أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - على خطى يسوع- 15- لن تغسل رجلي أبدا














المزيد.....

على خطى يسوع- 15- لن تغسل رجلي أبدا


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 20:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة أخرى يقلب يسوع المقاييس. يجمع المعلم التلاميذ ليتناول الفصح معهم. كان يدرك أنه في اليوم التالي سوف يكون هو الخروف. كان يعلم أن السكين بانتظاره في أيدي الرومان واليهود. كان يعلم ان الساعة قد أتت ولسوف يمضي من العالم تاركا وراءه أولئك الذين أحبهم.

كان يسوع يفكر بالغنم الذي سوف يتشتت بعد أن يُضرب الراعي، لكن كان للتلاميذ حسابات أخرى. كانوا يتشاجرون فيما بينهم فيما من يكون الأعظم فيهم. كان لبطرس دوافعه: فهو المقدام، الذي لا يهاب الموت حتى أنه أعلن ليسوع أكثر من مرة أنه على استعداد ليموت عنه. وقف اندرواس الى جانب شقيقه بطرس ملمحا أنه السبب في معرفة يسوع به، وبالتالي عل شقيقه أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار. كان ابنا زبدي يتنافسان على الجلوس يمينا ويسارا من يسوع في الملكوت. كيف لا ويوحنا هو الحبيب الذي يتكأ على صدر يسوع وتربطه به قرابة عائلية. كان لكل من التلاميذ دوافعه الخاصة للمطالبة بالرئاسة في الملكوت.

لم ينتبه التلاميذ ليسوع وهو ينزع الرداء ويتزر بمنشفة وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ. كان بطرس أولهم. انتفض وهو يرى يسوع يصب الماء على رجليه. قال له ذاك مستنكرا "يا سيد، أنت تغسل رجلي؟" توقف الجميع عن النقاش. نظروا الى يسوع باندهاش. هو المعلم، هم على استعداد لغسل رجليه، ولكن لم يكن واحدهم على استعداد لغسل أرجل الآخرين. غسل الأرجل منوط بالعبيد وهم بالمقابل يطمحون لرئاسة الملكوت. نظر يسوع الى بطرس بعد اعتراض الأخير على غسل رجليه، وقال له "لست تعلم الآن ما أنا صانع، لكنك ستفهم فيما بعد". اعترض بطرس مجددا قائلا "لن تغسل رجلي أبدا". أجابه يسوع "إن كنت لا أغسلك، فليس لك معي نصيب". تفاجأ بطرس وقال "يا سيد ليس رجلي فقط، بل يدي ورأسي أيضا".

غريب هو بطرس. يتغير في اللحظة الواحدة مائة وثمانين درجة. ينطق أحيانا بكلمات لا يدرك معناها. خاف أن يخسر رئاسته في الملكوت. لكن يسوع طمأنه. قال له "الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا الى غسل رجليه. بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم. كان يعني بذلك يهوذا الاسخريوطي الذي كان يخطط لتسليمه لليهود.

غسل يسوع ارجل التلاميذ وقال لهم " أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ أنتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأنني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالا حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضا. الحق الحق اقول لكم ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من معلمه. إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه".

قلبت كلمات يسوع المقاييس. كانت تركيبة العالم بالنسبة للتلاميذ (ولنا أيضا) هرمية الشكل. كلما ازداد ثراء الانسان او سلطانه يعلو الى قمة الهرم وكلما افتقر وقل تأثيره في المجتمع يهوي الى الاسفل. أولئك الذين في الاعلى يتمتعون بكل امتيازات الحياة، حتى أنهم يستعبدون الذين هم دونهم. لذلك أتى يسوع كيما يقول " في ملكوت السماوات يختلف الأمر. الذين هم في الاعلى،أخذوا كثيرا، وبالتالي عليهم أن يعطوا أيضا. إن كان الذي في أعلى الهرم يمتلك الطعام، عليه أن يطعم من ليس لديه. إن كان يمتلك المال، عليه أن يساند أخاه. أو بكلمات أخرى"إن كنت سيدا وبكى أخوك بالانسانية، امسح دمعته. إن مرض داوه. إن جاع أطعمه. إن كان طريح الفراش، إغسل رجليه".

كان يسوع قد غسل أرجل تلاميذه وأنهى الشجار بينهم. لم يكونوا يدرون أن غسل أرجلهم لم يكن سوى الخطوة الاولى على درب الفداء. غدا، سوف يكون يسوع خروف الفصح الذي لم يكتف بغسل أرجلهم، بل أيضا ها هو يذهب كيما يذبح لأجلهم.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى يسوع- 14-دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم
- على خطى يسوع- 13-الموت والحياة
- من وحي عيد الميلاد
- الخرافة المسيحية والعقل
- على خطى يسوع-12- الأعمى
- على خطى يسوع-11- من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر أولا
- شبهة وردود 3- المسيح الارهابي
- على خطى يسوع-10- الرغيف
- على خطى يسوع-9- أسكت أيها البحر، إهدئي أيتها ا لريح
- سارق الحساء
- شحاذ سجائر
- على خطى يسوع-8- إنه سبت آخر
- على خطى يسوع-7- هل يصير الحجر خبزا؟
- على خطى يسوع-6- نؤمن أن لا إله إلا السبت
- عذرا أيها الحب
- على خطى يسوع-5- الابرص
- على خطى يسوع-4- أبانا الذي في السماوات
- في التربية والتعليم-1- مقدمة
- على خطى يسوع-3- من هو يسوع؟
- وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - على خطى يسوع- 15- لن تغسل رجلي أبدا