أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟















المزيد.....

ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هو المطلوب الحقيقي اليوم؟ هل هو اسقاط السلطة؟ أم قلب الحكم وانتظار الفوضى أو السلام؟ أم فقط الدخول في المجهول ؟ والله وحده يعرف ساعتها النتيجة.

ما هو المطلوب الحقيقي اليوم؟ هل هو الانتقام لسنين القمع والعذاب الطويلة؟ أم اثارة الأحقاد الكامنة ؟ نتيجة الحكم التعسفي الذي مارسته السلطة على الشعب.

ما هو المطلوب الحقيقي اليوم؟ هل هو تقاسم ما تبقى من الخيرات التي تم نهبها على مر السنين الطوال ؟ أم الجلوس على كراسي التصقت بأجساد أصحابها؟

ما هو المطلوب الحقيقي اليوم ؟ هل هو التمني بزوال الطغيان والاستبداد؟أم التمني بعمر أطول يسمح بمعاينة سوريا أجمل؟

عندما سقط صدام، تفجرت ينابيع الدم والحقد في العراق، وتمزق المجتمع العراقي. لقد عمل البعث وصدام هناك على بناء النظام الأمني العسكري القمعي، ولم يلتفت إلى بناء النظام المجتمعي الحضاري المسالم.

هل علينا في سوريا اليوم أن ننتظر زوال هذا النظام؟ حتى نعاين النتيجة. أم علينا العمل على استبعاد تلك النتيجة المدمرة؟ التي حولت الشعب العراقي إلى قاتل ومقتول، وسارق ومسروق، ومُحتل غاصب ومُهاجر مقهور.

والمعارضة، ماذا فعلت هناك؟ وماذا ستفعل هنا؟ تُخطئ المعارضة كثيرا، إذا ما فكرت بإسقاط النظام فقط، إذا ما فكرت بالتغيير الجذري الحاسم، إذا ما فكرت بإقصاء الآخر، وهي التي طالما اشتكت من إقصائها عن العمل السياسي.

المطلوب اليوم هو العمل، العمل فقط، والحوار والتواصل بين مختلف أبناء الشعب.

على السلطة أن تعي أن هذه هي فرصتها الأخيرة، وأن تُقدم بعض التنازلات، بحيث تتنازل جلالتها عن فكرها الاستبدادي، الذي طالما استعملته في خطابها مع شعبها، أن تتنازل عن ما تدعيه من حق في قيادة المجتمع والدولة، أن تتنازل عن فكرة الحكم إلى الأبد.

وعلى المعارضة، أن لا تُفكر بجني الربح العاجل، على المعارضة الوطنية، أن تعي أن التفكير السليم والوطني، هو في أن نعمل على إعادة بناء ما هدمه البعث، والمعني هو الإنسان السوري حتما. على المعارضة أن تعي أن التحول المنشود نحو الديمقراطية لا يبدأ مباشرة بإجراء الانتخابات، وإنما تسبقه عملية بناء المؤسسات الديمقراطية وإشاعة الثقافة الديمقراطية وتقوية الأحزاب الحقيقية التي تمثل الشعب وتطرح طموحاته .

التحول نحو الديمقراطية يمكن أن يكون قسريا بالاحتلال المباشر الذي تقوم به دولة على أراضي دولة أخرى وتقوم بإحداث التحول بالقوة المسلحة. أو عن طريق خلق ظروف اقتصادية جيدة تساعد على زيادة في حجم الطبقة الوسطى(التي تم تدميرها بشكل شامل ) زيادة في عددها وزيادة في نفوذها، وبالتالي تتمكن هذه الطبقة من قيادة عملية التحول إضافة إلى الإصلاح السياسي.أو يمكن عن طريق التحول الثوري بتغيير النظام السياسي. أو يتم التحول والتغيير بتطور تدريجي متواصل للممارسة الديمقراطية على مدى زمن طويل، وهو الأصح ، والأصلح لبلادنا.

إن أولى المستلزمات، التي تحتاجها السلطة لكي تتعرف إلى حقيقة وضعها، ومعرفة ما شوهها ويشوهها، هي إرادة صادقة لمواجهة الوقائع كما هي. إنها قضية جرأة وتواضع تشتمل على اعتراف من السلطة=نعم لقد أخطأت= وهذا ليس بالسهل بالنسبة لأناس تعودوا على أن كلمتهم هي الفصل في كل شيء، وعلى أنهم فوق كل شيء. لأنهم في حاجة ماسة إلى الاستمرار بإرهاب الشعب، مما يجعلهم يخشون أي أمر من شأنه أن يشوه صورتهم القمعية أو يحط من قدرهم السامي المقام.

