أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - لكي يكون لنا وطن














المزيد.....

لكي يكون لنا وطن


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5787 - 2018 / 2 / 14 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تولد في بلد ما, هو قدر, لأن المولود لم يخطط أو يقرر وطنه حين ولادته, كما أن هذه الرقعه من الأرض التي تسمى وطن والتي حددتها أتفاقات ومعاهدات دول كبرى تحوي ضمن أطارها الحدودي أطر وأنساق ثقافيه ودينيه متعدده, فأذا كان ما يحدد الوطن الواحد النسق الديني والثقافي الواحد فيعني هذا لا يمكن الأبقاء على وطن واحد على ظهر هذا الكوكب لأن لا يمكن الحصول على نسق واحد سواء دينيآ أو أثنيآ أو ثقافيآ معآ والسبب يكمن في طبيعة الأنسان الذي يحمل في تكوينه التفرد والخصوصيه ,كما أن هذه الدول ضمت ضمن حدودها الكثير من الأقليات والطوائف والقوميات المختلف , حتى أصبح التنوعي الثقافي والديني والقومي واللغوي صفه طبعت بطابعها كل الدول بالعالم, والواقع يؤكد هذه النظره , وهو عدم تطابق كل العناصر الأجتماعيه معآ في بلد واحد , حتى بات وجود بلد خالص عرقيآ ودينيآ وثقافيآ ضرب من الخيال. أن محاولة بعض المجموعات المتشدده التي تحاول ألغاء هذا التنوع بالعنف, والتي منها ما ينتمي الى الأسلام أو غيره لا تحظى بالقبول من قبل القاطنين في ذلك البلد ولا حتى من العالم بأسره, حتى أصبح معتنقي هذه الأفكار حبيسي أنفسهم ومحدودي التأثير وأن أحدثوا ضجه ملئت العالم.
قد تتوفر فضاءات ومناخات لهذه الحركات , فتبدأ بالتوسع لكن سرعان ما تنحصر وتتقهقر سريعآ, فهذا الفكر الآري العنصري والذي قاده هتلر قد أنطلق بسرعة الصاروخ وأحتل أكثر دول أوربا ولكن أخيرآ فقد حتى أرضه التي أنطلق منها, وأنتهت بهزيمته النكراء وموته, كذلك هو ما حدث لداعش وأخواتها من القاعده وبوكو حرام والكثير من الحركات المتشدده في العالم دينيه وغير دينيه , حيث أنهزمت داعش مولية الأدبار منهزمه منكسره , وهي الآن تعيش أنفاسها الأخيره.
السؤال هنا , كيف تنتهي مأساة وطن يدعى فيه تأسيس لعقيدة قومية ودينيه وثقافية واحده, فكره أخسر اصحابها العالم أفدح الخسائر وأرتكبوا أفضع الجرائم بحق الأنسانيه. السؤال أيضآ متى ينتهي العالم من هذه المأساة القابله للتجدد ما دام هناك أفكار طوباويه تعيش في أذهان البعض ولم يضع لها حد , بل هناك للأسف من يغذيها ويشحذ أفكارها المريضه , بل هناك أمبراطوريات أعلاميه تساهم بتصوير أعمال هذه الوحوش بأنها أعمال أسطوريه.
الحقيقه أن الأوطان لا يمكن لها العيش بسلام الا بالمؤانسه والمجانسه بين رعاياها. المؤانسه تنال بما يحصل عليه الأنسان من حقوق, مما يشعره بالمواطنه الحقه مثل (حقوق الأنسان, التعدديه الثقافيه, المساواة أمام القانون..) . أما المجانسه وهو التوافق على أطار مشترك في بعض القيم المشتركه والتي منها اللغه والعادات الأجتماعيه وأسلوب الحياة وغيرها من القيم التي تشكل قاعده مشتركه تربط أفراد الوطن بها, مما يشكل نسيج أجتماعي توافقي يقبل بعضه بعضآ لأن الشعب الذي تتخلله قيم متناقضه وبشكل حاد يكون مجتمعآ ضعيفآ وبعيدآ عن التماسك ولا يجمعه جامع ويكون قابل للقسمه في أي وقت , حتى أن أبسط أهتزاز يتعرض له البلد تراه يتجه للتقسيم وبسرعه مذهله , ودولة يوغسلافيا مثل قريب لنا حيث تقسمت الى خمس دول صغيره. أن ما يجعل الوطن عصي على التقسيم هو حصوله على نسبه لا بأس بها من الأنسجام الأجتماعي , وهذا الأنسجام لا يتحقق الا بقدر من المشتركات سواء كانت دينيه أم ثقافيه أم لغويه وحتى أحيانآ تاريخيآ ولكن هذا لا يعني التطابق التام ولا ذوبان البعض بالبعض الآخر ولكن كما قلنا هو المجانسه والمؤانسه بين شرائح هذا المجتمع. بهذه المشتركات يمكن أن نحافظ على حدود هذا البلد أو ذاك من اعادة التحديد لحدوده بين الحين والآخر.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذوات فجرت واقعنا
- هل تصنع مدارسنا رجال مستقبل
- النجيفي السياسي العاق
- الدين وهم أم ىحقيقه
- العبادي يخطط والبرزاني يخربط
- من السلفيه الى الوسطيه
- هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الأغريق نحو الهاويه
- داعش ومسعود وجهان لعمله واحده
- من الذي فشل بأدارة العراق؟ الأسلاميون أم العلمانيون؟ أم الأث ...
- السلطه كعبة ال سعود
- في الصراحه راحه
- رمضان صناعة أنسان
- الأعراب وعقدة النقص
- أجتماع الشر
- التناشز السياسي في المجتمع العراقي
- مالكم والأقليم
- المثقف النخبوي
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - لكي يكون لنا وطن