أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - الولايات المتحدة واسرائيل وراء الارهاب















المزيد.....


الولايات المتحدة واسرائيل وراء الارهاب


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طاعون العصر
الولايات المتحدة واسرائيل وراء الارهاب

استعمار جديد
تنجح الامبريالية بانتهاجها سياسة الاستعمار الجديد في القضاء وتفريغ محتوى الاستقلال الوطني لشعوب المنطقة وتعمل على استمالة دول المنطقة وخاصة السعودية واسرائيل إلى المدار السياسي والاقتصادي والعسكري لسياستها الكونية العدوانية وتعمل على دعم ومساندة القوى الرجعية الداخلية وخاصة الوهابية السعودية والصهيونية في منطقة الشرق الاوسط وعالميا. وكل هذه السياسات تهدف إلى القضاء على أي تحولات تقدمية وطنية علمانية تحررية في العالم وخاصة في الشرق الاوسط.

العدوان كسياسة
ثار قلقهم كثيرا كذلك من السياسة المستقلة الوطنية القومية التقدمية التي كان يمارسها الرئيس المصري المناضل الكبير جمال عبد الناصر ومن التنشط الملحوظ لقوى اليسار في سوريا والعراق، وظهر لاحقا غير قليل من الوقائع الدالة على ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية اعدت في الخمسينيات من القرن الماضي بشكل جدي خطة لاغتيال جمال عبد الناصر، وبعد ذلك وبالتنسيق ما بين وكالة المخابرات المركزية الامريكية وحكام اسرائيل وتواطؤ السعودية قامت اسرائيل بشن عدوانها الارهابي ضد مصر وسوريا واحتلت الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان




الحروب المحلية والنزاعات العسكرية التي تنشب بصورة دورية منذ اواخر القرن التاسع عشر في مناطق مختلفة من الكرة الارضية هي نقاط تحدد طريق الامبريالية التاريخي التي هي المسبب المباشر في اكثرية هذه النزاعات والحروب والارهاب الرسمي.
ومن المهم ان نؤكد تزايد المطامع العدوانية للامبريالية العالمية عندما تبدت وتطورت وانتشرت الشركات الاحتكارية العابرة للقارات، وشركات صناعة السلاح وشركات النفط العالمية ان الهدف الرئيسي في السياسة الخارجية للامبريالية العالمية وخاصة الامريكية والصهيونية العالمية، هو السيطرة على الدول والشعوب الاخرى في شتى ارجاء العالم، وخاصة في الشرق الاوسط الغني بالنفط بواسطة الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية عند الضرورة كما حدث في العراق، ويحدث الآن في سوريا واليمن.
إن منطقة الشرقين الادنى والاوسط الغنية بالنفط والشديدة الاهمية من الناحية الاستراتيجية اصبحت محط اهتمام كبير على مدى عدة قرون، واصبحت محط اهتمام كبير لدى وكالة المخابرات المركزية الامريكية حال تأسيسها في عام 1947، وأعير في البيت الابيض في نهاية الاربعينيات، اهتمام خاص لتوطيد مواقع الولايات المتحدة في الخليج العربي والسعودية والعراق، فمثلا كان من الضيوف الدائمين في بغداد بعد الحرب العالمية الثانية، هوارد بيج "الدبلوماسي النفطي" مندوب شركة "إيكسون" الذي كانت وزارة الخارجية الامريكية تحصل منه على المعلومات السرية الاساسية عن الوضع الداخلي في الخليج العربي والعراق، في ذلك الوقت كان عدد اعضاء مكتب وكالة المخابرات المركزية لدى الممثلية الامريكية قليلا، وقد خطا في العراق خطواته الاولى منشغلا بتجنيد عملاء محليين وادخال رجاله وعملائه في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والثقافية، واليوم تقوم بعض دول الخليج باستضافة وتوظيف عملاء المخابرات المركزية الامريكية بشكل علني بهدف تعميق وترسيخ الهيمنة الامبريالية الصهيونية على منطقة الشرق الاوسط.
وهكذا تنجح الامبريالية بانتهاجها سياسة الاستعمار الجديد في القضاء وتفريغ محتوى الاستقلال الوطني لشعوب المنطقة وتعمل على استمالة دول المنطقة وخاصة السعودية واسرائيل إلى المدار السياسي والاقتصادي والعسكري لسياستها الكونية العدوانية وتعمل على دعم ومساندة القوى الرجعية الداخلية وخاصة الوهابية السعودية والصهيونية في منطقة الشرق الاوسط وعالميا. وكل هذه السياسات تهدف إلى القضاء على أي تحولات تقدمية وطنية علمانية تحررية في العالم وخاصة في الشرق الاوسط.
