أقنعة مليئة بالثقوب الكاشفة ..

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 23:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

إختراع الفيسبوك أحيانًا يتحول كعالم إتصالي إلى مايشبه الحفلات التنكرية التي نعرفها من السينما القديمة والتي يرتدي فيها الجميع أقنعة متنوعة ..
ولكن صدقوني فإن أقنعة الفيسبوك مهما تأنقت ومهما ارتفع أنوف بعض الأقنعة إلي السماء كراية مرفرفة أو تباسطت وتواضعت وتواري بعضها وراء خجل مصطنع أو اصطبغ بعضها بصبغة الجرأة والقدرة علي الإقتحام فهي يمكن ، ويمكن جداً أن تشف عن الطبيعة الجوهرية للمتقنعين بها وتصرح بمكنونها وتكشف عنها ، وبشكل قد يتفوق علي المناظرة الواقعية التي تحاول الإحاطة بأسرار شخص لايرتدي أقنعته الإجتماعية اليومية كما لو نسي نظارته الشمسية في مكان ما ..

هذا الفيسبوك هو مختبر رحب معلق في فضاءات الكيبوردات ناطقاً بتباريح الأرواح ومساراتها الملتفة دونما أن تقصد الأصابع أو يرتب اصحابها مايسطرون في كشف لتعقيدات الداخل البشري الذي يقبع في نقطة بعيدة لايراها إلا كل من يجهد عبر بصيرة نافذة ومستيقظة وحادة متوهجة كأعين الماس الشديد النقاء ..

كلنا يلعب بأصابعه علي اللوحات الألكترونية ..
بعضنا برشاقة
وبعضنا بحذق شديد
لكننا دون أن ندري تتطاير منا وتتناثر علي هذا المجال السحري شذرات دقيقة ـ دالة علي ماأردنا له أن يقبع في دواخلنا ، أو مالم نرد .. فالأمر سيان .. هي أشياء لاتري إلا حينما يشتعل تنقيب البصائر

كلنا ذلك المختبئ خلف قناعه ..
وأولهم هذا الذي يكتب إليكم ـ ربما من خلف قناع لايدركه ولايدرك هو لونه وسمكه وابعاده ومدي وطأته علي وجهه ـ
ذلك المشار إليه بالضمير "أنا"
وعالم الفيسبوك شاهد علي ماأقول ..

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات