أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد خلفاوي - اللحية الكثة














المزيد.....

اللحية الكثة


صالح جبار محمد خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 12:09
المحور: الادب والفن
    




أدركت أنه مجرد مهرج لسيرك بلحيته الطويلة / تقتضي الامور أن يكون غير ذلك / التي خالطها الشيب نزع جلده وحيا ؤه معا أبدل ملابسه ذات الإيحاء الديني بملابس أخرى/ الابدال عالم أخر من سياقات مختلفة / لكنه ظل محا فظا على عباراته السابقة. يتحدث عن الحلال والحرام يتودد بلسان مثقل بالود والتخضع الزائف لا يحاول كشف ما يبطنه ..
صادفته بالأمس / المصادفة أمر لم يحتسب / منهمكا يكتب على ورقة سمراء أردت رؤية ما يكتب فلم أشاهد سوى كلمة (شكوى)في رأس الصفحة .
أنهى الكتابة نهض بعصبية واضحة ألقى شكواه / بث المشكلة طريقة مفتعلة للتعبيرعن السخط المكتوم / لرجل يجلس قبالته أخذها منه طواها ببرود تابعت ما حدث مع( السيد) الذي يجاورني / المجاورة أنواع تتجسد حسب الافتراض / بدا ممتعضا مما يحصل بادرني قائلا :
- عجيب أمر هؤلاء , كل يوم تجده يتلون بلون ...
- من تقصد ؟
- وهل غير هذا أل..
لم يكمل عبارته لأنه يأنف / حين يأنف يغض الطرف / من العبارات البذيئة أستمر يتحدث .. واضعا ساقه اليمنى على اليسرى
- أتساءل .. كيف أستطاع أن يخدعنا هذه الفترة ؟
تحدث بانفعال واضح:
- هل نحن من السذاجة ليستطيع رجل مثله أن يستمر بخداعنا ؟
فوجئت بزعل (السيد )/ الزعل هنا سياحة في مساحة التبرم / على صاحب اللحية الكثة طلبت منه أن نخرج من القاعة لأبعده عن التوتر إزاء ما حصل في القاعة المزدحمة / الازدحام لايقبل القسمة على المصالح المتشظية /
في الخارج الاشياء تحمل لونا باهتا من الإرث الثقيل الذي طوى المدينة برمتها حتى لم يعد هناك مايساوي النظر أليه . / حين تحتوي السلع صدأ التعري ينتاب البضائع أهمال المتبضعين مرة في الجرح المنكفىء وأخرى في قيمة الشيء .. /
تعفنت الأصوات بنداء لا طائل منها سوى البضائع الرخيصة والمسروقة من مخازن الدولة التي استبيحت بهمجية مفجعة
تطلع إلى الوجوه التي لوحتها الشمس في داخله شيء يحترق بلا هوادة المعاناة تضطرم داخله / لاحد لها / لم أعثر على وسيلة أفضل من الاستمرار متحدثا معه قلت متسائلا :
- ما الذي بدل سلوكه ..؟ / يتبدل السلوك حينما تشخص الاهتزازات بتوالي مفجع /
أطلق زفيره بصوت عال / اشتعلت في الجهة الاخرى اطلاقة طائشة / سحب نفسا عميقا من لفافة تبغه / تختل المسارات حيت تلامس الانشغالات شعور الاستغراب /
لمحناه يعبر الشارع بسرعة بقوة لا تتناسب مع هيئته بدا كمن يتحدى مجهولا يطارده دائما مطاردة المجهول تعني الجهل المتبرعم أو محاولة المعرفة/
هز صاحبي يده ممتعضا بعد تجاوزنا المسافة الممتدة بين المجلس البلدي ومحلات المرطبات الجو خانق جراء الحرارة المرتفعة فكرت في احتساء شرابا باردا لكنه أشعل لفافة تبغ ليشعرني بأن لا رغبة لديه بذلك عاد يقول :
- ألا تتذكر كم كنا نحترمه ؟
- شخصا بمواصفاته من السهل تبدل سلوكه كنت ألمح دائما لديه حب الظهور
- صحيح .. ما تقوله
- ليس الجميع يفعل ذلك يوجد من لا يتحمل حتى كلمات الإطراء
حاولنا الابتعاد عن الضجة والضوضاء مع استمرار فحيح المناداة على السلع المتناثرة فوق الإسفلت والتراب . الأزقة المترامية بانسياب توحي بالخوف من الأسلحة المشهورة بيد الأطفال / كرنفال للفوضى العارمة يتمرى على الوجوه الكالحة / لاح قرص الشمس بلونه البرتقالي متوهجا يميل نحو الغروب ./ المغيب أختفاء قاسي /
عدنا إلى بداية الطريق الباعة يجمعون حاجياتهم يحملونها بعربات صغيرة . بانت بقع العرق على ملابسهم الرثة .
فجأة برزأمامنا أبدل ثيابه بأخرى رثة يدفع أمامه عربة مملؤة بقناني الغاز / يمارس مهنة الاشتعال لا يكتفي بالقوت اليومي / حين اقتربنا منه أشاح وجهه صارخا :
- غاز ... غاز / الغاز اشتعال لا تعرف نتائجه المبهمة /
بدا كمن أصيب بمس من الجنون . استدرت رأيت (السيد ) يضحك بمليء شدقيه قائلا:
- يريد أن يوهم الآخرين بأنه يعيش على كده...
ضحكنا بصوت مسموع / السخط والانتهاك مفترض بطقوس مضطربة لتبديد الحيرة / واصلنا السير نحو الجامع الذي لاحت مأذنته من بعيد



#صالح_جبار_محمد_خلفاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطرقة لاتعرف سوى لغة المسامير
- تعويض
- الثاليل


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد خلفاوي - اللحية الكثة