إن الامبريالية العالمية تمتاز بأنها، من بين جميع التشكيلات الاستغلالية، التشكيلة "الاقل حبا للسلام" و "الاكثر توقا إلى العنف"، ولذلك فهي "الاكثر اثارة للنزاعات" حسب اقوال لينين (راجع لينين، مقالة "الاشتراكية والحرب"). ان التحليل اللينيني للرأسمالية في مرحلتها الامبريالية كان في حينه بمثابة الاساس للحزب الشيوعي – حزب البلاشفة – الذي انهض كادحي روسيا للنضال الثوري وتحقيق انتصار ثورة اكتوبر، وهذا التحليل يجب ان يكون السلاح العملي والفكري ايضا اليوم لكل ثوريي جميع البلدان في النضال ضد سيطرة الاحتكارات والاستعمار الجديد وضد الاضطهاد القومي وضد الامبريالية ومختلف اشكال ظهورها، في الواقع.



الحروب والنزاعات المحلية
ومن اشكال ظهور الامبريالية العالمية لا بل من تقييحاتها، الصهيونية العالمية. الامبريالية العالمية تستخدم على نطاق واسع، وهي تستخدم الآن وخاصة في الشرق الاوسط الحروب والنزاعات المحلية، والارهاب الرسمي بهدف قمع حركة التحرر الوطني للشعوب المضطهدة عالميا وفي منطقة الشرق الاوسط خاصة واحتلال العراق والمؤامرة على سوريا ودعم سياسات اسرائيل العدوانية وحروبها المتكررة ضد شعوب المنطقة والتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة لأكبر دليل على ذلك.
الحروب هي نتاج المجتمع الطبقي التناحري وهي تشن وتخاض باسم الاهداف الاقتصادية والسياسية لطبقة رأس المال. وقد اشار فريدريك انجلز إلى انه ايا كانت دوافع الحرب فان جذورها تمتد إلى الاقتصاد، وأضاف: "... ان العنف ما هو الا وسيلة، اما الهدف فهو على العكس المنفعة الاقتصادية (انجلز ضد دوهرنج. القسم الثاني، الاقتصاد السياسي ص 171 – 261) لقد استقصى مؤسسا الماركسية بصورة عميقة ومن كافة الجوانب منشأ وطابع حروب زمنهما مستخدمين لذلك طرائق التحليل الجدلي – المادي ورابطين اياه ربطا وثيقا بالمهام العامة لحركة تحرر الجماهير المضطهدة. وكان ماركس وانجلز يعيران اهتماما شديدا لكشف المغزى الاجتماعي للحروب الاستعمارية في افريقيا وآسيا وامريكا، ويشيران إلى طابعها الاستيلائي الجائر من جانب الدول الاوروبية في ذلك الوقت.
وما تمارسه الولايات المتحدة واسرائيل من سياسات ارهابية استعمارية كولونيالية في منطقة الشرق الاوسط هي اكبر دليل على ان الولايات المتحدة واسرائيل هما اعداء السلام، ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط لا بل عالميا، والتهديد المتكرر من قبل الولايات المتحدة لكوريا الشمالية وتهديد اسرائيل لايران لأكبر دليل على ذلك.
التحليل الجدلي المادي للعصر الامبريالي الحالي، كما كشف لينين يؤكد الترابط بين سياسة الامبريالية والعنف المسلح مبينا ان العنف هو اداة لتعزيز وتوسيع السيطرة الطبقية للبرجوازية الاحتكارية ولطبقة رأس المال العالمي. وقد اشار لينين إلى الموضوعة الاساسية في الديالكتيك هي مطبقة على الحروب و"ان الحرب هي مجرد استمرار للسياسة بوسائل أخرى" (أي بوسائل عنيفة)، تلك كانت دائما وجهة نظر ماركس وانجلز اللذين كانا يعتبران "كل حرب استمرارا لسياسة دول معنية ذات مصلحة".
