أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة للصديق نضال نعيسة















المزيد.....

رسالة للصديق نضال نعيسة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة للصديق نضال نعيسة
كتب الصديق والزميل والإعلامي المخضرم السوري نـضـال نـعيـسـة على صفحته بموقع (القرية العلمانية السورية).. البارحة مساء ما يلي :
"شباب أمانة عن جد اللي شاف لي شي بوصلة ضايعة
أنا ضيعتها للبوصلة وما بعرف بقا كيف بدي أرجع ع القدس مع الشباب؟"...
وهذا جوابي لـه :
نضال.. يا صديقي الطيب...
قرأت كلمتك عن بوصلتك الضائعة.. والتي كانت على ما يبدو مبرمجة باتجاه القدس.. مثلنا كلنا.. منذ بدأنا نفكر أيام فتوتنا وشبابنا.. وبعدها.. وبعدها.. عندما لم يتبق بالمشرق الضائع والبلاد العربية.. أي التزام سياسي.. على ما توهمنا بجميع الأوساط السياسية والأحزاب والالتزامات السياسية (الــحــرة) المسموحة إسما.. والممنوعة والمحرمة فعلا.. غير موضوع القدس وفلسطين... وحتى عندما اخترنا الهجرة الأبدية.. بحثا عن الأوكسيجين بعوالم أخرى.. انخرطت وبعض الزملاء من جيلنا.. وحفنة من بقايا الأنتليجنسيا السورية (والعربية) بالأوساط اليسارية بفرنسا وأوروبا الوحيدة آنذاك بالستينات من القرن الماضي التي بقيت تدافع عن القضية الفلسطينية... والتي بدأت تتفكك منذ وصول فرانسوا ميتران إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية.. ووصول الحزب الاشتراكي الفرنسي معه إلى السلطة.. لمدة عشرة سنوات... كانت القضية الفلسطينية آخر ما تبقى من كرامتنا... آخر ما تبقى من فكرنا وتحليلاتنا السياسية.. وأؤكد لك أنه من ذلك التاريخ.. كان يتواجد معنا بالاجتماعات والمظاهرات والكتابات والندوات.. فــرنــســيــون.. أكثر من الطلاب والأساتذة السوريون والعرب وما تبقى من فلسطينيين... ويوما بعد يوم.. بدأت فلسطين تغيب عن الساحة الفرنسية خاصة والأوروبية عامة... حتى أنني شعرت بوحدة ويتامة كاملة بهذا الاتجاه... حتى فقدت البوصلة كليا... خلال سنوات وسنوات... حتى اشتعلت الحرب الأمريكية الأولى.. بشهر آب 1990 ضد العراق وضد صدام حسين... ومن جديد عدنا نبحث عن كرامتنا النائمة.. رغم اشتراك عديد من الدول العربية جانب الأمريكيين ضده.. ورحنا نبحث عن بوصلات سياسية وفكرية جديدة.. ومن حينها يا صديقي.. كنا بضياع متواصل.. ضد بعضنا البعض.. وتفكك ما بيننا.. وتفككت أهدافنا.. ولم نعد نؤمن بأية بوصلة.. ثـم اندلعت الحرب ضد سوريا.. ورأينا كيف تواردت ذئاب غابات الأرض كلها.. باتجاه الأراضي السورية.. وراحت تنهار المدن السورية واحدة تلو الأخرى أمام هذه الجحافل الإسلامية العجيبة الغريبة التكوين.. مدعومة من جيران سوريا وأبناء عم السوريين من عربان النفط والعمالة.. وها هي هذه الحرب تدخل بسنتها الثامنة.. بلا أية بوصلة.. ولا نعرف حتى اليوم من يقاتل من على هذه الأرض الحزينة... ومن يدعم من.. حتى أصبحت هذه الأرض السورية.. أكبر مخبر للموت والتهجير والخراب والخوف.. والبيع والتقسيم... وصرت أتردد ما بين كسر بوصلتي السياسية.. أو رميها بالبحر.. لما أشعر بمزيد من اليأس عن هذا البلد الذي ولدت بـه وأعطيته طفولتي وفتوتي وشبابي.. وحتى بعد أن غادرته.. وهبته كل كرامتي دفاعا حتى عن قضاياه التي هرب منها الكثيرون.. وحتى زبدة عناتره وسياسييه ومسؤوليه باعته ببضعة ملايين الدولارات.. وجناح متوسط بفنادق أوروبية أو تركية ببضعة نجوم...
أين هم المسؤولون والحكام العرب اليوم؟.. كلهم؟؟.. "قــشــة لــفــة"؟؟؟!!!... أين قدرتهم السياسية؟.. أين تخطيطاتهم للمستقبل؟؟؟!!!... أين قيمتهم بالميزان العالمي؟؟؟... هل تحسبوا لكل هذا الخراب وهذه الانحدارات العالمية التي أصابتنا؟؟؟!!!...
بالإضافة أن الإعلام العالمي يا صديقي.. لم يكن على الإطلاق مساندا لأي من القضايا المشرقية.. أو العربية... ودون أن ننسى أن الإعلام العربي نفسه.. كان دوما بأيادي الأمراء النفطيين والذين كانت دوما خطوطهم السياسية والفكرية وتمويل المنظمات الداعشية وغيرها.. تشبه بلونها النفط الذي ينتجون... وهو صورة طبق الأصل عن التشويه وتفجير كل حقيقة حقيقية.. عن شركة FOX الأمريكية والتي ساهمت كالسياسة الأمريكية الرسمية خلال الخمسين سنة التعيسة الفائتة.. بتفجير المنطقة.. وجرها إلى حرق وتدمير مستقبل شعوب الشرق الأوسط.. وخاصة سوريا والعراق.. وحتى لبنان والتي خطط لها الخراب والموت بمخابر الأطلسي وحلفائهم من جيران تلك المناطق المشرقية...
أعداؤنا ليس الأمريكان ولا الغرب وحدهم يا صديقي... كانوا قابعين في بيوتنا.. منا وفينا... لأن الخيانة موجودة بجيناتنا منذ مئات السنين.. ولكننا كنا دوما نبيض صفحاتهم وزعاماتهم وبطولاتهم التاريخية.. لأنهم منا وفينا...
لا أعرف إن كان سوف يرضيك هذا.. وإن كان سوف يساعدك بإيجاد بوصلتك الضائعة... أو أنك تحتاج للبحث عن بديل غيرها...بعد برمجتها عما يجري ــ حقيقة ــ بالعالم...
نضال يا صديقي.. إنس بوصلتك.. وانس مشوارك الموهوم للقدس.. لأنه مهما تغيرت نتائج ابتلاعها من ترامب وناتانياهو.. وتصفيق أولاد عمك العربان لهما.. لن يسمح لك أو لي بزيارتها... لأننا غير مرغوبين لا أنت ولا أنا.. ممن بــاعــوهــا.. وممن اشتروها!!!... لأننا أحــرار.. وعلـمـانـيـون.....
ولن يتبق لك ولي.. سوى الصراخ بوادي العربان والطرشان.. وبق البحصة من وقت لآخر... مع كل تأكيدي أن صرخاتنا وبق بحصاتنا.. ضائعة.. ضائعة.. ضــائعــة.........
*************
عـلى الــهــامــش :
ــ ما بين "ســويــســرا و ســــوريــا"
الزميل بالحوار المتمدن "الدكتور سامي الذيب" يعرض على السلطات السورية الفيدرالية (المفترضة مستقبلا؟!) دستورا جديدا منسوخا 100% من الدستور السويسري.. مع قوانين علمانية واضحة صحيحة معقولة للشعب السويسري.. ناسيا دكتورنا وزميلنا الرائع.. أن الشعب السوري لا يشبه على الإطلاق الشعب السويسري.. بسب الرواسب الدينية المحفورة بالحجر والمزروعة بالجينات منذ مئات ومئات السنين... رغم أنها تبيض (باطنا من وقت لآخر)... وكل مادة من هذا الدستور تحتاج لمائة عام على الأقل.. حتى تفسر.. وتفهم.. وتقبل أو لا تقبل!!!.....
مع احترامي لكتاباته الجريئة الشجاعة المستقبلية.. وموافقتي الكاملة مع تنبؤاته العلمانية وحلوله المنطقية... ولكن شعوب المشرق والعالم العربي والعالم الإسلامي... شــعـوب يجب تفصيل مبادئها "بـــحـــذر"... لأنها براكين نائمة.. تنفجر جماعيا ـ غالبا ـ من تغيير فاصلة واحدة.... لكل حقيقة منطقية... مع مزيد الحزن والأسى والأسـف........

