أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - في فيلمه التسجيلي - السويس... الذاكرة المنسية -:المخرج أحمد رشوان يرّد للمحاربين القدماء إعتبارهم، ويعيدهم إلى الواجهة من جديد















المزيد.....

في فيلمه التسجيلي - السويس... الذاكرة المنسية -:المخرج أحمد رشوان يرّد للمحاربين القدماء إعتبارهم، ويعيدهم إلى الواجهة من جديد


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


ينطلق الفيلم التسجيلي " السويس . . الذاكرة المنسيّة " للمخرج أحمد رشوان من نقطة حرجة في تاريخ الشعب المصري إثر نكسة حزيران " يونيو " 1967، أو ما ُسمّي بحرب الأيام الستة، أو " حرب الساعات الست " على الأصح، وهي الساعات التي تمّ فيها تدمير كل الطائرات المصرية الجاثمة في مهاجعها، وما تلاها من إنسحاب مهين، وغير منظّم للجيش المصري الذي ظل من دون غطاء جوي هدفاً سهلاً للطائرات الإسرائيلية التي كانت تفتك به من دون مقاومة تُذكر. وكنوع من العقاب الجماعي للذات والقيادة معاً، قام المصريون بإطلاق آلاف النكات اللاذعة التي تقطّر قسوة ومرارة وسخرية من الهزيمة العسكرية لثلاث دول عربية مجتمعة لم تستطع الوقوف بوجه" كيان مُصطنَع " لم يأخذ شكل الدولة بعد. وإذا ما أعتبرنا بأن هذه الهزيمة كانت " نكسة " أو " نكبة " أو " إندحاراً " فإن المصريين قادرون على ترميم ذواتهم، وإستراداد هيبتهم المفقودة. وبالفعل بدأت حرب الإستنزاف التي خطط لها، ونفذّها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في يناير 1969، والتي ألحقت خسائر فادحة مهّدت الطريق لملحمة العبور في 6 أكتوبر عام 1973، وتحطيم أسطورة القوة الجوية الإسرائيلية التي لا تُقهر، وخرق خط بارليف بعملية " الصدمة والترويع " المصرية التي أعادت للجندي المصري كرامته المهدورة.
منظمة سيناء العربية، ودور الأجهزة الأمنية
لقد إختار أحمد رشوان هذه النقطة الحرجة من تاريخ مصر التي إنتكست، ولكن روح الشعب لم تنتكس، ولم تمُت، لأنها حيّة، نابضة أبداً. كما أنها تتحرّك بشكل عفوي، وتلقائي، لذلك تشكلّت بعد النكسة مباشرة مجموعات من المقاومة الشعبية لحماية المنشآت الحيوية المبثوثة في مدينة السويس، وبور توفيق خشية من محاولات الإنزال الجوي الإسرائيلي التي قد تدمّر الشركات النفطية كما ورد على ألسنة الفدائيين المصريين الثلاثة الذين إنضمّوا إلى " منظمة سيناء العربية " وهم عبد المنعم قناوي، ومحمود عوّاد، وعبد المنعم خالد. كان العديد من المواطنين المصريين يحرسون منشآتهم النفطية بشكل تطوعي، لكنهم إنتبهوا إلى أهمية الإنضمام إلى منظمات فدائية على غرار منظمة " فتح " الفلسطينية أو سواها، بحيث لا يتورع المنتمون إليها عن القيام بعمليات إنتحارية إن إستدعت الحاجة إلى تلك العمليات. توقف مخرج الفيلم عند تأسيس " منظمة سيناء العربية " التي إنخرط فيها فدائيون من السويس وبقية المدن والقرى المصرية، ومنهم عبد المنعم خالد، ومحمود عوّاد، ومحمد سرحان الذين تحدثوا أول الأمر على طريقة إنخراطهم في المنظمة والتدقيق الأمني الذي تعرضوا له من أجل تزكيتهم، وقبولهم كأعضاء في هذه المنظمة الفدائية التي يتطلب العمل فيها أعلى درجات الحيطة والكتمان والسرّية، وخصوصاً أن المخابرات المصرية هي المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية لهذه المنظمة التي إقتصر واجبها على زرع الألغام، ونصب الكمائن للدوريات الإسرائيلية في سيناء أول الأمر، ثم كبُرت هذه المجموعة الصغيرة لتضم إلى دائرتها الحاج ميمي سرحان، سعيد الباشتلي، أحمد أبو هاشم، فايز حافظ أمين، وأشرف عبد الدايم، وأناس آخرين. نفّذ الفدائيون بعض العلميات التي إستهدفت الدوريات، وقد تدخل الطيران الجوي الإسرائيلي، ولكن الجيش المصري تمكّن من إسقاط طائرة " سكاي هوك " في وضح النهار لأن الجميع كانوا على أهبة الإستعداد مثل كتائب المدفعية ومقاومة الطائرات. وفي إشارة إلى بدء تراجع معنويات القوات الإسرائيلية غرست هذه المجموعة الفدائية العلم المصري شرق القناة إثر العملية الناجحة، وظل هذا العلم مرفوعاً منذ 5/11/1969 ولغاية يوم العبور التاريخي في 6 أكتوبر 1973. كنت أتمنى على المخرج أحمد رشوان أن يعزز هذه اللقطات ببعض المعلومات القيّمة التي تتضمن الإشارة إلى القادة المسلمين والأقباط في آن معاً، لأن هناك أقباطاً لعبوا دوراً مهماً في هذا النصر الكبير، ولعل أبرزهم على الإطلاق هو اللواء باقي زكي يوسف الذي إخترع المدفع المائي والذي جرف السدود الرملية، وكذلك قائد الجيش الثاني اللواء فؤاد عزيز، بالإضافة إلى قائد الجيش الثالث اللواء عبد المنعم المصري وغيره من القادة الابطال المسلمين لكي يعطي الفيلم نكهة خاصة تنتصر للوحدة الوطنية المصرية القائمة بين المسلمين والأقباط. خاصة وأن بعض الأحزاب الإسلامية في مصر قد نوّهت في حينه بكلام طائفي خطير مفاده " النهارده السبت، وبكره الحد " يوحي بأننا إنتصرنا اليوم على اليهود، وغداً على المسيحيين! " وفيما يتعلق بدقة المعلومات فإن عبد المنعم قناوي الذي كان يتحدث عن معجزة العبور قد قال بأن الساتر الترابي قد بلغ إرتفاعة " 22 " متراً في حين أن المعلومة الصحيحة تقول بأن الساتر قد تراوح إرتفاعة بين " 10 " أمتار إلى " 25 " متراً في بعض المناطق. وكان على المخرج أو كاتب السيناريو لاحقاً أن يدقق في هذه المعلومة المهمة جداً في فيلم تسجيلي من هذا النوع. ولكن لا بد من الإشادة بقدرة أحمد رشوان في إلتقاط المشاعر الداخلية للمواطنين البسطاء الذين لا يريدون لمصر أن تخسر طائرة واحدة في هذه الحرب المشرّفة فكان الفدائي محمود عواد يقول بما معناه " أننا كنا نزعل حينما نفقد طائرة حربية، وكنا نذهب إلى مكتب المخابرات ونسأل عن دورنا في هذا المعركة، فيقولون لنا أن أدوارنا ستأتي لاحقاً. "
ضراوة حرب المدن
كثرما أوكِّد في مقالاتي النقدية بأن الفيلم التسجيلي يحتاج إلى كم كبير من المعلومات. فحينما يتحدث الفدائي أحمد عطيفي عن إنطباعاته الشخصية عن حرب العبور نسمعه يقول بأن " الحرب ماشية كويّس " إلى أن تدخلت القوات الأمريكية تدخلاً مباشراً. أن الملتقي الذي يشاهد هذا الفيلم بعد مرور 33 سنة قد لا يتذكر التفاصيل، لذلك فإن الفيلم التسجيلي الذي يُعد بمثابة ذاكرة مرئية عليه أن يزوّد المشاهد بهذه المعلومات بحيث تعيده إلى ساحة الحدث بذاكرة طرية لم يفتها شيء مهم. هنا كان على المخرج أن يتذكر بأن عدد الطائرات الأمريكية التي وصلت في الحال إلى ساحة المواجهة هي " 228 " طائرة أمريكية بكافة معداتها المتطورة. كما أوصلت أمريكا في الحال " 22. 497 " طناً من الذخيرة والصواريخ ومعدّات التشويش. هذه المعلومات الدقيقة تخدم الفيلم التسجيلي وتعزز الثقة بمخرجه لأن بذل جهداً كبيراً في البحث والتنقيب قبل الشروع بالتصوير. وعندما تمكنت إسرائيل من فتح ثغرة الدفرسوار بدأت مواجهة من نوع آخر تتمثل في إقتحام مدينة السويس حيث ستأخذ المعركة طابع " حرب المدن " بما فيها القتال المرير في الشوارع والأحياء المكتظة بالسكّان. ومن خلال إستذكارات الفدائي أحمد عطيفي نكتشف بأن دور رجال الدين كان مهماً، ولا يمكن التغاضي عن دور الشيخ حافظ سلامة حيث كان يساهم هو ورجاله بنقل الجرحى إلى المستشفى، وتزويد المتطوعين والفدائيين بالأسلحة والذخيرة بما فيها الأسلحة المضادة للدروع والدبابات. ولعل من المفيد أن نتوقف هنا عن إستذكارات الفدائي محمد عوّاد وهو يسرد لنا ما حدث خلال يوم 23 أكتوبر عندما دبّ الذعر في قلوب المواطنين، وخاصة الناس العُزّل منهم، الذين يتحركون في هرج ومرج بإتجاهات متعاكسة فيهم النساء والمجانين والأطفال الصغار التائهين الذين فقدوا ذويهم. ووسط هذا التداخل كان محمود يصف حماس الشباب المندفعين لقتال العدو، وبضمنهم المهندس محمد البهنسي الذي كان " بيقاتل زيه زي أي فدائي موجود " وكأنه لا يستطيع أن يتصور بأن المهندس أو الأفندي يمكن له أن يقاتل عدوه مثل بقية خلق الله البسطاء! أو الشهيد أشرف " ده كان بسم الله ما شاء الله عليه، كان كده هو ضئيل الجسم، ولكن كان فيه قوة مائة واحد. " ثم يغلق الفدائي محمود عواد شارع عرابي بالسيارات المعطوبة لكي يسهّل عليه مهمة إصطياد الدبابات ومحاصرتها في مواقع محددة من المدينة. إن من يستمع إلى أحاديث هؤلاء الفدائيين الأبطال لا ينتابه الشك في مصداقيتهم، فهم يتحدثون عن طوّية حسنة لا يداخلها الكذب أو الزيف أو الإحتيال. كانوا يستفيقون أول الفجر، ويتعانقوا خشية ألا يرى بعضهم البعض في هذه الحرب الطاحنة. في الجزء الذي يتعاطى مع ثغرة الدفرسوار يتحدث محمد سرحان عن الخدع التي إستعملتها إسرائيل في الحرب من بينها أن الدبابات الإسرائيلية كانت ترفع أعلاماً جزائرية ومغربية، وأن هناك دبابات في مواقع دفاعية أخر كانت تحمل في أجوافها دمى لجنود إسرائيليين كان الغرض منها هو تمويه الجيش المصري وكشف مواقعه في حال فتح النار على هذه المواقع المزيفة. ثم يتحدث محمد عواد عن تدميره أول دبابة دخلت السويس حيث كان مختبئاً في " دوشمة خرسانية كانت موجودة منذ عام 1956 " ثم بدّل موقعة لتصبح هذه " الدوشمة " هدفاً لنيران الدبابة التي تليها، بينما يتحدث أحمد عطيفي عن واقعة مروّعة بثت الرعب في قلوب الإسرائيليين عندما أقدم الفدائي إبراهيم سليمان على ضرب سائق دبابة إسرائيلية بصاروخ قاذفة فحزّ رأسه الذي تدحرج مثل كرة، بينما سقط الجسد من دون رأس في جوف الدبابة فأصاب الطاقم بفزع كبير. وقيل أن نشوة النصر جعلت الجنود الإسرائيليين يتمادون في غرورهم بحيث أنهم كانوا يشرئبون برؤوسهم من الأبراج المستديرة للدبابات من دون أن تتسرب الخشية إلى قلوبهم من إحتمال وجود مقاومة جدية لهم. وهناك مواقف إستثنائية للفدائيين المصريين لا يمكن أن نتوقف عندها جميعاً، ولكن الدبابات الإسرائيلية التي إقتحمت السويس لم تكن أكثر من قبور متحركة لم تسلم من قنابل الفدائيين الذين كانوا يقاومون العدو بضراوة قل نظيرها، وحينما كان يستشهد البعض منهم كان موته يكلّف العدو ثمناً كبيراً.
