أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أمسية في محبة إبراهيم فتحي














المزيد.....

أمسية في محبة إبراهيم فتحي


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مساء الخميس 8 فبراير 2018 اجتمع عدد كبير من أصدقاء الكاتب والمفكر الكبير إبراهيم فتحي لتكريم مسيرته الفكرية المبدعة ورحلة نضاله الوطني والثقافي الطويلة التي استمرت لأكثر من نصف قرن بدون توقف. كان اللقاء في دار الأوبرا بقاعة من قاعات المجلس الأعلى للثقافة، وشارك فيه د. عماد أبوغازي، و د. كمال مغيث، د. شهرت العالم، د. حسين حموده، القاص خالد الجويلي، الشاعر حسن طلب، القاص سعيد الكفراوي، د. محمد مندور، د. أحمد أبوزيد ،وأ. منال قابيل، والروائي محمود الورداني، وشوقية الكردي، وكثيرون ممن يعرفون قدر إبراهيم فتحي ودوره وتأثيره. دخل إبراهيم فتحي المعترك الوطني والثقافي منذ منتصف الأربعينات ولم يغادره ولم يتخل عن معتقداته ومبادئه، وخلال ذلك أغنى الحياة الثقافية بعشرات الكتب منها" معجم المصلطلحات الأدبية"، و" نجيب محفوظ بين القصة والرواية الملحمية"، و" العالم الروائي عند نجيب محفوظ"، ومن بعض ما قدمه في الترجمة : " المادية الجدلية" هنري لوفافر"، و" نظرية الوجود عند هيجل" ماركيوز، و"قواعد الفن" بيير بورديو، وغيرها كثير. وفي كلمته قال د. حسين حمودة بشأن كتاب العالم الروائي عند نجيب محفوظ إنه سأل نجيب محفوظ عن أفضل ما كتب عنه فأجابه الروائي الكبير من دون تردد: " كتاب إبراهيم فتحي". وكنت قد أرسلت نسخة من هذا الكتاب إلي أكبر مستشرقة روسية وهي د. فاليريا كيربتشنكو فكتبت لي تشكرني قائلة : " لم أفهم نجيب محفوظ إلا الآن. تحياتي للأستاذ إبراهيم". عاش إبراهيم فتحي أشد سنوات الاعتقال قسوة على اليساريين في الواحات من يناير1959 حتى 1962، ولم يزده التنكيل إلا تمسكا بمبادئه، وحين خرج من المعتقل كان جيل الستينيات بأكمله يواجه أزمة فكرية عميقة، ما بين إنجازات النظام الناصري الوطنية وما بين عداء النظام العنيف للديمقراطية، وكانت الرؤى في مواجهة الأزمة تتخذ سبيلين فقط ، إما الدعوة للإطاحة بالنظام، أو الدعوة لتاييده بشكل مطلق. وفي حينه أطلق الكاتب محمد حافظ رجب شعاره " نحن جيل بلا أساتذة " وهو شعار مأخوذ من عادل كامل الذي كتب " نحن جيل بغير أساتذة "، ولعل حافظ رجب كان يقصد أننا جيل نواجه أزمة عميقة ولا نرى منها مخرجا. في تلك الفترة برز إبراهيم فتحي مفكرا مبدعا حين كتب " طبيعة السلطة الطبقية في مصر"، وقال إن علينا أن ندرك إلي ماذا ننحاز في النظام الناصري؟ وما الذي يجب أن نتصدى له في ذلك النظام؟ وبلور دعوته حينذاك بالتأكيد على أهمية انتزاع الديمقراطية والحريات من دون إسقاط النظام. وواصل المفكر الكبير حل أكثر المعضلات الفكرية تعقدا حين بلور موقفا تقدميا من قضية الوحدة العربية بصفتها ظاهرة تفرضها عوامل الكفاح المشترك ضد الاستعمار، وحين بلور أيضا موقفا ثوريا غير مسبوق من قضية فلسطين، وهاجم بعنف " هنري كورييل" الصهيوني الذي تقنع باليسارية تحت عنوان " هنري كورييل والقضية الفلسطينية". وسرعان ما ألقت السلطة القبض من جديد على إبراهيم فتحي عام 1966 ومعه الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ويحيي الطاهر عبد الله وغيرهما، وحينما أفرج عن الجميع أنشأ إبراهيم فتحي جماعة " كتاب الغد" عام 1971 فاحتضنت تيارا واسعا من أدباء الستينيات، وكان إبراهيم فتحي يشجع الجميع ويحفزهم ويكتب لكل منهم مقدمة حتى أنني ذات مرة قلت له : " لقد كتبت الكثير من المقدمات" ، فضحك ساخرا كعادته وقال : " نعم. مقدمات كثيرة حتى أن البعض نصحني أن أجمعها وأكتب لها مقدمة وأنشرها"! وظلت جمعية كتاب الغد هدفا لهجوم الأمن حتى توقفت لكن إبراهيم فتحي لم يتوقف. لهذا سرعان ما اعتقله السادات عام 1973 لمدة عامين على ذمة قضية سياسية، ثم اعتقل زمن مبارك عام 1989 في قضية ذات علاقة بعمال الحديد والصلب. وظل إبراهيم فتحي يغني حياتنا الثقافية بمقالاته وترجماته وبإبداعه الفكري الذي التزم فيه بمبادئه اليسارية لكن بصفتها أدوات للتفكير والابداع وليس بصفتها عقيدة جامدة ، أو نصوصا منقولة من غير تحليل أو تأمل . تحية للكاتب والمفكر الكبير الذي أتم الثامنة الثمانين من عمره ووهب حياته لأجمل أمنيات مصر في التحرر والتقدم والتطور، ومازال يغرس الورود في حقل ثقافتنا المصرية العربية.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع ومواسم الخداع
- بيان من المثقفين والأحزاب المصرية تضامنأ مع الشعب السوداني
- صبري موسى .. الكاتب المعروف المجهول
- سلام لسعد الدين إبراهيم وموشى دايان
- عهد الطفولة .. اخرجوا من فلسطين !
- ترامب.. من إبادة الهنود إلي إبادة العرب
- مقتل بائع الكتب .. موت المثقف
- من المنفلوطي إلي يوجين نيدا
- مائة عام على ثورة أكتوبر
- مذيعات التلفزيون .. قمر يا ست !
- إلى متى يُقتل الأقباط ؟
- حرب أكتوبر .. ذكريات للإبداع
- لماذا لم يخرج من الأخوان أديب أو فنان ؟
- كرة القدم .. الحاجة إلى البطولة
- اسم في الليل - قصة قصيرة
- نجيب محفوظ .. حياة الأسطورة
- الطهطاوي والدين والمرأة
- المجلس الأعلى للثقافة وكرة القدم
- محمود درويش .. شاعر لا يموت
- الأزهر يكافح الكراهية والعنف


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أمسية في محبة إبراهيم فتحي