم أنك أحد المطلوبين لدى المحتل، وأن هناك اتاوة على رأسك" ص120، فالصحيح استخدام لفظ "مكافأة".

الأخطاء

هناك أخطاء عديدة في الأحداث وفي الحبكة وفي السرد، مثل: "نام الجميع إلا وأن معالي رفضت النوم بجانب زوجها وقررت النوم بجانب أطفالها" ص53، مقطع "إلا وأن" اعتقد بأنه في غير مكانه، ويمكن أن يكون هناك عبارة أخرى أكثر دقة .

"ـ أين ذهبوا إذا؟

بدأ الطفل بالبكاء، فأخبرهم أنهم في البيت ولكنهم بلا عقول، وخاله في الغرفة لا حراك على سريه ساكنا" ص61، أولاً اللغة أكبلا من لغة الطفل، وثانياً غير مفهوم العلاقة بين بكاء الطفل والخبر الذي قاله، وكما أن "بلا عقول" لا نعرف ما المقصود بها.

"وفي وقت ما قالت أم باسل لهذه الكلمات" ص74، ما المقصود "لهذه الكلمات"؟ الصواب هو "بهذه الكلمات"

"أنت بهذا العمر تذكرني بوالدك عندما كان طفلا حيث كان في سنك بطلا" ص75، الصواب "عندما كان شابا".

"حيث لا حبذا إزعاجهم كي لا تحل بي لعنة تجعلني لا استطيع العيش بهدوء" ص79، ما المقصود ب "حيث لا حبذا"؟

الأحداث

هناك مجموعة من الأحداث تم تكبيرها وكأنها صورة من لإحدى أفلام الأكشن، كما هو الحال في الصفحة115، 116، 132، و134،136، نقتبس هذا المشهد كمثل : " ففقد إنسانيته مرة أخرى وقام بتفجير رؤوس بعض منهم إلى أن نفذت الذخيرة منه، فاستعان بخنجره حتى شق أعناق ما تبقة منهم انتقاما لأصدقائه الذين استشهدوا، إلا وأن آخر جندي قد قام بالتقاط مسدسه عن الأرض وأطلق النار صوب باسل، فأصابه برصاصتين إحداهما بقدمه والأخرى بصدره، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة رمى خنجره بصوب الجندي ليخترق حلقه ويسقطه قتيلا" ص136.

اعتقد أن متابعة الرواية حتى نهايتها سيكون فيه شيء من اضاعة الوقت، نكتفي ما جاء، بهذا الاختصار، ليس لنحبط الكاتب، بقدر أن ننبه إلى ضرورة أن تكون الشخصيات متماثلة مع لغتها ومع تصرفاتها، وأن يحررها من القيود التي يكبلها بها الراوي، وأن يعطي الأحداث مسار منطقي، عقلي.

الرواية من منشورات المكتبة الشعبية ناشرون، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى2018



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة
- غبش البياض -نفن مردم-
- المختصر المفيد في كتاب -كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية- ...
- العناصر الروائية في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم
- القدس في مجموعة -عشاق المدينة- نزهة الرملاوي
- الكاتب في رواية -موتي وقط لوسيان- محمود شاهين
- الألم والشباب في قصيدة -العروبة- عبد الحي فخري جوادة
- مناقشة رواية -علي- في دار الفاروق
- الإغراق في رواية -العين المعتمة- زكريا محمد
- جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد
- العراقي في رواية -كم بدت السماء ق
- المسيح الفلسطيني ورواية -وارث الشواهد- وليد الشرفا
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -سأسلم التاريخ للأجدادِ- يوسف خليف
- فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...
- الاسطورة والطبيعة في قصيدة - اطَرِّزْلِكْ- سمير أبو الهيجا
- الأم في قصيدة -ملح ومي- سمير ابو الهجا
- قصيدة -الأب- سمير أبو الهيجا
- البساطة والعمق في -أكتب كي لا ينام الحلم في الفراغ- نافذ الر ...


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التسرع في رواية -كلام على شفا الشفتين- جميل عجوري