فلدى تحديد الطابع الاجتماعي للحروب وموقف الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة منها تولي النظرية الماركسية اللينينية اهمية من الدرجة الاولى لتحليل محتواها السياسي والاهداف السياسية للاطراف المتحاربة. فالمحتوى السياسي للحرب يعين دورها التقدمي او الرجعي في حياة المجتمع، وتبعا لذلك قسم لينين الحروب إلى عادلة وغير عادلة، وكان يربط شرعية وعدالة احدى الحروب ولا عدالة حروب أخرى بتقدميتها او رجعيتها.
وفي الظروف الراهنة ينطبق مفهوم الحرب العادلة والنضال العادل على نضال الشعوب المضطهدة من اجل التحرر الوطني وضد الهيمنة الامبريالية عالميا، والهيمنة الصهيونية – الامبريالية في منطقة الشرق الاوسط. من هذا المنطلق تنظر لنضال الشعب الفلسطيني كنضال عادل من اجل التحرر من اجل بناء مستقبل يتميز بالتعايش وتقبل الآخر من اجل المساواة، من اجل بناء مجتمع انساني ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لكل شعوب المنطقة، فانتصار القضية الفلسطينية وفرض الحل العادل لهذه القضية من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس هو انتصار لكل شعوب المنطقة لان ذلك يعني فشل المشروع الامبريالي الصهيوني العالمي في اقامة ما يسمى "اسرائيل الكبرى" تحت اسم ديماغوغي امريكي وهو فرض ما يسمى "صفقة القرن" على الشعوب والدول العربية. ونجاح الشعب السوري في الحفاظ على وحدة الوطن وافشال مؤامرة الثالوث الدنس بتمزيق سوريا إلى دويلات يعتبر انتصارًا كبيرًا سيكون له دور عظيم في افشال وتحطيم الهيمنة الامبريالية الصهيونية على منطقة الشرق الاوسط. والمواجهة العسكرية الأخيرة بين اسرائيل وسوريا واسقاط الطائرة الاسرائيلية هي نقطة تحول في هذه المواجهة لصالح شعوب المنطقة.
بين المذاهب والافكار العديدة التي وضعتها الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية في خدمة السياسة التوسعية وسياسات الهيمنة والاحتلال والاستيطان الصهيوني، تبرز مفاهيم عبادة القوة والروح العسكرية وهذا ما يمارس على ارض الواقع من قبل الادارات الامريكية "دمقراطية كانت ام جمهورية وخاصة خلال رئاسة المأفون ترامب، الذي مرارا وتكرارا يهدد كوريا الشمالية متوعدا باستعمال القوة العسكرية، وكذلك هذا ما تفعله اسرائيل عندما تهدد الدول المجاورة وخاصة سوريا ولبنان وغزة باستخدام القوة العسكرية "الساحقة" وهذه الممارسات العدوانية العنصرية الشوفينية الامريكية – الصهيونية الاسرائيلية ملاصقة بصورة وثيقة للمفاهيم الفاشية والنزعة الجيوسياسية والمالتوسية.



منطلق عدواني استعماري
واليوم عندما يقف ترامب او نتنياهو ومن منطلق عدواني استعماري ويمارسان التهديد العلني والمباشر ضد ايران اتذكر ما فعلته المخابرات المركزية الامريكية ومخابرات الموساد الاسرائيلي عندما قاموا عام 1953 بتنفيذ عملية "جاكسس" واسقاط حكومة محمد مصدق الذي كان يترأس الجبهة الوطنية في ايران. فبعد تنفيذ هذه المؤامرة التي نفذها جهاز المخابرات الامريكية المركزية واعادة الشاه إلى السلطة في 19 آب 1953، بدأ التقويم الزمني لأحلك العهود في تاريخ ايران، فحين تخلص الشاه من مصدق وانصاره انهال على كل من أظهر اقل ما يكون من علائم المعارضة بالتنكيل البوليسي الوحشي. ونزلت اولى وافظع الضربات بأعضاء حزب الشعب الايراني (تودة) وبكل قوى اليسار في ايران.
وكانت الأداة الرئيسية لنظام الشاه في التخلص جسديا من المعارضة جهاز خاص دخل تاريخ ايران تحت اسم سافاك المشؤوم وقد تأسس سافاك عمليا في عام 1957 بالاشتراك المباشر لوكالة المخابرات المركزية الامريكية ومخابرات "موساد" الاسرائيلية التي اولاها الشاه ثقة خاصة. (جعل العملاء الصهاينة من طهران فيما بعد مقرا لهم في الشرقين الادنى والاوسط)، اما الامر الرسمي بتأسيس سافاك فلم يصدره الشاه الايراني بإصرار من وكالة المخابرات المركزية الا في عام 1958 قبل سنة واحدة من التوقيع على ما يسمى بمعاهدة "الدفاع المشترك" مع الولايات المتحدة جعلت من ايران العوبة في ايدي الاسياد الامريكيين والموساد الاسرائيلي.
وشمل جهاز سافاك الذي بلغ عدد موظفيه اكثر من ثلاثين الفا ومخبريه المأجورين ما لا يقل عن الثلاثة ملايين، كل مجالات الحياة الايرانية، وقام مدربون محنكون من وكالة المخابرات المركزية جاؤوا خصيصا إلى ايران، بتدريب موظفي سافاك على اساليب "الاستنطاق العنيف" على مثال اجهزة العنف الهتلرية، وكان جهاز سافاك في جوهره دولة داخل دولة. وقد وضعته رعاية الشاه فوق القانون وفوق معايير الاخلاق وأعفته من المسؤولية عن اية جريمة، وكانت لدى عملاء سافاك الصلاحية بالاعتقال لأقل ذرة من الشبهة والقيام بالتفتيش بدون أي تصريح قانوني او من النيابة، وكان الناس يختفون ولا يعودون إلى الظهور ابدا: فلم تكن هناك حدود لمدة الحبس الاحتياطي ولمدة العقوبة التي تصدر في دورات مغلقة للمحاكم العسكرية (وهذا ما تفعله اسرائيل ضد مناضلي الحرية الفلسطينيين من خلال ما يسمى بالاعتقال الاداري لفترة طويلة، وهذا الامر ضد القوانين الدولية وهي احد تعبيرات وممارسات الارهاب الرسمي من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين)، وخلال التحقيقات في جهاز سافاك الايراني كانت تمارس اساليب ارهابية وحشية مثل لوي الايدي واقتلاع الاظفار والاسنان وكسر الاصابع والحرق بالماء الساخن وسمل العيون، وكان "الاطباء السود" كما سمى الجلادون انفسهم يعذبون الناس في الطابق الثالث من سجن "كوميتيه" وكان ضجيج المدينة الكبرى طهران يبتلع صراخ الضحايا نهارا، اما في الليل فقد كان الصراخ يخترق النوافذ المحكمة السد، مما يجعل عابري السبيل يفضلون تجنب هذا المبنى.
وبعد اسقاط نظام الشاه، كُشفت مضامين الكثير من الوثائق السرية من عهد الشاه واتضح ان 360 الف معتقل سياسي من خيرة ابناء الشعب الايراني اعدموا او عذبوا في زنزانات بوليس سافاك السري خلال اكثر من عقدين من الزمن وكانت وكالة المخابرات المركزية، والموساد الاسرائيلي شركاء في هذه الجرائم الدموية والارهاب الرسمي وما قامت به الولايات المتحدة من ممارسات وحشية في سجن غوانتانامو بعد احتلال العراق هي صورة بشعة وبربرية اكثر من تلك الممارسات التي مورست ايام حكام الشاه في ايران.
وهكذا منذ الخمسينيات اصبحت آلة الحرب السرية لوكالة المخابرات المركزية على بلدان الشرق الاوسط والادنى مرادفا مشؤوما للارهاب الدولي وممارسات اسرائيل واعترافها بتصفية 3000 فلسطيني على يد رجال الموساد ايضا يدخل في هذا المرادف المشؤوم للارهاب الرسمي الدولي. وعلى الرغم من النجاح في قمع هذه النزعات التحررية في ايران في سنوات الخمسين من القرن الماضي فان تأثيرها الثوري على البلدان العربية المجاورة مثل العراق وسوريا ومصر لم يكن هناك شك فيه وخشيت وكالة المخابرات المركزية جديا من ان تتكرر الانتفاضات المعادية للامبريالية في بلدان أخرى بالمنطقة، وهذا ما حصل فعلا في ذاك الوقت.
وثار قلقها كثيرا كذلك من السياسة المستقلة الوطنية القومية التقدمية التي كان يمارسها الرئيس المصري المناضل الكبير جمال عبد الناصر ومن التنشط الملحوظ لقوى اليسار في سوريا والعراق، وظهر لاحقا غير قليل من الوقائع الدالة على ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية اعدت في الخمسينيات من القرن الماضي بشكل جدي خطة لاغتيال جمال عبد الناصر، وبعد ذلك وبالتنسيق ما بين وكالة المخابرات المركزية الامريكية وحكام اسرائيل وتواطؤ السعودية قامت اسرائيل بشن عدوانها الارهابي ضد مصر وسوريا واحتلت الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان.
