أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر مهدي - فارس الظل/إلى بشر يموتون














المزيد.....

فارس الظل/إلى بشر يموتون


ثامر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 418 - 2003 / 3 / 7 - 01:45
المحور: الادب والفن
    



 

 
 
-1-

مثلما يُولدُ،
يموتُ الصبحُ في ضوءهِ المُنكَسِرْ؛
تخنقُ الصورةُ، صوتَ شاعرِها
ملتبسا،
بين جمرةِ الروحِ، ..
ورمادِ اللغةِ المستفيضةْ؛


تصمتُ المدائنُ،
وينبِتُ الحدسُ كعُشْبةْ؛
هنالك من يجيءُ بصوتي:
" أنتَ المتجلي"


[نديمي،
أبعثني من كأسي،
ودع الخمرةًَ تظمأْ.
فللضحيةِ أسماءٌ تُغري،
و للقاتلِ إحجامْ.]


أيها الفارس.
تأخرتِ الحربُ عن قتلِكْ.
لم تكنْ هدنةْ.
وحدُها حبيبتُكَ
- التي تتوهجُ كالصلاةِ،-
دميةٌ من نحاسْ.


-2-

[نديمي،
حدثني بأسراري،
فما زال السادنُ يشربْ.
لا تقتل الليلَ، ..
فالعاشقُ أوشكَ أن يتعذبْ]


ريثما تكلمتِ النارُ.
(قليلاً، ..
يصغي لكِ الموج؛
ومثلي،
يتأوهُ البحرُ:
" دعي قدميكِ")
صمتُ الشاعرِ اقتباسٌ وكتابةْ،
فوق أسطحِ المرايا،
والجسدِ المُضَاءْ
تكلمتِ النارُ بالحكمةْ :
"الحبُّ أرضٌ تنبتُ الخطيئة.
والأنبياءُ، سياسيون شبّوا عن الطوقِ.
وجدوا الثورةَ أعينَ الفقراءْ."


-3-

قناديلُ المدينةِ،
قطيعُ ذئابٍ تلهثْ.
ذاهبٌ للجِنّازِ في هذه الساعة.
تُددنُ لَحْنَ حريّتَكْ:
(صباحكَ طفلٌ عاري .
وموتك حلمٌ فوضويٌ متكلفْ.
يسكنُ الحياةَ الأبدية.)


تتذكرُ !!
("بوذا " يصنعُ لحنَاً أَعنَفْ .)
يتدلى رأسُك بالثِيْمَةِ مُبْتَهِجَةْ .
وتُبصرُإشراقةَ وجهِكَ المَسْحُور .
تبهرُهَا،
تلكَ المدينةُ الغابةْ.
تسرقُ الضوءَ والخلودْ؛

-4-

لو تنفستْ عينا حبيبتِكَ شيئا من دمِكْ؛
لمجدّتَ إصرارَ الضحيةِ التي تموتُ،
ولاتستيقظ لكي تنامْ.
لخنتَ ذاكرتَك، .. وعطرِ زوجَكْ،
وكلَّ مرايا الإشتِبَاه.
وعدتَ وحدَك من دون اللهْ.
إلى بلدٍ موؤدْ.


أيها الفارس.
هو ذا الكفرُ يؤيكَ في جنةِ الأنبياءْ.
يتهجدُ في إختفائِكَ الإتّهامْ.
بأنك كنت فارسَ ظلِّكْ – حيرتِكْ.
تأخرتِ الحربُ عن قتلِكْ،
وكلُّ الإناثِ حرفٌ يشتهيكَ
بجنونِ مَاءْ.

-5-

[نديمي،
ابتعدتْ قَدَمُ الجاني ..
وصببتني أنتَ مرتين.]

 

خضتُ في وحلي،
أبحثُ عن رائحةِ العشبةِ
التي تهبُ الهواءَ للكلمةْ.
ومكانٍ نبني فيهِ الجنّةْ.


أحسستُ بالسأمِ،
ونهشَ من قدمي الوحلُ.
نسيني جلجامشْ.
كأنني خنتُ كلَّ الولاداتِ،
وربيعَ موتي المؤجل.


[تشربُ خَمْرَ الروحِ وترقص:
" تابوتك يُصنعُ من طينْ"
تتذكرُ أسماءَ أحبائِكْ.
يأتوكَ على خيلٍ بيضاءْ،
وغيماتٍ قد لا تكفيك.
أين تصبّ الحبرَ المتبقي ؟
يا فرِحَاً، كم أنتَ حزينْ.]

-6-

[نديمي.
سقطَتْ في عبّي أقمارٌ سوداءْ،
تجيشُ بنارٍ خصبةْ،
إلى بشرٍ يموتون.]

كفّ زرادشتُ عن الكلامْ.
" الثورةُ أعينُ الفقراء"
والمدينةُ احتضرتْ بين لهاثِ الشمسِ،
وصوتِ الحنطةْ.

 

(يا من أضعتم معنى الروح،
لا حربَ لكم في زمن الخيولْ.
عودوا إلى قبورِكمْ.
وراجعوا موتَكم ... هل مِنْ مخاضْ ؟)


-7-

[نديمي،
عالجْ لحنَكَ بالوترِ المَدْمِي،
وحرّرْ سلطاني.]

يخبىءُ صوتَك الصدى:
(كفّ زرادشتُ عن الكلامْ.
والذي سيولدُ من رحِمِ العجوزِ،
يجيءُ بعينينِ مسمولتينِ،
ويمشي على نصفِ فَمْ.)

بمن ستحاربُ أيها الفارس.
وكيف ستخونُ ظلَّك.
فقد تأخرتِ الحربُ عن قتلِك،
وحبيبتُك الخرساء وحدها تتوهجُ ،
شاهدةُ القبرِ الجماعي،
الذي يتقيأُ جثمانَك كلما حاولت أن تموتْ.




#ثامر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقطوعة للشاعر الخالد/ رعد عبد القادر
- نشوانا بما تبقى لديك من وجع المآذن
- للروح مطر ... لايكفي


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر مهدي - فارس الظل/إلى بشر يموتون