يجب على السلطة أن تكون على استعداد للاعتراف بالفوارق القائمة بين ما هي عليه حقا والواقع التي تدعيه، بين الوطن الحقيقي الذي نريده والوطن الوهمي الذي يقدمونه لنا.

قد تستطيع السلطة أن تخدع الشعب، وتظهر كما تتوهم هي، دولة ديمقراطية تحترم حقوق شعبها، تسعى إلى الإصلاح، توزع ثروتها بعدالة، تُحاسب المقصرين، تضرب بيد من حديد على الفاسدين. تستطيع السلطة حتى أن تخدع نفسها أيضا. ولكنها في سعيها المخادع هذا، في إقفالها الباب بشكل نهائي وبعناد أمام الحقيقية، تكون في صدد خسارة الفرصة الأخيرة التي تتوفر لها في هذه الربع ساعة الأخيرة من الزمن السوري البائس.

السلطة في الوقت الحاضر، أكثر ما تشبه، رجلا يحاول عبور نهر متلاطم الأمواج، يضع قدمه على صخرة، يشعر بالطمأنينة، يحس أنه في أمان، ينعم قليلا بنشوة الأمان. ولكن عليه أن يتابع المسير. وعندما يقفز من صخرة إلى صخرة يعيش اختبارا من التحدي يمتزج فيه الخطر بالخوف، فالرجل أصبح سابحا في الهواء ولا مرتكز له البتة. انه اختبار للسلطة يُشابه تماما الخوف الذي نشعر به عندما يلوح لنا من البعيد نور جديد، فنجد ذاتنا على أهبة القفز من جمودنا نحو رؤية جديدة.

لعبة (البازل) وهي تركيب مجموعة من الصور أو الأشكال بواسطة قطع صغيرة، يشكل مجموعها الشكل أو الصورة المطلوبة.

إن عملية الإصلاح لأشبه بترتيب قطع (بازل). فالصورة المتشكلة هي واقعنا . وهي لا تأتي كلها دفعة واحدة، بل قطعة، معلبة في ((أيام)). وكل يوم يأتي بقطع جديدة وكل قطعة تأتي بجديد يساهم في فهم أوضح لصورة الواقع بكاملها. السلطة تُرتب القطع بطريقة مختلفة عن المعارضة لأن كلا منهما يرى الواقع من وجهة نظر خاصة. ولكن الخصائص التي لا غنى عنها في تكوين رؤية شاملة وواضحة إنما هي الانفتاح والمرونة . وما يجب تفاديه هو التعنت والتصلب والتشبث بالرأي الواحد.

.

السلطة في تشبثها وتسلطها وتصلبها في أفكارها وطروحاتها، لا يمكنها أن تتعايش مع الواقع الحقيقي للأزمة، فهي وحدها تمتلك حقائق أكثر من أي طرف آخر، تريد دائما أن توضح الصورة بكاملها دون مشاركة أحد، وفي أسرع وقت ممكن. لذا فهي تجمع معا بعض القطع فقط في نموذج ضيق وغير منسجم.وإذا ما اجتمع لديها مزيد من القطع فسوف تروح تتخبط فيها، هكذا كانت الأمور منذ أربعين سنة وهي الآن وقد تبقى إلى الأبد هكذا.

المطلوب من السلطة اليوم قليلا من المرونة، قليلا من الانفتاح، وبالتالي يُصبح باستطاعتها أن تتقبل باستمرار (المعارضة) قطعا جديدة تجهد في ترتيبيها مبدلة بعض النماذج التي عندها. تكون هذه السلطة على استعداد دائم لإعادة النظر في الأمور وأحداث ما يستوجب ذلك من تغيير. فالحقائق الثابتة التي كانت تمتلكها السلطة الصلبة المتشبثة تبدو أقل عددا مما كانت عليه، وتُصبح استنتاجاتها عرضة للتغيير.

ليس الضغط الخارجي في حد ذاته شرا يجب تجنبه ومحاربته بأي ثمن.انه بالأحرى حركة ،معلًم دافع ، شيء يمكنه أن يُساعد المعارضة ويوجه بطريقة ما، فيقول: عليكم أن تتغيروا! عليكم أن تنتقلوا من نهج إلى نهج. وعندما نرفض الاستفادة من هذه الفرصة ،لا يبقى أمامنا سوى الهروب إلى العنف، وفي سلوكنا هذا رفض لأن نصغي أو نتعلم أو نتغير.

