أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع















المزيد.....

الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:16
المحور: الطب , والعلوم
    


الدور أوالوظيفة الأساسية لوجود الذكر والأنثى
إن تربية الأولاد والعناية بهم ليست هي الوظيفة الأساسية لتشكل الذكر والأنثى كما يظن في بادئ الأمر ، فالوظيفة الأساسية أهم من ذلك بكثير , لأنه يمكن لفرد واحد إنجاب وتربية الذرية , ونجد أمثلة على ذلك لدى الكائنات التي تتكاثر دون تزاوج أو الكائنات ثنائية الجنس .
فالمهمة الأساسية من وجود الذكر والأنثى هي مزج وتوزيع الجينات الوراثية مع الاحتفاظ بأكبر كمية من الجينات المختلفة موجودة ضمن النوع , منتشرة بين أفراده ، بشكل يحقق هدفين معاً .
فيتم اللعب أو التعامل بأكبر كمية من الخيارات المتاحة (وهي الجينات) بالخلط العشوائي المستمر ( نصف من الذكر ونصف من الأنثى ) . ثم نشرها وتوزيعها في أكبر عدد من أفراد النوع .
وفي نفس الوقت يتم المحافظة على كافة هذه الجينات وخصائصها , حتى الجينات الطافرة والتي تكون غير خطرة ، وذلك بنسخها بدقة . وهي تبقى موزعة بشكل عشوائي ومختلف على كافة أفراد النوع , لأن كمية هذه الطفرات تتراكم وتصبح كبيرة جداً ولا يمكن أن يحملها فرد واحد , وهذا هام جداً لبقاء وتطور النوع في ظروف وأوضاع متغيرة باستمرار .
فهاتين الوظيفتين تمكن النوع من التكيف والبقاء مع وجود كمية كبيرة من التغييرات في البيئة والظروف ، وذلك نتيجة المخزون الكبير والهائل من الجينات المختلفة ( والتي تحقق الخصائص الجسمية والنفسية والفكرية المختلفة) , التي يمكن أن تلائم هذه الأوضاع . والتي تكون جاهزة للاستخدام , وموجودة لدى بعض أفراد النوع , فكلما استدعت تغيرات البيئة تصرفات أو قدرات أو خصائص جسمية جديدة يكون هناك أفراد يملكونها و مستعدة لهذه الأوضاع . لأنهم يكونون حاملين الجينات المناسبة للتعامل معها .
فالطفرات الجديدة لا تكفي فهي بطيئة الحدوث وغير كافية للتعامل مع الأوضاع المتغيرة , أي أن كافة الطفرات غير قاتلة يتم الاحتفاظ بها ، وتبقى محمولة ومحتفظ بها لدى بعض أفراد النوع ، وتستعمل عند الحاجة إليها . فالانتظار لحصول الطفرة المناسبة للأوضاع الجديدة غير عملي , فيجب أن تكون الطفرات جاهزة .
فتقسيم ومزج ونشر الجينات الوراثية بوجود الذكر مع الأنثى وآلية التزاوج هام جداً . وكلما كان مع غير الأقارب يكون المزج والتوزيع والانتشار أفضل .
إن حمل أفراد النوع الجينات الوراثية المتنوعة , والتي مصدرها الأساسي الطفرات , هو مفيد جداً لبقاء واستمرار النوع . فكلما كان أفراد النوع يحملون عدداً أكبر من أنواع الجينات , بشرط أن لا تكون ضارة وخطرة على حياتهم , كان ذلك أفضل لبقاء هذا النوع , في تعامله مع الأوضاع والظروف المتغيرة للبيئة . ربما لا تتغير الظروف وتظل ثابتة , ويبقى يحمل أنواعاً من الجينات التي ليس لها ضرورة في هذا الوضع ، فمن الأفضل حملها لأن الأوضاع مرجحة إلى التغير والتطور مع مرور الزمن .
يوجد هناك أنواع من الكائنات الحية مزدوجة الجنس نباتاً أو حيواناً ويمكن أن تلقح ذاتها ، ولكن هذا لا يخلط الجينات بين أفراد هذا النوع في هذه الحالة ويحد من كميتها ، فكل نوع يحمل جينات متطابقة بين أفراده وهي محددة بالكمية التي يستطيع حملها فرد واحد، وهذا لا يساعد على التعامل مع الظروف المتغيرة للبيئة والأوضاع لقلة أنواع الجينات التي يحملها هذا النوع , وهذا يهدد بقاء هذا النوع في حالة تغير الأوضاع بسرعة ، لأن بعض الأوضاع تتطلب عدة أنواع من الجينات المناسبة للتكيف معها يحملها أحد أو بعض الأفراد , ولكنها غير موجودة ولا يمكن الانتظار لحدوث طفرة تنتج هذه الجينات .
إن خلط وتوزيع الجينات على أفراد النوع يرفع كميتها لدى النوع ، وهذا يساعد على بقاء النوع إذا تغيرت الظروف أوالبيئة .
وهناك دورآخر لعملية التزاوج هو , أن عملية التزاوج لا يمكن أن يقوم بها إلا الأفراد الأصحاء الأقوياء المالكين للقدرات الجسمية والفكرية المناسبة للأوضاع والظروف الموجودة , وهذا يعني البقاء للأصلح , وهم الأفراد الذي يستطيعون التزاوج في تلك الأوضاع , وتبقى وتستمر جيناتهم الملائمة للظروف .
وقد كان لوجود الذكر والأنثى وعملية التزاوج دور هام جداً في عمليات الانتخاب . فقد كان تفضيل الإناث بعض الذكور للتزاوج معهم وكذلك الصراع بين الذكور من أجل التزاوج مع الإناث , أدى إلى نشوء آلية جديدة للانتخاب أضيفت لألية الانتخاب الأساسية وهي بقاء الكائنات المتوافقة مع الأوضاع والظروف الطبيعية , وهذا سارع في عملية الانتقاء وتطور الكائنات الحية .
أي الذكور ينشر ذريته أكثر؟
إنه الذكر الأصح و الأقوى والأقدر على التزاوج مع الإناث فهو الذي تكثر وتستمر و تنتشر ذريته.
وكذلك الإناث الأصح والأقدر على التزاوج والحمل والإنجاب , والتي تستطيع أن تربي وتحمي صغارها , هي التي تستمر وتنتشر ذريتها , وهذا هو من أهم آليات الانتخاب الطبيعي لأفراد النوع .
وبالنسبة لنا وبعد نشوء وتطور المجتمعات البشرية ، تم تشكل آليات ودوافع اجتماعية تساهم في تعزيز التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الأولاد . فكافة العادات والعقائد والأخلاق كانت تسعى إلى المحافظة على صفقات التزاوج بحيث يتعزز نمو وتطور المجتمع , نتيجة إنجاب وتربية الأولاد بشكل مناسب للأوضاع . ونشأت لذلك علاقات كثيرة متنوعة نتيجة المجتمعات المختلفة , تنظم التزاوج وتدعم تربية ونمو الأطفال بشكل مناسب لمجتمعها .
الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع
إن الأنثى هي التي تقوم بغالبية الوظائف التي تحافظ على استمرار النوع ( الحمل والولادة وتربية وحماية الأولاد ..) , وهي المجهزة لتأدية هذه الوظائف , ودور الذكر مكمل ومساعد .
والأنثى أكثر كفاءة من الذكر بل هي الأقوى فعلياً , ونحن نجد تأكيداً لهذا عند غالبية الكائنات الحية , وهناك شواهد كثيرة على ذلك . أما لدينا نحن البشر فالوضع اختلف نتيجة حياتنا المختلفة عن باقي الحيوانات .
لقد أدى الصراع بين الذكور على الإناث ونتيجة أمور أخرى , إلى نمو القدرات الجسمية وزيادة قوة الذكر بشكل كبير فأصبح أقوى من الأنثى . فهي كانت تستهلك غالبية قدراتها في الحمل والولادة وإطعام ورعاية أطفالها , وهي كانت تتحاشى الصراعات والمجازفات لذلك , ولكن عندما يتعلق الأمر بصغارها فعندها تكون أشجع من الذكر وأشد مخاطرة ومجازفة فهي تجازف وتضحي حتى بحياتها . لقد تفوق الذكر على الأنثى ببعض القدرات وبشكل خاص القوى الجسمية , وسيطر بذلك على الإناث , أما في باقي المجالات فبقيت الأنثى هي المسؤولة عن استمرار النوع .
التزاوج
إن أهم عملية تجري بين أعضاء النوع لدي الكائنات الحية هي تزاوج الذكر مع الأنثى . والكائنات الحية مجهزة بآليات فزيولوجية وعصبية وجسمية لإتمام عملية التزاوج . ويمكن اعتبار عملية التزاوج صفقة , فهناك عرض وطلب من الذكور مقابل عرض وطلب من الإناث , كما في كل صفقة أو تبادل .
فالذكور تطلب من الإناث أشياء وتعرض مقابلها أشياء ، وكذلك الإناث تعرض أشياء وتطلب مقابلها أشياء ، ويحدث ما يشبه سوق للتزاوج ( الأخذ والعطاء ) بين الذكور والإناث . وتتحدد الصفقات بينهم بناءً على الأوضاع الموجودة , مثل كمية الذكور وكمية الإناث وخصائص كل ذكر وأنثى , بالإضافة إلى ما تستلزمه هذه الأوضاع من حاجات وقدرات لتحقيق الإنجاب وتربية الصغار للوصول إلى سن الإنجاب , فالهدف الأساسي هو الإنجاب واستمرار النوع .
إذا نظرنا إلى كمية ما يعرضه أو ما يقدمه الذكر للأنثى أو ما تقدمه الأنثى للذكر في عملية التزاوج , لدى بعض الأنواع , نجد أن الأنثى يمكن أن تقدم أكثر من الذكر, أي أحياناً الفائض عند الأنثى أكبر من الفائض عند الذكر . إن هذا الوضع يمكن أن يخل بالتبادل الجاري بين الذكر والأنثى فيضعف الاقبال على ماتقدمه الإناث , إذا لم يقنن لتترفع بذلك شدة حاجة الذكور للإناث , وهذا يحدث لدى أغلب أنواع الثدييات , فعندما تحمل الإناث تمتنع عن التزاوج . وكذلك يمكن أن يعاد التوازن لهذه الصفقة بسيطرة بعض الذكور على الإناث وحرمان الباقي , وعندها يحدث تنافس وصراع على السيطرة على الإناث , وبذلك تقوى حاجة الذكور للإناث و تتوازن الصفقة بين الذكر والأنثى.
كان من الممكن حدوث العكس , تنافس الإناث على الذكور , ولكن هذا يؤدي إلى تنامي الصراع بين الإناث , وهذا يهدد استمرار النوع , لأن الأنثى هي المسؤولة عن الحمل والولادة وتربية الصغار ويجب أن تتفرغ لذلك , فالصراع بين الإناث غير مجدي ولا يساعد على بقاء النوع واستمراره .
لقد جرى الكثير من أشكال وأنواع صفقات التزاوج , وذلك نتيجة الظروف والأوضاع المختلفة , مثل توفر الغذاء أو قلته ، قدرات التربية ورعاية المواليد ، القدرات والخصائص البيولوجية للحمل والولادة ، الخصائص الجسمية والعصبية والنفسية...الخ . وبذلك تكوٌن الكثيرمن أنواع صفقات التزاوج وما يحدث بعدها , مثل شكل ونوعية وطبيعة الأسرة المكونة .
ونحن إذا دققنا في أي شكل للتزاوج ولشكل الأسرة عند أي نوع حيواني ، فإننا نجده مكيف ومتفق مع الأوضاع التي يعيشها أفراد هذا النوع ، فهناك تعدد الزوجات مثل قطعان الماشية مثلاً , والطيور التي لا تطعم صغارها مثل الدجاج وغيرها.... ، وهناك التزاوج بين ذكر وأنثى واحدة فقط والبقاء معاً لإنجاب وتربية الصغار مثل الطيور التي تطعم صغارها كالعصافير، وهناك التزاوج ثم الافتراق , والأنثى هي التي تربي الأولاد مثل الدببة والقطط والكلاب .... ، وهناك نظام الفيلة فالإناث تربي الأولاد وتبقى الذكور خارج مجموعة الإناث ، وهناك نظام قطعان الذئاب والأسود والضباع ، وهناك نظام الخلية عند الحشرات ، وهناك طرق أخرى لدى الأسماك والأحياء المائية والبحرية وفي بعضها لا يلتقي الذكر بالأنثى بل مع البيض فيلقحه . فالتزاوج بين الذكور والإناث يمكن أن تتم في الكثير من الأوضاع ، ويمكن أن يحدث تعديل وتطور في هذه الأوضاع يراعي تغير الظروف ويتكيف معها .
إن هدف أو دافع التزاوج الأساسي هو إنجاب الذرية واستمرار النوع ، بالإضافة إلى خلط ونشر الجينات الوراثية , عن طريق تقسيم وخلط الجينات أثناء التلقيح ، وهذا الدور هام وأساسي في تطور وتكيف الكائنات الحية , وقد نشأت آليات ودوافع تعزز إقامة صفقات التزاوج وتنظمها ، وتعزز الإنجاب وتربية ورعاية الصغار ، فنشأ الدافع الجنسي بأنواعه وأشكاله المختلفة الكثيرة, وتطور لينشئ الحب العاطفي والحب الأمومي والأبوي وباقي العواطف التي تعزز الإنجاب وتربية الصغار عند الإنسان ، وقد نشأت لذلك آليات ودوافع غريزية ونفسية وفكرية واجتماعية لتحقق ذلك , يتم توارثها .
تبادل وانتقال الصفات بين الذكر والأنثى نتيجة التزاوج
إن كثير من الصفات والخصائص إن كانت للذكر أو للأنثى ( أو للرجل أو للمرأة ) , يمكن أن تنتقل من أحدهما إلى الآخر , وذلك نتيجة خلط وانقسام هذه الجينات أثناء التزاوج .
فكل الخصائص التي تكون محمولة على الكروموسومات , ماعدى كروموسومين الخاصين بالذكر والأنثى , يمكن أن تنتقل بينهما , وهذا يعني أن الصفات التي تصبح وراثية نتيجة الانتخاب الطبيعي , عند الرجل أو عند المرأة , يمكن أن تنتقل إلى الآخر إذا كانت ناتجة عن الجينات المتوضعة على الكروموسومات غير الخاصة بالذكورة والأنوثة .
وهذا مفيد جداً في التلاؤم مع الظروف المتغيرة , فعاطفة الأمومة القوية في رعاية الأولاد يمكن أن نجد شبيهاً لها لدى بعض الذكورة , وكذلك العكس صفات الرجولة يمكن أن نجدها لدى بعض الإناث , وكذلك الكثير من الصفات المتعلقة بالذكر أو الأنثى . ولكن هذا لا يمنع أن يبقى الذكر والأنثى ولكل منهما خصائص متميزة خاصة بكل منهم , وذلك نتيجة الوراثة والظروف , وخاصة الظروف الاجتماعية التي تفرض على كل منهما دور ووظيفة مختلفة.

المرأة والرجل

هناك فروق بين الرجل والمرأة نتيجة اختلاف دور كل منهما في عملية التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الصغار, وهذه الفروق ناتجة عن اختلاف وضع كل منهما في عملية التزاوج والإنجاب وتربية الأطفال , وأيضاً ناتجة عن الظروف الحياتية والاجتماعية الموجودة . فتأمين مستلزمات تكوين واستمرار الأسرة وتنشئة الأطفال ورعايتهم تفرض على الرجل و المرأة تأثيرات وقوى مختلفة , تؤدي إلى اختلافات أساسية في خصائص كل منهما.
فعملية الحمل والإنجاب التي تقوم بها المرأة تجعلها مختلفة عن الرجل في عدة خصائص جسمية ونفسية , وكذلك تنمية ورعاية الأطفال الصغار , تقوم به المرأة بشكل أساسي . فهو فرض عليها أن تملك خصائص جسمية ونفسية وتصرفات مناسبة لذلك , فالأمومة الفزيولوجية والنفسية والعاطفية من أهم هذه الخصائص . وكذلك التدبير والاقتصاد والصبر والتصميم والاستمرارية وعدم الاندفاع والحرص وعدم المغامرة أو الاندفاع... وكل ما يلزم للإنجاب وتنمية ورعاية الأطفال .
فأنانية المرأة أقوى من أنانية الذكر , لأنها هي التي تحمل العبء الأساسي في التوالد وتربية الصغار واستمرار النوع ، وهي مدفوعة و موجهة للجمع والاستفادة من المواد والقدرات المتاحة ، من أجل الولادة وتربية الأطفال .
وهذا ما جعل تسلسل الأفضليات بالنسبة للمرأة تختلف بشكل أساسي وكبير , عن تسلسل الأفضليات عند الرجل , ومن هنا نشأ الاختلاف الكبير بين الرجل و المرأة . فتوظيف الموارد والقدرات المتاحة عند الرجل تختلف بشكل كبير , عن توظيفها عند المرأة .
والدافع الجسمي والنفسي والفكري للسعي للتزاوج عند المرأة يختلف عن دافع الرجل بشكل واضح وكبير , وكذلك الدور في عملية التزاوج يختلف بشكل كبير بين الرجل و المرأة . مع أن الهدف واحد وهو إتمام عملية التزاوج وتربية الصغار وبقاء واستمرار النوع .
إن هذه الفروق هي التي جعلت تفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل , لاختلاف االوظيفة , والأفضليات , والدوافع , وبالتالي المعاني عند كل منهم , فآليات التفكير واحدة والقدرات واحدة , ولكن التوظيف مختلف .
صحيح أن حجم الدماغ عند الرجل أكبر, وهذا يعني قدرة تفكير لديه أوسع , ولكن القوى المحركة , والخصائص الجسمية والفكرية الموظفة لدى المرأة تكون أكبر وأفضل , فالقدرات العقلية المتاحة لها كافية لكي تتفوق على الرجل , حتى في المجالات الفكرية . ولكن في الأزمات والظروف الصعبة التي تستلزم إستنفار كافة القدرات الجسمية والعقلية , يظهر تفوق قدرات الرجل العقلية والجسمية , كما في الحروب وغيرها . لأنه في تلك الأوضاع يستنفر ويوظف كامل قدراته الجسمية والفكرية.
وقد نشأت فروق أخرى بين الرجل والمرأة , نتيجة الحياة الاجتماعية والعلاقات والتصرفات التي تنشأ نتيجتها , وهذه الفروق جسمية ونفسية وفكرية وثقافية . وهذه الفروق تورث اجتماعياً . وهي تختلف من مجتمع لآخر . وهي تخضع للتطور مثلما تخضع الفروق الفزيولوجية , ولكن تطور الموروثات الاجتماعية أسرع بكثير من تطور الموروثات الفزيولوجية .
والمهم تحديد الفروق الفزيولوجية أولاً , لأنها هي الأساس ويصعب تغييرها, ثم تحديد الفروق الناتجة عن الحياة الاجتماعية , وهذه يمكننا تعديلها وتطويرها , ضمن حدود قدراتنا والمعلومات التي نملكها , مثال على ذلك :
البنت ( أو الولد ) الصغيرة التي تؤخذ من مجتمع عربي مثلاً , وتربى في مجتمع غربي , سوف تختلف تصرفاتها وثقافتها عن البنت العربية . وتكون الفروق أكبر إذا ربتها أسرة غربية .

لقد ربط بعض المفكرين بين القدرة على التزاوج عندنا , والقدرات الجسمية والفكرية . ولكن هذا الربط معقد وليس بسيط فهناك تأثيرات إيجابية وأحياناً سلبية لتأثير عملية التزاوج على القدرات الفكرية .
فعملية التزاوج تستهلك قدرات جسمية ونفسية وعصبية كبيرة , وهذا له تأثير على كمية الإنتاج الفكري للفرد , ولكن في المقابل , السعي للتزاوج يحفز وينمي قدرات جسمية ونفسية وفكرية كبيرة , فالمكاسب الحسية الكبيرة المرافقة لعملية التزاوج هي من أهم القوى المحركة للفعاليات الجسمية والفكرية لدينا , فالسعي للمكانة العالية والسلطة وكذلك السعي للتملك المادي كثيراً ما يكون بهدف تحقيق اللذات الحسية المرافقة أو الناتجة عن عملية التزاوج , أو ناتج عن السعي للحيازة على الأنثى الأجمل والأفضل بالنسبة للذكر , أو الذكر الأفضل بالنسبة للأنثى .
إن عملية التزاوج عند الكائنات الحية إن كانت نباتاً أو حيواناً عملية معقدة , وتم تنظيمها وبرمجتها وراثياً بشكل أساسي . لكن بالنسبة لنا أخذت أبعاداً كبيرة وواسعة , إن كان من الناحية الفزيولوجية أو الجسمية أو النفسية أو الفكرية أو الاجتماعية أو الأخلاقية والدينية أوالاقتصادية , فعملية التزاوج لدينا تخضع لكل ذلك .
فهي ليست مرتبطة فقط بالأسس الفزيولوجية والجسمية الموروثة , أوبالبيئية كارتباطها ببعض فصول السنة أو توفر الغذاء أوغير ذلك , فبالنسبة لنا هناك تأثيرات كبيرة لتلك النواحي التي ذكرناها .
وهذا عقد كثيراً ظروف وطرق عملية التزاوج لدينا , وصارت عملية التزاوج تحتاج في بعض الأحيان لقدرات ومهارات وخصائص كثيرة متنوعة , إن كانت نفسية أو فكرية أو مادية .....الخ . أو العكس يمكن إتمامها ببساطة و سهولة , وذلك حسب الظروف والأوضاع المادية والاجتماعية.
لقد ارتبطت الأحاسيس والمشاعر اللذيذة والجميلة بعملية التزاوج والإنجاب لتسهيل ودعم عملية التزاوج , عند أغلب الكائنات الحية . ولكن بالنسبة للإنسان وبشكل خاص في الوقت الحاضر , نتيجة لتقدم المعارف والإمكانيات , تم الفصل بين عملية التزاوج وبين الإنجاب فصار بالإمكان التزاوج والحصول على الأحاسيس والمشاعر اللذيذة دون حدوث الإنجاب , وهذا جعل عملية التزاوج سلعة رائجة تسوق على مجالات واسعة .
ظاهرة عدم زواج الكثير من المفكرين العظام
لماذا الكثير من عظماء المفكرين لم يتزوجوا ؟ فهناك أفلاطون وأرسطو ونيوتن وديكارت وليبنتز وشوبنهور و سبينوزا وهيغل وكثير غيرهم . هل الزواج يعيق التفكير والإبداع بما يتطلب من جهد عملي ونفسي وفكري لتأمينه وتأمين رعاية الأسرة مادياً ونفسياً واجتماعياً ؟
هل هم عرفوا أو فهموا الاختلاف الكبير في الأولويات بين الرجل والمرأة , وبالتالي استحالت التفاهم أو صعوبته ، أوعدم جدوى تحقيق التفاهم لاختلاف الأفضليات وبالتالي اختلاف المراجع و الأحكام , أم لأسباب أخرى خاصة ؟



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللذة والألم
- الكائنات الحية


المزيد.....




- هل تؤثر الشيكولاتة البيضاء على صحة البشرة؟ اعرف أضرارها
- مش بس السمنة.. الإفراط في المشروبات الغازية يؤثر على صحة عظا ...
- عضو لجنة الفيروسات: مريض فيروس بى لا يعدى الآخرين طالما يتنا ...
- الفيضانات التي شهدتها دول خليجية لا تعود لاستخدام تكنولوجيا ...
- الصحة العالمية: الشخص المصاب بأنفلونزا الطيور انتقلت إليه ال ...
- امنع الشيبس .. يؤثر على صحة طفلك ويتلف خلايا الدماغ
- G7 تدعو إلى خفض الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة النووية ال ...
- -إيران تهدد بمهاجمة محطات الطاقة النووية الإسرائيلية-
- اضطراب يؤثر على حركة العين وسلامة الرقبة.. اعرفه
- أستاذ كبد: الدولة وفرت أحدث علاج مناعى لسرطان الكبد مجانا.. ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع