أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند طلال الاخرس - جرح صويحب














المزيد.....

جرح صويحب


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 16:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


جرح صويحب
هذه القصيدة كتبها الشاعر الكبير مظفر النواب تحت إسم "مضايف هيل" عن فلاح مناضل قتلته عصابة الاقطاعيين في ذلك الزمن، ورموه في باب بيته مخضباً بدمه فتجمعت النساء تبكي عليه، لكن زوجة صويحب منعت النساء من البكاء حتى لا يختلط الكحل مع الدم … فكتب الشاعر هذه القصيدة عن لسان زوجة الشهيد صويحب …

ولعل قصيدة "مضايف هيل" أو جرح صويحب، كما يسميها عشاق القصيدة النوابية، كانت تعالج الواقع المرير للأقطاع أنذاك. وترجمها صوت الجنوبي سامي كمال لحناً وغناءً لكي تصل الى أبعد نقطة ممكنة.

ويقيناً بأن دلالات هذه القصيدة، وإشاراتها السياسية وضعت لها مكانة خاصة؛ حيث أنها تجسد الواقع العراقي بأوجاعه المتلاحقة وأحزانه الموغلة في القدم حتى أنها تصل الى السومريين وأنغام نايهم الحزين، الذي مازالت أنين اوجاعه في الأذن تبكي العيون وتدمي القلوب.

وكما أجاد وابدع الشاعر الكبير مظفر النواب نظم حروف هذا الوجع العراقي المستمر والموغل في القدم بالانحياز الاخلاقي لاوجاع الوطن وآلامه وآهاته واستجاب لأنين أبنائه المسحوقين بصورة ثورية، كذلك فعل الملحن والمغني سامي كمال في القصيدة، حيث جسدها بلحنه وصوته الشجي وجعلها صورة متكاملة في هذه الاغنية، وهذه القصيدة الغنية بالمفردة وجزالتها وصاحبة اللحن الاهزوجي وذات الصورة التعبيرية البليغة ببلاغة الوجع العراقي والذي تنهمر من حروفه الدموع دون ان تمتزج بالكحل وينبت من أشلاء حروفها أصرارٌ على الصمود، كانت وستبقى صورة الشعب العراقي العظيم في مواجهة قوى الظلم والاستبداد والاستعباد الى أن يرث الله الارض وما عليها او ان يقضي أمرا كان مفعولا.

من ضمن اغاني شريط كاسيت بعنوان بغداد انتجه شخصياً الفنان سامي كمال عام 1984 والذي تحمل كل تكاليف انتاجه، حيث استاجر استوديو في مخيم اليرموك في دمشق لبضعة ساعات لتسجيل الاغاني وقد كان المبلغ الذي تحمله باهظاً، حيث بلغت التكلفة ستون الف ليرة سورية كانت تكفي في ذلك الوقت لشراء شقة سكنية في ضواحي دمشق، مما إضطره لبيع مصاغ زوجته لتوفير هذا المبلغ، فالمصاغ بما يحمل من ذكريات كان لا بد من بيعه لتبقى الذكريات أجمل، فحال تسجيل هذه الاغنية ليس افضل حال من مناسبة نظمها وعلى الأكيد ليس حالها بأفضل من حال اصحابها(الشاعر والمغني) وما أصابهم من وجع في حياتهم ومن مرض وتشريد في سبيل قضاياهم وقضايا شعبهم وأمتهم. لكن المهم دوما وأبدا كيف يصنع المناضل من الوجع ثورة؟!

هذا هو حال الابداع في وطننا العربي الكبير، يضيّق على أبنائه ويشد الخناق على رقابهم "لكن تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها".

هذه القصيدة وأغنيتها حالها كحال شاعرها وملحنها ومغنيها لم تنمح من الذاكرة رغم مرور أكثر من نصف قرن على كتابتها، إذ مازال جرح صويحب ندياً، ومازال السم [ينگط فوگ الكحل]، والمصيبة الكبرى أن [الگطاعي] الذي قصده النواب في قصيدة [مضايف هيل] مازال قوياً ومتنفذاً، رغم إختلاف الموازين، والقياسات، وتغير الأشكال، وإختلاف الأدوار.

