أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الأسلوب الأدبي














المزيد.....

الأسلوب الأدبي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


إن أنماط وأساليب الكتابة متعددة في الأدب ويتأثر الكاتب في بداية حياته الأدبية بأسلوب أدبي ما تبعاً لتأثيره بمبدع معين ومع تنوع خزينه المعرفي المكتسب تتعدد أنماط وأساليب العمل الأدبي أمامه فيبدأ مرحلة التجريب والالتزام الحرفي لأنماطها وأساليبها ثم يأسره أحدها. وفي مرحلة لاحقة ومع زيادة اكتسابه المعرفي وتنوعه وممارسته لفعل الكتابة الأدبية بشكل أكبر تتراكم تجاربه وأساليبه الأدبية، فيصبح محترفاً للعمل الكتابي ليبدأ رحلة الاكتشاف والتفحص والتدقيق في أنماط وأساليب العمل الأدبي ليختط لنفسه أسلوباً جديداً يميزه عن الآخرين.
ويلازمه هذا الأسلوب طول حياته الأدبية ويصبح دالة على كتاباته وسمة لشخصيته الأدبية...فالقارئ الجيد هو من يجيد التمييز بين الأساليب الأدبية للمبدعين. ويصبح الأسلوب الأدبي دالة على الكاتب وعنوان لنصه الادبي، فالأسلوب السلس، الواضح، المحدد، الهادف والحامل للرسالة....يفصح توجه كاتبه ويدلل على مهام رسالته وبالتالي شخصيته وثقافته والتزامه واستقلاليته الفكرية.
يقول ((توفيق الحكيم))"يستمر الأديب في البحث عن أسلوبه إلى أن يجده فيصبح بعد ذلك سجينه إلى الأبد".
إن أنماط وأساليب الكتابة، مختلفة من مبدع لآخر فهناك من يتبع الأسلوب المباشر في طرح آراءه مستخدماً صياغات الجزم والقطعية والحقيقية المطلقة والآراء القاطعة لفرض رأيه على القارئ وغالباً ما يستجيب القارئ المتوسط الثقافة لهذا الأسلوب لأنه أسلوب يريحه ويقدم له أفكاراً وآراءً جاهزة وقطعية ولايفرض عليه فعل التفكير الذي يحتاج لجهد وثقافة عالية للوصول إلى الهدف والاستنتاج الشخصي.
وهناك نمط وأسلوب أدبي مضادة يبتعد عن صياغات الجزم والقطعية ويجد أن للحقيقة أوجه متعددة لايجوز اعتماد وجهاً واحداً منها لإصدار الأحكام، فتتعدد آراءه وأفكاره واستنتاجاته دون أن يقسر القارئ على واحدة منها بل يدخله في دوامة فعل التفكير في جميع الآراء والأفكار والاستنتاجات ليخرج هو برأي شخصي قد يكون مطابقاُ لبعض تلك الآراء أو رأياً جديداً يستنتج من خلالها.
إن المتبني للأسلوب الأدبي القطعي والمباشر في الكتابة يمارس عمله كالمصور الفوتوغرافي الذي يأخذ صورة نمطية عن الواقع ليضعها أمام القارئ الذي يتفحص شخوصها وأبعادها ضمن مساحة الصورة ذاتها ليصدر أحكامه النهائية على الواقع كله دون التفكير بما هو غائب عن مساحة الصورة ذاتها.
إن الأسلوب الادبي الذي يرفض تغيب رأي القارئ وثقافته ومشاركته في خلق الآراء الجديدة، ينقل الوصف والمعنى للآراء والأفكار العاكسة للواقع ويستدرج القارئ عبر فعل التفكير بها لتشكيل الصورة النمطية للواقع كما يراه ويعتقده. بهذا فإن الصور تتعدد، بتعدد القراء والثقافات وقد تكون أقرب إلى هدف ورسالة الكاتب ذاته ولكنها ليست مطابقة لها تماماً.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن الأديب لاينقل إلى قارئه صورة، بل ينقل معنى....هذا المعنى هو الذي يثير في رأس القارئ صورة".
إن الأسلوب الادبي الذي يبتعد عن الآراء القطعية والحقائق المطلقة والأفكار الجازمة يدلل على ثقافة الكاتب واحترامه لثقافة القارئ الذي يشاركه في تشكيل معالم الصور المتعددة عن الواقع ويفرض عليه عملية التفكير من خلال جملة الآراء والأفكار والاستنتاجات المتحررة من قيود وسلاسل الجزم والقطعية. وهذا النمط والأسلوب من الكتابة والتفاعلية بين الكاتب والقارئ تمنح النص الإبداعي عمقاً جديداً عند كل قراءة جديدة له، وتجعل القارئ يكتشف أبعاد فكرية تتطلب فعل التفكير منه لإدراكها واستيعابها.
ويؤشر هذا الأسلوب لحالة الاختلاف بمستويات الثقافة للقراء الذين يميل قسماً منهم إلى البحث عن الكاتب الذي يقدم له الأفكار والآراء والاستنتاجات الجاهزة، ولايقسرهم على التفكير بها وهم في الغالب من متوسطي الثقافة الذين تأسرهم الأفكار والآراء الجاهزة فينقادون إليها بسهولة.
وبخلافه فإن القراء ذوي الثقافة العالية يرفضون الانسياق وراء كتاب القوالب الجاهزة لأنهم يشعرون بأنهم ليسوا طلبة في مدارس ابتدائية متلقين للثقافة، وأنما مشاركين مع الكاتب في صياغة الأفكار والآراء الجيدة التي تعكس صدى صوت الكاتب ليعمل على صياغة الأسئلة الجديدة المذيلة بأدوات الاستفهام للحصول على الإجابات والاستنتاجات المختلفة.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن الأديب الحق هو الذي يجعلك تدرك عمقاً جديداً، كلما أعدت قراءة كتابه".
إن الأسلوب الادبي الذي يعتمده الكاتب يدلل على مديات ثقافته وعمق آراءه واحترامه لثقافة قرائه ومشاركته إياهم في صياغة الأفكار والآراء الجيدة، والابتعاد عن النمط التقليدي للكتاب الذين يسجنون أنفسهم في قصور عاجية تفصلهم عن الواقع فيوصمون بالتعالي والنرجسية المفرطة التي تفرض على القراء نمطاً محدداً من الآراء والأفكار الجاهزة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الأسلوب الأدبي