أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام عبد الحسين - التطرف الديني آفة تقتل الشعوب














المزيد.....

التطرف الديني آفة تقتل الشعوب


حسام عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 18:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عقيدة الانسان تحدد المعاملة في السلوك الواقعي، سواء كان إيجابيا او سلبيا، والفكر الديني المتطرف هو الان متجذر في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط واوربا، وبالذات يوجد في الديانات السماوية (ما وراء الطبيعة) من المسيحية والإسلام، والذي يعني تعصب شخص او جماعة لدين او مذهب في دين معين، وقد يكون التطرف ايجابيا في القبول التام، او سلبيا في اتجاه الرفض التام، ويقع حد الاعتدال في منتصف المسافة بينهما، فهو اسلوب مغلق للتفكير يتسم بعدم القدرة على تقبل اي معتقدات تختلف عن معتقدات الشخص او الجماعة او التسامح معها.
للتطرف الديني مظاهر تكمن في قلة العلم والفشل في الحياة، وعدم القدرة على التقدم والابداع، والتعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الاخر، وخاصة في الامور الاجتهادية، مع الكراهية المطلقة لمن يخالفه، ومن سوء الفهم هذا يجعل المتطرف هذه الامور؛ امورا مقطوعة ليس فيها إلا قولا واحدا وهو قوله ورأيه، ويرى نفسه وحده على حق وما عداه على ضلال، والعنف في التعامل، والخشونة في الأسلوب، والتقليل من اعمال الاخرين وسوء الظن بهم، دون التعامل بالحسنى والحوار والاعتراف بالرأي الآخر، في حين لا يسمح له برؤية واضحة لمصالح الخلق، حيث أنه يجيز لنفسه ان يجتهد في أصعب المسائل وأكثر القضايا غموضا، ويفتي فيها ما يلوح له من رأي، وافق فيه او خالف، ومن أخطر مظاهر التطرف انتشارا هو الفكر التكفيري في المجتمعات المسلمة، حيث ان اصحاب هذا الفكر يسرفون في تضليل الناس وتكفيرهم ويستبيحون دمائهم واموالهم.
حيث تكمن اسباب التطرف الديني في عدة من المجالات اولها: الاقتصادية والاجتماعية التي تتمثل في أزمة التنمية من التضخم والبطالة، وتدني مستوى معيشة أكثر المواطنين، وعدم التناسب بين الدخل وارتفاع الأسعار، ونتيجة لهذه الانعكاسات الاقتصادية والسياسية والتي أثرت بشكل مباشر على فكر وسلوك الفرد، وطبيعة واتجاه المجتمع معا، مما ساهم في اتساع ظاهرة التطرف في ضوء غياب دور الأسرة، وتضاؤل دور التعليم، واتساع المعلومات، وسرعة الاتصالات، مما أدى إلى سيطرة رموز هذا الفكر على هالة الناس، لتقديسهم والهيمنة عليهم.
ثانيا: الأسباب السياسية والتي تتمثل بالوصول للسلطة، وإمكانية استمرار النفوذ في شتى المجالات، عن طريق تشعب الفكر المتطرف في المجتمع، ومن ثم الهيمنة التامة على العقل والسلطة.
ثالثا: استفزاز المشاعر الدينية من خلال تسفيه القيم أو الأخلاق أو المعتقدات أو الشعائر بالقول أو بالفعل، مع عدم إعطاء الفرصة للرد على ذلك، والأهم غياب العقل بشكل تام والاعتماد على النصوص التأريخية، مما يعطي رسالة مزدوجة للشخص تدعه في حيرة وقلق، وهذا يجعله يشك في مصداقية من حوله، بسبب تولد التناقض بين الواقع وفكره المتطرف، وبالتالي يصبح أكثر عدوانية؛ فيحدث داخله صراع مؤلم يحاول التخلص منه بتحطيم مظاهر الخروج على القيم المعلنة حتى يستريح، فعلى سبيل المثال
حين يبدأ الشاب طريق الالتزام الديني فهو يبذل جهدا كبيرا للتغلب على رغباته الداخلية (خاصة الجنس والعدوان)، ولكنه يفاجئ بأن ثمة مثيرات في المجتمع تحاول إيقاظ هذه الرغبات بشكل ملح، وهنا يشعر ذلك الشاب باحتمال السقوط في الرغبات غير الأخلاقية، فيحول الصراع من داخل نفسه إلى صراع مع العوامل المثيرة، فيشتبك مع رموز المجتمع على اعتبار أنهم مسؤولون عما يحدث له.
رابعا: الأسباب نفسية التي تطال النفس الفارغة من
الرغبة في ممارسة العنف التي يعتبر مرض يصيب تلك النفوس، وحاجة الانتماء الى الجماعة بسبب الفراغ العلمي والابداعي، والتطلع إلى الزعامة او الإمارة بشتى الطرق وان كانت على حساب القضاء على المجتمع.
إن التطرف الديني هو سبب ونتيجة في نفس الوقت؛ لذلك سينتج آثار خطيرة تنعكس على الانسان في الضعف في الانتاج، وضعف قدراته العقلية في الإبداع والابتكار والتجديد، وبالتالي سيتمسك بالأساليب البالية العتيقة في عملية الانتاج، مع وجود قوى خارجية وداخلية مؤثرة وداعمة وممولة بشكل مباشر وغير مباشر في حركة المجتمع نحو التطرف الديني، لتحقيق أهداف سياسية، عن طريق تردي الاحوال الاقتصادية والثقافية والحضارية.
وعليه؛ لابد من ضبط الخطاب الديني والتوافق فيما بين المؤسسات الدينية على خطاب واضح ومعتدل ينبذ التطرف، والترويج للتسامح الذي هو اساس السلم الأهلي عن طريق قيام الدولة، بتأمين التنوع من خلال ادارتها من قبل التشريعات المناسبة، ومحاكم وقوانين صارمة لمن يروج للتطرف والعنف، وتطوير إعلام خلاق، وكسب اعلاميين لهم القدرة الحيوية في مواجهة التطرف، مع إشراك المرأة في ورش ودورات تثقيفية لمكافحة التطرف الديني والعنف.



#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوجه الشيعي ما بين الساسة والمكون
- مأزق مفهوم الحسد في العقول
- المرأة في قلب البلد
- التنافس السياسي في صراع الكيانات
- الفاشية في تأجيل الانتخابات
- القيادة بحاجة الى شاب
- سر البراءة (قصيدة نثر )
- خيام الألم (قصيدة نثر)
- ليعش الجنين (قصيدة نثر)
- رفقا بالعراق بلد السلام
- مدخنة العقول (قصيدة نثر)
- فستانها الأسود (قصيدة نثر)
- ضاجعوا الاموات (قصيدة نثر)
- انفصال الروح عن الجسد (قصيدة نثر)
- شاب تائه في وطن (قصيدة نثر)
- الحرية واسراب القطا (قصيدة نثر)
- نهاية الفساد في الدولة العراقية!
- الشبق في جزر الأنتيل
- شهد الشفتين (قصيدة نثر)
- بريكاريا العزلة الاجتماعية


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام عبد الحسين - التطرف الديني آفة تقتل الشعوب