أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود يوسف بكير - عندما يحني الخوف أعناق الرجال














المزيد.....

عندما يحني الخوف أعناق الرجال


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 22:00
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في إطار حملة الأمير محمد بن سلمان على الفساد في السعودية تم التحفظ كما هو معروف على عدد كبير من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في أحد فنادق الرياض. من ضمن هؤلاء رجل أعرفه جيدا لأنني عملت كمستشار اقتصادي لديه لسنوات عديدة اقتربت خلالها منه ومن أسرته وسافرت معه وتعلمت منه أشياء كثيرة منها حماسه الدائم للعمل الجاد ودعمه للأفكار والاختراعات الجديدة حتى ولو استدعى الأمر أخذ مخاطر عالية هو في غنى عنها. هذا بالإضافة إلى إيمانه العميق بإن الله خلق الإنسان لإعمار الأرض ومساعدة أخيه الإنسان ولذلك أمضى الرجل حياته في بناء مشروعات لا حصر لها في جميع أنحاء العالم ودعم التعليم والبحث العلمي والعمل الخيري.
إنه الشيخ صالح كامل رجل الأعمال والبنوك الإسلامية المعروف عالميا كرائد لها. قد يقول البعض أنني أجامله لأنني عملت معه ولكن أعمال الرجل ومشاريعه المتعددة داخل وخارج السعودية تتحدث عن نفسها. وعلى سبيل المثال وليس الحصر كان صالح كامل أول من أدخل مفاهيم الصيانة الحديثة للمشاريع الضخمة في المملكة من خلال تحالفه مع شركة أمريكية رائدة في هذا المجال. وكان لفترة طويلة مسؤولا عن صيانة المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة وكان يعمل بهما آلاف العمال، كما كان مسؤولا عن صيانة بعض المطارات وغيرها من المشاريع الحكومية.
كما أنشأ أساطيل من الحافلات وسيارات النقل الضخمة لنقل الحجاج والبضائع داخل المملكة، وأقام عدد من المستشفيات والوحدات الصحية، بالإضافة الى مشاريع صناعية وزراعية وتجارية ومجمعات سكنية وترفيهية وفنادق في عدد من مدن المملكة.
ونفس الشيء فعله في معظم الدول العربية ومن ضمنها مصر وسوريا ولبنان والأردن واليمن والإمارات والبحرين والسودان وتونس والجزائر والمغرب، وحتى بنوكه الإسلامية التي أقامها في حوالي 15 دولة في العالم كان يحث المسؤولين عنها دائما أن يكون توجههم دائما نحو التمويلات التنموية لخدمة المجتمعات التي يعملون بها.
أما بالنسبة لمشاريعه الإعلامية مثل محطات ART وغيرها فهي محطات ترفيهية بالأساس وليس لها أي دور سياسي كما أشيع. وعندما بدأ يتعرض لهجوم كبير بسبب قنواته الرياضية المشفرة قام ببيعها لشبكة الجزيرة للبعد عن وجع الدماغ.
وكان من المدهش حقا أن يتوقع البعض منه أن يذيع بالمجان المباريات التي كان يشتري حقوق بثها بالملايين دون أن يسعى لتغطية مصاريفها الباهظة من خلال تشفيرها وتحصيل اشتراكات معقولة من الراغبين في مشاهدتها.
وأشهد أنه طوال عملي مع صالح كامل لم ألحظ أبدا أنه يعمل في الخفاء أو انه يدخل في صفقات مشبوهة أو يتعامل مع محتالين. ولأنه رجل عصامي وبدأ رحلته من الصفر فقد كانت عدته للنجاح هي قدرته غير العادية على العمل الشاق وأخلاقه الرفيعة ونظرته الثاقبة وأفكاره الخلاقة.
مثل هذه التوليفة لا تصنع رجلا فاسدا وانما تصنع مثلا أعلى ولذلك أحببت الرجل وأحببه كل من عمل أو تعامل معه.

وبالرغم من عدم تواصلي مع صالح كامل منذ سنوات عديدة إلا أنني أصبت بحالة من الذهول والحزن عندما طالعتنا أخبار التحفظ عليه وعلى أولاده، حيث لم كن أتصور أبدا أن يتعرض هذا الرجل الفاضل وأسرته الكريمة لكل هذا الامتهان والتشويه دون أن يحاول أي من أصحاب النفوذ والاتصالات العالية من المحيطين به والذين عملوا معه واستفادوا منه أن يدافعوا عن الرجل أو يدلوا بشهادة حق بشأنه.

إنه الحرص الذي أذلنا والاستكانة للظلم التي ضيعت أوطاننا العربية البائسة. أقول إنه حتى ولو كانت هناك شبهات خاصة ببعض معاملات الرجل فهل يصح التشهير به قبل أي تحقيق شامل وعادل معه؟ ألا يشفع تاريخ الرجل الحافل بالإنجازات داخل بلده وخارجها كسفير وواجهة لها في أن يحظى بمعاملة تليق به وبتحقيق سري ليس معه وحده ولكن مع كل من تم التحفظ عليهم، فإذا ما ثبتت أي تهم فساد بحقهم عندها يتم كشف أوجه الفساد على الملأ ومعاقبتهم ومعاقبة كل من تعاون وتواطأ مهم.
مثل هذا التعامل الحضاري مع من تحيط بهم الشبهات دون دليل أفضل بكثير لسمعة أي دولة من التعامل بأساليب التشهير والاغتيال المعنوي دون مبرر واضح سوى الانتقام واستعرض القوة والنفوذ.

أليس فيما حدث إضرار مباشر باقتصاد المملكة وارسال اشارات خاطئة لكل المستثمرين الأجانب وحتى المستثمرين في الداخل بأن نفوذ الحاكم فوق القانون وفوق كل الأعراف والاعتبارات الإنسانية؟
إن ما يحدث مع صالح كامل ليس بجديد، إنه حديث كل يوم في دولنا المنكوبة بالغدر والتملق والتنكيل بكل من يرفع رأسه عاليا.
أتمنى السلامة للسعودية أرض الخير وأقول لأخي الاكبر لا تحزن يا أستاذي ومثلي الاعلى لان أجرك على كل ما فعلت من خير لا يمكن أن يضيع.



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآفاق السياسية والاقتصادية الدولية والعربية 2018
- دراسة مختصرة لأزمة النظام الرأسمالي
- ظاهرة الأمير محمد بن سلمان
- مقاربة للفكر الماركسي والفكر الديني
- الصراع الخطير بين دول نهر النيل
- الدين بين جبران وماركس وأينشتاين
- الدين والتراجع المستمر لحقوق الإنسان العربي
- جزر تيران وصنافير مهزلة أم قضية!
- السياسة النقدية تدمر الاقتصاد المصري
- تصريح مدهش لشيخ الازهر
- دراسة مختصرة حول أسباب تخلفنا
- مساوئ الرأسمالية وتناقضات الاشتراكية
- دراسة مختصرة حول مصر والتبعية للإعانات الأجنبية
- من أسوأ ما في العرب
- من المستفيد من سياسة تعويم الجنيه المصري؟
- الجانب المظلم للديمقراطية
- بحث حول أخطر أمراض العصر
- الدين أم الضمير الإنساني
- الاقتصاد المصري في غرفة الانعاش
- تأملات في الديمقراطية عند بريطانيا والعرب


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود يوسف بكير - عندما يحني الخوف أعناق الرجال