أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - إلا وجهك














المزيد.....

إلا وجهك


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 18:54
المحور: الادب والفن
    


وجوه عابرة
حين ترتدي كل الوجوه وجهًا غير وجهك، ويتبدل لون الصباح فأرى كل شيء إلا أنت، وتهفُّ من حولي نسائم كل الفصول إلا نسائم عطرك، وأنتظر على بابي جميع القادمين... وأنا لا أنتظر إلا وجهك.
حين تصبح كل هذه الوجوه علبًا كرتونية خالية من التعابير، الألوان، الطقوس، الحروف، علامات الاندهاش والتعجب... ولا يبقى متقدًا في فكري إلا وجهك.
هل نتعاتب قليلًا؟!
لمَ لم نعد نتعاتب؟ فيمَ أنت غارق حد النسيان؟ فيمَ أنت مبحر بلا شطآن؟ هل ترى وجه الشمس هذه الأيام... ألم تشتاق إليها حين كانت تطل عليك في ثياب الصباح فتضيئك؟
الشمس مثلي تشتاق وجهك، تشتاق الصباحات التي كانت تحمل إليها وجهك، تشتاق رائحة عطرك وهي تملأ المكان في حضورك ومن بعدك، تشتاق همسك، وشدوك، وسخريتك الجادة من طقوس بعض النوارس في مراسم الولاء!
الشمس مثلي تشتاق أن تعود رفيقة ألمك، بوحك، صباحاتك الندية، مدادك الحزين، الذكريات التي علِّقت على باب الوطن البعيد.
أنا لست أنا في غيابك... ما أرتديه على وجهي من فرحٍ هو قناع أهدتني إياه عيون الشمس؛ حتى لا تشمت جارة الشمس بيّ وتهمس في أذن بقية الجوار: هجرها قبل الفجر بليال عشر؛ فأصبحت في البعد صفراء اللون، شاحبة الملامح، تنتظر ملاك الموت على أبواب الغياب.
جارة الشمس تغار منك، ومني، ومن قصائد الغزل التي كنت تزرعها أزهارًا صيفية أمام بيتي؛ فهمست في أذن الشمس كلامًا كثيرًا، وَشَت إليها ببعض الأسرار التي كنت تضعها لي في أنية الورد، قالت لها: يحبها، يعشقها عليك، متفقان على الحبِ.
ذابَ قلب الشمس غيرة مني وعليك؛ فحرقت نسائم عطرك بجمرها المجنون، ومسحت أثار حبك عن باب بيتي، وأعلنت حالة الثأر مني، وأخبرت عيون القبيلة عنك وعني.
لا تشتق لهذه الشمس بعد اليوم! لا نريدها، لا نريد ودَّها ولا شمسها، لا نريد أن تضيء نهاراتنا وتضيئك، لا نريد هذه الشمس التي وشت بأسرارنا، وأرسلت عيون القبيلة إلى الغدير؛ لترقب بنظرات الحسد هل ما زلت أسقيك الماء بكفيِّ؟!
فلتفقأ عين الشمس، وعين جارة الشمس اللدودة، وعيون القبيلة... وإن غدت أيامنا ظلامًا، ونهاراتنا ليالٍ، فإشراقة حبك ستضيء لنا الغياهب.
أنا على باب غيابك... أتصفح كل الوجوه، أصافح جميع العابرين... مرَّوا جميعهم، مرت الشمس، وجارة الشمس، وعيون القبيلة، والوجوه الكرتونية، مرَّ الجميع... إلا وجهك!



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد الشموع بقلم ميساء البشيتي
- حروف بلا رؤوس
- لا داعٍ للاختباء
- حديث سري
- الظلال
- صمت القوافي
- سيد الصمت
- طائر الخريف
- .... إلى حين!
- كلمات صيفية
- عَبس الوطن
- لم يعد ظلًا
- إعلان انتحار
- رسائل لم يزرها مطر خاطرة بقلم ميساء البشيتي
- طاب مساؤك خاطرة بقلم ميساء البشيتي
- سأصنع ثورة بقلم ميساء البشيتي
- وردة لأمي بقلم ميساء البشيتي (خاطرة)
- ملامح مستترة
- املأني حبًا
- حروفي اللاجئة


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - إلا وجهك