أسطرة الواقع، والتوق لنيل الشهادة
تحدث محمود عواد بجرأة عن معركة " قسم الأربعين " وقال إن جميع أقسام السويس رفعت الأعلام البيض، ونزّلت علم مصر الأمر الذي شجّع الإسرائيليين أن يدخلوا قلعة قسم الأربعين ويحتموا بها، خصوصاً وأن هذه القلعة محاطة من جهاتها الأربع بأربعة شوارع، لذلك قرروا دك القلعة، وفك الحصار عنها بأي ثمن. وفي هذا الجزء من الفيلم تختلط الحقائق بالأساطير التي تصنعها المخيلة الشعبية. على أية حال تم تدمير القلعة وحرقها بالكامل، وإستشهد العديد من الفدائيين المصريين بينهم إبراهيم سليمان، وفايز أبو حافظ، وأشرف عبد الدايم. لقد بثت هذه العملية الشجاعة الرعب في قلوب الجنود الإسرائيليين إلى الدرجة التي قالوا فيها بأنهم " شافوا جنود صاعقة عمالقة ولهم أنياب! " وبشهادة أحمد عطيفي بأن " كل اللي دخل السويس ما خرجش." وثمة إشادة واضحة بدور مسجد الشهداء وإمامه حافظ سلامه الذي حوّل هذا المسجد إلى ما يشبه غرفة العمليات العسكرية. لقد قدمت السويس الكثير من الشهداء الذين يعتبرون على وفق الذاكرة الشعبية " أحياء عند ربهم يرزقون ". ولذلك فإن الفدائي إبراهيم سليمان كان يتوق للشهادة، ويرى أنه ليس من المعقول أن تبدأ الحرب وتنتهي من دون أن ينال الشهادة " بكى، قال لي يا واد إبراهيم، قامت الحرب وهتخلص ومش هتنول الشهادة! " وأكثر من ذلك فقد كان يتبارك بحزام الشهيد أحمد حمدي لأن عليه نقطة دم قد تسهّل أمره في نيل الشهادة لوجه الله ، وبالفعل نال الشهادة بعد أن أصيب بأكثر من أربعين طلقة في جسمه! ومن ضمن أسطرة بعض الأجواء والمناخات أن الشهيد أحمد أبو هاشم قد كتب أسماء أولاده وبناته على زجاج النافذة المترّب بأصبعه، فظلت هذه الأسماء مكتوبة لمدة سنة أو يزيد! أما أحمد عطيفي فقد قال بأن جثث الشهداء دُفنت خشية من تفشي الأمراض والأوبئة، ولأنهم كانوا قد تركوا وصية بأن يدفنهم الشيح حافظ سلامة دفناً شرعياً، وحينما أخرجوا جثة الشهيد إبراهيم سليمان بعد ثلاث تسعين يوماً وجدوه " وكأنه نائم بالضبط "، أما محمود عوّاد فقد وجده " مبتسماً، وكان وجهه، وذقنه وكأنه متوضئ، أما الرائحة التي شمّها منه، فلم يشمّها من قبل، ولا يمكن أن يشمّها لاحقاً! " والشهداء من وجهة نظره هم الخيرة الصادقة التي يختارها الله إلى جواره دائماً.
مكافأة الفدائي هي الحج مجاناً، وشهادة إستثمار بعشرة جنيه!
بذل المراقبون الدوليون جهداً كبيراً لفك الإشتباك بين الجبهتين المصرية والإسرائيلية، ولكن الفدائيين لم يلتزموا بوقف إطلاق النار لأن عقيدتهم قائمة على ثنائية " إما ان نموّت العدو أو نموت " ولهذا فقد إستمرت المقاومة الشعبية طوال مدة الحصار التي بلغت نحو مائة يوم. كانت هذه الأشهر الثلاثة بدءأً من أكتوبر ولغاية 29 يناير عام 1974 صعبة جداً على الفدائيين الذين كان ينقصهم الماء والغذاء والدواء، ولكن إيمانهم بقضيتهم كان كبيراً إلى درجة لا تصدّق، وثقتهم عالية بتحقيق النصر الأكيد والإنتقام لهزيمة 1967 وخصوصاً أن " السوايسة " قد عانوا أكثر بكثير مما عاناه المواطنون المصريون في بقية أنحاء الجمهورية المصرية. ولكن المفارقة الغريبة أن هذه النخبة الشجاعة الطيبة من أبناء مصر البررة لم تكافئهم الدولة بما يوازي تضحيتهم اللامحدودة. وإذا ما تجاوزنا التكريم المعنوي الذي كان يحضره المشير أحمد بدوي وزير الدفاع الأسبق في سنة 1980، أو تكريم وزارة الداخلية من خلال الإحتفال بأعياد الشرطة، أو المناسبات الوطنية الأخر مثل يوم المحاربين القدماء وضحايا الحرب، وما إلى ذلك فإن مكافأة الدولة الأساسية هي أنها تبعث أناساً إلى الحج سواء من أسر الشهداء أو ممن هم ما زالوا على قيد الحياة! " كما قال الفدائي عبد المنعم قناوي. بعضهم لم يكن راضياً تماماً على هذه المكافأة المعنوية، ويعتقد بأن الدولة لم تمنحهم أي ميزة