أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تعليق علي صحافة النظام السوداني














المزيد.....

تعليق علي صحافة النظام السوداني


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 15:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


التضليل السياسي والإعلامي:

التعليق الأول:

أشعر بالغثيان والإشمئزاز حيال التحليل التضليلي والإقصائي الذي يجري الآن علي شاشة قناة أم درمان في برنامج (خبز المطابع) من قبل الصحفي أسامة عيدروس حول رؤية ومواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان وقوى نداء السودان لحل قضايا الدولة السودانية بشكل شامل.

حديث عيدروس حول مفاوضات أديس أبابا هو تأكيد وترويج لمفاهيم تقسيم وتجزئة الهم الوطني، والحديث عن المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان يعطي إنطباعات وتلميحات تعتبرها مناطق تقع خارج السودان وحلها لا يرتبط بحل قضية السودان.

الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية في المنطقتين تجليات للأزمة الوطنية العامة التي أحدثها النظام الإنقاذي الفاشي والفاشل الذي دمر الإقتصاد ومارس القهر والإستبداد علي الشعب السوداني.

النظام الحاكم هو الذي فجر الحرب وسخر أموال الدولة لتنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والتنكيل بالقوى السودانية المعارضة للإبقاء علي حكم البشير وجماعته الإسلاموية ومن تبعهم في دروب الفساد إلي يوم الناس هذا.

الحلول الجزئية ما هي إلا مسكنات للأزمة السودانية وقد جربناها في السنوات السابقة عبر إتفاقيات كثيرة يتذكرها الجميع ولم تثمر لا في وقتها ولا لاحقا سلام شامل وعادل، ولم تحقق التنمية والتطور.

ما يجري الآن في الفضاء الإعلامي المنسوب للنظام هو تجيش للإعلاميين لتنفيذ خطط التضليل التي وضعها وأخرجها النطام البوليسي الإسلاموي الطاغي، وسيأتي اليوم الذي تنكشف فيه هذه الستارة كما إنكشف الستار عن الإتفاقيات الضعيفة آنفا وأكذوبة حوار الوثبة الإنقاذوية حاليا، وكلها سيناريوهات فاشلة لا تناقش جزور الأزمة ولا تأتي بحلول.

التعليق الثاني:

إعتمد النظام الحاكم طوال عهده الظلامي علي الآلة الإعلامية في الترويج لمشروع سياسي لا وجود له في الأساس إلا علي الورق وفي الفضاء الإعلامي الذي يسوق للنظام ويتجاهل عن قصد قضايا المواطنيين وهموم المعارضين وهذا يعود لحالة تدهور سادة القطاع العام، فتم تبديد معاني وقيم الإعلام (السلطة الرابعة) التي يفترض أن تكون مناصرة للشعب لا النظام وتعكس وجهات النظر المختلفة حول قضايا الوطن لا وجهات نظر السلطة.

السلطات تفرض قيود علي الإعلام الحر حين تنطق الصحف بما تجيش به نفوس الناس وتقدم نقد موضوعي لسياسات النظام، لا يملك النظام وقتها شجاعة الرد علي النقد ولكنه يقوم بتطبيق قوانيين (الغابة في المدينة) عبر الأجهزة الأمنية التي تقمع وتنكل بكل ناقد ومعارض، ويتم إستخدام قوانيين الجور السائدة في المحاكم المسيسة لقهر الأصوات الحرة.

لذا عندما ننظر لحالة الصحفي عيدروس لا نجدها تختلف عن حالة الصحفي العنصري الطيب مصطفى وباقي الشبكة الإعلامية المحسوبة علي النظام الحاكم، وهذا الوضع يحتاج لمعالجة جزرية تعيد الإعتبار والمهنية للإعلام السوداني وهو ما لا يمكن تحقيقه في ظل إستمرار النظام الحالي، والواقع يحتم تغيير النظام اولا قبل الحديث عن تفكيك شبكة الفساد والإعلام المضلل وكلاهما من صنع النظام.

الآن بلادنا في أشد الحوجة لتحرك كافة فئات المجتمع نحو تغيير النظام بالوسائل المتاحة، والبلاد تحتاج لوحدة صف السودانيين حول مشروع وطني مشترك بالحد الآدنى من التوافق ووضع خارطة للمستقبل السياسي والإقتصادي والإجتماعي قائمة علي السلام والحرية والعدالة والكرامة لبناء حياة جديدة لمجتمع سليم ومعافى ينهض بوطنه إلي أعلى قمم التطور والإزدهار في كل المجالات.

الإنقاذيين وأتباعهم باتوا في حالة إفلاس سياسي وفكري لا يمكنهم إنتاج حل للوضع الحالي، والحل الذي لم تنتجه السلطة لربع قرن ونيف لن يأتيها إلهام إنتاجه اليوم ولا غدا، ولا يمكن إنتظار ما هو في غياهب الإحتمالات او المجهول.

البديل الذي يجب الإعتماد عليه تشكل الآن في ميادين الثورة، فقوى المعارضة والمقاومة في خط واحد مع الجماهير الثائرة، والحلول تأتي من حيث تكمن القوة والإجماع السياسي والشعبي وليس من حيث مكان أوحادي ضعيف، والقوة مع الصف المنادي بوحدة المعارضة وحل القضية اما بحوار شامل او بثورة شاملة ولا خيار ثالث بينهما، والذي يجري في أديس أبابا الآن هو الضعف الذي لا سند سياسي ولا شعبي له، وهم يتوهمون الخيار الثالث الذي لا وجود له في الحقيقة، وهو خط السابقيين الذين وقعوا علي إتفاقيات سطحية، وشاركهم النظام لفترة، وعندما إنتهت صلاحيتهم عادوا لنقطة الصفر، وقد علمتنا التجارب أن لا نبني بيوت أحلامنا في الهواء بلا عمد حتى لا تنهد وتتلاشى أثارها، ولكنا نريد بناء أحلامنا علي أرض الواقع ونجعل ساسها متين كي تدوم ويدوم الشعب في كنفها.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوار السودان والسجون
- التعليق علي حملات الإعتقالات في سنار وسنجة
- هراء المفاوضات وحشرجة السقوط
- الراهن السياسي في السودان
- الثورة بين المفكر والمغني
- مواكب الثورة السودانية مستمرة
- موكب الثلاثاء لمناهضة الغلاء
- قضايا المعتقلين بسنار
- الثورة والإعتقالات في ولاية سنار
- قضايا الأرض والمقاومة في سنار
- تحركات الأخوان المسلمين وزيارة الغنوشي للخرطوم
- الثورة الإيرانية
- تعليق بعد إنتهاء زيارة أردوغان للخرطوم
- بيان حول زيارة أردوغان للخرطوم
- ذكريات معتقل علي جدار التاريخ - الحلقات الأربعة
- قرأة لأهم النقاط في رسالة القائد مالك عقار
- الحركة الشعبية الوحدة والتوسع
- ضرورة قيام الإتحاد العام للعلمانيين السودانيين
- التعليق علي رسالة عمار آمون للخارجية الفرنسية
- جمال سرور بطل التاريخ النوبي


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تعليق علي صحافة النظام السوداني