وهنا وبعد هذا السرد التاريخي اريد ان اذكّر القارئ بأن السعودية ودول الخليج العربي لا بل الامريكي كانت تحافظ على علاقات صداقة ايجابية مع نظام الشاه في ايران المتحالف مع امريكا واسرائيل لا بل كانت السعودية جزءًا من هذا التحالف الاستراتيجي، ولم يكن احد يذكر في ذلك الوقت وجود "صراع" ديني بين "السنة" و "الشيعة". هذا الصراع المفتعل من قبل الثالوث الدنس الآن يهدف إلى محاصرة ايران وعزلها لأنها اصبحت دولة مناهضة للامبريالية والصهيونية. واعلان روسيا عن وجود حلف استراتيجي مع ايران هو دعم لصمود شعوب المنطقة ضد الهيمنة الامبريالية الصهيونية على المنطقة أي منطقة الشرق الادنى والاوسط.
فمكنون السياسات والحروب العدوانية الامريكية – الاسرائيلية في منطقة الشرق الاوسط هدفها الرئيسي مكافحة جميع القوى التقدمية عالميا، وهنا في منطقة الشرق الاوسط، وهنا اذكر ما اعرب عنه احد الايديولوجيين العسكريين الامريكيين المدعو ستراوس – هيوبه حيث قال: "ان مصلحة الولايات المتحدة الامريكية ان تتوصل إلى وضع في العالم يكون فيه مركز واحد وحيد للقوة ينتشر منه اشراف باعث على التوازن والاستقرار (استقرار الهيمنة الامبريالية الصهيونية على العالم د.خ) وبحيث يكون هذا الاشراف في ايدي الولايات المتحدة الامريكية".
والتطورات الاخيرة عالميا حيث اصبحت روسيا تمارس دورًا ايجابيًا في منطقة الشرق الاوسط يخدم مصالح شعوب المنطقة، وما نراه في سوريا من دور سياسي انساني اقتصادي – عسكري من قبل روسيا وبدعم الصين وايران دفع بأمريكا بالاعلان في الفترة الاخيرة بان الصين وروسيا هما على رأس قائمة اعداء الولايات المتحدة وبعدهما أي بعد الصين وروسيا يأتي "مكافحة الارهاب"، في حين على ارض الواقع الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية هم داعمو الارهاب في المنطقة وعالميا، وكلنا نذكر عندما قام ريغان بدعم الحركات الاسلامية المتطرفة في افغانستان حيث اطلق ريغان على هذه العصابات التي ارتكبت جرائم بحق الشعب الافغاني بما في ذلك تفجير مدارس ومستشفيات في ثمانينيات القرن الماضي، اطلق ريغان على هذه العصابات الارهابية اسم "مجاهدي الحق" واليوم الولايات المتحدة غارقة في افغانستان وتعاني الأمرين من قبل منظمة طالبان وغيرها من المنظمات الاسلامية المتطرفة، فما يحدث في افغانستان هو من صنع ايدي الامبريالية الامريكية، وكذلك ما حدث في العراق بعد احتلاله من قبل الولايات المتحدة.
وإن دل هذا على شيء فهو دليل على فشل سياسات الامبريالية العالمية التي تهدف إلى الهيمنة والسيطرة على منطقة الشرق الادنى والاوسط والاستمرار في اضطهاد شعوبها من قبل الامبريالية العالمية والصهيونية العنصرية الشوفينية والاعتماد الاساسي للاوساط الامبريالية وربيبتها الحركة الصهيونية العالمية، وقاعدتها الامامية في الشرق الاوسط اسرائيل، هو غطرسة القوة والاعتماد على العنف العسكري والارهاب الرسمي في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ورفض كل المبادرات وكل قرارات الهيئات الدولية، وخاصة قرارات الامم المتحدة والتي تدعو إلى الحل العادل للقضية الفلسطينية سببه ان هدف حكام اسرائيل ليس السلام بل استخدام كل الوسائل بما في ذلك الارهاب الرسمي العسكري واستمرار الاحتلال والاستيطان الكولونيالي على كل ارض فلسطين، وهذه السياسة الارهابية الرسمية مورست قبل قيام دولة اسرائيل من قبل المنظمات الارهابية الصهيونية قبل عام 1948 عام النكبة وبعد قيام دولة اسرائيل.