بــــالانــــتــــظــــار...
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يجري التبادل بالمثل؟؟؟!!!
- تركيا؟...أم امبراطورية عثمانية أردوغانية؟؟؟... وهامش واسع...
- عودة ضرورية إلى سوريا...
- وعن الصداقة.. والحب.. بعيد الحب... بعد أسطورة فالنتان Saint ...
- منال ابتسام...أو Mennel Ibtissem... صوت؟.. أو ظاهرة؟؟؟...
- خواطر سياسية أخيرة...أو رد على تساؤل صديق...
- ماذا يحدث في لبنان؟؟؟!!!... وهامش عادي.. وهام جدا.. هنا...
- خيار وفقوس.. فرنسي!!!...
- أمريكا وورقتها...
- Paul Bocuse وأبو علي الفوال...
- روبويات Robots ... أو نظرة للمستقبل...
- وعن اللاجئين.. أيضا.. وأيضا...
- مستر ترامب... وسنة 2018
- أليوم.. القدس.. وغير القدس.. بوادي الطرشان...
- نعم... قليلا من الفولتيرية... معايدة...
- الفقر... بأغنى دولة بالعالم...
- مساطر أمريكية... وأخرى منسوخة عنها!!!...
- الطعنة.. والخيانة القاتلة...
- الإنسان الكلينكس...
- محارم كلينكس...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة للصديق نضال نعيسة