أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - رهادة عبدوش - الفقر المؤنث ونظام الارث في سورية














المزيد.....

الفقر المؤنث ونظام الارث في سورية


رهادة عبدوش

الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:27
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


معوقات كثيرة تحول دون تفعيل المشاركة السياسية للمرأة العربية أهمها المعوقات الاقتصادية التي تتعلق بانتشار الفقر بين النساء عامة ونساء الوطن العربي على وجه الخصوص
فأغلبية الفقراء والعاطلين عن العمل هم من النساء .وأكثر الأعمال التي يعملون بها دون أجر كالأعمال المنزلية لعدم الاعتراف ف بها كعمل حقيقي ؛ وأكثر الثروات توزع بشكل غير عادل لصالح الرجل كنظام الإرث المتبع في الدول العربية ما عدا (تونس والمغرب واليمن ) والذي يتحمل الدور الأكبر في انتشار الفقر بين الإناث. ولا يخفى أن هذا شكل من أشكال العنف القانوني الممارس على المرأة والذي نلمسه في كل بيت من بيوتنا وتعاني منه جميع نسائنا على اختلاف مذاهبهم وأديانهم
تحدثنا (لمياء النجار)وهي من إحدى النساء اللواتي ظلمهن القانون عن معاناتها فتقول : لقد ساهمت مع والديّ في شراء البيت الذي نقطنه ولم ألتفت إلى ما قالته زميلاتي بأن هذا الأمر يعني أخي المسافر في إحدى الدول والذي نساعده لمتابعة تعليمه وأن مشاركتي لا قيمة لها فلي قناعة بأن البيت للجميع ولن يضيع حقي ؛ إلى أن تفاجأت بعد وفاة والدي بأخي العائد فجأة يطالبنا بحقه بالإرث من البيت والذي يوازي ضعف حصتي وفاجأني موقف والدتي التي تنازلت عن حصتها لأخي وكذلك موقف كل من حولنا من أقارب وأهل حاولوا الضغط علي للمسامحة حتى بحصتي وأن أقبل بحق الانتفاع بالبيت فما حاجتي له ما دام أخي موجودا ولن يطردني يوما فكان القانون والمجتمع بصفه . طبعا لم أوافق لكني شعرت بالغبن الشديد تجاه القانون الذي فضل أخي علي لأنه ذكر رغم عملي وتعبي لأجل الأسرة والبيت ولأجله هو تحديدا فكنا نقتطع من رواتبنا لنرسل له أما آن لهذا القانون الذكوري أن يجاري العصر الذي أصبحت به المرأة كالرجل وكذلك المجتمع المؤيد والداعم .
أما (كتيبة فلاحة) فتقول: توفي زوجي عن ثروة لا بأس بها ولم يكن عندنا أولاد فورثت ربع ثروته أما الباقي لأقاربه . لكن لو توفيت أنا قبله لورث عني النصف لا أدري لما هذا التباين فان كانت العبرة بأن المرأة ضلع قاصر من المفروض أن ترث أكثر من الرجل لأنها تحتاج الحماية أكثر وإذا كانت المرأة تساوي الرجل كما في الدستور فكيف تعطى أقل منه.
وتقول (بثينه نحاس): لم نعد ندري من أين تأتي علينا المصائب ؛ فأنا عندي ابنتان وقطعة الأرض التي نعتاش منها وبيتنا الذي يأوينا وبعد وفاة زوجي بدأ الأقارب بمطالبتنا بحصصهم المستحقة حسب الإرث دون النظر إلى حالتنا المادية فالقانون يعطيهم الحق بذلك لأن البنت لا تحجب الإرث لكن لو رزقنا بصبي لحجب الإرث عن الجميع وحمانا من طمع الأقارب وأنا لا أعرف لمن ألتجئ إذا كان القانون ضدنا ولو كنا نعرف أن الموت سيداهمنا بهذه السرعة لتلاعبنا على القانون وبعنا الأرض لبناتنا حماية لهم من القانون الجائر كما يفعل الكثير .
هذه بعضا من حالات كثيرة تعم بلادنا التي تتبع بنظامها الارثي الشريعة الإسلامية مع العلم بأن الإسلام لم يظلم المرأة فهو فاضل بين الورثة بالإرث وساوى بينهم أحيانا . فكان التفضيل على أساس الموضوعية وليس على أساس الجنس . فيؤكد علماء الدين الإسلامي بأن القاعدة العامة هي المساواة بين المرأة والرجل و التفضيل بينهما طارئ ومبني على أسباب موضوعية خارجة عن طبيعة الجنس فمثلا " إذا توفي رجل عن أم وأب وزوج و بنت وبنت ابن هنا التركة تقسم إلي (15) سهم لبنت الابن منهما سهمان ولو كانت بنت الابن (ابن ابن) لما أستحق شيئا بإجماع الفقهاء " ومثال آخر " إذا توفيت امرأة عن أب وأم وأبن هنا التركة من (6) أسهم للأب منهما سهم واحد وللأم منهما سهم واحد أيضا كالأب لا فارق بينها وبينه في ذلك رغم اختلافهما في الجنس".
فالمشكلة ليست بأن الشريعة الإسلامية تفضل الرجل عن المرأة فلا يوجد تفضيل إذا نظرنا إلى الأمر بكليته إنما المشكلة بأن هذا النظام الإرثي كان متبعاً في زمن مختلف والآن نحتاج إلى قانون جديد يساوي المرأة بالرجل في كافة الحالات فلا تفضيل أحدهما على الآخر وهذا يناسب المكان والزمان الذي وصلنا إليه لأن القانون يجب أن يكون مرناً ومتغيراً بتغير المجتمعات.
بالإضافة أن المشكلة الثانية في الإرث لا تتعلق بالقانون إنما بالمجتمع نفسه الذي يضن على المرأة حتى بذلك الجزء اليسير الذي يصلها من الإرث وذلك حسب التقاليد والعادات المتبعة في أكثر المناطق السورية وخاصة الأرياف التي تستنكر حصول المرأة على جزء من الأراضي الزراعية بحجة الحفاظ على ملكية العقارات ضمن الأسرة الواحدة. وهذا يحتاج لمزيد من الوعي الاجتماعي إضافة إلى التغير الجذري في القانون، فاستقلال المرأة المادي خطوة هامة نحو تحررها وخطوة أساسية لتفعيل مشاركتها السياسية ودورها في القيادة.



#رهادة_عبدوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمكين النساء من مفهوم الصحة الإنجابية ضرورة وليس ترفا
- الاستغلال الجنسي للأطفال
- إطلاق التقرير الوطني حول البروتوكول الملحق باتفاقية حقوق الط ...


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - رهادة عبدوش - الفقر المؤنث ونظام الارث في سورية