أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - فرض سلطة الدولة














المزيد.....

فرض سلطة الدولة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 13:22
المحور: المجتمع المدني
    


فرض سلطة الدولة
ادهم ابراهيم
كثيرا مانسمع ان الحكومة العراقية بصدد تنفيذ عملية كبيرة لنزع السلاح ومصادرة الاسلحة غير 
      المرخصة ، حيث ان هناك اخبار مقلقة عن كثرة السلاح خارج سلطة الدولة وانتشاره بما ينذر بانهيار امني شامل وخصوصا في المناطق الجنوبية  . وقد حشدت الحكومة المركزية بعض القطعات العسكرية لهذا الغرض وتوجهت الى محافظة البصرة بعملية فرض القانون ، الا ان هذه العملية قد تلكأت في التنفيذ ، ثم تغيرت طبيعة عملها من فرض القانون الى التفتيش عن مطلوبين . وربما كان هذا التحول نتيجة الضغوطات الكثيرة على الحكومة المركزية من قبل بعض العشائر والاحزاب المتنفذة في هذه المحافظة 

 ان سيطرة الاحزاب والميليشيات المسلحة 
التابعة لها على الشارع  يعتبر من اول الاسباب التي ادت الى انتشار السلاح خارج نطاق الدولة . . في البداية كانت الحجة حماية الاحزاب ثم تحولت الى محاربة الارهاب . فادى ذلك الى انتشار الميليشيات الوقحة وغير الوقحة . وبعضها تحول الى مافيات للابتزاز والسطو والسرقة . او للدفاع عن مسؤول فاسد . كما ان الاحزاب وميليشياتها قد اصبحت سلطة داخل الدولة ثم اتسعت وكبرت ككرة الثلج حتى تغولت بطريقة يصعب معالجتها لكونها متغلغلة في كل مفاصل الدولة ويعزز سلطتها الفساد المستشري كالوباء .  ونتيجة لذلك ضعفت سلطة الدولة وقلت ثقة المواطن بامكانية الدولة في حمايته ، فلجأ الى العشيرة لتوفر له المظلة اللازمة من الامن والاستقرار النفسي 
ولهذه الاسباب نرى النزاعات العشائرية تنتشر يوما بعد يوم لانعدام السلطة المركزية ، خصوصا وانها مسلحة بمختلف انواع الاسلحة وربما تفوق احيانا على مابحوزة القوى الامنية المحلية 
اننا اذ نشهد الان ازديادا ملحوظا في دور العشيرة في المجتمع العراقي  
  فاننا لسنا ضد العشيرة والعشائر في العراق . فثورة العشرين ضد الانكليز قامت بها العشائر العراقية الوطنية . كما كان للعشيرة دورا هاما في نشر العادات والتقاليد الحميدة  من اكرام الضيف ، ونصرة المظلوم  وتخفيف الازمات عن طريق الصلح  . ولكننا عندما نشهد تطاول بعض العشائر على عشائر اخرى او استغلال مفهوم الفصل العشائري بقصد الاسترباح وابتزاز المواطنين او تهديدهم بحجة انهم مطلوبين عشائريا . اضافة الى قيام بعض المواطنين بتهديد الموظفين العموميين  والاطباء بالقتل او دفع الدية في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم او وفاة المريض وهم يحتمون بالعشيرة .  كما نرى شيوع استخدام المرأة الفصلية في التسويات العشائرية واشتداد المعارك الدامية بين العشائر . ان هذه الاعمال وغيرها تمثل ظلما للمواطن المسالم وللعشائر المنضبطة على حد سواء . وتؤدي الى فقدان الامن والنظام العام وبالتالي فشل الدولة في اداء مهامها وضياع الوطن والمواطن
ان فرض القانون واعادة هيبة الدولة لاتتم بالامنيات ولا بالوعود بل تتم عبر فرض القانون بالقوة لكل من يخرج عليه . . اين شعار دولة القانون . . لقد تحول الى مجرد كتلة حزبية للمزايدات  . ان دولة القانون الفعلية تقوم على اساس القضاء العادل ومحاسبة المواطن العادي والمسؤول بنفس المستوى ولديها جهاز تنفيذي لاستقدام المتهم وايداعه السجن . لقد كان الشرطي في العهد الملكي يرسل سدارته الى الشخص المعني لاستقدامه ولم يكن بحاجة الى ان يذهب اليه لالقاء القبض عليه . لان وراءه دولة قوية ، اما الان فان الشرطي يحتمي بعشيرته ليتخلص من التهديدات ، وبالتالي سيطرت العشيرة والعقلية العشائرية على كل فئات المجتمع . . وبدلا من ان نمدن الريف والعشيرة تم تطبيق المفاهيم العشائرية والريفية على المدن . ومما يؤسف له ان نرى بعض العشائر قد تحولت من اداة للتهدئة ونشر القيم الفاضلة الى كتلة مسلحة داخل المجتمع 
 ان عملية نزع سلاح العشائر مهمة ليست باليسيرة خصوصا اذا ماعلمنا بان العشائر المسلحة ترتبط بروابط قوية مع الاحزاب المتنفذة والتي تملك المال والسلاح ولديها ميليشيات مسلحة تسليحا ثقيلا 

 ان العمل يجب ان يجري على فرض سلطة القانون في العاصمة بغداد اولا ثم قطع دابر الفساد السياسي والاداري ثانيا . وتحقيق استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية قبل القيام بمهمة نزع السلاح لكون هذه المهمة معقدة لان من يحمل السلاح تدعمه احزبا وميليشيات واموال الفساد السياسي . واننا يجب ان نوفر عناصر النجاح لها ابتداء" حيث ان فشلها سيضعف موقف الدولة اكثر مما هو عليه الان . .  او ربما نحن بحاجة الى رجل مثل شي جين بنغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الذي حقق من خلال فرضه سلطة القانون طفرة نوعية عظيمة للصين 
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحركات الاقتصادية للحروب الاقليمية
- صرخة عراقي موجوع
- لمن نصوت
- التدخل التركي في عفرين
- نقد القيم السلبية
- حزب الدعوة و الانتخابات القادمة
- الخوف والدين والحكم
- السلوك العراقي في الحكم
- الانتخابات والاجواء غير الطبيعية
- القدس . . زهرة المدائن
- الوجه الحقيقي للاسلام السياسي
- الابعاد المحتملة للازمة اللبنانية
- الدين افيون الشعوب
- برنار ليفي من الربيع العربي الى كردستان
- قراءة في ستراتيجية ترامب تجاه ايران
- بيرسي كوكس ورديفه قاسم سليماني
- وهكذا اطاح مسعود البرزاني باحلام الانفصال
- اشكالية المسألة الكردية
- الاستفتاء حصيلة الاخطاء المتراكمة
- التطهير العرقي في ماينمار . . والتطهير الطائفي عندنا


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - فرض سلطة الدولة