أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - التعليم في فلسطين زمن الانتداب















المزيد.....

التعليم في فلسطين زمن الانتداب


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5799 - 2018 / 2 / 26 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعليم في فلسطين زمن الانتداب (1)
تميم منصور
يذكر المؤرخ " جورج كيرك " مؤلف كتابي " الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية " و كتاب " الشرق الأوسط بين عامي 1945- 1950 " ، بأن مستوى التعليم وتدني نسبة الأمية في فلسطين في عهد الاحتلال البريطاني الذي امتد ما بين عامي 1918 – 1948 ، كان افضل بكثير من غيره ، قياساً لما كان عليه الأمر في العديد من المستعمرات البريطانية ، ويذكر من هذه المستعمرات ، العراق ، شرق الأردن ، الهند ، وجميع المستعمرات البريطانية في القارة الافريقية .
ومن الناحية الموضوعية ، من الصعب الأخذ بذلك ، قبل اجراء دراسة ومعرفة الجوهر ، وحالة مستوى التعليم في الأقطار المذكورة ، يوجد بين يدي شاهد واحد على الأقل أقواله تتطابق مع ما يذكره المؤرخ كيرك ، هذا الشاهد أحد ضباط الجيش العراقي الذي ارسل الى فلسطين عام 1948 ، لمنع تطبيق قرار التقسيم ، هذا الضابط يدعى العقيد " رفعت الحاج سري " وكان احد الضباط البارزين في منطقة المثلث الواقعة بين طولكرم ومنطقة رأس العين وكفر قاسم .
في المشهد الذي يتحدث عنه في كتابه " رفعت الحاج سري ونشاطه العسكري والسياسي " يقول بأن جميع الرتب والضباط في الجيش العراقي الذين تواجد على أرض فلسطين ، ذهلوا من نسبة حالات الأمية المتدنية بين الرجال في فلسطين نسبة الى العراق ، وقد اكتشف ذلك من خلال احتكاكه بالشبان الفلسطينيين الذين تطوعوا في صفوف القوات العراقية ، كي يشاركوا في القتال ، وقدر عددهم في منطقة طولكرم بالمئات ، أضاف انه في اليوم الأول للتدريب كان الأمر يتطلب فرز العناصر التي تتقن القراءة والكتابة داخل صفوف المتطوعين .
لقد تم ذلك في طابور الصباح في معسكر " نور شمس " بالقرب من طولكرم ، فقد اصطف حوالي 400 عنصر ، نصفهم من الفلسطينيين ، والنصف الآخر جنود عراقيون، وأثناء الاصطفاف ، طلب القائد من جميع عناصر الطابور الذين يحسنون القراءة والكتابة الخروج من الطابور والوقوف جانباً . يقول رفعت الحاج سري ، جميعنا دهشنا عندما لم نجد عنصراً فلسطينياً واحداً لا يحسن القراءة والكتابة ، ودهشنا أكثر عندما وجدنا أن غالبية المجندون العراقيون أميون ، حرموا من التعليم ، ولكي تتأكد من صدق الفلسطينيين تم فحصهم عن طريق القراءة في إحدى الصحف التي وفرناها ، ويعترف رفعت الحاج سري في كتابه انهم كلفوا العديد من المجندين الفلسطينيين بتعليم زملائهم العراقيين القراءة والكتابة ، داخل خيام خاصة أعدت لهم .
ان تدني نسبة الأمية بين الرجال في فلسطين قياساً للمستعمرات الأخرى ليس بفضل بريطانيا المحتلة ، بل يعود الفضل في ذلك الى طبيعة الشعب الفلسطيني ، الذي يقدس التعليم والعلم ، لأن هدف بريطانيا كان دائماً عدم تطوير الشعب الفلسطيني وبقائه فقيراً جاهلاً كي يسلم بالغزو الصهيوني عن طريق الهجرة للبلاد .
كان الفلسطينيون زمن الانتداب ولا زالوا يرون بالتعليم واجباً وطنياً وتحدياً من التحديات للحفاظ على هويتهم وانتمائهم ، ولمواجهة الاحتلال البريطاني بصورة خاصة ، وللتصدي للغزو الصهيوني ، لذلك كانت هناك منافسة شديدة بين العرب واليهود في فلسطين في مواكبة العلم والتعليم ،مع العلم ان الامكانيات المادية والبشرية التي كانت لدى اليهود متوفرة اضعاف ما كانت عليه عند العرب ، فهناك عشرات الآلاف من الاكاديميين اليهود الذين تسللوا الى فلسطين خلال ما عرف بالهجرات المتلاحقة ، هذا اضافة الى اقامة الجامعة العبرية تحت غطاء الاحتلال البريطاني منذ عام 1920 م .
يذكر الكاتب " عدنان أبو غزالة " في كتابه " الثقافة القومية في فلسطين في عهد الانتداب ، أنه يتوفر ثلاثة اتجاهات أو مؤسسات تعليمية أتاحت للفلسطينيين التعليم فيها .
