أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-فرض الضرائب على الكنائس استهتار بالأديان














المزيد.....

بدون مؤاخذة-فرض الضرائب على الكنائس استهتار بالأديان


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 10:34
المحور: القضية الفلسطينية
    




عندما تقوم بلدية القدس بفرض ضرائب على الكنائس في القدس العربيّة، فهذا يعطي دلالات كبيرة ما كانت لتكون قبل اعتراف إدارة الرّئيس الأمريكي ترامب يوم 6 ديسمبر 2017 بالقدس عاصمة لاسرائيل، فدور العبادة في القدس وفي غيرها هي بيوت لله، يؤمّها المؤمنون للصّلوات، وهي ليست عقارا يملكه فرد بعينه أو مؤسّسة بعينها، لكنّ اسرائيل استغلّت قرار ترامب الذي أزاح حسب تعبيره هو ونتنياهو القدس عن طاولة المفاوضات، ليؤكّد أنّ القدس وكل ما ومن فيها ملك لاسرائيل، وبالتّالي فتهويد المدينة العربيّة المحتلّة لم يتوقّف يوما واحدا منذ منذ وقوعها تحت الاحتلال.
وفرض ضريبة السّكن "الأرنونا" على الكنائس فيه تجاوز للخطوط الحمراء جميعها، خصوصا وأنّ معتنقي الدّيانة اليهوديّة لا يعترفون بالدّيانتين السّماويّتين الأخرتين "الاسلام والمسيحيّة". وإذا كانت الحركة الصّهيونيّة تستهدف المقدّسات الاسلاميّة في المدينة المقدّسة، وفي مقدّمتها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشّريفين، وتخطّط لهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانة، فإن استهداف الكنائس وفي مقدّمتها كنيسة القيامة التي تعتبر الأكثر قداسة عند المؤمنين المسيحيّين، كونها تحوي قبر السّيّد المسيح -عليه الصلاة والسّلام- حسب المعتقد المسيحيّ، فهذا لا يشكّل اعتداء على القدس وشعبها الفلسطينيّ فحسب، بل يتعدّاه إلى مسيحيّي ومسلمي العالم جميعه، وهذه واحدة من "بركات" الرّئيس الأمريكيّ المتصهين ترامب.
واستهداف المساجد والكنائس يعني استهداف الوجود العربيّ الفلسطينيّ قبل كلّ شيء، من خلال استهداف المعتقدات والرّموز الدّينيّة، لأنّهم يريدون القدس يهوديّة خالصة، مع أنّ تهويد المدينة له أهداف سياسيّة قبل كلّ شيء، وفي مقدّمتها منع حلّ الدّولتين الذي يحظى بإرادة عالميّة، وهذا يعني حرمان الشّعب الفلسطينيّ من حقه في تقرير مصيره على ترابه الوطنيّ وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشّريف.
والقدس كمدينة معروفة تاريخيّا بتعدّديّتها الثّقافيّة، وأهمّيتها الدّينيّة، لا يمكن أن تكون مدينة لديانة واحدة، لكنّ قرار الرّئيس الأمريكيّ بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، والاجراءات الاسرائيليّة في المدينة التي تبعت ذلك القرار تؤكّد من جديد أنّ اسرائيل غير مؤهّلة لحكم المدينة، عدا أنّ قرار ترامب واجراءات اسرائيل تنتهك القانون الدّولي وقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، وهذا يؤكّد من جديد أنّ اسرائيل ومن ورائها أمريكا تتهرّبان من متطلّبات السّلام العادل الذي تنشده دول وشعوب المنطقة، كما يؤكّد أنّ أمريكا لم تعد مؤهّلة لرعاية أيّ مفاوضات، وبذلك لا بدّ من مؤتمر دوليّ تشارك فيه الدّول دائمة العضويّة في مجلس الأمن الدّولي، وبعض الدّول ذات التأثير في السّياسة الدّوليّة وبعض دول الاقليم، لفرض سلام يتناغم والقانون والشّرعيّة الدّوليّة.
27-2-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان توأم الرّوح
- تراتيل عشق حنان بكير والذّاكرة الخصبة
- ميسون أسدي تعي ما تقول
- طلال بن أديبة والأمل
- معاناة المقدسيين لا حدود لها
- مسرحيّة -البويجي الفيلسوف- تحثّ على العلم
- بدون مؤاخذة- الضرائب على الكتب
- بدون مؤاخذة- القدس مكانها وترامب إلى زوال
- بدون مؤاخذة- بينس يؤكد عداء أمريكا للعرب
- رواية -الرّقص الوثني- والتّميّز
- بدون مؤاخذة- الفلسطينيّون يتصدّون للصّهيونيّة
- بدون مؤاخذة-حرب أمريكا العلنية على فلسطين
- أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ
- بدون مؤاخذة- ابن سلمان والتّاريخ
- بدون مؤاخذة-لو تغيّرت التّحالفات العربيّة
- رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم
- بدون مؤاخذة- لا خطوط حمراء أمام نتنياهو
- بدون مؤاخذة- في العام 2017
- بدون مؤاخذة- أبو مازن لين في غير ضعف
- كما يليق بحبك وعصر السرعة


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-فرض الضرائب على الكنائس استهتار بالأديان