أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نضال نعيسة - سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني














المزيد.....

سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 12:18
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني
لطالما تبجح رموز الإعلام الرعوي الدعوي الظلامي في سوريا (إعلام الطبل والزمر كما وصفه مؤخراً أحد أعضاء ما يسمى بمجلس الشعب في جلسة علنية)، بأن الدولة تقدّم خدمة "التعليم المجاني" لمن يسمونه بـ"الشعب السوري"، لكن عادة ما يحجم هؤلاء عن ذكر وتحديد مخرجات هذا التعليم وأي نمط من مخرجات التعليم الذي تقدمه هذه الدولة الفاشية من نظام الحزب الواحد التي اعتادت على تفتيش وتنظيف جيب المواطن من آخر قرش فيه والتي أصبح فيها المواطن واحداً من أفقر شعوب الأرض بالتاريخ المعروف للبشرية.
صحيح أن الدولة، وعلى ذمـّتها، كانت تدرس أبناءنا بالمجان وتفتح لهم مدارسها وتدعي أن التعليم مجاني لاستقطاب المساكين والسذج والفقراء ولكن هذا لم يكن بنية طيبة وحسنة لكنه مبيت ولغاية في نفس دواعش التربية الأموية الرعوية الظلامية ولم يك هذا التعليم المجاني إلا مجرد طعم وفخ وإغواء للفقراء والعامة والدراويش والبسطاء كي يأتوا لمدارس الدولة "المجانية" (رجاء ممنوع الضحك) وتحقق الدولة الفاشية غايتها الشريرة من إغوائهم وإعطائهم بعدها الجرعات المكثفة القاتلة والسامة من الثقافة الرعوية الإرهابية الفاشية التكفيرية التي لا علاقة لها بالعلم الحديث والمنطق والفلسفة وتعود لألف وأربعمائة عام مضت وليتحول هؤلاء الطلاب المساكين بالتالي دواعش المستقبل....
المنهج الوهابي السعودي بكل مضامينه وثقله وإرثه ورسائله وتجربة قبيلة قريش المدمرة هو ما يتم حشو عقول الطلاب به خلال رحلة تلك التي تقول للطلاب بأن غزو واحتلال دواعش يثرب ومكة لسوريا وتدمير حضارتها القديمة ومحو إرثها الثقافي القديمة وطمس كل معالم تلك المدنيات التي ازدهرت قبل الغزو والعدوان العربي الإسلامي هو "فتح" وعمل عظيم بطولي نادر واستثنائي قام به مجموعة من السفاحين والمجرمين العرب الغزاة لإخضاع الشعب السوري وانتهاك كرامته وسيادة سوريا وكل ما قاموا به مبرر ومشروع ولا غبار عليه، لا بل إن نفس هذا "التعليم" المجاني الخبيث يقول لهم بأن احتلال السلاجقة العثمانيين أيضاً، أجداد مجرم الحرب الدولي أردوغان الذي يتباهي ويتشدق اليوم بقتله للشعب السوري على مدى سبع سنوات، هو فتوحات مقدسة وليس احتلالاً، هذا هو ما يتم غسل عقول الشعب به وتلقينه في وزارة "التعليم المجاني"، التي لا تساهم إلا في تدمير وتشويه نفسية وعقول هذه الشعب في الوقت الذي تمارس وتطبق فيه سياسات رسمية موازية منهجية لإقصاء وتهميش كل القوى والتيارت التنويرية والحداثية الوطنية والتعتيم والقضاء عليها....
وهنا، تستغرب، ولا شك، حديث الطبالين الزمارين الرعويين والكلام المرسل في الإعلام الرعوي عن مجانية التعليم و"كرم" دولة القهر والظلم الذي لم يعرفه شعب وأرض عبر التاريخ في الوقت الذي تقوم فيه الدولة الفاشية البعثية الرعوية الظلامية بنهب وتشليح المواطن وسلبه ونهبه وتدفيعه لو استطاعت ثمن الهواء الذي يتنفسه ولكم في الفواتير والضرائب القراقوشية والرسوم الخيالية غير القانونية التي تفرض عليه من كل حدب وصوب ورفض الحكومة لليوم ورغم انهيار العملة وانهيار الأسعار بإجراء أي تعديل على الرواتب وزيادة قرش واحد في معاشات هي الأدنى على مستوى العالم قاطبة بمعدل وسطي 40 دولاراً شهرياً أي أقل من دولار لأسرة واحدة مكونة من طفل وأب وأم وهذا لا يقترب من أية معايير