أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - ماراثون البؤر الملتهبة















المزيد.....

ماراثون البؤر الملتهبة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتيح الغموض الذي يتكئ عليه اللهاث الاميركي ـ الايراني في بؤر التوتر هامشا واسعا لخلط الاوراق ، وتضخيم الاوهام ، والمبالغة في تقدير موازين القوى .
ففي مثل هذه الحروب تتنكر البواعث الحقيقية خلف اللغة الدبلوماسية ، والشعارات العابرة للحدود، فيغيب نصف الحقيقة ، ويبقى النصف الحاضر خاضعا للتاويل .
ويزيد تشظي المشهد السياسي، وتشعباته ، وانفتاحه على المجهول من اعباء قراءة افاقه .
فالجزء الظاهر من جبل الجليدلا يتجاوز المناورات ، والمناورات المضادة لمسؤولين ايرانيين واميركيين يجوبون عواصم اقليمية ، ودولية لاستمالتها ترهيبا وترغيبا واستغلال وجودهم فيها لتوجيه الرسائل .
و لقراءة ما بين سطور هذه الرسائل جدوى اكبر من الوقوف عند تصريحات تنطوي على الكثير من سمات القنابل الدخانية .
ففي زيارته الى الكويت حرص الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على توجيه رسالة مزدوجة الى عواصم الخليج العربية القلقة من اندفاع حكام ايران لامتلاك السلاح النووي .
ويتمثل احد شقي هذه الرسالة في اعطاء تطمينات من خلال التاكيد على الطابع السلمي للمفاعل النووي الايراني والاشارة الى عدم تاثير التجارب النووية على المنطقة.
وفي المقابل لم يخل الشق الاخر من تلويح مبطن بردود فعل قاسية قد تترتب على انحياز الدول الخليجية للموقف الغربي الحذر من امتلاك ايران للقنبلة النووية .
الا ان المواقف المعلنة لدول الخليج العربية توحي بان المسؤولين الخليجيين الذين التقطوا الرسالة وقراوها بدقة لا يستطيعون التجاوب مع ما جاء فيها .
فلم تمض ايام على زيارة نجاد للكويت عندما اكد رئيس اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض الشيخ عبدالله بن زايد بان "الملف النووي الايراني يشكل هاجسا لدول المنطقة" .
وتم توثيق المخاوف التي عبر عنها الشيخ عبدالله بن زايد في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع من خلال الاشارة الى قلق العواصم الخليجية من مخاطر انتشار اسلحة الدمار الشامل .
واللافت للنظر من خلال تقارير مراكز البحوث الخليجية ان اجواء انعدام الثقة التي حالت دون اخذ تطمينات الرئيس نجاد بعين الاعتبار لم تات من الكوارث التي تسببت بها تسريبات اشعاعات نووية ـ تتبادر للذهن حينما يجري الحديث حول ظهور نوايا لانشاء مفاعلات في مناطق تخلو من اسلحة الدمار الشامل ـ مثل ما ادى اليه الخلل الذي اصاب مفاعل تشيرنوبل وحالة الرعب التي اثارتها تصريحات مردخاي فعنونو لدى خروجه من السجن .
فهناك عملية رصد لاتساع نفوذ التيار المتشدد في ايران بدءا من بوصول الرئيس نجاد الى الحكم ، ومرورا بالمواقع الحساسة التي يسيطر عليها الحرس الثوري في ايران ، الامر الذي يعد هزيمة للتيار الاصلاحي الذي كان يتزعمه الرئيس السابق محمد خاتمي .
وتتكئ عملية الرصد الجارية على سجل طويل من الخلاف حول ترسيم الحدود مع اكثر من بلد خليجي ، ومحاولات فاشلة لتصدير الثورة ، وتغذية التطرف الشيعي .
ورغم تهديدات طهران باغلاق مضيق هرمز لاعاقة مرور ناقلات النفط في حال تعرض ايران لهجوم اميركي تبدو الدول الخليجية اقل دول الجوار الايراني تاثرا بماراثون بؤر التوتر .
فالمؤشرات التي تطفو بين الحين والاخر على المشهد العراقي تكفي للايحاء بتحول مناطق جنوب العراق الى خط دفاعي اول عن النظام الايراني .
ومن شان المعادلة الجديدة التي كونتها القوي العراقية المرتبطة بايران الحيلولة دون تشكيل حكومة وحدة وطنية .
وفي ظل محدودية الخيارات العراقية تتسع احتمالات تقسيم العراق باعتبارها النتيجة الاكثر حضورا في حال فشل خيار حكومة الوحدة الوطنية .
وبذلك اخذت تطورات الوضع العراقي خلال الاسابيع الماضية شكل صراع الخيارات .
