أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..















المزيد.....

إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ضاعت ثورة 14 تموز واغتيلت مع قائدها النزيه جراء تناحر القوى السياسية من ناحية والتدخل الخارجي ولا سيما دور النظام الناصري، من ناحية أخرى. كانت أخطاء القوى الوطنية جسيمة رغم تباين عواقبها. ولو كانت القيادات العراقية بمستوى المسؤولية لانتشلت الثورة وسارت بها نحو ديموقراطية تعددية مدنية راسخة، وذلك مهما كانت الضغوط والمناورات الخارجية. وتأكيدا لحقيقة تاريخية وإقرارا بها، فلم يكن ممكنا لصدام الوثوب للحكم وتحويله لشمولية فردية دموية، عنصرية، وطائفية، وزج البلاد في كوارث متلاحقة، لولا أخطاء القوى الوطنية في تموز وتكرار الخطأ فيما بعد.
أمامي لوحة العراق اليوم بعد 9 نيسان: أين ذهبت آمالنا وتفاؤلنا بعد ذلك اليوم التاريخي، الذي كان تتويجا لسلسلة تضحيات الشعب وبفضل تضحيات قوات التحالف؟!
إننا لم نكن لنصل لهذا الوضع الخطير الراهن، من حرب مساجد وعمليات إرهاب يذهب الشيعة ضحاياها الأوائل، وما يقابلها من فرق الموت التي يقول مدير مشرحة بغداد إن ضحاياها يتجاوزن 7000 ضحية، ومن مخاطر الحرب الأهلية، فيما لو كانت القيادات السياسية بمستوى المسؤولية، وتعرف كيف تواجه حرب الإرهاب البعثي الصدامي ـ والزرقاوي القاعدي، وكيف تستفيد من الحرية الواسعة للسير معا لبناء العراق الجديد. وكان للتدخل المتزايد لرجال الدين ومؤسساتهم في العمل السياسي دوره الكبير أيضا في تحجيم فرص الوحدة الوطنية ولم شمل القوى المدنية والعلمانية والديمقراطية لقطع الطريق على محاولات بناء دولة دينية لن يكون استبدادها أقل تدميرا وقسرا من استبداد الفاشية المنهارة.
نعم، كما في ثورة تموز، فإن القوى الإقليمية المعادية لشعبنا والمرعوبة من الأفق الديمقراطي للعراق، تلعب دورا كبيرا لوقف تطور العراق ديمقراطيا، وتخريب الوحدة الوطنية، ومعها شبكات الإرهاب الزرقاوي التي تسللت من الحدود السورية لتكون حليفا مؤقتا لقوى البعث الصدامي وشبكات ضباط مخابراته وحرسه الجمهوري وفدائيي صدام. إن هذه القوى الشريرة المزودة بالسلاح المتطور وبالمليارات، وبالتصميم على تدمير العراق، لا تزال الخطر الأكبر على شعبنا، ويجب حشد كل القوى لضربها بقوة. وفي الوقت نفسه. ومن الملاحظ أن سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة ومواقف القيادات السياسية منذ التحرير، لم تساعد مع الأسف على مواجهة حرب الإرهاب بما يستدعيه الوضع من حكمة وواقعية، وتجرد، وحرص وطني عال، وابتعاد عن نزعات الهيمنة والاستعلاء والإقصاء. إننا نرى التنافس على المناصب، والجر والعر، وغلبة الولاء الطائفي والعرقي على مواقف القوى السياسية الكبرى، واستفحال لنزعات الهيمنة باسم الأكثرية، فيما يستغل البعث الصدامي صعود الأحزاب الشيعية للسلطة لبث سموم التفرقة، والضرب على وتر "مغبونية السنة"، واستثارتهم وشحنهم بالكراهية لتواجهها كراهية طائفية مقابلة.
إن مسؤولية الوضع المتفجر الراهن لا تتحملها جهة واحدة أو حزب واحد بل يتحملها الجميع مع تفاوت في درجة المسؤولية. فالأطراف المحسوبة على السنة واجهت العملية السياسية بجفاء ومقاطعة حادة، وخصوصا هيئة علماء المسلمين البعثية الهوية، والتي لا تزال تسهم في تدهور الوضع بالدعوة المستمرة لخروج القوات الأجنبية، وإلقاء مسؤولية ما يقع على الأمريكان، وهو موقف منسجم مع القوى الصدامية والنظام السوري وبعض القوى الخليجية. ومن جهة أخرى، يواصل مقتدى الصدر دوره في نشر الفتن وشحن العواطف، وهو رجل، كما نعرف مسيّر إيرانيا، ويقوم بلعبة مزدوجة، فمن ناحية، الدعوة للأخوة الشيعية السنية، ومن ناحية دفع عناصر جيش المهدي للهجوم على مساجد السنة في بغداد واحتلالها. ومعلوم أن عمليات احتلال المساجد بدأها أعوان الصدر منذ اليوم الأول للتحرير، لولا أن وقف ضدها بقوة المرجع الشيعي الأعلى ودعا لإعادة المساجد لأهلها. أما التنظيمات السياسية الشيعية الأخرى فهي تواصل الاحتفاظ بالمليشيات رغم تحريم الدستور لوجودها، ويقول السيد بيان صولاغ أنه لا يوجد أي سبب للخوف منها!! والواقع يقول إن الاتهامات ضد المليشيات تتكاثر، سواء في انتهاكات البصرة أو في بغداد نفسها. وقد قال المسؤول السابق عن حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، جون بيس، في 26 شباط الماضي:
" إن مئات العراقيين يعذبون حتى الموت شهريا في العاصمة بغداد وحدها على أيدي فرق التصفية التابعة لوزارة الداخلية العراقية" وأضاف أن ثلاثة أرباع جثث القتلى في مستودع الجثث في بغداد تحمل آثار التعذيب بالمثقاب أو حرق بالسجائر وطلقات نارية في الرأس، ونفذت معظم التصفيات المليشيات التي تعمل لوزارة الداخلية. ليست هذه المعلومات جديدة وما جرى في الجنوب أكثر، فضلا عن مطاردة المسيحيين والصابئة المندائيين والنساء السافرات والفنون الجميلة. فهل هذه هي السياسات التي نعالج بها آثار القهر الدموي الفاشي لنظام صدام، وممارسات التعذيب حتى الموت في زنزانات نظامه، وحفر القبور الجماعية، وحروب الأنفال، وعمليات التهجير الطائفية؟!
خلال المرحلة الفائتة ولليوم، جرى تحجيم القوى العلمانية، بينما يتسع ويتصاعد تدخل رجال الدين وأئمة الجوامع في تفاصيل السياسة. إن مواقف التهدئة والدعوة للصفاء من جانب المرجعية الشيعية العليا بعد التفجيرات المجرمة في سامراء، تستحق كل تقدير وشكر العراقيين؛ مثلما كانت من قبل دعواته في بداية التحرير لوقف الاستيلاء على مساجد الآخرين، والدعوة لاتخاذ موقف واقعي حكيم من قوات التحالف، التي قامت بتحرير العراق مما مكن العراقيين من التمتع بأوسع الحريات. غير أن هذه المواقف الأخلاقية والإنسانية والروحية المباركة شئ، ومحاولات زج المرجعية الجليلة في تفاصيل العمل السياسي شئ مختلف تماما. وهذا ما بيناه وكتاب آخرون عشرات المرات.
أما الجبهة الكردستانية فقد لعبت في مؤتمر لندن قبل التحرير مواقف مرنة وساعدت على حل خلافات كثيرة بين القوى الأخرى. واستمرت المواقف المرنة والمؤثرة للجبهة، كما كانت تجربة رئاسة مام جلال ناجحة ونافذة، لا سيما وقد كان يتصرف كعراقي أولا. وفي نفس الوقت شهدنا مطالبة أكثر من مليون توقيع بالانفصال، تحت تأثير الشحنات القومية الصرفة؛ هو ما عارضه القادة الأكراد. وفي اللحظات الراهنة، وحيث مخاطر الاحتقان وتزايد عمليات الإرهاب البعثية والقاعدية، ضد الشيعة خاصة، وحيث ترتفع الأصوات لقيام حكومة وطنية موسعة عاجلة، فلست أتفق مع هذا التصعيد في مسألة ترشيح الدكتور الجعفري، وذلك مهما كانت الملاحظات عن أخطائه، وعن وفشل الحكومة، علما بأنه ليس وحده مسؤولا عنها.
إن من الواجب في نظرنا تجاوز أزمة ترشيح الدكتور الجعفري ما دام ترشيحه جاء من الائتلاف وما دامت هناك اتفاقات مسبقة على أن يكون رئيس الوزراء من الائتلاف. شخصيا لدي تصورات أخرى عن الحكومة المطلوبة لوضعنا الاستثنائي والمتوتر الراهن، وعبرت عن رأيي في مقالي السابق.
أجل، يجب الانتهاء فورا من مشكلة الترشيح المذكور وطرحه حالا على البرلمان مع إلزام الدكتور الجعفري باحترام قواعد العمل الجماعي ومبدأ مشاورة الأطراف الأخرى في الحكومة.
إن الوضع الراهن لا يحتمل استمرار وتفاقم أزمة سياسة حكومية بينما البلد على وشك الانفجار. يجب تشكيل حكومة وطنية موسعة بلا خطوط حمر وبلا شروط، لكي يتجاوز البلد تدريجيا هذه المحنة، وبذلك أيضا نستعيد شيئا من ثقة المجتمع الدولي، التي تزعزعت لحد كبير نتيجة الصراع العراقي ـ العراقي!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كانوا حكماء، لتشكلت حكومة طوارئ مستقلة..
- الوضع العراقي من خارج العراق..
- أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!
- آراء في صحف غربية عن الإسلام السياسي في الغرب..
- مواقف ووجهات نظر فرنسية.[2-2
- الحرب -الصليبية الجديدة!
- الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..
- نساؤنا وعام المرأة..
- عار العدوان على مسيحيي العراق
- والآن؟!
- ومن الفساد ما يُضحِك !!
- بين تصريح الحكيم والقنبلة الإيرانية
- تداعيات عام..
- وجهة نظر عن دور القيادات الكردية في الوضع العراقي الراهن
- الانتخابات بين النتائج البعيدة والأهداف... بين الأسلوب والمم ...
- خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني ال ...
- فرص التعديلات الديمقراطية المدنية على الدستور العراقي
- الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا
- كلارك وجائزة نوبل وبينهما القاضي الدمث رزكار
- الوجود الأمريكي المرحلي ليس أم المشاكل!!


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..