على مستوى العالم وترفض القيام بأية إصلاحات اقتصادية وتقديم أي نوع من الضمان الاجتماعي والتعويضات للفقراء والمنكوبين والعاطلين والمشردين أو حتى مناقشة الموضوع بأي نوع من الجدية وأخذه بأي قدر من الاهتمام وتستمر في المكابرة وتجاهل المعاناة والآلام التي يتكبدها الشعب جراء انهيار العملة والأسعار، وهذا خير دليل على ذلك فلا يمكن لهذه الدولة الوظيفية الفاشية الشوفينية المرعبة، دولة القهر والظلم والغدر، أن تقدّم خدمة مجانية هكذا لوجه عشتار وغير مقبوضة الثمن...فكيف سنصدق أنها تصرف على أهم مجال حيوي كالتعليم هكذا بالمجان...
تشكل نسبة الضخ والمحتوى الرعوي ما نسبته 80% مما يتلقاه عقل الطالب في المدارس الدعوية الرعوية البعثية ليصبح هذا التعليم دعوياً بالمطلق وبالدرجة الأولى وليس تعليماً تقنياً أو حداثياً وتنويرياً، بل تجهيلياً وغسل للدماغ وبرمجة وإعداد كوادر سلفية أكثر مما هو تخريج أجيال تكنوقراط تساهم بالبناء وقوة ووحدة الدولة وقوتها وبقائها. فمواد مثل اللغة العربية، والتربية الدينية، والقومية، والتاريخ، والاجتماع، والجغرافية هي مواد رئيسية كلها تصب في بث الدعاية للسعودية وللغزاة العرب المحتلين ونشر لثقافة الرعي الهدامة القادمة من عمق الصحراء وهي محتوى تربوي تجهد السعودية وتدفع المليارات لإيصاه لشعوب العالم لكن دولة الخلافة البعثية الرعوية الدعوية تؤمنه بـ"المجان" للشعب السوري المسكين.....
طبعاً وغاية التعليم الدعوي الرعوي باتت معروفة وهو تأمين رافد بشري هام من "الدواعش" والقتلة التكفيريين الظلاميين الرعويين لحروب أمريكا وإسرائيل التي تهدف وتستهدف إلى ضرب الاستقرار والأمن في المنطقة وإلغاء الهويات والروح والنزعة الوطنية عند الشعوب وشطب الجغرافيات القائمة وخلخلخة البنى الديمغرافية القائمة عبر تشريد الشعوب الأصلية وسكان المنطقة وإقامة الكيانات الدينية والإمارات الرعوية وجعلها حقيقة على الأرض ضمن استراتيجية وسياقات الشرق الأوسط الجديد ذي الكانتونات الطائفية بعد القضاء على الدولة الوطنية...
هل عرفتم الآن سر وهدف وسبب وما وراء سياسات التعليم والاستعراب المجاني في دولة الخلافة البعثية الوظيفية الخالدة؟
هذا ينطبق أيضاً على مناح ومجالات ومستويات "مجانية" أخرى سنوضحها لكم في مقالات قادمة؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الزكاة ووجب تحريمها
- لماذا لا تطلقون اسم الصحابي الفاتح الجليل ابن غورو الفرنسي ع ...
- الزيغة والشلفون: من الثقافة والتراث السوري الساحلي الآرامي ا ...
- الأزهر ينتفض للثقافة الرعوية: وألف مبروك لتونس والعقبى لدولة ...
- آل سعود: الأحلام الإمبراطورية
- ألم يحن الوقت لإلقاء القبض على وزراء التربية والثقافة والعدل ...
- أنا سوري آه يا شحاري 2
- لا إله إلا براهما...رب العرض العظيم
- لإيلاف قريش: الغزو وعولمة البداوة
- إعلام البعث العروبي الظلامي البغيض وممارسة الفاشية والعنصرية ...
- لماذا بيت هامقداش ليست عربية ولا إسلامية؟
- احذر أن تكون بعثياً أو قومياً عربياً
- إيران: الدور الوظيفي المشبوه في المنطقة
- لماذا هامقداش* في خطر؟
- جعجعة القرن مقابل صفقة القرن
- العلمانية والإسلام: لماذا يرفض المسلم العلمانية؟
- مزاد القدس: احذروا عودة المدينة للعرب والمسلمين
- بلاغ إلى سيادة النائب العام المحترم/ سوريا عن عملية سطو وعدو ...
- السيد رئيس مجلس الوزراء: هل سمعت بهذه السرقة الموصوفة؟ هل سو ...
- قفشات سورية خالدة


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نضال نعيسة - سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني