أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جديع دواره - سبعة عشر ساعة هزت جرمانا















المزيد.....

سبعة عشر ساعة هزت جرمانا


جديع دواره

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:11
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


دفاعا عن النهر..أم عن البشر..!!
َ من السؤول عن تحول "العقرباني" الى كارثة بيئية وبؤرة للموت والمرض..!؟

( حين اخرجوا الولد الأول من الحفرة بكيت وبكى كل المتواجدين.. وفي الليل رأيتهم بمنامي) هكذا يروي الشاب رفيق علبه الذي تابع عملية إخراج جثة الطفل محمد الغول (10سنوات) من حفرة نهر العقرباني، ثم عملية البحث في أنفاق النهرعن جثة شقيقه خضر( 6 سنوات)والتي استمرت فقط 17 ساعة متواصلة..!!ساعات عصيبة عاشها سكان جرمانا كبيرهم وصغيرهم ثانية بثانية،لم يبق أمٌ إلا وعانقت أطفالها تلك الليلة مرارا وكأنها بذلك تتأكد أن الخطر لم يطالهم، وبالمقابل وأثناء عملنا على هذه المادة الصحفية هناك من أزعجه كل هذا الضجيج الإعلامي، وتهرب من إجراء لقاء للإجابة على تساؤلاتنا..! فيبدو أن التسويف والتهرب والتنصل من المسؤولية، وعدم القدرة على مواجهة الحقائق ( كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال خوفا من الخطر) هي سياستهم ليس فقط بهذه الحادثة، بل بإدارة شؤون بلدة يزيد عدد سكانها على 300 ألف نسمه، أو كأن البحث في الأسباب التي أدت لغرق الطفلين ليست بمستوى اهتماماتهم، فكيف إذا كان الطفلين من أسرة فقيرة مكونة من عشرة أشخاص ولا تجد ما يسد رمقها...!؟نعم لقد وصل الفساد والإهمال إلى المقامرة بأرواح أطفالنا فهل آن الأوان لنقول كفى..!
كيف غرق محمد وخضر
حين غادر محمد وشقيقه خضر البيت لشراء الخبز (ينفي والداهما الرواية التي تقول أنهما كانا يجمعان قطع البلاستيك..؟) لم يعرفا أن الموت يتربص بهما في حفرة مكشوفة تقطع شارعاً، وتتوسط فرع نهر بردى(العقرباني) الذي يمر عبر مدينة جرمانا..!! لقد زلت قدم خضر أولاً وسقط في الحفرة واخذ يصرخ، فسارع شقيقه الأكبر لإنقاذه وألقى بنفسه في المياه الآسنة، فعلق في مصيدة الموت، فمياه الصرف الصحي التي تصب في الحفرة والنفايات والقمامة المرمية بها جعلتها اخطر من الرمال المتحركة...! تجمع الناس على صراخ النسوة في الأبنية المجاورة، لكن من يجرؤ على رمي نفسه إلى موت محقق..؟ يقول الشاب رفيق علبه موضحا: "ابن المنطقة يعرف أن هناك نهر لكن الغريب قد يعتقد انه بالامكان أن يدوس فوق القمامة غير مدرك للخطر الكامن تحتها، خاصة بعد أن أزالوا الحاجز الإسمنتي"...ألقى الشاب ماهر كرباج نفسه في الحفرة معرضا حياته للخطر، اخرج محمد لكنه كان قد فارق الحياة، فكيف يمكن لطفل ابتلع كل هذه المياه القذرة أن يعيش..!يقول الكثيرون ممن شاهدوا الحادث بأنه لو كانت الحفرة تحتوي مياه غير ملوثة ووسخه، لولا وجود القمامة لكان من الممكن فعل شيء، لكن التلوث والأوساخ المتراكمة كانت أقوى من إرادة الحياة.
البحث عن خضر
إذا كان من الإنصاف الإشادة بسرعة استجابة رجال الإطفاء وقوى شرطة النجدة وبلدية جرمانا، لكن ليس بالفروسية وحدها تعالج الأمور، حيث لا بد من التوقف عند الكثير من المطبات، فقد ساد العملية الارتجال والتخبط، وافتقرت إلى وجود إدارة، فالأزمات بحاجة لمن يديرها وينسق نشاطاتها، بحاجة إلى عقل وخبرة تعرف كيف تتعامل معها وتسيطر عليها وليس العكس .. فبعد إخراج جثة الطفل الأول، ومرور أكثر من 12 ساعة على عملية البحث عن الطفل الثاني كان رئيس البلدية يشكك بان يكون الطفل موجود بالحفرة، قائلا( لا إثبات بان الشقيق الآخر قد غرق أساسا، فلم يذكر احد انه رأى الطفل الصغير يغرق..!؟)إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم تبدأ عملية تحقيق جنائي مترافقة مع عملية البحث الفني، خاصة ان كثير من الحاضرين كانوا يؤكدون أن الطفلين غرقا في الحفرة...!!
حاول رجال الإطفاء الغوص بالحفرة وبلباس غوص وعبوة أوكسجين لكن الأوساخ لم تمكنهم من الرؤية، فاخذوا بتجربة الحل الثاني وهو إخراج الأوساخ والطمي من الحفرة بواسطة "باكر" وبعد ساعات اخرجوا أكوام من الطين والأوساخ لكن دون نتيجة، ثم حفروا الاسفلت وفتحوا منفذين في شارع الكورنيش الذي يمتد النهر تحته، وبحث الغواص ولم يجد شيئاً..؟ بعد ذلك قاموا بتجربة حلٍ آخر وهو قطع مياه النهر بواسطة ساتر ترابي وتحويلها إلى الأراضي الزراعية من اجل شفط المياه من الحفرة، لكن بعد ساعات من العمل فجأة عادت المياه وتدفقت لتملأ الحفرة ولتذهب كل الجهود هباء..! فعادوا الى تحويلها مرة ثانية لكن هذه المرة من المكان الرئيسي..! في المكتب المجاور لمكان الحادث كان احدهم/ معلم صحية ممن يعرفون فتحات وتفرعات النهر تحت الشارع/ كان يجادل رئيس البلدية حول مكان النفق الثاني الذي يمتد تحت الطريق فربما يكون الطفل عالق به...!لم يكن هناك وجود لأي مخططات لتلك الأنفاق، إنما تقديرات متضاربة..!! ولا وجود لأي فتحات نظامية يستدلون من خلالها على مكان الأنفاق وتمكنهم من الدخول إليها، هذا ناهيك عن وجود أكوام من القمامة داخل الأنفاق فلا شبك معدني يحميها..!
لكن يبدو أن بلدية جرمانا لم تفكر للحظة واحدة انه سيجري الكشف عن نهر مسقوف فوقه شارع وان الأضواء ستسلط علية للبحث عن جثة خضر وإخراجه عند الخامسة والنصف صباحا وسط تلك اللقى والتحف التي تركتها لنا..!! لكن هل انتهت القصة هنا؟ هل هناك أجزاء أخرى مكشوفة من النهر؟ هل هناك أطفال آخرين مهددين؟



صراع سكان _ الدخانية_ مع النهر
كنا نعتقد أن الأمر انتهى بحدود جرمانا التي نعرفها، لكن يا للهول.. حقا تعجز الكلمات عن وصف ما رأيناه في منطقة الدخانية/ 15 ألف نسمه/ المتاخمة لجرمانا والتابعة إداريا لها، ذهبنا إلى منطقة الكباس طريق المليحة واتجهنا جنوبا مع مجرى النهر مرورا بمنطقة الدخانية.إنها كارثة بيئية وإنسانية، النهر بالكاد تتعرف علية/ جرى قطعه بعد الحادث/ لكن الصرف الصحي يتدفق اليه من كل مكان، والأوساخ وكل أنواع القمامة تعوم على سطحه، ومداخل البيوت لا تبعد سوى ثلاث او أربع أمتار عن حافته الغربية، ولا وجود لأي شكل من أشكال الحماية او الحواجز والأبنية تلاصقه تماما من الجهة الشرقية ..!الأطفال يعبرون فوق النهر على جسور تفتقر للحد الأدنى من السلامة، والروائح الكريهة تزكم الأنوف.. مختار الدخانية السيد محمد وليد شلهوب يقول:المشكلة عمرها سنوات طويلة لكن السنة الماضية أتى السيد المحافظ ومدير حوض بردى والعاصي واجتمعنا عدة مرات وتقرر وضع جدران للنهر وتسقيفه ووعد مدير حوض بردى والأعوج السيد المحافظ قائلا( بالشهر الثامن أسلمك النهر مسكر )لكن الى الآن لم يحصل شيء وكلما سألنا رئيس البلدية يقول انتظروا ريثما ننتهي من جرمانا، اشتغلوا مكان البساتين وتركوا منطقة السكن...؟! يتابع المختار جرى الاتفاق على بناء مستوصف ومخفر شرطة ومكتب خدمات ..لكننا لم نر شيء وتبين ان الموضوع كله حكي بحكي، مياه الشرب كلها ملوثه، كل بضع بيوت حفروا بئر ليشربوا منه، لكن تلك الآبار ملوثة بسبب قربها من النهر فبعضها لا يبعد سوى 4 أمتار عنه..!