أولى هذه الوسائل ، المدارس التي أنشأتها حكومة الانتداب البريطاني ، الوسيلة الثانية المدارس الأهلية ، وكانت تُسمى عادة المدارس الوطنية ، تمييزاً عن المدارس الاجنبية ، والوسيلة الثانية ، التجمعات التطوعية ، مثل النوادي والجمعيات والمنظمات الثقافية ، كان الأساس الذي بنيت عليه هذه المعاهد التعليمية لا يستجيب لرغبات وطموح الفلسطينيين ، فحتى سنة 1908 م كانت الحكومة العثمانية قد أهملت الخدمات التعليمية في فلسطين ، خاصة في سنجق القدس الذي كان شبه مستقلاً ، فقد ترك معظم النشاط في هذا الميدان للاجتهادات الشخصية ، وكانت وسائل التعليم في القرى حتى هذه الفترة غير متوفرة ونادرة في المدن .
بعد ثورة حركة تركيا الفتاة عام 1908 ، فرضت السلطات التركية ضريبة خاصة على المواطنين داخل الأقطار العربية ، بهدف فتح المدارس من ريع الضرائب ، وكانت الغاية من ذلك كسب ود المواطنين العرب ، ورغم سياسة التتريك التي حاول الحكام الجدد اتباعها ، ضمن ما عرف بمشروع الطورانية داخل الولايات العربية ، الا أن أهالي فلسطين خاصة أصروا على استعمال اللغة العربية ، كلغة أساسية الى جانب اللغة التركية . لم تشدد السلطات العثمانية في هذه الفترة بمنع استعمال اللغة العربية في فلسطين لأنها اعتقدت ان هذا يخدم مصالحها ، وأوهمت الفلسطينيين بأنها تنوي أن تسمح لهم بتطوير ثقافتهم الخاصة ، مع أن المحللين يذكرون بأن هدف العثمانيين من هذه الخطوة ، ضرب ومنع تأثير الجمعيات الوطنية السرية ، التي كثفت نشاطها داخل الولايات العربية ، خاصة جمعية العهد والقحطانية والعربية الفتاة .
لكن سحر العثمانيين انقلب عليهم ، فقد استفادت هذه المنظمات من المدارس التي اقيمت بأموال الضرائب التي فرضت على المواطنين ، حيث استغلت لتقوية الوعي القومي العربي ، وعندما شعرت السلطات العثمانية بذلك تراجعت عن تنفيذ خطتها ، بعد أن أدركت خطأها ، وطبقاً للإحصائيات التي قام بها أحمد سامح الخالدي ، مدير الكلية العربية في القدس عام 1911 ، فإن عدد الطلاب الذين كانوا في سن التعليم في فلسطين حوالي 38000 ولداً و35000 بنتاً ، التحق من بينهم 6000 ولداً في المدارس ، كما التحق في مدارس خصصت للبنات 2500 بنتاً ، أي ان النسبة الكلية لعدد هؤلاء تقارب 21% من عدد من كانوا في سن التعليم .
في عهد الانتداب حصل تطور بطىء في حقل التعليم داخل المدن والقرى العربية ، لكن معاملة سلطات الانتداب لليهود اختلفت عن معاملتها للعرب سكان البلاد الأصليين ، فقد سمح لليهود الموجودين في فلسطين بإدارة مدارسهم على اسس عرقية ، فأقاموا المدارس الخاصة لهم ، وكان لهم جهازاً خاصاً للتعليم ، عمل كل ما باستطاعته لتطوير وإحياء اللغة العبرية ، كما تم تأسيس أول جامعة لليهود في فلسطين في مدينة القدس ، وأيضاً تم تطوير معهد التخنيون الذي أقامه مجموعة من اليهود الألمان في مدينة حيفا .

يتبع



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
- من ارشيفات حزب مباي
- كفى .. لقد شبعنا مزايدات
- الحصان الفلسطيني بقي وحيداً
- مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر
- زمن خريف التساقط العربي
- نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولا يرى الخشبة في العين ...
- هنا محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية
- هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة
- الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س ...
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين 1 ...
- بمناسبة مضي مائة عام على صدور وعد بلفور (2) اغتيال الوسيط ال ...
- بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور
- صح النوم يديعوت احرنوت
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية (2)
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية
- اتفاق اوسلو في عيون فلسطينية
- اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس
- لمحة من تاريخ أيتام الداخل الفلسطيني


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - التعليم في فلسطين زمن الانتداب