هذه القصيدة كغيرها من القصائد "المبكيات الباقيات" لَمْ تُكتب لمناسبة، كُتَبَت لدهرٍ من الحزنِ و التحدي، فحالها من حال صاحبها تنتمي للجُموع التي رفعت قهرها هرما، وتنتمي للجياع ومن سيقاتل...

رحل الشاعر والمغني وبقيت كلماتهم والحانهم تئن في آذاننا: "إغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية، بعضكم سيقول بذيئة، لا بأس، أروني موقفا أكثر بذاءةً مما نحنُ فيه .

يقول مظفر النواب في قصيدته "مضايف هيل او جرح صويحب":

مَيلن . لا تنكَطن كحل فوكَ الدم
مَيلن . وردة الخزّامة تنكَط سم
جرح صويحب بعطابه ما يلتم
لا تفرح ابدمنه لا يلگطاعي
صويحب من يموت المنجل يداعي .

أحاه . شوسع جرحك ما يسده الثار
يصويحب . وحكَ الدم ودمك حار
من بعدك ، مناجل غيظ ايحصدن نار .
شيل بيارغ الدم فوكَ يلساعي
صويحب من يموت المنجل يداعي .

مَيلَن . لا تغيظنه بِجَه صويحب
وبجفنه النِدي نجم الكحل ، غايب
لو يشرِگ اردود ، المسج ونعاتب
عتب النده ، بروح البردي يلناعي
وملامح عيون انعجه ، للراعي

لَتفزعن ، مثايه العين . شِدنه
مَيلن وردة الخزّامة ، على الحنّه
صويحب . ما مش صويحب أبد مِنّه .
هذا إيشان ، ما ينذل للگطاعي
وبليل الخناجر ، منجله يداعي

ودَّن على المكاحل يا مضايف هيل
غطنّه ، بكحل دخله ومحبة ليل
عگبك سچة يصويحب هجرني الريل
لتشيلك مذلة الريل يگطاعي
من ريل { الرميثة } المنجل يداعي .

هاي آنه اللّحضنك لا تلم روحك
اضمك بالگصايب عين لتلوحك
يصويحب . أفيِّ الفيه لجروحك
يتلاگن عيون الذيب بشراعي
وأحاه أشكبر ضحچات الگَطاعي ؟

صويحب على العگل صندوگ عرس اچبير
حزمه من الحصاد . ايلفها طيب چثير
وين اللي يگلي { فلان } وين يصير ؟
أوصله وأدگ شراعه بشراعي
صويحب من يموت المنجل يداعي .

صدور الغيظ اينفثن نار على المشرگ
وچفوف الفِلح ، لمة شمس تحرگ
ها . يلحُكُم . هاي شرايع تمزلگ
والخنزير يزلگ بيها يالراعي
وصويحب يموت ومنجله يداعي .

حا . يصويحب الدگات . ايفتحن دم
وبشيمة عطش تِندَه اليشامغ سم
يلنجمك حَمَر عدّه ، العگل تلتم
طيب الذات خاوه الذيب والراعي
وتوالم عرس واويه واگطاعي .

صويحب . هاي حبتك لا تطول الموت
من تسمع شچية الفِلح رِد الصوت
هاي الدنيه عيب يضيع بيها الفوت
البِد . البِد ابدمك يلگطاعي



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكم والكيف في التنظيم الثوري
- الاخلاق في اللغة والاسلام والفلسفة والشعر
- مصر المحروسة، أم الدنيا
- الهشير
- شقائق النعمان
- ما هي الثورة؟
- أُغنية على ضفاف النهر
- الأم
- الهزيمة والنصر
- درب الآلام؛ حكاية الألفي عام
- الذاكرة الفلسطينية
- التاريخ والتراث؛ الدور الأصيل في النضال والتحرير ، -المقلوبة ...
- ناظم حكمت الإنسان والشاعر الثوري
- القدس؛ عاصمة التفاؤل والأمل
- القديسة فيرينا ابنة مصر أم الدنيا
- الكرامة
- وصايا صاحب الأرض؛ توفيق زياد
- قارع الأجراس
- الخير والشر؛ لقاء المستحيل
- زمن مفقود وأمل متشظي، كيف يموت الفلسطيني؟


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند طلال الاخرس - جرح صويحب