أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مهام الأدب














المزيد.....

مهام الأدب


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


يعكس الأدب الواقع الاجتماعي لكل مرحلة من حياة الشعوب بآليات جديدة يفرضها الواقع المعاصر، وبذات الوقت فإنه ينهل من الخزين الحضاري مكتسباته المعرفية لصياغة معرفة جديدة تضيف حلقة جديدة من الأدب إلى سلسلة حلقات التاريخ لربطه بالمستقبل ليشكل مع غيره من الروافد المعرفية الحضارة الإنسانية.
إن أدب الشعوب هو الأب الشرعي للكائنات المعرفية الحية الكامنة في وجدانها ويمتاز بروح أزلية لاتخضع لشروط الحياة والموت، فالصياغات والآليات المعرفية المكتسبة عبر التاريخ تفرض وجودها على الصياغات الأدبية المعاصرة.
إن مهمة الأدب الكشف عن المفاصل العقدية المعيقة لعملية التطور والتقدم الاجتماعي من خلال طرح الأسئلة التي تقود إلى الأسئلة لإيجاد الحلول الناجعة ومن ثم مناقشة الحلول لطرح أسئلة جديدة تسهم في الكشف عن سُبل جديدة لتحسين ميكانزم عملية التطور والتحديث للمجتمعات.
يعتقد ((روا))"أن الأدب هو الكائن الحي (رواية، قصيدة، مقال..) مهمته طرح الأسئلة على الكاتب والقارئ معاً".
جميع المهام التي يوكلها المجتمع لنخبه العلمية والأدبية لها أهداف محددة ويمكن اعتبارها رسائل كبرى تسهم في رفد الحضارة الإنسانية بالجديد لأجل سموها وتقدمها، فكل جيل له مساهماته ولمساته العلمية والإبداعية في المسيرة الإنسانية والأدب يحمل رسالة إنسانية كغيره من الرسالات الإبداعية في مختلف العلوم التخصصية ولاتقل أهمية عنها.
يشتغل الرفد العلمي والأدبي للمجتمعات وفقاً لآلية الأواني المستطرقة في الحضارة الإنسانية ولايمكن فصله بعضه عن بعض في المجرى العام للحضارة، فالإبداع الإنساني أي كان شكله هو مساهمة واعية في العمل على سمو ورقي الإنسانية.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن رسالة الأدب كغيرها من الرسالات الكبرى التي تبغي السمو بالبشرية، ولاتبلغ الإسماع إلا بعد جهد وصراع".
تختلف رسالة الأدب عن الرسالات العلمية الأخرى في مهامها، فالأدب مهمته طرح الأسئلة وغير معني بالحلول. إنه أداة التحفيز للرسالات الأخرى للعمل على إيجاد الحلول ليطرح عليها المزيد من الأسئلة لتحفيزها على المزيد من البحث عن الحلول، وعلى المستوى الاجتماعي تقتصر مهمة الأدب على طرح الأسئلة على المجتمع، وتحفيزه على البحث عن الحلول التي تسهم في تطوره وتقدمه.
وغالباً ما تكون الأسئلة ذات طبيعة نقدية تكشف عن الخلل في بنية الدولة والمجتمع وبالتالي فإنها تحريضية، تستفز المشاعر والأحاسيس وتدفع نحو إعلان التمرد والرفض لواقعها الأسير لمعوقات التطور والتقدم. وبالتالي فإنها تساهم في التمهيد للثورات الاجتماعية، لإيجاد الحلول اللازمة للازمات الاجتماعية المعيقة لسُبل الالتحاق بركب المسيرة الإنسانية.
يعتقد ((محمد مندور))"أن الأدب يمهد للثورات حيث أنه نقد للحياة، ولكنه لايتواصل معها ولاينمو أثناء اندلاع لهيبها. إذ يكون قد أدى مهمته ولم تعد أمامه حياة مستقرة بحيث يستطيع أن يعود إلى نقدها وتمييز خطوطها أو تقويمها ليدفع إلى تطورها من جديد على نحو يساير ركب الإنسانية العام الذي لاينحى عن الحركة أن لم نقل من التقدم المضطرد".
إن الأدب الذي لايحمل رسالة إنسانية يفقد مهامه المفترضة ويكون معيقاً للتقدم والتطور الحضاري للمجتمعات، وبالتالي فإنه مناهضاً للقيم والأعراف الخيرة التي تعمل على سمو ورقي البشرية. الأدب كغيره من الرسالات الإنسانية الأخرى قد يحمل بذرة الخير للإنسانية، وقد يحمل بذرة الشر لها فيسهم في تعطيل سُبل التقدم والتطور الاجتماعي. وحين يكون الأدب أداة لفعل الشر لايطرح الأسئلة التي تقود إلى الأسئلة وأنما يطرح الأجوبة الجاهزة التي تقود إلى الأجوبة التبريرية التي تعدها بعناية قوى الشر لتبرير أفعالها الشريرة ضد الإنسانية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مهام الأدب