هل كان فوز حماس ... خير لابد منه ؟!!

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:28
المحور: القضية الفلسطينية
    

بذاك المنطق الدراويشي، لابد من انتفاضة ثالثة علي الاحتلال، كما يتوقع الميثولوجيون الوطنيون طبعاً, وليس الإسلاميون، لكي يتمكن، هذه المرة حزب يساري، من الاستيلاء علي السلطة، عبر صندوق الانتخابات، وبطريقة ديمقراطية، وكأننا، كلما أردنا، أن نغير النظام الحاكم، أو الفصيل الحاكم، لابد، أن نطلق انتفاضة جديدة علي إسرائيل( شعاراً مؤقتاً )، لتستولي احدي القوي الصاعدة، أو الهابطة علي السلطة، ونبقي نتبادل الأدوار، دون مراجعة، نقارع إسرائيل عشرة أيام، وعليها، نحاكم بعضنا عشر سنوات.

نعم ثبت، ويثبت كل مرة، أن الصراع علي السلطة هو المحرك لكل ثوراتنا وانتفاضاتنا، والذي بان بوضوح بعد قيام السلطة، وأما منذ بدايات القرن، فلم يكن هذا ظاهراً بشكل فاقع، بأن المحرك ذاتي، أو سلطوي، بل كان دائماً تحت شعار وطني كبير، اسمه الاحتلال، يخفي بين طياته صراع السلطة، مرة عشائرياً، ومرة فئوياً، ومرات عديدة, ثورة الناس علي إدارة الراهن (وهذه تتساوي فيها العروبية باليهودية)، وكون الدافع الأكثر تكراراً للغضب والثورة هي تلك الإدارات الفاشلة والمستبدة، الأقل نجاحاً، أو الأقل إنسانية.

حماس في أزمة سعيدة، فهي شكلت الأغلبية، وضمنت الحكومة، وانتقمت ممن قارعها، وانتهك حركاتها كما هي تعتقد, وليس كما يري المناوئون لها، بعدم التزامها، ما التزموا به، فأربكتهم, فوق إرباكهم بالفاسدين, ولقد استولت في غفلة علي مملكتهم، فكان الانتقام القبلي بتسييح البلاستك في الآذان, وليس بالمقصلة.

وهذا أربك السلطة السابقة وحزبها, وجعلها تعود للتفكير السليم, بألا تشارك في الحكومة, فتضغط علي حماس، بنعومة دب مجروح، لا يستخدم شراسته، بل يستخدم وزنه الكبير في إعاقة الملك الجديد, فيربك حركته.

وللخروج من مأزق الدب الثقيل، لابد من حماس، إلا أن تشمر عن ذراعيها، وبطريقة واحدة، فقط، مضمونة النجاح، وتضمن عدم الوقوع في المحظور، أو الإحراج،
وهذه الخطوة، حسب رأيي، لمصلحتها، وللصالح العام وهي أن تعكف، حماس، في فترة جمود الواقع السياسي في المنطقة، بحكم الانتخابات الإسرائيلية، والأمريكية, علي وضع مبادرة في صيغة "صفقة" متكاملة للحل النهائي, ومرة واحدة دون تردد، ودون تنازل عن أراضي 1967م، وتبحث ذلك في وضح النهار، ودون مفاوضات سرية, أو علنية، بل تكون المفاوضات علي التسليم الإداري فقط, وتضع إسرائيل وكل السلاميين، أمام الأمر الواقع, وذلك قبل أن تدخل هي, ومجتمعنا، وفصائلنا في قمقم الفعل ورد الفعل، والمناكفات وإشكاليات، ثبت أن لا حل لها دون الحل السياسي، والتي تواصلت مع قضيتنا منذ نشأتها.

سأؤيد أنا شخصياً حل "الصفقة" مع حماس علي كل القضايا، بعد أن ثبت فشل حل المراحل، والقطع، والتجزئة.

واحدي أوجه الحل "الصفقة"، هو مؤتمر دولي، ولكن، هناك أوجه كثيرة لحلول الصفقات.

هذا هو الحل المنقذ، والممكن، والذي يمكن من سلام كامل, بحلول كاملة، لكل القضايا، دون تأجيل أياً منها.

لن تنجح حماس بالداخل والخارج, إلا إذا حسمت "مبادرة" تقوم فيها بارياك الإسرائيليين, وفي نفس الوقت بإغرائهم, بالأمن الدائم, والحل الدائم, ولسنا في مجال الانتظار لتقوم إسرائيل بمبادرة حسن النية, بل النهج الإسرائيلي يقوم دائماً علي سوء النية، بإرباكنا نحن بالإغلاق، والحصار، والإجتياحات, ونبدأ نحن دائماً، برد الفعل، ونطلب من العالم التدخل لإخراج الكلب والمعزة، من غرفتنا المزدحمة بالإشكاليات، وعدد النائمين.

وهذا الطريق الجديد يعيد لنا زمام المبادرة، ويحمينا من تكرار تجربة السلطة السابقة، والتي فقدت مقاعد الأغلبية لتمسكها بالمرحلية والتجزئة، وما نتج عنها من فساد وإفساد.
حل "الصفقة" الخارجية يساعد ويضمن حل المشاكل الداخلية، ومالا فلا.
وعندها نقول إن فوز حماس كان خير لابد منه، و إلا فلا

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات