أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - قصة قصيرة-الحب والعرجاء














المزيد.....

قصة قصيرة-الحب والعرجاء


غفران محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5799 - 2018 / 2 / 26 - 17:00
المحور: الادب والفن
    


تمشي بجسد مترنح ,متعرج بين الناس أول مرة وقع بصري عليها في قاعة ثقافية تصورتها من الجمهورهمس في صيوان اذني زميل أديب قائلاً بل إنها قاصة ,كيف تملك هذه الارادة الصلبة والعقل المتفتح لتواصل مسيرة حياتها وتتعايش مع الشلل النصفي قلت له.إنهاتملك لروح شفافة وطيبة وبراءة الاطفال الصغار لا تكره المجتمع ألذي تنتمي اليه رغم نضرة البعض اليها قال لي,تملك كبرياء وعزة نفس لم ألحضهما في بعض، زميلاتها من الشواعر والأديبات بل في بعض النساء عامةً إنها إمرأة فذة.
وعبرطريقٍ مشجَّر تحفّ به الاشجار في أحد الشوارع الرئيسة لمنطقة الجادرية رأيتها صدفةً كيف تساعد رجل ضرير بعبور الشارع رغم عوقها الجسدي وبعد برهة تعطي بعض النقود الورقية للمتسولة ,تأملتها بعمق وتسآلت في سرّي لو كانت روحها الشفافة موجودة في جلَّ البشر فكيف سيكون شكلهُ ولونه؟
كيف سيكون شكل الكرة الأرضية المفعمة بالحقد والكراهية ,الحياة المبددة بين أكاذيب الساسة وأحابيل الحرية الممسوسة بالتحريم ربما سيتغير تاريخ الأباطرة وميليشيات المقابر وترفع راية واحدة تمثل الوطن بدلاً عن تعدد رايات الأحزاب لو كنا نحب من يكرهنا ,ربما ستتغير جغرافية الأرض المولعة بالجمر والمتعطشة للدماء ربما سأستغنيى عن تمنطق السلاح في حزامي كل يوم خوفاً من رصاصة غدر قد أدفعها ثمن الكلمة الحرة ,وربما لن أرى الكوابيس في المنام ولن أستيقض على صوت صرخات الأرامل ونحيب اليتامى من ضحايا الحروب الذين ألتقيهم خلال عملي الصحفي ,ولن أفزع من قهقهات بعض الساسة الذين أحاورهم ويدعون القومية والوطنية في بلاد السواد بعض الساسة الذين يتكلمون في النهار كقديسين وأناعلى يقين أنّ بعضهم يدوخ في اليل على سرة إمرأة ,هربت من بشاعة الحياة ودخلت مدرسة الحب ,رغم أنّ وطني ألغى مادة الحب من مناهجه المدرسية لأنه يعتبر الوردة الحمراء والبيضاء اللتان ترفعان في ساحة التحرير مؤامرة على النظام!
وشعارات الحب والحرية والمساواة والمطالبة بالحقوق منشوراً سرياً ضده !
إعتبرت نفسي متحضرة لأنني أحببت كسرت القوانين والأعراف التي وضعتها لي بداوة أهلي وقبيلتي إن الحب عاراً على الانثى إذا أحبت لقد شطبت قبيلتي إسمي من ذاكرتها لأنني تمردت ورفت الزواج بإبن عمي ,كان حبيبي جميلاً ,ذو رتبة عسكرية عالية ’كثير المال والجاه ,لكنه مزاجي ,متقلب أجد الفصول الأربعة في قلبه ,لقد قوّى قلبه على قلبي الصبي, رضيت بوضعه الإجتماعي كان رجل ارمل وله ابنة جميلة أحببتها لأجله لكن أوراقه كشفت لي كان زير نساء يصرف أمواله على بائعات الهوى,لم يعجبه تمسكي بشرقيتي ’بعت كرامتي وكبريائي لأجل عيون رخصت الحب ’أعيش حالة إكتئاب لم أمر بها في حياتي ,تصورته الرجل الذي سينسيني أحزان السنين الماضية بإنكساراتها وخيبات آمالها ,شحب وجهي الملوّن ببراءة الصبا وعنفوان الشباب ,وإبتسامتي ذبلت تلك التي أسّرت قلوب الكثيرين من الرجال .
أقراص الإكتئاب لم تعيد لي حيويتي ونشاطي ،شعرت إنني بحاجة لنصيحة إمراة عاشت الحب يوماً وخرجت من حربه البسوسة ,ومن حروبه الطاحنة وهيّ منتصرة مرفوعة الجمجمة ’ ولم أجد أفضل منها ’كيف لي أن لاأهدر كرامتي وكبريائي بإسم الحب ؟كيف لي ان لا أتنازل دائماً وأرخِّص نفسي لأجل عيناه ؟عيناه اللتان إستغلتني أبشع إستغلال,قلت لها ,هذه القاصة التي يسمونها العرجاء,ألقناعة في الذات تجعلنا نتفوق على مزايا الحب التنازل لحضة فقط وبعدها نتوقف كي يفهم الآخر هويتنا وبأنّ الحب هو الغد وليس اليوم الذي يعده ملك له ,........أنصحكِ بتتبع معنى كلامي ولن تندمي ,شكراً لثقتكِ بي ’قالت لي هذه النصيحة التي دقت كالجرس في صيوان أذني جعلتني أعود الى الوراء وأقلِّب صفحات أيامي وكم كنت ساذجة مع من أسميته حبيبي أعرف أنني خسرت حباً جميلاً ولكنني لم أخسر نفسي, لم أخسر مبادئي’لقد غيرت تقويم حياتي غيرت أسماء فصولها وأيّامها ,غيرت أبجديتي في كتاباتي ,خلعت جلدي وإستبدلته بآخر يتناسب مع قوانين الحياة ودستورها يناسب مع جمادها وإنسانيتها ونباتاتها ومع رؤيتي الجديدة لبزوغ الشمس كل صباح وهيّ تضيء عيناي الغائرتين في المحجرين.



#غفران_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً بيروت
- التحرش الجنسي والحرية الشخصية في لبنان
- الحب البيروتي
- يومياتي في بيروت
- مدة الحياة عشرة سباعيات في كتاب النبي أدريس ع Book of Enoch ...
- قلعةُ أربيل عبق التاريخ ومجد الحضارة
- إبنة أوباما نادلة في مطعم فماذا عن أولاد سياسينا؟!
- يوميات صحافية
- عصيت الله في حبِّك
- في حديقة الهرمل
- جوازسفر
- سعد محمد موسى رسّام الطبيعة وكلكامش والآلهة السومرية
- كأسكِ يابغداد
- مصير سبايا داعش بعد معارك التحرير إلى أين؟
- صخرة الروشة صخرة الحب والإنتحار
- الماعون-قصة قصيرة
- عاشقان في المهجر
- تاج الياسمين الذي لا يذبل
- ماذا لو سقطت بغداد بيد داعش؟
- عيد الفطر في المهجر


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - قصة قصيرة-الحب والعرجاء