تميزّهم عن الناس الآخرين الذين لم يقاتلوا في الأقل، ولكن عزاء الفدائي أحمد عطيفي تتجسد بالمقولة التالية " ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله زال وانفصل ". ولعل أغرب هذه المكافآت كما يقول عطيفي " أن السيدة جيهان السادات جاءت وإحتفلت وراحت مديّه كل واحد شهادة استثمار بعشرة جنيه!. ". لا بد أن القناعة الروحية هي التي دفعت هؤلاء الناس إلى القبول بأية مكافأة فعبد المنعم قناوي يرى أن الإنسان لا يحتاج شيئاً من هذه الدنيا الفانية، وأن ما قدّمه من تضحية في سبيل الله والوطن لا لشيء، إلا لكي تنطبق عليه الآية الكريمة التي تقول " ومِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ". أما محمود عوّاد فيعتقد جازماً بأن ما قدّمه هو بفضل من الله سبحانه وتعالى الذي يقول " ومَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمَى. " وفي موضع آخر يستشهد بالآية الكريمة التالية " إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. ". وفي نهاية الفيلم نكتشف بأن ما تبقى من هؤلاء الفدائيين منْ هو سائق حافلة، أو سبّاك، أو مدرّس، أو عامل في إحدى المنشآت النفطية، وليس فيهم من أصبح تاجراً أو صاحب مصنع، أو تسنّم مركزاً مهماً في الدولة لأنهم ببساطة ليسوا وصوليين، كما يذهب عطيفي، وأن ما قدّموه للوطن إنما كان عملاً خالصاً لوجه الله " جلَّ في علاه ". بقي أن نقول إن المخرج أحمد رشوان من مواليد الإسكندرية 1969، حصل على ليسانس الحقوق في جامعة الإسكندرية 1990 ، ثم نال درجة البكالوريوس في المعهد العالي للسينما، قسم الإخراج 1994 . أخرج عدداً من الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية ومن بينها: " عيد ميلاد حبيبة، زمزم، أحلام فرح، مفترق الطرق، يوم مثل كل الأيام، الصباح التالي، قانون الصدفة، أبداً لن نفارقه، اللجوء إلى الغيم."



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة العراقية عفيفة العيبي في معرضها الجديد: هيمنة الفيكر ...
- المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي في فيلمها الروائي الثاني - نظر ...
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: أشعر بأننا لم يعد لدينا ما نر ...
- مذكرّات - وصمة عار - للباكستانية مختار ماي التي تعرضت للإغتص ...
- وصمة عار - باللغتين الفرنسية والألمانية في آنٍ واحد: قصة حيا ...
- ورشة عمل للصحفيين العراقيين في هولندا. . . آراء وتوصيات
- إعلان جوائز مهرجان روتردام الدولي لعام 2006
- في مجموعته الجديدة - لكل الفصول -:الشاعر ناجي رحيم يجترح ولا ...
- ضمن فاعليات الدورة - 35 - لمهرجان الفيلم العالمي في روتردام: ...
- لقطة مصغّرة للسينما العراقية في الدورة الخامسة عشر لمهرجان - ...
- صدور العدد الأول مجلة - سومر - التي تُعنى بالثقافة التركماني ...
- الخبيئة - للمخرج النمساوي مايكل هانيكه: من الإرهاب الشخصي إل ...
- دجلة يجري هادئاً وسط الضفاف المضطربة: قراءة نقدية في الفيلم ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية/ الروائي ذياب ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية: الشاعر عواد ن ...
- أطفال الحصار - للمخرج عامر علوان: ضحايا اليورانيوم المنضّب و ...
- الخادمتان- باللغة الهولندية ... العراقي رسول الصغير يخون جان ...
- خادمات - رسول الصغير: البنية الهذيانية والإيغال في التغريب-
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية/ الروائي جاسم ...
- في ضيافة الوحش - لطارق صالح الربيعي: سيرة ذاتية بإمتيار يتطا ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - في فيلمه التسجيلي - السويس... الذاكرة المنسية -:المخرج أحمد رشوان يرّد للمحاربين القدماء إعتبارهم، ويعيدهم إلى الواجهة من جديد