أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -معزوفة الفقد والوجع-..تجليات رومانسية وملاحظات نقدية














المزيد.....

-معزوفة الفقد والوجع-..تجليات رومانسية وملاحظات نقدية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5782 - 2018 / 2 / 9 - 20:02
المحور: الادب والفن
    


"معزوقة الفقد والوجع".. تجليات رومانسية وملاحظات نقدية

محمود عبد الرحيم:*
"معزوفة الفقد والوجع" رواية جديدة للكاتبة رحاب عمر، يمكن نسبتها للأدب الرومانسي بكل ما تحويه من ألم ولوعة واشتياق وهجر وحب وفقد وتضحية ، وهو ما حرصت الكاتبة على تصديره للقارئ منذ العنوان وصورة الغلاف لفتاة تنتظر في غابة شبه مظلمة.
وربما هذا اللون يجذب الكتاب الجدد ظنا منهم أنه يروق لقطاعات واسعة من الجمهور، خاصة الشباب ومحدودي الثقافة، لكن يبقي الأدب الواقعي في تصوري هو الأكثر تعبيرا عن الواقع والذي يمكن تحميله برسائل عدة ذات قيم جمالية وفكرية، خاصة أن الرواية فيما أعتقد مرآة للواقع بكل تجلياته وصراعاته، بينما الشعر هو الأقرب للتعبير عن الذات وهذا الحس الرومانسي.
وإذا ما نظرنا إلى هذه الرواية في سياق أنها التجربة الروائية الأولى لرحاب فيمكن التماس الأعذار لها والترحيب بها كموهبة جديدة ما زالت تبحث عن صوتها الذاتي وتحققها كروائية، خاصة أنها بالفعل تمتلك القدرة على السرد وتمتلك ناصية اللغة مع كثير من الملاحظات الناتجة عن نقص الخبرة.
صحيح أننا يمكننا أن نتوقف عند ثلاث مستويات للغة وظفتها في ثنايا عملها الروائي الأول بعضها جيد وبعضها غير جيد.
أولا:لغة شاعرية توظف فيه المجاز والوصف الموحي ببراعة وحساسية خاصة وبجمل محملة بطاقة عاطفية مؤثرة أقرب للشعر، وهو يناسب لحظات التأمل أو استبطان الذات أو وصف حالة مزاجية ما.
وثانيا:لغة تقريرية بجمل قصير موجزة ذات إيقاع سريع لاهث، وهو أمر محمود في حالات الوصف وإيصال أكبر كم ممكن من المعلومات والوقائع.
وثالثا: لغة الخواطر بما تحويه من تعبيرات مجانية تعرقل السرد وتبطئ الإيقاع وبجمل غير مؤثرة في البناء الروائي وهو أمر غير مرغوب.
وما يأخذ على الروائية في هذا الإطار أيضا إصرارها على استخدام بعض المفردات الفصحى المهجورة في بعض الأحيان من قبيل "تبا لك"، وتحرجها من استخدام بعض العبارات العامية في سياق الجمل الحوارية رغم أن هذا يعطي للعمل بعض المرونة والقرب من الواقعية.
وعلى صعيد السرد، استخدمت أكثر من صوت بدون داعي وبما كان يحدث بعض الارتباك في استيعاب الأحداث، خاصة أن بنية الرواية بسيطة ولا تحتاج لأكثر من صوت في رواية أحداثها، ثم أن أمسكت بخيط "كانتفاضة يناير" كان يمكن أن يعطي للبناء الروائي عمقا أكثر إذا ما تم مده على استقامته وخلق نوع من الجدلية بين تداعياته وإحداثه وبين حكاية الحب والفراق، ثم أن وجود الحبيب أو اختياره السفر لتركيا دون غيرها لم تستفيد منها كإشارة مثلا على هويته مثلا الدينية أو خلفية الواقع السياسية ما بعد 30 يونيو، حيث لم تبالي الروائية كثيرا بالبناء النفسي والاجتماعي لشخصيات العمل ولا بالمقاربة مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الذي يعيشونه فيه، لأن كل تركيزها كان على الحكاية العاطفية وما يرتبط بها من مشاعر الفقد وألم الفراق.
صحيح أن الروائية كانت تحاول من وقت لآخر أن تكسر رتابة هذه الحالة بإدخال علاقات موازية للأخت والزوج الأخر وعلاقات كل منهم التي بعضها يدخل في باب الخيانة الزوجية أو البحث عن التحقق في علاقة أخرى، لكن الحالة الوصفية الرومانسية هي التي كانت مسيطرة عليها بشكل أحادي فيه اجتزاء للواقع وابتسار له، فضلا عن الاستسهال في الوصول لنهايات سريعة أو عقاب أخلاقي لبعض الشخصيات أو انقلابات في الأحداث غير مبررة كالموت في حادث مثلا أو ما شاب أو النهاية السعيدة.
على أي حال، تبقي هذه الرواية محاولة لا بأس بها للكاتبة، وإن كان عليها أن تؤكد موهبتها أكثر في الأعمال القادمة وتتحرر من هذه القوالب والاستدعاءات لروايات باتت من الماضي وتاريخ الأدب كرواية "زينب".



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه
- لينا على والعزف بالألوان في -نبض حياة-
- خيارات أخرى للشعب العربي في وجه أعدائه
- خطابات مجانية ولا أحد يجرؤ على الانتصار لكرامتنا
- ترامب والقدس والشارع العربي
- رأفت الميهي الجدير بالاحتفاء الفني والإنساني
- مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!
- المهرجان القومي للسينما في مصر رسب في اختبار هذا العام
- ورحل مصطفي درويش آخر الرجال المحترمين
- -طعم الحياة- في سينما اليابان
- -الرقص على الحبال-: التأرجح بين -الواقعية و-الرمزية-
- -السمسار- تأريخ روائي وفتح ل-الصندوق الأسود- بجرأة
- -تيران وصنافير-المصرية قبل وبعد
- مصرية -تيران وصنافير- غير القابلة للجدل
- مزيد من الخصخصة و تدمير الوطن
- قصيدة-أحيانا.. أضبط نفسي
- تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية
- أزمة الصحفيين والتلاعب الأمني المفضوح
- حلب و-بروباجندا الاستخبارات- الشريرة
- زيارة البابا -التطبيعية- وتحليل المحرم وطنيا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -معزوفة الفقد والوجع-..تجليات رومانسية وملاحظات نقدية