أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - 8 – شباط 1963 بدء أنتكاس العراق














المزيد.....

8 – شباط 1963 بدء أنتكاس العراق


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذا التاريخ وبعد شهر بالتمام والكمال كنت سأنهي العشرة أعوام الأولى من عمري .
قبل هذا اليوم والتاريخ المشؤوم كانت للحياة طعمـاً مختلف ، فيهـا كل شيئ جميل والحياة وردية حالمة بالنسبة لصبي مثلي قد بدء عملية تجميع مختلف المعلومات والمفاهيم والأفكار، كل شيئ كان ما زال واعدا جميل مشّرع ٍ أمامه يمتلك الرغبة في التعلّم والقوة في أقتحام الحياة بطعم السعادة . قبل الثامن من شباط الأسود كان القدرقد أنصفني ووضعني بين مجموعة من البشر واجبهم في الحياة كان العطاء والتضحية ونكران الذات والألتزامات الأخلاقية والأجتماعية والمبدئية ، التي كانت إولى مناهل تعليمي وتهيئتي ، وبقدر قدرتي الأستيعابية خزّنتُ الأجمل والأسعد والأكثر تجليـا من المبادئ أولاٍ كان أبي الراحل غدرا لاحقـا باياديهم ، والثاني خالي المعلم الحقيقي ، والثالث ألعائلة والجيران والناس الدائرين في فلكنـا من مختلف الأطراف لم نعرف سوى أننـا نحب بعضنـا الأخر .
كنت أشعرُ أن كل فرد منهم كان لي رافدا أو نبعـاً يتدفق بالعطايـا والمزايا والمواهب ليصب عندي جامعـا مكونـا لنهر حياتي وأنـا كنت كالمستودع أخزّن مـا أستطيع من تلك اللقى الثمينة ، كنت نهم جدا في قبولهـا والتعلق بهـا والتصرف كواحد من أؤلائك الرجال المليئين إرادة وقوة وعزيمة تستطيع بهـا نقل الجبال من مكان إلى مكان ، لم أكن أفهم من أي طينة جبلوا هؤلاء البشر المليئي بالمحبة الصادقة والعطاء اللامتناهي . اؤلائك الناس ... لن يتكرروا ومنهم تلقيت أولى دروسي في حب الوطن والناس ، ومذ ذاك الوقت حددت مصيري .
بعد الثامن من شباط الأسود
غيوم سوداء تلبدت بهـا السماء ، غربان سود في كل مكان ، قطعان من الذئاب تجوب الطرقات كلاب سائبة هنا وهناك كل شيئ تغير، ملئ الخوف والحذر قلوب الناس ، دخل الموت بيوت الناس ، تفرق الجميع بين شريد وملاحق وسجين ، والقتل أصبح أسهل من الحديث بين الناس ، هكذا تبدلت حياتي منذو ذالك الصباح ، وأشتدت النكائب والمصائب على الجميع وباتت الحياة لا تطاق وكان ذلك اليوم هو بداية أنتكاس العراق .
جاء الأعداء بمخزونهم من سمّ الرعاف ومعهم دخل خليطاً من الأوغاد والحاقدين وسفاحيّ مختلف البلدان والأمصار وسيطر البغاة والقوادين على البلاط ، فحولوا البلاد إلى متع السقاط ، وأختلط الحابل بالنابل وبانت عروس الثورات بعد أن سقط القناع ، بأنهـا كانت عاهرة جلست في جميع الأحضان .
لم يقم بعدهـا العراق فجرذا يسلمه لجرذ ، ليكمل زرع الحمى فيه و الأوبئة والأمراض ، وكل مـا خـّلفه الأوغاد ما كان سوى زيادة أوجاع وأحزان العراق ومن يومهـا كان التفرقُ والتشرذمُ والضياع ، ومن نكسة تسكنه الوحل إلى نكسة جديدة تسقط أبد الدهر ، ليضيع ما تبقى من وطن كان مستباح ، واليوم أصبح كل شيئ فيه مباح والحال فيه لا يطاق فلا مفرأو خلاص فأمـا الموت أو الضياع ومن أجل البقاء فعلى الجميع أتقان فنون الرقص على مختلف الحبال .
هكذا نشئ ذلك الصبي بعد أن هدته مصاعب الزمان وأحزان الأيام وصيرورة التاريخ الأسود للحكام من 1963 إلى 2018 ولا تغير في أجندة أعداء العراق الذي ما زال ينزف دمـا ولم يلعق تلك الجراح .
وأخيرا أقول
إن أمطار اليوم السوداء جائت من غيوم الثامن من شباط الأسود يوم بدء أنتكاسة العراق



#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجنحوا للسلم رأفة بالشعب العراقي المتعب
- متى تلبى طلبات الجماهير
- لقاء في ذكرى الثالثة لسقوط الموصل
- تحية لمؤتمر المدافعين عنا نحن الأقليات العرقية و الدينية
- السعودية ترأس لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة ... هليلويا
- عيد المرأة العراقية بطعم أخر
- من قتل المتظاهرين
- مشاهد شوهت الذاكرة في 8 شباط 63 الأسود
- رأي في قانون الحشد الشعبي
- أية تهنئة أتمناها لكم
- الثائر ... من يكون ؟
- المرأة ... هي الحل
- إلى متى يبقى العراق لقمة سائغة لمن هب ودب
- شيئ من الحقيقة وكثير من الصدق
- حزبنا المظلوم وجماهيره المظلومة
- في العيد الثمانين للحزب الشيوعي العراقي
- مشروع الأنقلاب والأرهاب البعثي لا زال مستمراً
- رسالة تهنئة من القلب
- المركز الثقافي العراقي في السويد
- منظمات المجتمع المدني ..... إلى أين ؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - 8 – شباط 1963 بدء أنتكاس العراق