أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - زوجها الثاني!!














المزيد.....

زوجها الثاني!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 00:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كانت ما تزال طالبة في المرحلة الاساسية حين اعلنت خطوبتها على قريبها الذي كان يتردد على بيتهم من اجلها. تمت الخطوبة بناء على رغبتها وبعيدا عن ضغط العائلة التي لم تبارك هذا الزواج ولم تستطع ايضا ان تعارضه او تمنعه لان العريس من العائلة وعدم الموافقة تعني اصطدام وخصام عائلي.
تم الزواج عن حب. وانتقلت تلك الطفلة بحسب سنوات عمرها الى عش الزوجية لتحيا قصتها بنعيم الحب الذي تصورته وتخيلته لتنطلق بالكلمات القليلة التي كانت تسمعها من حبيبها الى عالم حلمت به ونسجته بطفولتها وغريزتها بعيدا عن اي توقعات لما يمكن ان يحدث في الواقع.
كانت فرصتها من هذا الزواج ان خسرت الحب وخسرت معه طفولتها ومدرستها ولهوها مع صديقاتها.
لانها لم تكن مؤهلة لحمل مثل هذه المسؤولية، كان حظها من هذا الزواج العقاب بالضرب المبرح. اذ كانت حينذ تجرب ما تراه صائبا دون حساب للدور الذي عليها ممارسته بحسب العقد الذي وقعّت عليه وتعهدت به امام (الابونا). دفعت ثمن اندفاع الطفولة وبراءتها من دون ان تعرف اين ذهب الحب الذي كان يسكنه او يسكنها.
وانتهى الزواج بطفل كانت امها مربية له ولها. معاناة الانفصال استمرت ستة اعوام من الشد والجذب. اثناء هذه الفترة انهت تعليمها المدرسي والجامعي. فازدادت جمالا ونضجا وحبا للحياة مع مسحة حزن وقلق على طفلها الذي كبر وكأنه شقيق لها.
الحرية التي نالتها اخيرا بعد معاناة من القلق والخوف مكنتها من ان تحلم بأن حياة بيضاء بانتظارها اذ كان مبكرا لأن يتمكن منها اليأس وهي مازالت في عنفوان الشباب. لكن هذا البياض لم يدم طويلا حتى دخلت بمتاهة الزواج الثاني. عندما اعطت الموافقة على الزواج بإلحاح من الاهل لم تفطن انها سوف تخسر طفلها الوحيد الذي كان يكبر برعاية اسرتها. لم تكن تعرف ان عقاب الزوج سينال منها مرة اخرى ويسرق منها دورها وحقها في الحياة مثلما سرق منها طفولتها.
مضت في خطوات الزواج ولتتعهد مرة اخرى امام (الابونا) بأن تخلص وتعطي جهدها وكل طاقتها لانجاح هذا الزواج. وقد فرحت بوعد الابونا حين تعهد امامها بأن يعيد اليها ابنها بعدما حرمت حتى من رؤيته.
لابد ان نتحدث عن الزوج الذي جاء من بلاد العام سام وهو يعبر الى حياتها وحياة كل من له صلة بتلك بها محملا بالهدايا والوعود لها ولاسرتها. في خضم الفرحة فاتها ان تعد السنوات التي كان كانت تفصل بينهما وكأن قدرها دوما ان تبقى رهينة الطفولة والطيش بحسب انتقادهما.
جاء العريس بعد ان توفيت زوجته ولديه من الابناء ثلاثة اكبرهم كان في عمر الزوجة التي اختارها لنفسه. عرفت الالماس والثياب الباهظة الثمن وازدادت جمالا على جمال وازداد هو عمرا على عمره. اصابني الخوف عليها حين اخبرتني بأنه اخذ معه كل ما احضره لها من الثياب والالماس لأنه لا يثق بقدرتها على المحافظة عليهما. وكيف عادت الى ثيابها البائسة واستعارة ما يلزمها من الملابس حين سافر. جاء موعد سفرها الى الولايات المتحدة وحجز لها بالطائرة على الدرجة الاولى ربما لانه لا يريد لها الاختلاط مع احد.
لم يكتب لها الحمل من زواجها الثاني، وكم كان يٌشعرها بالحزن والتذمر لأن حملها منه قد تأخر. لكن حبل الكذب قصير وقد عرفت بالصدفة انه قد قام بعملية تعقيم لمنع الانجاب من قبل ان يتزوجها.
الغيرة كانت سببا لأن يرمي هاتفها الباهظ الثمن والذي يحمل رسائل تهديد منه والغيرة كذلك كانت من الاسباب التي جعلته من غير ان يشعر يمسك بعنقها على سبيل التهديد او بنية القتل لا فرق بينهما.
تركت البيت او القصر الذي سكنت به ضيفة وهي تحمد الله ان لديها شقيقة تقيم في ولاية اخرى تساعدها وتقف الى جانبها وتأخذ عنها قرار تبليغ البوليس ليأتي ويخلصها منه. لم تفكر بالثروة التي ستخسرها حين رفضت كل المحاولات بالعودة اليه.
يبقى الامل بأن يكون ما مرّ بها من تجارب قد ارسى جذوره ايجابا في حياتها المقبلة بحيث تتجاوز ان تكون اختياراتها نتيجة لحالة ملل.






#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايقونة فلسطين عهد التميمي!!
- ابراهيم ابو ثريا شهيدا
- كيف تعيشين مع زوجك من غير متاعب؟!
- المعطف!!
- الخرافة ورؤية الطالع!
- هامش من المرأة
- كوتا للرجال!!
- النصر للأسرى الفلسطينيين
- علامات الساعة الكبرى!!
- لماذا لا نتعلم كيف نخدع انفسنا ؟!
- نبض الحب
- كفى حرب
- الطلاق والمرأة الاخرى !!
- الزوجة والمرأة الاخرى!
- سفيرة الالهام والامل
- المرأة الطفلة!!
- الحب سعادة الغد!!
- ابو الاتراك اتاتورك
- فيسبوك ام ماخور!!
- الاطفال الفسطينيون آسرى في سجون الاعتقال


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - زوجها الثاني!!