مواطنين بدفع الضرائب فقط..!!؟
ظاهريا تبدو ان المشكلة تتعلق بالنهر فقط، لكن كلما توغلنا مع النهر بين الأبنية العشوائية تتشابك الخيوط وتتعمق المأساة، يتساءل مختار الدخانية: كيف يأخذون الضرائب على عقود الإيجار والمحلات وسندات الإقامة وفراغ البيوت...الخ ولا يقدمون لنا شيء..؟ لا يوجد لدينا أي منشأة حكومية، لقد بنينا المدرسة على حسابنا وعبدنا الشوارع من جيوبنا..!!وعن مسؤولية المواطنين عن انتشار القمامة، يجيب أبو اسكندر الجيرودي /يسكن المنطقة منذ 18 سنه/: المواطن يضطر الى كب القمامة بالنهر لان متعهد القمامة يوم يأتي وعشرة لا يأتي، مع العلم انه يأخذ خمسين ليرة شهريا من كل بيت، نحن نطلب من المعنيين بحقوق البيئة وحقوق الطفل ليأتوا ويروا بأم أعينهم، نحن نفتقر لأبسط الخدمات الإنسانية لا يوجد لدينا مستوصف ومياه الشرب ملوثة والأمراض الجلدية منتشرة، في الصيف لا نستطيع فتح نافذة.. لقد مللنا من وعود المسؤولين.. سنعمل.. سنبني "خلصونا من قصة السين هذه نريد شيء عملي"
قلنا للأهالي الذين تجمعوا هناك بان منطقتهم منطقة مخالفات فرد السيد حمدو الثلوجي: جرمانا كلها مخالفات فقط من سنتين ضموها للتنظيم، ومنطقتنا أقدم من المنطق التي ضموها لكن يبدو انه( في خيار وفقوس..!؟) يقول شاب من الحاضرين تعال مساءً وسترى الجرادين المنتشرة مثل قطعان الغنم في الشوارع وحول النهر..!! ثم يكشف احدهم عن ساقه ويرينا البثور التي لم تشف بالعلاج بسبب انتشار أنواع غريبة من البعوض والقوارض، ويروي ابو فارس علي محفوض ان ابنتيه وقعتا بالنهر وقاموا بانتشالهم، ويروي الشاب محمد منصور كيف وقع ابن أخيه 4 سنوات بالنهر منذ عشرة أيام فقط، وقام شباب الحي بإنقاذه..! ثم يأخذوننا إلى بيت ام فهد لتروي لنا حادثة عمرها أكثر من عشرة سنوات، سقط طفلها بالنهر/ كان عمره سنتين/ وعاش لمدة أسبوع وهي تدور به من مشفى لآخر لكن المياه المجرثمة قضت عليه..؟ ويتساءل الجيرودي هل ينتظر المسؤولون لكي يموت عشرة أطفال حتى يتحركوا.. يتابع المختار قائلا: الشوارع غير منارة، وفي الليل تنتشر عصابات التشليح، المنطقة غير آمنه، المرأة التي تريد الخروج تحتاج الى مرافقة ذويها، وحين تحصل حادثة نتصل بالشرطة لكنهم لا يأتون..!!
بكلمة واحدة يقول رئيس المكتب الفني في بلدية جرمانا:" بموجب القانون يُمنع تقديم أي خدمات لمناطق المخالفات..!!" بينما يتساءل المختار وأهالي الدخانية لماذا لا يعود ريع الضرائب التي يأخذونها منا لصالح تخديم أحياءنا..! ونتساءل بدورنا هل قانون تصنيف المناطق بين نظامية ومخالفات، يجرد البشر من حقهم بالأمان والحماية من الأوبئة والأمراض والجريمة والموت..؟ هل قانون البلديات فوق الحقوق الدستورية للمواطنين..؟
تقاذف المسؤوليات بين البلدية ومديرية بردى والأعوج..!!
تهرب رئيس بلدية جرمانا من إجراء لقاء بطريقة او أخرى، وتكرم أخيراً رئيس المكتب الفني المهندس غسان العلدوني بالإجابة على تساؤلاتنا حيث أعلمنا أن هناك 11 حي مخالف بجرمانا دخلوا المخطط التنظيمي بعد 2003 وهم يحتاجون إلى تزفيت وتعبيد ومياه وكهرباء..الخ وبأنهم وضعوا خطة لتخديم تلك الأحياء، لكن موازنة بلدية جرمانا لا تكفي لتخديم حي واحد، بل لا تكفي لتعبيد شارعين..!؟ 20 مليون لإقامة مشاريع بكل جرمانا بما فيها تشيد أبنية عامه وصرف صحي واستملاكات وتعبيد وحدائق، والمخصصات لبلدية جرمانا تأتي بناءً على عدد السكان بالنفوس/23 ألف/ بينما العدد الحقيقي يزيد على 300 ألف نسمه..!؟ أما بخصوص إشكالية النهر فيقول المهندس غسان:بالتعاون مع محافظة ريف دمشق قمنا بعام 2003-2004 بتغطية النهر داخل المخطط التنظيمي، وبتوجيه من السيد المحافظ أوعز لمديرية بردى والأعوج بتغطية الجزء الآخر من النهر، داخل وخارج المخطط التنظيمي على حساب وزارة الري، لكن أثناء التنفيذ ظهر لهم عوائق/ الصرف الصحي/ وإزالة تلك العوائق هي مسؤوليتهم حسب المادة الثانية من شروط العقود..!!ونحن نتعاون معهم، وأمام هذه الإشكالية اضطرت مديرية بردى والأعوج لدراسة مشروع صرف صحي لجرمانا، وطلبت لنا إعانة من محافظة ريف دمشق، ونحن نقوم بالتنفيذ..!! وهذا ما حصل منذ شهرين قمنا بتنفيذ مشروع صرف صحي وبقي حارة واحدة، لكننا مازلنا ضمن الوقت المحددة لنا، ولا يحق لأحد أن يتكلم علينا...!! وعن إلقاء وتراكم القمامة بالنهر يقول المهندس غسان لقد اشترينا ثلاثة آلاف حاوية ووزعناها على كل المناطق، لكننا بعد فترة وجدنا بعضا منها في عين ترما..!! وطلبنا من المواطنين استلام تلك الحاويات وربطها بجنازير أمام أبنيتهم..!! والتقيد بمواعيد رمي القمامة، لكن المواطنين لا يتقيدون بالمواعيد ولا يحافظون على الحاويات.. وسألنا المهندس غسان عن سر تحول المكتب الفني /يضم18 مهندس/ الى لجنة هدم، على حساب الاهتمام بالبنية التحتية للمدينة فقال غاضباً: هذا كلام متعهدوا مناطق المخالفات..لأنهم متضررون، الكل يقر بان هناك أخطاء متراكمة أدت الى الوضع الحالي، ونحن أردنا ان نوجه رسالة للجميع بان موضوع الأبنية المخالفة انتهى..!! لأننا لا نريد الاستمرار بأخطاء الماضي..! وحين سألناه عن الجديد لديهم لكي لا يستمروا بأخطاء الماضي؟ أجاب منفعلاً : بأنه عُيّن بعام 2005 من قبل المحافظة لمعالجة ظاهرة الفساد والمخالفات غير الطبيعية، وتساءل: لماذا لم يأت الصحفيون في عهود المخالفات؟ لم نر صحفي يصور حاوية أو يتكلم عن النهر؟ ثم يجيب: لأنهم كانوا يقبضون...!؟ ورفض الإفصاح عن الأسماء التي ادعى انه يعرفها...!!وحين قلنا للمهندس غسان بان الصحفيين ليس خارج ظاهرة الفساد، لكن لدينا مواد صحفية تثبت اهتمام الصحافة بالنهر والمخالفات والقمامة تعود إلى أكثر من ثمان سنوات..!! عاد ليؤكد ان المكتب الفني والمهندسون يقومون بالإشراف على المشاريع وضرب أمثلة على مشروع الهاتف مع إقراره ان هناك شوارع محفورة منذ سنه ولم يعاد تعبيدها حتى الان..!؟
اتجهنا إلى الطرف الآخر المسؤول عن نهر العقرباني، مديرية بردى والأعوج، وقابلنا الدكتور جميل فلوح مدير المؤسسة حيث أعلمنا بأنه ليس لهم علاقة بكل ما جرى وان مسؤولية الصرف الصحي عائدة للبلديات والمحافظة ووزارة الإسكان...!! وذكر لنا بان هناك عشرات الكتب موجهة من قبلهم إلى المحافظة والبلدية، تتطلب منهم ليس فقط رفع الصرف الصحي عن النهر، بل أيضا معالجة مشكلة رمي القمامة بالنهر وتعزيله، ووضع الحواجز ووضع الشبك المعدني لحماية الأنفاق، وعدم إعطاء رخص بناء في حرم النهر/ ستة أمتار من كل جهة/ يتابع الدكتور فلوح بان البلدية مازالت تعطي رخص بناء في الحرم حتى تاريخه..!!
أما الدكتور حسن فياض معاون المدير فقد بين لنا أن سياستهم اتجاه الأنهر هي تجميلها وتهذيبها، وان لجوءهم إلى تسقيف العقرباني وحجبه داخل أنفاق هي معالجة اضطرارية بسبب التعدي عليه، يتابع الدكتور حسن " للأسف نحن غير حضاريين ونحتاج الى توعية، تحولت كل الأنهر إلى مجارير للصرف الصحي، وليس لدينا محطات معالجة ولا أي حلول عملية..كل شيء لدينا ملوث، الخضار الفواكه خاصة في الغوطة ...!!؟
قامت الحضارات على ضفاف الأنهار ونحن نطالب بدفنها..!
هكذا وخلال الثلاثين او الأربعين سنة المنصرمة، تحولت جرمانا الخضراء، قلب غوطة دمشق ورئتها، ببساتين الجوز والمشمش، بأنهارها وسواقيها، تحولت إلى غابة من الاسمنت، يحميها متعهدوا عقارات المخالفات وسماسرة البلدية المتعاقبين، وكنتيجة لذلك تحول فرع نهر بردى( العقرباني) الذي كان يتسلل رقراقا عذبا طيلة آلاف السنين، تحول إلى جثة متفسخة تهدد حياة الأطفال وتشكل خطرا على البيئة والبشر، وأصبحت المطالبة بدفنه داخل تابوت طويل من الاسمنت تكتسب كل المشروعية، حقا إنها مفارقة التاريخ المعاصر لبلدة جرمانا.



#جديع_دواره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف خدام _البيانوني على حساب مَنْ..!؟
- الاصلاح الاقتصادي في سوريا -اقالة وتعين ام خطة و حوامل و الي ...
- خدام ..من هرم السلطة الى احضان الاخوان..
- صراع كراسي .. أم صراع رؤى...؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جديع دواره - سبعة عشر ساعة هزت جرمانا