أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - عامان على رحيل حارس الذاكرة الفلسطينية الأديب سلمان ناطور














المزيد.....

عامان على رحيل حارس الذاكرة الفلسطينية الأديب سلمان ناطور


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 00:54
المحور: الادب والفن
    



مر عامان على انطفاء الصديق والأديب سلمان ناطور الكرملي، أحد أبرز حراس الذاكرة الوطنية الفلسطينية، وأهم الوجوه الثقافية في الداخل الفلسطيني، وصاحب المشروع الثقافي التأصيلي، الذي ينهل من ذاكرة حية متوقدة، الذي توقف نبض قلبه في الخامس من شباط العام٢٠١٦اثر نوبة قلبية حادة.

المرحوم سلمان ناطور من مواليد دالية الكرمل المتربعة على صدر الكرمل الأخضر، العام١٩٤٩، درس في حيفا والقدس موضوع الفلسفة العامة، وعمل في الصحافة منذ سبعينيات القرن الماضي، وعمل محررًا للملحق الثقافي لصحيفة"الاتحاد"العريقة، وسكرتير تحرير مجلة"الجديد"الغائبة قسرًا عن المشهد الثقافي والاعلامي الفلسطيني، ومحررًا في مجلة"قضايا اسرائيلية"، وكتب في أجناس أدبية متعددة، وكتب ايضًا في النقد المسرحي والتشكيلي والسينمائي، ومثل الثقافة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والعالمية.

اشتغل الراحل سلمان ناطور من موقعه كمثقف عضوي مشتبك، على اعادة كتابة تاريخ النكبة، وتوثيق التاريخ الشفوي لفلسطين، وتسجيل وقائع التدمير والابادة لمئات القرى الفلسطينية في المثلث والجليل والساحل، وأماط اللثام عن تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبتها الحركة الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني قبل حوالي سبعين عامًا، وما زالت متواصلة حتى الآن.

كان المرحوم سلمان ناطور كاتبًا تسجيليًا من طراز فريد، ومثقفًا ديمقراطيًا حرًا، ومفكرًا علمانيًا، تمتع برؤية ثاقبة، وفكر طليعي تنوري وتقدمي، مسلحًا بالايديولوجيًا الماركسية، وصاحب مواقف وطنية وثورية وثقافية جذرية، وقد تم اختيارنا أنا وهو في الثمانينات، في اللجنة التثقيفية للحزب الشيوعي، وتعرض بسبب ارائه ومواقفه لملاحقة أجهزة الظلام والاعتقال والاقامة الجبرية، ومنع من عرض مسرحيته"المستنقع"في مدينة الناصرة.

نشر سلمان ناطور مئات المقالات الثقافية والفكرية والفلسفية في أدبيات الحزب الشيوعي"الاتحاد"و"الجديد"و"الغد"، تناول من خلالها قضايا فكرية وسياسية وثقافية، وسلط الضوء على الحياة الثقافية الفلسطينية، وواقع الثقافة العربية والفلسطينية، والواقع السياسي والفكري في البلاد. كما ونشر عشرات الاعمال الأدبية التي يغلب عليها طابع السخرية، ناهزت حوالي ثلاثين منجزًا، نذكر منها:"ما وراء الكلمات، أنت القاتل يا شيخ، خمارة البلد، ساعة واحدة والف معسكر، والشجرة التي تمتد جذورها الى صدري، وستون عامًا في رحلة الصحراء"، بالاضافة الى سيرته الذاتية، التي جاءت في ثلاثة أجزاء هي:"ذاكرة، سفر على سفر، وانتظار".

وكان سلمان ناطور معربًا قديراً ومتمكناً،من اللغة العبرية الى العربية، وبالعكس، وكانت له سجالات وحوارات مع الآخر، مع الكتاب والأدباء العبريين.

وعمل سلمان ناطور كذلك على مشروع ثقافي وطني آخر في حيفا، حيث استعاد بيت الباحث والمؤرخ والمفكر الشيوعي المرحوم اميل توما، وحوله الى مركز للتوثيق والدراسات، وأعاد الحياة الى المقاهي الشعبية والأماكن المهجورة في عروس الكرمل، وحولها الى فضاءات ثقافية تحت عنوان عريض"مواجهة ثقافة الموت بثقافة الحياة".

ويعتبر سلمان ناطور من الكتاب الفلسطينيين الساخرين الذين تأثروا بسخرية المعلم الأكبر، الروائي اميل حبيبي، واضع الحجر الأول الاساس في بنيان السخرية الفلسطينية في النتاج الأدبي والفني والمسرحي.

وفي كتابه"ذاكرة"الصادر عن مركز"بديل"يعالج سلمان ناطور بشكل حكائي قصصي، وعلى لسان الشيخ مشقق الوجه الذي يرمز الى الأرض الفلسطينية المنكوبة قلق الذاكرة الفلسطينية سؤال الهوية في خضم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث غدا مفهوم المواطنة الفلسطينية مهددًا بعد أن ضاق المكان وصودر وشوه على أيدي حكومات اسرائيل المتعاقبة وممارساتها العنصرية الابرتهايدية.

وتلقي"ذاكرة"الضوء كذلك على حملات الاعتقال الجماعية التي كان يقوم بها الجنود الانجليز والعصابات الصهيونية خلال وقبل حرب١٩٤٨، كما ويتعرض الى المعتقلات والسجون والزنازين التي كان يحتجز فيها الشبان والأشغال المهينة المذلة التي تعرضوا لها، فضلًا عن فضح وتعرية سماسرة الأرض الذين تعاونوا مع الانجليز والمنظمات الصهيونية في بيع أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم من قراهم.

فسلامًا على روحك يا رفيقي وصديقي أبا اياس في ذكراك الثانية، وستبقى حارسًا للثقافة في ذاكرتنا الفلسطينية.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة عهد التميمي وافلاس المؤسسة الاحتلالية
- غارة في قصيدة رنا منذر-في ظلمة الشوق-
- أنت روح القصيدة
- ما جدوى اللقاء الفلسطيني-الاسرائيلي في دبلن..؟!
- أهداف التصعيد العسكري على سورية
- بقعة ضوء على حادثة اطلاق النار في ثانوية جلجولية..!!
- كارثة انسانية تهدد قطاع غزة..!!
- لتتوقف حملة التحريض على النائب د.يوسف جباربن
- أيتها المتوهجة بحضورك
- في ذكرى وفاته ال41 رأيي في شعر راشد حسين
- بلغ السيل الزبى..من يوقف هذا العنف المستشري في مجتمعنا..؟!
- استهداف المساجد
- البديل الديمقراطي العراقي
- من حدائق العشق
- رأي في سلوك ومواقف القائمة المشتركة
- الحرف يليق بك
- الزجل اللبناني يودع أميره زغلول الدامور
- بدء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار-القوى الناعم ...
- استهداف الاونروا والمخيم..!!
- صدقت يا هيكل-نعيش العصر الامريكي-..!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - عامان على رحيل حارس الذاكرة الفلسطينية الأديب سلمان ناطور