واذا ما سُمح لنا أن نصنف أفراد السلطة، فيمكننا أن نفرق بين المسئول (المحاور) والمسئول المتحجر. انه التمييز بين الإنسان المنفتح على التغيير وذاك الذي يؤثر (الانغلاق) على ذاته.

الإنسان المنفتح لا يتهرب من الحوار وكل ما من شأنه أن يحدث التغيير. هو يعرف كيف يتقبل الآخر ويتخذ في سبيل ذلك الخطوات الضرورية . أما الإنسان المتحجر فلن يصغي إلى أمثولات التاريخ، بل يؤثر العيش في ما يشبه القوقعة العفنة.

لدى المسئول المحاور القدرة على إيجاد ما يُضفي على سلوكه قيمة وما يكسبه احتراما لنفسه أولا وتقديرا للآخر الذي يحاوره. فمن خلال احترام الآخر يمكن للمسئول المحاور أن يُرسخ لنفسه حيزا من الثقة والاحترام. إنها الأسس التي، إذا ما توفرت، أفرزت حوارا بناءا حضاريا، يُمكن أن يساهم في إنقاذ الوطن، والانتقال إلى مرحلة متقدمة من الرقي والحضارة.

من يمثل المعارضة اليوم؟؟

الحزب الديمقراطي السوري، حزب النهضة السوري، لجان الدفاع عن الحريات، جماعات حقوق الانسان، التجمع الليبرالي، الأحزاب الليبرالية، تنظيمات المجتمع المدني، حزب يكيتي، تيار المستقبل، حزب آزادي،المنظمة الديمقراطية الآثورية، جماعة اعلان حلب، جماعة اعلان دمشق---

وهل من الممكن أن تتفق جميع القوى المعارضة على رؤية مشتركة، تحاور فيها السلطة؟



ما الذي حدث في بينين ويهمنا؟

بلاد بنين المسماة داهومي والتي عندما أحس العسكري العجوز الجنرال الأحمر الماركسي الذي قاد انقلابا وحكم بطريقة ستالنية تسعة عشر سنة وذبح المسيحيين والمسلمين والوثنيين وقضى على الحريات والأحزاب، ولكن عندما رأى جدار برلين ينهار كان أفضل من تشاوسيسكو الأوروبي وأفضل من كثير من الحكام. فدعا إلى مؤتمر حقيقي وليس إلى مؤتمر صوري وأخرج المعتقلين من السجون ودعا المغتربين. هذا المؤتمر ضم خمس مائة من القيادات العسكرية والسياسية والدينية طيلة عشرة أيام في اجتماع متواصل افتتحه الرئيس واستمع فيه طيلة تسعة أيام ونصف إلى السب واللعن والشتم دون أن يعترض، ثم خرجوا بوفاق وطني وانتخبوا من بين الخمسمائة رئيسا مؤقتا كان من زعماء المعارضة الخارجة من السجن. ووضع الرجل لنفسه ضمانات فقط أن لا يذبح هو والعسكريون. وأبقى في يده لسنة انتقالية القوة العسكرية. ومضت بنين سنة 1990 أو الداهومي على هدى من الإصلاح الجزئي بدأ بانتخابات تشمل الأمة بأكملها. وطلع معارض آخر أشرس إلى الحكم خمس سنوات. ولكن الجنرال بعد سبعة عشرسنة من المذابح الستالينية كسب بهذا الاصلاح الداخلي وبهذه الديناميكية التي أنقذ بها نفسه ونظامه ووطنه في آخر لحظة، كسب احتراما فعاد بعد خمس سنوات لكي يصبح رئيسا منتخبا ومتوجا على القلوب وليس فقط على الكراسي.

الحرية لعارف دليلة



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن أن يكون هناك حزب جديد--يرأسه الرئيس؟؟؟
- يوم نبحت الحساسين - جمع حسون وهو حيوان طائر
- داحس والغبراء-------والفدرالية المطلوبة
- من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا
- الجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل يوم ---وتتوقع نتيجة مختلفة.
- يا كافر اقتل مسلم-----
- وفي اليوم ذاته، أو بعده بيوم. يتصل ابن أخت أحد أكبر المفسدين ...
- من سوري الى لبناني اسمه ميشيل عون
- سبق صحفي ---قانون الاحزاب الجديد اقتراحات
- من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع و ...
- غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----
- كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
- ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
- احجبوا هذا الموقع !!!
- ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
- لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
- ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
- !!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب
- آما آن لهذا المجلس أن يترجل؟؟؟
- أضحى لن تنساه يا نبيل فياض


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