وعندما اعلنت الحركة الصهيونية قبولها الكاذب لقرار التقسيم قامت الحركات الصهيونية باحتلال اجزاء واسعة من الارض التي كانت يجب ان تقوم عليها دولة فلسطين (فبموجب قرار التقسيم خصص للدولة الفلسطينية 48% من ارض فلسطين التاريخية، فمثلا منطقة الجليل كانت مخصصة للدولة الفلسطينية) وعملية الاحتلال هذه تمت قبل انتهاء الانتداب البريطاني وبدعم منه، وبموجب قرار التقسيم الاعتراف باسرائيل مشروط بقيام دولة فلسطين إلى جانب اسرائيل.
فالاعتراف بقرار التقسيم من قبل الحركة الصهيونية كان اعترافا ديماغوغيا كاذبا لأن الممارسة على ارض الواقع كانت احتلال اجزاء من المناطق المخصصة لدولة فلسطين وبالتعاون مع الرجعية العربية وخاصة الملك عبدالله في ذلك الوقت منع قيام الدولة الفلسطينية. واستمرار اسرائيل حتى الآن رفض شروط السلام العادل لأكبر دليل بأن حكام اسرائيل كانوا في السابق والآن قاعدة للارهاب الامبريالي الامريكي الصهيوني الرسمي في منطقة الشرق الاوسط.
والاساليب التي يستعملها حكام اسرائيل الصهاينة "لحل" القضية الفلسطينية لا يمكن مقارنتها من حيث وحشيتها الفظيعة ووقاحتها، وبناء الجدار العازل وحصار غزة لأكبر دليل على هذه الوحشية، الا بالطريقة النازية "لحل المسألة اليهودية نهائيا" في سنوات الحرب العالمية الثانية.
فبالنسبة للولايات المتحدة واسرائيل الغاية تبرر اية وسيلة في مسألة تحقيق استراتيجية الولايات المتحدة الامبراطورية في الشرق الاوسط، و"صفقة القرن" التي تقترحها الولايات المتحدة لحل القضية الفلسطينية بالتعاون مع الدول الرجعية العربية هي شكل من اشكال التصفية الوقحة والوحشية للقضية الفلسطينية، وهذه الخطط ستفشل بسبب صمود ونضال الشعب الفلسطيني فسلام الشعوب بحق الشعوب. والولايات المتحدة مستمرة في دمج ثلاثية "مقدسة" تحكم تعامل الولايات المتحدة مع الشعوب المضطهدة وتخدم استمرار هيمنتها الاستعمارية عالميا وفي المنطقة، وهذه الثلاثية تمثل "التاجر والمبشر والعسكري" أي حكم العالم من خلال الشركات العملاقة التي تنهب الدول الصغيرة والضعيفة والغنية بالموارد الطبيعية وخاصة النفط في الشرق الاوسط والآلة العسكرية التي تحميها وتمهد لها الطريق، ورجال الدين الذين يضفون الشرعية على هذه السياسات القذرة ويعملون على نشر اليمينية المسيحية المتطرفة التي تُسبح بحمد امريكا المستغِلة وتبشر بقرب نهاية العالم من اجل مجيء المسيح، وادارة ترامب الحالية ككل، وخاصة نائبه لأكبر دليل على هذه الثلاثية ليست المقدسة بل الفاسدة والدنسة والمتحالفة مع الصهيونية العنصرية الشوفينية العالمية.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين وحركة التحرر الوطنية في الشرق – تاريخ وحاضر(3)
- لينين وحركة التحرر الوطنية في الشرق – تاريخ وحاضر (2)
- لينين وحركة التحرر الوطنية في الشرق – تاريخ وحاضر (1)
- فشل سياسات امريكا واسرائيل في تغيير مجرى التاريخ
- ترامب ممثل كهنة الحرب
- ثورة اكتوبر الاشتراكية – التاريخ والحاضر (10)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية – التاريخ والحاضر(9)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (8)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (7)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (4)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (3)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (2)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (1)
- المادية التاريخية وعلم المجتمع
- فلسفة هيغل ودورها التاريخي (3-3)
- فلسفة هيغل ودورها التاريخي (2-3)
- فلسفة هيغل ودورها التاريخي
- أهمية دمج الفكر الماركسي مع نضال الحركة العمالية والنضال الط ...
- أهمية دمج الفكر الماركسي مع نضال الحركة العمالية والنضال الط ...
- الفلسفة الماركسية وتطور المجتمع


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - الولايات المتحدة واسرائيل وراء الارهاب