ففي الوقت الذي تخوض القائمة العراقية وحلفاءها في جبهة التوافق حربا سياسية للحفاظ على وحدة الدولة العراقية تدفع القوي الطائفية المرتبطة بايران نحو الفرز المناطقي الذي يؤدي في حال نجاحه لتكريس تقسيم العراق الى كيان شيعي في الجنوب وبغداد ، واخر سني في الغرب ، اضافة الى الاقليم الكردي الذي اصبح حقيقة واقعة ، تحول التوازنات الاقليمية المتعلقة بالمسالة الكردية دون انفصاله .
وحينما يتعلق الامر بازمة النظام السوري مع المجتمع الدولي يجمع السباق الاميركي ـ الايراني بين استثمار الحالة والاستخدام السياسي .
فمن بين مآخذ النخب السورية المعارضة دوران دمشق في الفلك الايراني بعد فقدانها دورها كلاعب اقليمي .
ومن شان فقدان دمشق لدورها المحوري ان يحول سوريا الى خط دفاع اخر عن النظام الايراني .
ومثل هذا التحول يصادر قدرة القيادة السورية على اعادة ترتيب اوراقها بالشكل الذي يتيح لها وضع حد لازماتها المتشعبة بين قوي سياسية محلية يتسع نشاطها المطالب بمزيد من الانفتاح وقطب كوني مندفع نحو ادمان تقليب التربة السياسية في اكثر المناطق سخونة .
كما يساهم الى جانب عوامل دولية واقليمية اخرى في التقليل من قدرة دمشق على المناورة .
وياخذ ماراثون البؤر الملتهبة شكلا اخر حين يتعلق الامر بالاراضي الفلسطينية حيث تحرص طهران على توزيع بيضها على سلال الفصائل لضمان الاحتفاظ باوراق الضغط في الحالة الاكثر ديناميكية .
فالمتعارف عليه في الاوساط الفلسطينية ارتباط طهران بعلاقة تكاد ان تكون عضوية مع حركة الجهاد الاسلامي .
ورغم انفتاحها على فصائل اقل فاعلية مثل الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ، وفتح ـ الانتفاضة حرصت القيادة الايرانية على ابقاء علاقتها مع حركة الجهاد اكثر تميزا باعتبارها الاقرب فكريا لمشروع الثورة الخمينية .
وبامتناعها عن المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي ابقت حركة الجهاد على هامش اوسع للقيام بعمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية .
وفي كثير من الاحيان تقترب مواقيت عمليات الجهاد من الاجندة الايرانية ، وتتنافر مع المشروع الوطني الفلسطيني للحد الذي يعيد الى الاذهان نموذج التنظيمات الطائفية في العراق .
ومع فوز حركة حماس في انتخابات التشريعي وجدت طهران هامشا لامتلاك اوراق ضغط اضافية في الاراضي الفلسطينية .
فلم تتوقف القيادة الايرانية عند الازمات الاقتصادية التي تواجهها بفعل الانفاق على المفاعل النووي ، وازماتها مع المجتمع الدولي ، وصعوبة ايصال الاموال في ظل الحرب الكونية على الارهاب حين وعدت بتمويل السلطة الفلسطينية ردا على شروط منح المساعدات التي وضعتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ،الامر الذي التفت اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيكه في امكانية وصول مساعدات ايرانية للسلطة .
و في خارطة البؤر الملتهبة يراوح حزب الله اللبناني بين النموذجين السوري والفلسطيني .
فالدور الذي يلعبه يتجاوز دائرة اللعبة الداخلية اللبنانية الى دوائر ابعد مما حوله الى راس جسر يطل على اكثر من بؤرة ملتهبة .
ومثل هذا الدور يبقيه اقرب الى قوة اقليمية لا تستطيع المعادلة الداخلية اللبنانية تحملها على المدي المنظور .
وفي جميع الاحوال لا يوجد ما يبرئ حالة الوهن التي يعيشها النظام الرسمي العربي من تحول الجغرافيا السياسية العربية الى حلبة تتصارع فيها قوة اقليمية مثل ايران مع القطب الكوني الوحيد .
فمازال التراجع مستمرا في العمل العربي المشترك منذ ازمة الخليج وحربه الثانية ، وتكاد احتمالات وضع حد لهذا التراجع ان تكون غائبة ، وتتفاقم الازمات البنيوية التي تعيشها الانظمة العربية للحد الذي حولها الى حالات هشة طموحها الاساسي البقاء اطول فترة ممكنة مهما بلغت الكلفة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز
- قواعد جديدة للعبة قديمة
- جدران الوهم
- تفسير احادي....لخطوة احاديه
- منصة التغيير
- عمان..مرآة العراقيين ..ونافذتهم علي العالم


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - ماراثون البؤر الملتهبة