أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ماذا سيقول تيللرسون لأردوغان















المزيد.....

ماذا سيقول تيللرسون لأردوغان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من سيملي على الأخر، ويفرض شروطه، ومن سيتنازل، خاصة وإن أمريكا الأن تضع استراتيجية البقاء في سوريا، وليس لها إلا المنطقة الكردية، مثلما لم تجد بوابة غير البوابة الكردية عندما أرادت العودة، مستخدمة القوة الكردية العسكرية، المرفوضة تركيا ومن بعض الدول الإقليمية الأخرى. ولهذا ولأسباب أخرى، معظم الحوار سيجري على عفرين، والمساعدات العسكرية الأمريكية لقوات الحماية الشعبية، وبشكل خاص الوجود الأمريكي في منبج والتي هي بوابة الوجود الأمريكي في سوريا أو عدمه، وهو ما صرح عنه الدبلوماسيون المعنيون بزيارتي، كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي هيربرت مكماستر إلى إستانبول والمزمع القيام بها في نهاية هذا الأسبوع، ووزير الخارجية ريك تيللرسون إلى أنقرة في عطلة الأسبوع الذي يليه، إلى جانب قضايا متعلقة بالانقلاب الفاشل والتهم الموجهة إلى أمريكا. وعلى الأغلب الدبلوماسيين الأمريكيين سيكونان في موقع التلقي سيتبعه الترغيب مع احتمالية إرفاقها بالتهديد بصيغة الإملاءات، وتركيا ستعرض شروطها، وأولها التخلي عن الكرد، بإيقاف الشحنات العسكرية، تحت مسوغة ال ب ي د والعلاقة مع ال ب ك ك.
ترجح هذه المعادلة من خلال السوية الدبلوماسية، وأسلوب الزيارة، المبتدئ بمستشار الأمن القومي أحد المسؤولين عن إيصال السلاح للقوات الكردية وهو الذي أبلغ الأتراك بها، ولأهمية الحوار معه، ظهرت إشاعة بلقاء، سري بالنسبة للإعلام وليس للأمريكيين، بين رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان مع السوري علي مملوك، في القاعدة الروسية حميميم، وهنا يتأكد، فيما إذا تم مثل هذا اللقاء، حضور روسي، إن لم يكن بإشراف منهم، والأرجح أن قضية الهجوم على عفرين كان المحور الرئيسي في المحادثات، وما سيتم أو يجب أن يتم بين الجانب التركي والأمريكي، ولا شك مصير المعارضة السورية التكفيرية المسلحة في إدلب، ولربما المرافقة للقوات التركية في هجومها على عفرين، علما أن القضية الأخيرة على الأرجح ستكون محور محادثات على مستويات أعلى. وبالمقابل كان هناك التحرك التركي السياسي، وهي الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية التركي إلى إيران، وباطلاع كامل للجانب الروسي على مجريات المباحثات، والمواضيع هي ذاتها، وبالتالي فالقضية الكردية ومن ثم القوة العسكرية الكردية، ومستقبل المنطقة الكردستانية، عقدة مباحثات الدول الإقليمية والدولية، وعلى الأغلب الثقل الكردي السياسي والدبلوماسي لا ترقى إلى سوية رجحان الكفة الدولية لصالحهم، بقدر ما يرجحها مصالح الدول الكبرى، والصراعات المخفية بينهم، وعدم وجود البديل عنهم لأداء الخدمات وتمرير أجنداتهم في سوريا.
ليس هنا بيت القصيد، بل ما سيتم الاتفاق عليه، وهل الدبلوماسيين الأمريكيين سيتنازلان مقابل خدمات ستقدمها تركيا. ففي فترة المرحلة الانتخابية كان دونالد ترمب، ينتقد سياسة أوباما بأنه يتخلى عن أصدقاء أمريكا ويفتح المجال لأعدائها بالتمادي، ووعد بأنه سيعيد تركيب المعادلة، وبما أن تركيا أحد أقرب الدول لها، وعضوة مهمة في الناتو، فكانت في مقدمة الدول المعنية بالأمر، لكن وبعد تصعيد الحرب على داعش، والعلاقة غير المباشرة بين تركيا وداعش، من جهة، وعدم تمكنها إيجاد القوة المناسبة من المعارضة السورية، ولا الدول الإقليمية الأخرى المعنية بالأمر، للقيام بمهمة محاربة الإرهاب، من جهة أخرى، اضطرت إدارة ترمب قبول المر، واستخدام القوة الكردية المرفوضة تركيا، لأداء المهمة، خاصة وقد تلاقت هناك المصالح الكردية على خلفية هجمات داعش والتكفيريين من المعارضة السورية وبدعم تركي، وبدأت مرحلة التعامل الأمريكي مع الكرد، وكانت فيها مخالفة لوعد الرئيس، وتوسع الشرخ بين حلفي الناتو، بغض النظر عن رجحان أهمية الطرفين على بعضهما، ومن يحتاج إلى الأخر، والتحولات التي جرت على الساحة التركية، وعلى خلفية عدة إشكاليات أخرى.
