أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - وليمة السهر














المزيد.....

وليمة السهر


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


(وليمة السهر)


لا أعرفُ أحداً
في هذهِ القَوقعة المُحيطة بيّ
ربما سوء الحَظِّ خلقَ ليّ منها وَطن
وَجَعلني جسراً لعبورِ المَسامير
أتمخضُ بِوجعي الصَّامت
وأنفضُ جَسدي من تُرابِ التَّأوه
كي لاتبطئ المَساميرُ عبورَها
وهي تقفِّزُ عليَّ مثلَ كنغرٍ غبي
أكورُ نَفسي بعدَها
ألوذُ مُسرعاً في ذلك الثَّقب البَارز
في جوربِ أبي
أختبئُ بينَ أصابعِ أقدامهِ المُرتجفة
علَّني أجدُ سبيلاً مختصراً
للعودةِ إلى قاعِ صلبه
هروباً من تَجمهرِ المَعارك حَولي
وَأنا بِمفردي مُسلحٌ بِالهَزيمة !!

__________________________

أوكلما
تجهد المرايا بوجه الظلام
يكون لزاما على وجهي
أن يتحمل شظاياها المتناثرة !!
فمن يقيل آخر شقوة للتبسم
وليس بوجهي سوءة
تضاهي تعثر الأنفاس
على شفا الاختناق
وكأن الهواء معبأ بالصخور
لم تغربله الأيام بسواد مرورها
الأيام لوحدها
تضطجع على صدر جبهتي
كعروس خجلة
والمصفقون ذكور من اليأس
حاموا حولها
بحجة أنها يتيمة
وأن (الدعوة عامة) !!

_______________________

قتلائيل
السماء امرأة أرملة
لديها من الأولاد ما لذ وطاب
لكنها في كل يوم
تثكل بموت أحدهم ببشاعة مطلقة
والعراق خال أسود
ينام على خدها المكتنز بالذبول
تلطم وجهها بلا دراية
كلما بلغها أمر مقتل أحدهم
إلا أنها تضيق وتحبس دموعها
ليكون كافيا
لمن يموت بالمستقبل الغريب
وهكذا يجف العراق تماما
أحيانا تنتفض بوجه المرآة
وتصك أسنانها كلما رأت العراق متورما
ما الذي يساعدها على التخلص منه
لا أحد ...
ولأنها تود أزالته
من على سطح بشرتها
قررت أن تمطر أدوات حادة !!

_________________________

كيف يمكن لقلبي
أن ينال قسطا من الارتواء
وقلبك الجاثم فوقي
شتاء دون مطر !!

_______________________

بينما أنت تداعبين لي قراءة النصوص
ينام العالم أمامي من شدة الخدر !!

___________________________

في داخلي هم متورم
يجثو على راحتي مثل جبل عنيد
أحتاج لمعجزة قيمة
أو كاسحة ألغام إلهية
يقودها نبي لايعرف المزاح
لتنفض عني هذا الغبار
أقول غبارا لأن الناس يرونه هكذا
طالما هم لم يتذوقوا وزنه الثقيل

____________________________


أنا نبيٌ أخرق

ضيعتُ تَعاليمي 

في أولِ باصٍ قادَني إليكِ

لايَهمُني ذَلك أبداً

سأدعو النَّاسَ لدينِ التَّبسم 

وأنا غَارقٌ في البُكاء

__________________________


أمي لاتعد لنا شطائر النوم

إلا وقد شبعت عيناها تماما 

من وليمة السهر

____________________________


يمكنني مداعبة الغد بأصابع الماضي

يمكنني ركل الماضي بأقدام الغد

يمكنني أيضا رطم رأسيهما ببعض 

وأهرب باتجاه مستشفى الأمراض النفسية

لكن يا إلهي 

كيف يمكنني مقاومة الحاضر

وهو مصر على أن يجثم فوقي مثل مرض عضال

وأنا مجرد من عبير المناعة !!

_____________________________


لطالما كان الناس يعتقدونني معوقا

لأنني أخفي أحدى أقدامي في المدرسة

لست منفردا بهذا الإعتقاد

فأخي كذلك يعتقدونه معوقا أيضا 

كوننا لا نملك إلا حذاء واحدة

___________________________


تعلمت من الليل

كيف أزرع وسادتي بحبات الخيال

حتى تنمو عليها أشجار من الراحة

وهكذا أخدع النوم بالمجيء

_____________________________


في مراهقتي
كنت منتعشا بزقزقة النعيم
أراود أغصان التبسم عن نفسها
أرمم وجه الليل بمساحيق ملونة
أنعش كل أرض أطأها بأقدام النظر
لست مباليا لكثرة الشهب الناعمة
وهي تتخذ من أسعادي هدفا لها
إلى أن جاءني يوما ما
رجلا مشتعلا وقال :
أي الطرق أسرع للانطفاء ؟
قلت له :
أرم نفسك في المحيط...
وهكذا سمع نصيحتي ومات.
وبعد فترة وجيزة
تضاءلت أحوال مقدرتي
وأصبحت مقيدا بسلاسل العتمة
أتناثر ك تراب تحت أقدام الهاربين
كأنني لست سوى معاق
في زمن الأرجل
فسألت عرافتي عن السبب
قالت :
يابني، كان عليك أن تعلم
إن حظك المسكين مات غرقا !!



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامة الحرير
- ما لايفضحه النطق
- أفواه مقبورة
- أضواء مهشمة
- أسلاك شامخة
- لوازم الهرب
- أنهار من يباس
- أشلاء الغمام
- حالي
- يانفسي
- تحت جب الرفض
- مزاولة النحيب
- نداء من عمق الخاصرة
- الحسين
- قلب مابين قهرين
- نفحات عارية
- أنت لابد من قلب
- فتاة الأحلام
- مذكرة الرجوع
- ثلاثة فصول آسنة


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - وليمة السهر