أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - معتز نادر - النظرة العكسية للِنتَاج الإنساني














المزيد.....

النظرة العكسية للِنتَاج الإنساني


معتز نادر

الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 00:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يُبتغى من هذا العنوان تقديم عرض لـ سلخ ذات بشري مٌسقط على واقع هش وقاسي ومتقلب من الناحية الحضارية جراء ما يحصل من تجاوزات بكافة بقاع العالم ، فبالمحصلة سنظل لكوننا أشخاص نتأمل ونفكر -ممتنون للفرصة التي جعلتنا نكتب ،
- فليس هدف الكتابة أن تنشد على الدوام عالم نقي خال من العيوب لا تشوبه شائبة ،وإنما تطمح بعالم يمنحنا على الدوام فرصة أن نتصوره بطريقة أفضل ، وبالتالي الشعور بعالمٍ تكتنزه تفاصيل وتعقيدات غاية في الغرابة والإثارة والريبة على حد سواء، إن حالة الرغبة في السعي والتطوير عبر رفض الحالة الواقعية التقليدية التي هفت إليها أبرز الأعمال الفنية والموسيقية والحركات السياسية المختلفة على طول الزمان لم تكن مجرد موضة تكمّل معيشة تلك العصور بل كانت بحث جدي داخلي وفوضوي عملاق لإيجاد أفضل صيغة بين جوهر الفكرة وصداها الحركي التي تعبر عنه طبيعة المجتمعات ونظام حياتها، أي البحث عن أفضل انسجام بين ماهية الفكرة وانفلاتها النوعي الملموس واقعيّا، هو بالضبط محاولة لتقريب غرابة تلك الفكرة لتغدو وجهة نظرعمومية تسعى نحو الجمال المطلق .
فكرة -تحريك الوهم- :
من البديهي أن يجعل الفرد من الماضي والحاضر مادة
لتوقعاته ولطريقة تفكيره ، بالنسبة لي أرى أن التفكير بأحداث الماضي يجعلنا نحاكي الحاضر بطريقة عميقة وأكثر شمولية ،
وعلى هذا سنأخذ كمثال إيحائي تجربة –بوذا- النفسية الغنية والعظيمة كمثال يخدمنا هنا إذ أن –سيدهارتا غواتاما – الإسم الأصلي لـ ـبوذا لم تقدّمه الظروف كـ نبي تقليدي لديه معجزات تعزز قيمته لدي مريديه ، ولم يطرح أفكاره كـ ديانة جديدة وإنما قدّم أفكاره بوصفها أفكارٍ تجردّية تدعو إلى التصوف والتزّهد ولم يطلب من مريديه تلاوة أي طقوس متعلقة بالبوذية بشكل خاص ، وإنما ما أراده هو التوحّد والتأمل بروعة الكون الواسع ، ومع ذلك تحولت البوذية مع مرور الزمن وعبر مئات السنين لديانة رسمية بطابع فلسفي تتبع لها معابد ضخمة في الهند ونيبال والتيبت وتايلاند وغيرها من مناطق شرق أسيا و،هذا عكس ما كان ينادي به بوذا نفسه ، وليس المقصود هنا وضع اللوم على البوذيين وقد تناولنا فكرتهم كمثال وإنما المقصود أن كافة شعوب العالم لا تلتزم بما يطرحه مؤسس الفكرة وإنما تضيف وتغيّر أشياء تتناسب مع حاجتها للأمان والخلاص الأبدي من ناحية ، وحاجة بنية المجتمع لهذه الإضافات من ناحية أخرى،
إن الشعوب دائما ما تحتاج لهوية إجتاعية سياسية تحميها من المجهول قبل أي شيئ أخر .
فكرة تحريك الوهم لا تحتاج لمجهودٍ خارقٍ من قِبل المؤسس بل تحتاج لإيهام ذاتي يجعل الفئة المستهدفة تسعى للمزيد وتقديم إبداعات أخرى تضيف للفكرة الأساسية أبعادٍ أخرى ، وهذا يختلف عن تطور الفكر الإعتيادي عبر الأجيال عندما يأتي مفكر يضيف لـ فكرة مفكر سبقه ، في فكرتنا هنا لا يوجد مؤلفات بوصفها مرتكزات تسمح بالإضافة ،
