أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا يرفض الوزير حسن الجنابي يرفض خيار التدويل للدفاع عن مياه دجلة والفرات ضد تركيا؟















المزيد.....

لماذا يرفض الوزير حسن الجنابي يرفض خيار التدويل للدفاع عن مياه دجلة والفرات ضد تركيا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5795 - 2018 / 2 / 22 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ويعلن عن "إغلاق باب الأمم المتحدة" واعتماد المفاوضات الثنائية فقط مع تركيا: أدلى وزير الموارد المائية حسن الجنابي بتصريحات خطيرة وسلبية جدا إلى جريدة "القدس العربي" الممولة من قطر، حاول عبرها القفز على مسؤولية تركيا وإيران في الأزمة المائية التي يواجهها العراق منذ عدة عقود، والتي تفاقمت في الأشهر الأخيرة وبلغت درجة جفاف أنهار وبحيرات كنهر المجر الكبير المتفرع من دجلة وبحيرة حمرين في محافظة ديالى. ففي معرض حديثه عن أسباب الأزمة ذكر الوزير الأسباب التالية، قافزا على مسؤولية تركيا المباشرة فيها، بعد إقامتها شبكة ضخمة من السدود بلغت (في نهاية عام 2006، (759) سداً، منها (208) سد كبير، وبطاقة خزنية (651) كم3/ من كتاب الموازنة المائية في العراق –فؤاد قاسم الأمير) كان هذا قبل إنشاء سد أليسو العملاق على دجلة. الجنابي عدد أسباب الشحة المائية فقال إنها تشمل:
*زيادة السكان .
*زيادة الطلب على المياه.
*تغير المناخ وتأثيراته.
* ارتفاع درجات الحرارة التي سجلت في الآونة الأخيرة في العراق والمنطقة درجاتٍ قياسية.
ولم يذكر الوزير شيئا عن شبكات السدود التركية والمشاريع المائية الإيرانية إلا بشكل غامض وغير مباشر حين قال إن زيادة الطلب الداخلية على المياه يقابله (تزايد طلب دول الحوض المائي المشتركة أي تركيا وإيران وسوريا).
ومع ذلك وخلال كلامه، لم ينكر الوزير ان (إيرادات العراق المائية من نهر الفرات انخفضت بحدود 50٪، ومن نهر دجلة ـ قبل إنشاء سد إليسو، كانت الإيرادات من تركيا في تناقص، وبعد تشغيل السد أو إملائه، فنتوقع إن يكون نقص الإيرادات بحدود 50٪ أيضاً) فهل حدث كل هذا الانخفاض في عائدات العراق المائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والاستعمال الداخلي؟
الأخطر من كل هذا هو أن الوزير رفض بصراحة التوجه لتدويل المشكلة وتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية بشكل مطلق، وجاء في التقرير الصحافي الذي نشرته "القدس العربي" مع اللقاء ما يأتي : ( ونفى الجنابي كذلك، وجود أي سلطة لدى المجتمع الدولي بشأن ملف المياه، باستثناء ما وصفها «السلطة الأخلاقية»، ومدى رغبة الدولة في الالتزام بالقانون الدولي، مؤكداً «لا تمتلك الأمم المتحدة جيوشاً من شأنها إجبار العراق أو تركا أو إيران أو سوريا أو أي دولة أخرى، على قانون أو اتفاقية معينة (…) نحن لا نريد أيضا الذهاب بهذا الاتجاه، ولا نزال نراهن على تطور العلاقة الثنائية وقدرتنا على التعاطي مع هذه المشكلة مع جيراننا بصورة ثنائية أو ثلاثة أو رباعية).
إن الجنابي يرفض اللجوء الى الحل الدولي لأن تركيا وإيران لا تعترفان (ببعض الاتفاقيات الدولية، مثل الاتفاقية الدولية لقانون استخدام مجاري الأنهار في الأغراض غير الملاحية. تركيا ترفض تماماً هذه الاتفاقية، كما إيران، غير إن العراق وسوريا هم أعضاء في هذه الاتفاقية، مشيراً إلى إنه (وفقاً لذلك تم غلق باب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ويبقى باب العلاقات الثنائية المشتركة فقط مفتوحاً أمامنا). ولكن مَن أغلق باب الأمم المتحدة؟ هل هو الجنابي أم تركيا أم الأمم المتحدة نفسها؟ لا جواب طبعا! فلا أحد يمكنه رفض اتفاقية قانونية، والاتفاقية المذكورة والمقررة والمصادق عليها سنة 2014، اسمها الرسمي " الاتفاقية القانون "، لأن بعض الدول ترفضها أو تتحفظ عليها وإلا لكان من حق أية دولة أن ترفض ما تشاء من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لأنها ترفضها أو لا ترى فيها مصلحة داخلية لها كدولة، وهذا امر لا يصدق ان يصدر من وزير متخصص في شؤون المياه كما قيل. ثم هل جرَّب العراق - لنترك سوريا فهي في حالة حرب طاحنة- اللجوء لباب الأمم المتحدة وفشل؟ هل تقدم العراق بشكوى إلى مجلس الأمن ورُفِضَت الشكوى؟ هل هدد العراق مجرد تهديد بذلك؟ هل حاول العراق تقديم شكوى من طرف واحد أو طلب استشارة لمحكمة العدل الدولية التي يبيح قانونها الداخلي تقديم هذا النوع من الطلبات وفق ما يسمى" التخصص الاستشاري" في نظامها الداخلي والتي يمكن ان تعقد جلسة سرية لهذا الغرض وتصدر قرارا أو حكما يعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟
وأخيرا، هل يعلم الوزير الجنابي بكل هذه التفاصيل أم أنه يجهلها ولا يعرف سوى تكرار لازمة "تم غلق باب الأمم المتحدة لأن الأمم المتحدة ليس لديها جيوش"؟
كما ورد في التقرير أيضا (نفى الجنابي كذلك، وجود أي سلطة لدى المجتمع الدولي بشأن ملف المياه، باستثناء ما وصفها «السلطة الأخلاقية»، ومدى رغبة الدولة في الالتزام بالقانون الدولي، مؤكداً «لا تمتلك الأمم المتحدة جوشاً من شأنها إجبار العراق أو تركا أو إيران أو سوريا أو أي دولة أخرى، على قانون أو اتفاقية معينة) هل هذا كلام يصدر عن وزير يحمل شهادة مهمة في اختصاصه؟) هل هذا الكلام معقول ويصح صدوره من وزير في ظروف أزمة في اختصاص وزارته قبل غيرها؟ هل يجهل الجنابي سلطات الأمم المتحدة والتي تصل الى فرض الحصار السياسي والاقتصادي على دول المعتدية والمارقة وفرض عقوبات مختلفة على الدول الخارجة على القانون الدولي؟ هل نسي الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة والتي لا يزال العراق يعاني منه؟ هل نسي صلاصحيات المحاكم الدولية التي حاكمت وتلاحق رؤساء دول، ربما لن يكون آخرهم الرئيس السوداني حسن البشير؟ هل يعرف تطبيقات نظام محكمة العدل الدولية ضمن ما يسمى " الاختصاص الاستشاري" والذي يصل الى عقد جلسة سرية وصدور قرار عن الأمم المتحدة يسمى "قرار إزالة الضر"؟
وحتى على افتراض صحة ما يقوله الجنابي للجريدة القطرية (وقطر هي اليوم الحليف الوحيد لتركيا بالمناسبة) على افتراض صحة قوله (إن للأمم المتحدة سلطة أخلاقية فقط) وهو كلام غير صحيح بالمطلق ولكن لنفترض انه صحيح فلماذا لا يجرب العراق طرق باب التدويل للحصول على قرار " أخلاقي" يساعده في دفاعه عن حقوقه في مياه أنهاره وفي مفاوضاته الثنائية مع تركيا؟ أم أن الأمر لا يتعلق بمفاوضات ثنائية بل بطريقة خاصة يعرفها الشحاذون البائسون وفاقدو الإرادة في الدفاع عن حقوق شعوبهم؟
لماذا أغلق الجنابي الباب بهذا الحماس، وراح يكيل المديح لتركيا لأنها أجلت ملء خزانات سد أليسو لمدة شهرين بقوله إن (الموقف التركي كان إيجابياً، وموضع تقدير بالنسبة للعراق، لكن نحن بحاجة إلى مناقشات إضافية ...)؟
أبهذه الطريقة يدافع الجنابي وحكومته برئاسة العبادي عن حقوق العراق المائية ووجود العراق الجغرافي والحضاري وينقذ العراقيين مما سماه هو في مناسبة أخرى " شحة المياه القاتلة" والتي ستتفاقم رويدا رويدا حتى زوال النهرين سنة 2040 كما توقعت منظمة اليونسيف قبل عدة سنوات؟
بصراحة شديدة ومؤلمة، فإن كلام الوزير حسن الجنابي في لقائه مع جريدة القدس العربي يمكن اعتباره رسالة ذليلة ومباشرة إلى تركيا مفادها أن العراق قرر إغلاق باب تدويل مأساة الرافدين عبر الأمم المتحدة وأنه ترك هذا الموضوع ليكون تحت رحمة وشفقة وإحسان أردوغان وتركيا الأطلسية ولوساطات السفارة الأميركية ببغداد والتي أعلنت قبل أيام على لسان لاري ميموت في مؤتمر صحافي ببغداد أنها تفاوض تركيا حول هذا الملف تحديدا!
وأخيرا، فالسؤال الأهم هو: لماذا أطلق الوزير الجنابي تصريحاته الخطيرة هذه، في هذا الوقت بالذات، وعبر جريدة "القدس العربي" الصديقة لتركيا لا غيرها؟ أعتقد، وهذا رأي شخصي تؤيده الوقائع على الأرض، أن الحكومة التركية بدأت تشعر بالقلق من تصاعد المطالبات العراقية بتدويل المشكلة، تلك المطالبات التي عبرت عنها كتل نيابية في مقدمتها كتلة "صادقون"، وعدد متزايد من النواب العراقيين المستقلين، ومدونون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الرقمية، وكل هذه النشاطات مرصودة قطعا من قبل السفارة التركية ببغداد وتصل أخبارها أولا بأول الى أنقرة. هذا القلق التركي ربما جرى التعبير عنه لحكومة العبادي عبر الطرف الأميركي الذي يتولى التفاوض مع تركيا حول الرافدين ما دعا الحكومة إلى إرسال رسالة تطمينات على لسان الوزير الجنابي من ان العراق لن يلجأ إلى التدويل ولن يطرق باب الأمم المتحدة بل هو أغلقه علنا الآن!
إذا صح هذا الترجيح فإن الجنابي وحكومته يتحملان مسؤولية فادحة وكبيرة عن التفريط بهذا السلاح المهم وشبه الوحيد بيد العراق، وسيكون الجنابي شخصيا قد وضع على منصبه وشخصه علامة استفهام هائلة وبحجم خطيئته هذه، والتي سيكشف المستقبل القريب عن كونها كارثة حقيقية!
*رابط لقاء جريدة "القدس العربي" القطرية مع الوزير حسن الجنابي:

http://www.alquds.co.uk/?p=883429



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وقت اتفاقية مياه مع سوريا في 1987 ورفضت ذلك مع العراق، ...
- هل يمكن مقاضاة تركيا وإيران في محكمة العدل الدولية حول مياه ...
- الوزير حسن الجنابي يثير الذعر بكلامه ويتهم الآخرين بإثارته!
- حظر الأحزاب الطائفية هو الحل!
- عن الفرق بين تحالفي - تقدم مع الآلوسي- و -مستمرون مع الصدر-
- تجارب عالمية وعربية في تغيير الدستور بعد الحرب الأهلية
- تركيا ستقطع نصف دجلة، فماذا قال الوزير العراقي للمياه؟
- القانون الدولي ومأساة دجلة والفرات وسد أليسو
- -النفط مقابل مياه الرافدين- شعار تفريطي وخياني
- متصهينو الخليج يستشهدون بالقرآن لدعم الدولة الصهيونية
- الحركة الشيوعية في العراق وقضية فلسطين
- الصراع بين الحزبين الأميركي والإيراني في العراق
- تحريم -الموطا- وتزويج ذات التسع سنوات عند اليعقوبي ! 2 من 2
- تحريم -الموطا- وتزويج ذات التسع سنوات عند اليعقوبي ! 1من2
- تعديلات داعشية على قانون الأحوال الشخصية!
- تعديلات قانون الأحوال الشخصية والدين والدولة
- العبادي داخل لعبة المتاهة الأميركية!
- العراق بين أحلام الثورة الشعبية وانتهارية فن الممكن
- دفاعا عن صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين
- صلاح الدين الأيوبي بين الخلافتين العباسية والفاطمية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا يرفض الوزير حسن الجنابي يرفض خيار التدويل للدفاع عن مياه دجلة والفرات ضد تركيا؟