أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة اليومي والمثقف العربي














المزيد.....

سلطة اليومي والمثقف العربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل الكثير من المهتمين، عن سر استياء المثقف من المشاركات
الفعالة،سواء كانت سياسية أو اجتماعية مدنية،أو حتى سياسية، إذ كيف تحدث
التراجعات،وكأنها موجة اجتاحت المجتمع المغربي،وقلصت من المشاركة وربما
حتى الاهتمام بالمجال العام؟
1_المثقف وإكراهات اليومي

اليومي وهو انشغالات تفرض الاستجابة للحاجات الضرورية،فالمثقف كائن
بشري،يحتاج للسكن والطعان،له ولأسرته،هذه الاهتمامات أساسية،تفرض وضع
أوليات،واعتبار العمل الذي يعيش من دخله مهمة ضرورية لا يمكنه التخلي
عنها أو التفريط فيها،قد يتساءل البعض،لماذا لم يكن اليومي حاضرا بكل هذه
القوة سابقا؟
الجواب واضح،فهناك حاجيات جديدة،أثقلت كاهل المواطنين المغاربة
جميعا،انضافت إليها نمط الحياة الجديدة،بما تفرضه من إيقاعات سريعة
للاستجابة لكماليات تحولت بفعل الزمن إلى حاجيات لا يمكن الاستغناء
عنها،خصوصا متطلبات الصغار،من مدارس وخرجات وحتى سهرات واحتفالات،من قبيل
أعياد ميلاد الصغار،ومجاملاتهم لأقرانهم وأقاربهم،كل هذه الإكراهات تجاوب
معها المثقف،وأشعرته بإلحاحية المتطلبات اليومية،فتحمل أعباءها بتنويع
مدخوله والاجتهاد لخلق فرص جديدة تخلصه من الخضوع لسطوة الاعتراف
بالعجز،التي لا يمكن للمثقف القبول بها،وهو صاحب المكانة
الاعتبارية،أسريا واجتماعيا،فطبيعته ترفض الاستكانة تجاه اليومي والتعالي
عليه،فصار واقعيا في حياته ومستجيبا للتغيرات التي يفرضها الواقع اليومي
للمثقف رغم تبعاتها.

2_المثقف وآثار اليومي

هذه الانشغالات لها تأثيرات على نفسية المثقف وحياته الفكرية
والإبداعية،لكنه لا يصرح بذلك،رغم وجود حالات من المثقفين تعالت على
اليومي،بفعل غناها الأسري،أو اشتغالها في مجالات تدر عليها مالا عميما،أو
استفادت مما هو سياسي،فأغناها عن التفكير في اليومي،فتحررت من
إكراهاته،فاليومي كانشغالات يجذب المثقف للتفكير في قضاياه،مما يولد
شعورا بالإحباط والبؤس،لأن غباوات اليومي كإكراه يلغي الفروق بين النخبة
وغيرها من الفئات الأخرى،من هنا يجد المثقف نفسه،حاملا لمأساة
مضاعفة،تنطرح عليه بشكل مستفز،كيف لفكره الوقاظ،وعبقريته العميقة،أن تعجز
عن تحريره من التفكير في تلبية حاجيات طبيعية،وهو القائل بأهمية الرمزي
على الطبيعي والغريزي؟
هنا تطرب مداركه،وتتولد لديه الحسرة وأحيانا حتى النفور من ذاته،وكل
المعاني التي أفنى زهرة شبابه في تشييدها وبنائها.

3مآلات المثقف

غالبا ما يستسلم المثقف لإكراهات اليومي،فيعود إلى خطابات الفكر
اليومي،مندمجا بعدائية مع المغايرين له،طموحا ومعارف وخبرات،نافرا من كل
فكر وكل رمزية يتأهل بها لأن يكون مسموعا،بدل الاستسلام للمعتاد في
غباوته ومجاملاته الكثيرة،وهي حلول يلجأ إليها تجنبا لما يقود إليه
اليأس،من رغبة تصل حد التفكير في التخلص من الذات ودفنها ماديا،بالانتحار
أو التشرد هربا من رمزيات حياة المثقفين،وهي حالات كثيرة تظهر وتختفي،و
يتم تجاهل حدوثها حتى من طرف المثقفين والساسة.

خلاصات
______
اليومي متاهة معطلة لاجتهادات الفكر والفن،التغلب عليها يقرب من عالم
الطبيعة الاعتيادية،وهو ما يعني الذوبان في الجماعة،ونسيان عالم الرموز
والمفكرين في إعادة بنائها أو حتى خلقها،ربما لذلك يتم محاصرة المثقفين
بشكل قصدي،من أجل شل قدرتهم على الوجود المتميز والراقي،وهي مهمة تمارس
بالسياسة وحتى بالمجتمع الساعي للانتقام من كل ما مختلف ورمزي.
حميد المصباحي_كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التسول
- هلوسات عاشق خانه الزمن
- عقلانية التضامن، وتقليدانية الإحسان
- الاشتراكية والفكر الاشتراكي
- قلق المسافات
- الوحي والقرآن 11
- الوحي والقرآن 12
- حكاية النهر
- جنود على أبواب القدس
- ذكرى النكسة
- لا أحد يكره وطنه
- لا جدوى الكلمات
- صوفي مبصر
- حراك الريف بين السياسي و المثقف
- الحداثة والإسلام
- الصورة بين التشكيل و الشعر
- ناس الغيوان_الأغنية كاحتجاج جمالي
- الصورة تشكيلا و شعرا
- الوحي و الحديث
- المغرب و الحكومة المؤجلة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة اليومي والمثقف العربي