بغض النظر عن المصالح المتنوعة المتضاربة والمتقاطعة في عملية الهجوم التركي على عفرين، وحشد البقية الباقية من المعارضة السورية التكفيرية وزجها في المعركة، مع الكرد حاضرا، والروس وسلطة بشار الأسد لاحقا، في حال تراجع الكرد عن المنطقة، يلاحظ أن تركيا إذا استمرت وطالت مدة حربها فستجلب على ذاتها الدمار من الجهتين، الروسي قبل الأمريكي، والبوادر بدأت تظهر، فرغم الصمت التركي حول ما يقوم به بشار الأسد والطيران الروسي في كل من إدلب والغوطة الشرقية، ظهر الطلب الإيراني منها بوقف الحرب والخروج من سوريا حتى ولو كان التصريح للاستهلاك المحلي وتغطية للقاء المفاجئ بين وزيري خارجيتهما، والطلب الفرنسي المماثل للإيراني، وسحب الهولندي سفيرها من تركيا، والسويدي بالتهديد المماثل للهولندي في حال عدم وقف الهجوم، وغيرها من المواقف الدولية التي تقول أن تركيا زادت حرباً على الحرب في سوريا، والأهم هو الموقف الأمريكي، مقابل الانتظار الروسي إلى أن ينتهي من إدلب، والذي سيتوضح في الزيارتين القادمتين، فعلى الأرجح سيضعون على الطاولة مسألة وقف الحرب والانسحاب كشرط مبدأي لأي اتفاق سيتم لاحقاً.
أي كانت الاتفاقيات أو المطالب الأمريكية، فالأتراك سيظلون ملحين على مطلبهم الرئيسي من المستشار ووزير الخارجية تحت مظلة محاربة الإرهاب، التخلي عن مساعدة القوة الكردية المتهمة بالإرهاب، وأنها لا تمثل الكرد. هذا التهجم على الكرد تحت غطاء أصبح هشاً، جلب لها من المضار لا تقل عن الكوارث التي حلت على الشعب الكردي، مع ذلك غضت تركيا الطرف عن جميع الاحتمالات السيئة الناتجة عن هجومها على عفرين لغاية واحدة، وهي عدم ظهور فيدرالية كردية أخرى كفيدرالية الإقليم الكردستاني الجنوبي.
فعلى خلفية هذه الكراهية المبطنة دبلوماسياً، هل سيتمكنون من إقناعهما للاستمرار في الحرب، وتمديد المدة الزمنية، ضمن جغرافية عفرين فقط؟ أم سيتمكن تيللرسون وقبله مكماستر بالمقابل فرض استراتيجية البقاء الأمريكي في سوريا عليهم، وفي المنطقة الكردية بالتحديد، ومنبج وربما عفرين ضمنها؟ وتبقى كل الاحتمالات معروضة، خاصة هناك المصالح الروسية على المحك، وسلطة بشار الأسد تترقب الفرصة لضرب المعارضة التي جلبتها تركيا إلى عفرين، بنفس الطريقة التي جمعتهم فيها ضمن منطقة إدلب.
ومن الأن إلى حينه ستجري مياه دبلوماسية كثيرة، وحلقات سياسية عديدة ستعقد، وستظل احتمالية استمرار الحرب أو إيقافها والتراجع غير واضحة حتى للجانب التركي ذاته، والتي هي الأن ليست صاحبة القرار النهائي، رغم أن الاحتمال الأخير ستهد من طموحات أردوغان المستقبلية، إن لم تكن نهايته، لكنه سيرجح مع طول مدة المقاومة الكردية. فهل سيواجه تيللرسون الأتراك من هذا المنطق، أي منطق المقاومة والتهديد بالدعم، وهل سيعلى حديثه الدبلوماسي إلى هذه النبرة في حال أصر أردوغان على خروج الأمريكيين من منبج؟
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
7-2-2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والعروبيون
- عفرين ميزان الأخلاق بين العرب والعروبيين
- المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام
- هل عفرين لعبة دولية
- الأعراب في الجيش الحر
- هل عفرين نهاية أردوغان
- إشكالية وجود كردستان تاريخياً
- مآلات مؤتمر سوتشي احضروا رغم فشلها
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء السادس و ...
- لماذا تتخلى الدول الكبرى عن كردستان
- أين أخطأ السيد مسعود برزاني
- الكردي بين الخيانة والوطنية


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ماذا سيقول تيللرسون لأردوغان