الفيلسوف الإغريقي -سقراط - 469 ق.م - 399 ق.م ، يُعتبر من أكثر الفلاسفة تأثيرا في الفلسفة الغربية من دون أن يكون له مؤلفات تُقرأ ،
والمعروف أن الفيلسوف أفلاطون قام بمهمة نشر تعاليم أستاذه ،
إذا إتطلعنا على سيرة سقراط الذاتية سنجد أن قيمته كـ متمردٍ هي أكثر من كونه فيلسوفا تقليديا مُهمّاً ،لقد دفع حياته ثمنا لأفكاره ومعتقداته الشجاعة الغريبة عن عصره أنذاك ، فيما عجز الكثيرون من اتباع خطاه ، فطلبت منه الطغمة الحاكمة أن يشرب السُم –أن ينتحر قسرّيًا.
بعيدا عن تأثير سقراط الهائل على اثنين من أبرز الفلاسفة الإغريق أفلاطون وأرسطو فقد كان المعروف عن سقراط أنه كان يحرّك تأملات الأناس البسطاء الذي كان يلقاهم ويحدثهم في الشارع بشكل دائم ،
فقد كان يعتقد أن تلك الطريقة أكثر فائدة من تدوين الأفكار على الورق ،
الفلسفة الغربية طوّرت عبر افلاطون وأرسطو وما لحقهم من فلاسفة أفكار الطبيب العبقري سقراط ولم تقدمه ثقافيّاً أو عبر الإرث الشعبي لاحقاً كقيمة متمردة ٍمن الطراز النادر ،إذ ربما يؤدي دوره كـ مُفكر متمرد على الإستقرار السياسي الإجتماعي مشاكل لمنظومة الحكم أنذاك .
لقد تحول سقراط مع الزمان ولأنه لم يترك مؤلفات ملموسة إلى مادة تتحمل أي تغيير في المنظومة الفكرية لأي طريقة تفكير فلسفية قادمة .
ومنعاً للبس لا يُعنى بالوهم في موضوعنا بوصفه شيئ ثانوي تافهٍ لا قيمة له ، وإنما بوصفه ذلك الإرهاص النفسي الذي يُحركه ذاك الحدث الثقافي الصادم والعميق الغور ،
وبالتالي فإن عرض الفكرة ليس كناية عن مؤامرة أو شيء خبيث أو مؤامرة دنيئة يخطط لها الأخرون ، وإنما تسير بشكل يسير من دون تخطيط محكم لأن الفرد لا يتعامل مع إرهاصاته العميقة بطريقة واضحة ،لأن لكل إنسان وَهمهِ الخاص ،
من أكثر الأشياء أهمية في شخصة المبدع انه يجعل المتلقي يتفاعل بشكل جدّي مع نزعاته الشخصية وهذا تماما ما يفعله المبدعون .
قال أحدهم :إن ( التاريخ يكتبه المنتصرون ). ربما التاريخ يكتبه المنتصرون ولكن بعد أن يضيفوا إليه شيئا من وهمهم الخاص كي يقتربوا أكثر من نشوة انتصارهم .



#معتز_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثليين بين الإضطهاد التاريخي وعُقم النظرة *الأخلاقية* :
- شِعر حر - * من ديواني عواطف الشرق -سمفونية الغزل *
- قصص قصيرة جداً
- ثورة ضد الحكومات * الفصل بين الميلشيوي والثوري
- شِعر حر -مذكرات عام 2008
- من الثورة السورية إلى الأزمة الأخلاقية الكبرى :
- في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :
- ملخص وفكرة فيلم - النهاية المحتملة- ( قصة سَعيد ):
- شِعر حر
- فاعلية وجَمال المرض النفسي ؟!
- حقيقة الشعور الثوري ووهم الجاذبية السياسة :
- الإلحاد بوصفه قيمة -من كتاب *الحوارالعظيم*
- غرابة الفرد ومفهوم الحضارة العاكسة:


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - معتز نادر - النظرة العكسية للِنتَاج الإنساني