أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - سحر حويجة - من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن















المزيد.....

من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:27
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


تمر الأعوام، و المرأة العربية مازالت مكبلة، بأغلال وقيود القرون الوسطى، في صورة التقاليد الجاثمة في الأعماق، وصورة القوانين التي تبرر هذه التقاليد وتعطيها قوة الاستمرار والحياة، ما زال سيف العنف مسلط على المرأة بصوره الجسدية والمعنوية، والنفسية، يغذيه التخلف والقهر والاستبداد، الذي يخيم على المجتمع، يأتي العيد لكن دواعي الفرح قليلة، تبعاً لقلة ما تم إنجازه، على صعيد حرية المرأة وحقوق المرأة، ينتشر القلق والخوف من مستقبل يلفه الغموض، على الرغم من الإيمان بأن التغيير ضرورة لا تحتمل التأجيل، حال المرأة هذا، ما هو إلا انعكاس لأحوال واقع المجتمع العربي، واتجاه الحركة الناتجة من هذا الواقع، من الحقائق الهامة حقيقة إن وضع المرأة في مجتمع ما، يعكس مستوى تطور هذا المجتمع، فوضع المرأة في المجتمع هو معيار قيمي حضاري، على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث إن الدولة الحديثة المعاصرة، لا تقوم إلا على أسس من العقلانية، عبر إحداث قطيعة مع التخلف والتأخر التاريخي، والتحرر من ثقل العادات والتقاليد البالية، حيث يشكل تحديث القوانين، وعلاقة الدولة بمواطنيها، ركن أساسي من أركان الدولة المعاصرة، أما على الصعيد الاقتصادي، فوضع المرأة يشكل مرآة تعكس تطور المجتمع اقتصادياً، لإنه في حالة النهوض الاقتصادي، ستدخل المرأة إلى سوق العمل على الرغم من العوائق والتقاليد، أما في صورة التدهور والانكماش الاقتصادي ، تكون المرأة الضحية الأولى للبطالة، حيث ستعلو الأصوات التي تدعو، إلى عودة المرأة إلى المنزل، وستعود المرأة للبحث عن معيل وليس عن شريك، وتكون المرأة معرضة لكل أنواع الابتزاز الجنسي، والأخلاقي، وتنمو في هذا المناخ، الأفكار الرجعية المتشددة، التي هي عدو للحرية بشكل عام، وحرية المرأة بشكل خاص، هذا هو حال المرأة العربية اليوم.
لو عدنا إلى الوراء كانت شعارات رواد النهضة العربية دعوة حثيثة لتحرير المرأة، إشارة إلى ولادة مجتمع جديد لن يتم بدون حرية المرأة، وأكدوا جميعاً على ضرورة تعليم المرأة وعمل المرأة، لقد أصبحت هذه الشعارات من الماضي، لقد دخلت المرأة إلى سوق العمل، في ظل دولة متخلفة ، من ميزاتها إنها حافظت على القوانين السابقة، نتج عن ذلك أوضاع مختلفة متباينة بين صفوف النساء ، فمازال هناك شريحة واسعة تسمى شريحة تقليدية تقبل بالعبودية، وشروط هذه العبودية، المفروضة عليها من قبل كل السلطات، السلطة العائلية وسلطة التقاليد، والسلطة الدينية، وسلطة القانون، إلى جانب هذه الفئة تعيش المرأة المتحررة، في حالة من الصراع بين التقاليد والقوانين السائدة، وبين واقعها الذي يؤكد مساواتها مع الرجل، هذا الوضع جعل المرأة المتحررة تشعر بالظلم أكثر من غيرها من فئات النساء، وتدفع أثمان غالية، ينظر إليها إنها متمردة على الواقع، وهي تسعى لممارسة أبسط حقوقها الإنسانية .
مع عودة انتشار الأفكار التي تدعو إلى النهضة والتحرر من الاستبداد السياسي والاجتماعي، التي ترافقت مع تململ المجتمع المدني، أخذت قضية المرأة تحتل جزءً من اهتمامات الحركة العامة من مختلف قوى المجتمع، وبشكل خاص تم تناول أين على المرأة أن تصب جهودها؟ وتم طرح شعار تشكيل منظمات نسائية مستقلة للدفاع عن حقوق المرأة، هنا لابد من وقفة، لإضاءة بعض الجوانب التي تتعلق بهذه القضية، من أجل معرفة جدوى هذه المنظمات، ومداها ومهامها، حتى لا يكون وجود هذه المنظمات مبرراً لحصر نشاط المرأة، الذي يؤدي إلى عزلها، وإشارة للتمييز بينها وبين الرجل ، وفق رغبة طيف كبير حتى من المثقفين، وحتى لا تتحمل هذه المنظمات أكثر من طاقتها. فيما يخص الأوضاع التي قد تصل لها المرأة. يجب التأكيد على:
اعتبار أن المرأة تشكل نصف المجتمع وتزيد، فهي شريكة في جميع مؤسسات المجتمع المدني، على المرأة العاملة أن تكون في نقابات العمال وهي المعلمة يجب أن تكون في نقابة المعلمين، وكذلك في كل مهنة يجب أن تشارك في الدفاع عن المصالح الخاصة بالمهنة، أيضاً يجب أن تكون جزء ضروري من منظمات حقوق الإنسان، وهل أحد منكم يتصور حزبا حديثاً بدون نساء، وهو العمل الأكثر فعالية بالنسبة للمجتمع المدني، لأنه يوحد المصالح المختلفة، بين أكثر من شريحة اجتماعية، ويحمل برنامجاً ومشروعاً للمجتمع، يسعى لتحقيقه وتنفيذه عبر تمثيله البرلماني الواسع، وبالتالي يكون أداة أساسية لصياغة القوانين وتغيير القوانين، نسوق كل ذلك للتأكيد على أن المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل، هي في إثبات القدرة على ذلك خاصة في المجال السياسي، وبالتالي إعطاء المرأة الفرصة الكافية واللازمة للتعبير عن إمكانياتها، أما المنظمات النسائية الخاصة ، فإن دورها الأساسي هو دور رقابي، في مواجهة الانتهاكات المستمرة والتمييز القائم ضد حقوق المرأة في كافة المجالات، ودور هام آخر هو ردم الهوة بين التقاليد والواقع، من أجل دفع المرأة إلى المشاركة إلى جانب الرجل، وضرورة بناء رأي مستقل، عن الرجل، لو أمعنا النظر في دور المنظمات النسائية القائمة في أوروبا، التي تقوم بنشاطها في ظل دولة القانون ، القائمة على مبادئ حقوق الإنسان والحريات، التي أكدت المساواة في القانون بين جميع المواطنين، وبقيت كثير من التشريعات قاصرة أو ناقصة، وظلت التقاليد تفعل فعلها وهنا لعبت هذه المنظمات دوراً في حماية المرأة بقوة القانون، و تم حل الكثير من التعارضات القائمة في الواقع الاجتماعي، أما الدولة العربية التي لم تكن سوى دولة نصف عصرية ونصف تقليدية، ولم تحدث القوانين، وإن أعلنت في دساتيرها المساواة، فتم تعطيل الدستور وبقيت القوانين تتعارض مع الدستور، خاصة بما يخص قوانين الأحوال الشخصية، ولا ننسى أن هناك دولاً لم تحصل فيها المرأة على حق ترشيح سوى منذ أقل من عام، وهناك دولاً مازالت تمنع المرأة من الخوض في العملية السياسية، هذه التناقضات ستزداد تعقيداً مع صعود القوى الدينية الطائفية ، حيث يؤثر ذلك على بناء دولة حديثة معاصرة، على عكس من رغبات القائمين على الحركة في هذه الأيام، الخطر الأول يتكون من عودة السلطة والدولة إلى الاندماج، وهو شكل آخر من أشكال الاستبداد، لأنه يعني سيطرة فئة من فئات المجتمع على أجهزة الدولة، وبالتالي اندماج السلطة في الدولة، من خلال صياغة القوانين والدستور، بما ينسجم مع مصالح هذه الفئة، وصعوبة تغيير الدستور والقوانين بعد ذلك، أي تشكيل أغلبية مطلقة، تساهم في التغيير، سينعكس هذا بقوة على وضع والمرأة، نسوق ذلك ليس من أجل معاكسة حركة الواقع بل من أجل التأكيد، على رفض المساومات التي تقوم باسم الديمقراطية، وباسم السياسة تحت عنوان التوفيق، الذي يقود إلى التلفيق، للوصول إلى السلطة هذا دليل على ضعف هذه القوى، سياسياً ونظرياً، وعلى ضعف مشروعها الخاص، ويعكس ضعف دور المرأة وفاعليتها في صفوف القوى السياسية، لأنه في سبيل بناء دولة عصرية يجب الاتفاق قبل كل شيء على أن تكون دولة جميع المواطنين، حيث يصبح الولاء لدولة هو الولاء لمجتمع ما، لن يتحقق ذلك إلا على أسس المواطنة وتساوي الجميع رجالاً ونساءً أمام القانون، أن يكون الإنسان مركز العملية التاريخية، حتى ينتصر الفكر داخل السياسة، انطلاقاً من الحقائق التي ينتجها الفكر من أجل خدمة المشروع النهضوي والديمقراطي، هذه القضية يجب الا تكون موضوع مساومة.


إن مهمة تغيير القوانين، التي تعارض التمييز على أساس الجنس، جزء من حركة تغيير الواقع، يقع على عاتق قوى المعاصرة والحداثة مجتمعة ، أما القوى الدينية فيجب التفريق بين القوى السلفية التي ترفض هذا المبدأ بشكل تام، وبين قوى ومؤسسات دينية تشكل المرأة جزء أساسي في تكوينها، رغم ميل النساء والرجال في صفوف هذه القوى للتمسك بالوعي التقليدي، فهم أكثر استعداداً لقراءة النص الديني بشكل معاصر، والدفاع عن المرأة باعتبارها قوة فاعلة ومؤثرة، واستنهاض صور مشرقة إيجابية عن دور المرأة الإسلامية من التراث، في مناهضة القيم والتقاليد البالية، لكن هذا لن يتحقق إ لا بقدرة القوى المعاصرة العلمانية والقوى الديمقراطية، على فرض نفسها كقوة فاعلة متميزة، تلعب دوراً إيجابياً في إخراج الأفكار التنويرية من رحم التاريخ.
يجب العمل على تشكيل لجان، أو حتى منظمات خاصة للمرأة تابعة لكل حزب سياسي ، تلعب دور سياسي في متابعة القرارات والمواقف السياسية والاجتماعية داخل الأحزاب، ورفض كل ما يتعارض منها مع حقوق المرأة، أن يكون لها دور رقابي في محاربة أي تمييز ضد المرأة في التعامل والسلوك والحقوق. إضافة إلا نشاطها في المجتمع لدفع المرأة للمشاركة في العمل السياسي.
هذا لا يعني عدم أهمية المنظمات المستقلة الخاصة بالمرأة ، بل يجب التأكيد على دورها الهام، دوراً مكملاً وفاعلاً، تدافع من خلاله عن مصالح المرأة وحقوق المرأة، عبر شبكة واسعة من الصلات في كل مواقع تواجد المرأة في العمل، وفي صفوف المجتمع المدني المختلفة، وفي الواقع الحياتي، مهمتها رصد واقع المرأة وتطوره، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة بهدف رفع الوعي، ويجب التأكيد على دورها الرقابي، من أجل تعزيز دور المرأة ، عبر فضح أي انتهاك يتعلق بالمرأة على مختلف الأصعدة ، حتى تأخذ مبرر وجودها وشرعيتها. قوة هذه المنظمات، ستلعب دور اً ضاغطاً، بالتنسيق مع قوى النساء في كل المواقع، والإسهام في التغيير المنشود.





#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة مستمرة رسوم هزت العالم
- إنهم يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية باستشهاد عرفات :؟
- خدام والصراع على السلطة في سوريا
- المسار السوري، بين السلطة والمعارضة وبين الخارج
- كيف نحارب الفساد
- جرائم الإرهاب السياسي في لبنان إلى أين؟
- هل ميليس ينصب فخاً للنظام السوري؟
- إعلان دمشق تناقض ومسار غير واضح
- خطاب الرئيس الأسد، غياب الرؤية الديمقراطية
- ما بعد تقرير ميليس النظام السوري في عنق الزجاجة
- شروط نجاح الديمقراطية
- قضية المرأة قضية عامة، لا تنفصل عن قضية الديمقراطية والمواطن ...
- التحقيق في قضية اغتيال الحريري وخطة دفاع النظام السوري
- منتدى الأتاسي -مرآة المعارضة السورية-
- انحسار النفوذ الإقليمي وأزمة النظام السوري
- العراق والاستحقاق الدستوري
- أضواء على بعض جوانب أزمة الماركسية
- الحركة العمالية من الماضي إلى الحاضر
- الديمقراطية ألد أعداء الأنظمة العربية
- السلطة الأمنية من سوريا إلى لبنان


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - سحر حويجة - من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن