أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد أحمد أبو النواعير - السياسة, لعبة من صنع المواطن














المزيد.....

السياسة, لعبة من صنع المواطن


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5795 - 2018 / 2 / 22 - 00:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


السياسة, لعبة من صنع المواطن
د. محمد أبو النواعير*
تتميز مفاهيم العمل السياسي في بلدان الشرق الأوسط عموما وفي العراق بشكل خاص, بتأثرها برواسب استبدادية عميقة, تشكل جوهر التحرك السلوكي لكل الفواعل المؤثرة في العمل والفعل السياسي, بالإضافة إلى أن تجذّر النفس الاستبدادي في الطبيعة الغالبة للشخصية العراقية, قادها لتوظيف كل أدوات العمل السياسي, من أجل إبقاء أطر السيطرة والثبات والديمومة لوجوداتها السياسية, فإدامة الوجود السياسي في عملية أو مفصل من مفاصل الحياة السياسية, يعد من أهم العوامل الخفية التي تظهر رواسب تلك الاستبدادية.
يمكننا تقسيم المواطن السياسي (الفرد) إلى ثلاثة أنماط:
النمط الأول, هو الذي يسير بوعي سياسي مراقب للحدث (وقد يكون وعيا مضللا إعلاميا "أصحاب الصنمية كنموذج لهم", وقد يكون وعياً صحيحا يسير بخطوات تحليل واعية), هذا النوع أغلبه يكون مندمجا في فعاليات سياسية, كأن تكون تأييده لحزب سياسي معين, أو انتمائه لتيار سياسي, حيث أن الاقتراب من فواعل السياسة (الأحزاب أو أي نشاط سياسي تابع لمؤسسات سياسية أو منظمات مدنية) يتيح للمنتمي أن يحصل على كم هائل من المعلومات السياسية, والتي تخلق له وعيا واضحا بالحدث السياسي.
النمط الثاني هو النوع الذي يكتفي بالمراقبة العابرة, والذي تتحكم به نزعات مناطقية أو فئوية أو عشائرية, أو توجهات دينية مذهبية معينة, وهذا النوع عادة ينقاد لأحداث يتم توظيفها سياسيا في مصب ما يؤمن به أو يعتقد به, فالجهة التي تنجح في امتلاك أدوات التواصل الاجتماعي مع هذه الجهات, ستتمكن من السيطرة بسهل ويسر على هذا النوع وهذا النمط من المواطنين.
النمط الثالث, هو النمط الذي تحركه أدوات التضليل الإعلامي والسياسي, التي يتم تصديرها إلى مرافق الحياة العامة, هذا النوع يمكن أن نطلق عليه مواطن الأسواق والساحات العامة, وفلسفة الأسواق في تنشئة الفرد تنشئة بثقافة وذائقة انتخابية محددة, غالبا ما تكون طاغية وقوية, إذ أنها غالبا ما تملك مساحة الوقت والتأثير وأدوات الإقناع البسيطة السهلة, ما يمكنها من التأثير على قطاعات اجتماعية واسعة, وهي في عرف مفاعيل التأثير السياسي, تعتبر من أصعب الأنواع للتعاطي معها, لأنها عادة ما يتم التأثير عليها بقوة المال أو السطوة أو قوة امتلاك أدوات السلطة ومنافعها, ويصعب التعامل معها من خلال الاعتماد على وعيها بمشروع سياسي واعد.
أغلب التيارات السياسية تحاول جاهدة التفاعل مع النمط الثاني (إلى حد ما), والنمط الثالث بقوة كبيرة؛ يحاول تيار الحكمة الوطني أن يشتمل وجوده السياسي, الاشتغال على الأنماط الثلاثة, لأن فقدان الأحزاب والتيارات السياسية للنمط الأول, يُعد نوعا من أنواع التجهيل المغلف بظلامية في سيرة أي تيار سياسي؛ كما يحاول تيار الحكمة الاشتغال بقوة ووعي على النمط الثالث (محاولا وبأدواته الإعلامية والاجتماعية والوجاهية, إقناع أصحاب هذا النمط بمشروع سياسي- دون اللجوء لإعطاء الوعود الذهبية النفعية, لأن عدم صدقه في تطبيقها في المستقبل, سينهي وجوده, كما حصل للكثير من الكيانات)؛ التعالي على النمط الثالث, وحبس الذات التيارية بحصون النخبوية, يؤدي إلى ابتعادها عن طبقات وشرائح واسعة من المجتمع العراقي, تمثل الأغلبية الكبيرة منه.
تعد العملية الانتخابية في بلد كالعراق عملية مهمة جدا, لأن فلسفة ديمومة الديمقراطية وعملية صنع السياسة من قبل الناخبين, هي الوريد الوحيد الذي يغذي هذه الديمقراطية ويجذر وجودها, وواهم جدا من يعتقد أن ترك الانتخابات والامتناع عن التصويت سيحسن وضعا, أو يقلب معادلة, أو ينهي ظلما؛ على العكس من ذلك تماما, فالامتناع عن المشاركة, سيرسخ بقاء المفسدين, وسيعمد إلى إضعاف أي عملية إصلاح يمكن إقامتها, وسيفسح المجال لمن امتلك أموال السلطة, وأدوات التأثير الإداري والحكومي فيها, أن يؤثر بها على النوع الثالث في التقسيم أعلاه, لكي يحصد وبسهولة ويسر اكبر عدد من الأصوات التي تمكنه من البقاء مخلّدا في موقعه.
*دكتوراه في النظرية السياسية/ المدرسة السلوكية الأمريكية المعاصرة في السياسة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة
- تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المن ...
- في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
- عمار الحكيم وتفكك الاستبداد الحزبي- تيار الحكمة أنموذجا
- الفعل السياسي في تيار الحكمة - بين مفهومي الثورة والأصالة
- مقاييس الشرف في العراق, بين الرجل والمرأة. وجهة نظر سلوكية
- مكافحة العنف ضد المرأة- حقوقٌ تؤخذ, أم تُعطى؟
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد أحمد أبو النواعير - السياسة, لعبة من صنع المواطن