أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى الشيحاوي - تجارة رأسمالها القتل*الغوطة الشرقية*














المزيد.....

تجارة رأسمالها القتل*الغوطة الشرقية*


مصطفى الشيحاوي
(Mustafa Alshihawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 00:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



سورية تفقد أصل روحها ...تفقد مبرر وجودها ...سورية ضياعنا في صحارى القيظ دون أن تروي عطشنا كل أنهار الكون..نحن الان مقابر متحركة,نتجول محملين بصور المجازر في المدن والقرى,نركب القطارات او البواخر او الدراجات الهوائية.نوزع الابتسامات علَّنا نحظى بأنفسنا التي تبددت كأقدام في السراب,فلا نحن حقيقة ولا نحن وهم.
البشرية تعشق مقتلها لذلك تزينه بالرفض المعبأ بالقوانين العادلة,وتصيغ الشرائع التي تحاول شجب الجريمة بعد ان تكتمل قسوتها ,لا ان توقفها قبل ان تحدث. لم تأخذ البشرية تجربتها بعد من دروس الانقراض...لعلها تشعر بالطمأنينة المطلقة بان هذه الكرة لا تضيرها الحروب مهما عظمت.
الغوطة ليست رواية تخيلية عن انفجار عظيم ,وليست بعض من الكوم البشرية المعدة للقتل والنسيان,إنها الذاكرة الاساسية للزورق الذي عبر نهر بردى محملا بكل انواع الغلال,وقد بنت حكاياتها على لسان ظلالها وعصافيرها ومشمشها.فكانت دمشق.
الثأر من الغوطة قديم قدم عنادها ,مرّ عليها مايشيب شعر الرأس,لكن كل من دخلها قسرا ,خرج مربوطا على بعيره ووجهه عكس وجه بعيره..دخلها غزاة كثر ما قبل المغول ومابعد الافرنساوي كما نحب كسوريين تسميتهم , .وعندما استقلّت سوريا واغتصبها الجنرال لم تصدّقه الغوطة يوما ..وقد كان يسمع سخرية باعتها *خلص موسمك يا مشمش* .. وهو يهز الرأس هذا الجنرال اللئيم متوعدا . .
الغوطة الان دورها بعدما تفتّحت الاعين على موضوع في غاية الاهمية,شرّد, واقتل, وهجّر, فتستولي على أجمل المناطق واغلاها ببلاش,اذا هي تجارة لا رأس مال فيها نهائيا,بل ملكية مجانية بربح صافي ..حيث لا يوجد مُطالِب و ليست قابلة للاسترداد ,انها شرعة تستمرئها البشرية بلصوصها وطغاتها .إذ دائما ما كان يتغير العالم و يعاد تشكيله ويسطى عليه من جديد.ضمن ميزان هذا الاستمراء ..
لم يحلم كل غزاة العالم ان تكون ليلة القدر بهذه السرعة والسهولة,بالطبع هم يعرفون ان مفتاح هذه الليلة بيد قاتل محترف ممسوس بلا ذاكرة معبأ بثياب الوضاعة والبلاهة .لكن بالطبع و بلا شك ان تجار الدم هم الاخبر على مرّ العصور في اصطياد السمكة الذهبية ولو كان باقذر الطرق ,الديناميت او الكيمياوي او الذرة ,فكان استخدام المجازر اقرب الطرق للاثراء بلا خوف اذ لا رأس مال ولا مكان هنا للمقولة الاقتصادية التي تقول ان رأس المال جبان ويهرب من البيئة القلقة.. .لذلك في سوريا ارتكاب المجازر هو الابسط دون ان يهتز جفن لهول هذه المفرمة الرهيبة..فهو اقتصاد معتمد على الرعب, وتقبّله, واشاعته .. وهو ما أغرى كل من له جينات الجريمة النائمة لان تستيقظ ...هؤلاء الماهرون كذلك باستخدام وتلاوة شرائع الاديان والانسان في المجالس والمحافل الدولية..
لذلك ما ان وجهت دعوة رائحة الدم من مايسمى الديكتاتور في بلاد القمع,الى الديمقراطيين الناعمين ان تفضلوا من بلاد امبراطوريات العدل فالمكان مشرع للجميع...حتى بدأت عملية القضم بهندسة لا مثيل لها دون ان تصطدم مع بعضها الا عندما يتم التجاوز بفعل التضخم النرجسي ونشوة التفرّد...
تتشابك الرغائب, فتتفق هنا وتختلف هناك .ولا ينمو التلويح بالشرائع الانسانية واستخدامها والعمل عليها الا عندما تتخلخل المصالح ..وتخبوالقيم النبيلة تلك عندما تعود لتتوازن هذه المصالح من جديد.
وما بين التخلخل والتوازن دورة قتل وربح جديد,هذا ما يحدث الان في هولكوست غوطتنا الشرقية اليوم. حيث لا يريد مديروا هذا الهولكوست من اصحاب البلد الشرعيين الاستسلام والعودة لبيت الطاعة كما تدرج العادة في صراع الشهوة على السلطة والسيطرة على العبيد ..بل استمرار المحرقة والقتل لان الغوطة الان منطقة توازع الارباح على عدة لاعبين, لن يتخلوا عن حصصهم فيها مهما كانت النتائج حتى لو تم تصفية كل الاجنة في الارحام ,هي داريا الثانية والزبداني وحلب.
اليوم الغوطة وغدا متروك للمهرة في رسم الخرائط لقضم مناطق اخرى.



#مصطفى_الشيحاوي (هاشتاغ)       Mustafa_Alshihawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عويت
- إبريق شاي
- حالات متعددة لسماء الهلع
- مشاكس.. الى مدينة السلمية التي تغتال اطفالها صواريخ الحقد
- سكّير بالقرب من قبر انشتاين.......*لسوريا*
- استهجان قصص قصيرة جدا
- وحدها العزلة
- لا تثق بحذائك قصص قصيرة جدا
- مساء يطفر بالاغربة
- وكان الليل اشبه بسجادة
- احدى عشر ذهول
- نعانق السطوع
- العلاقة العضوية بين منصّتين .عن فدوى سليمان الثائرة الراحلة
- سأقول لمحمود درويش( ذكرى رحيله)
- أما أنتم
- خيول فقدت عيونها


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى الشيحاوي - تجارة رأسمالها القتل*الغوطة الشرقية*