أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن شاهين - حول وثيقة فلسطين دولة علمانية ديموقراطية واحدة (1)















المزيد.....

حول وثيقة فلسطين دولة علمانية ديموقراطية واحدة (1)


حسن شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 17:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثير من اللغط والجدل أثيرا مؤخرًا حول وثيقة فلسطين دولة ديموقراطية علمانية واحدة (www.facebook.com/madarkbissan/posts/1560494697367020)، مع أن الوثيقة أُعلن عنها منذ شهور وطرحت للنقاش، وأسهم كثير من الكتاب والسياسيين الفلسطينيين في نقاشها وإثرائها. وفور الإعلان عن توقيع الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات عليها، شنّ عدد من المحسوبين على اليسار هجومًا حاداً على الوثيقة والموقعين عليها. حمّل هؤلاء الوثيقة ما ليس فيها، واتهموا الموقعين عليها في وطنيتهم، فأساءوا لأنفسهم ولليسار المبتلى بهم أكثر مما أساءوا للوثيقة وأصحابها.
تبع كل ذلك تقرير نشرته جريدة الأخبار اللبنانية (www.al-akhbar.com/node/289684) تضمن رسالة مزعومة من سعدات يدعو فيها الموقعين لسحب توقيعاتهم والانخراط في نقاش أوسع يثمر وثيقة جديدة. فَرِح مهاجموا الوثيقة بتقرير "الأخبار" لوهلة قبل أن ينقلب فرحَهم لتجهّم بعد تبيّن أثره العكسي، حيث أكد أن سعدات وقّع على الوثيقة على عكس ما ادعوا، ولم تحمل الرسالة المزعومة من سعدات أي هجوم على الوثيقة، بل مجرد دعوة لتطويرها بمشاركة الموقعين عليها.
على كل حال كان كل ما سبق فرصة لتسليط الضوء على الوثيقة، وتعريف قطاع واسع من الجمهور بها. ورغم كل الضوضاء التي أحدثها المهاجمين، إلا أن المواقف الإيجابية من الوثيقة كانت أكبر بكثير، وأصبحت مسألة الدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة محل نقاش وتفاعل فلسطيني واسع، وهذا إنجاز كبير لواضعي الوثيقة.
تحاول هذه المقالة من جزئين، الرد على ما ورد في تقرير جريدة الأخبار، سواء ما كتبته معدة التقرير أو ما قاله القيادي المجهول الذي علق على الوثيقة في التقرير، وبطبيعة الحال الرسالة المزعومة للأمين العام، وذلك في جزئها الأول. أما الجزء الثاني فسيناقش موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التاريخي من قضية الدولة الواحدة، ويحاول الإجابة على التساؤلات التالية: ما أوجه التلاقي بين موقف الجبهة الشعبية وما طرحته الوثيقة؟ لماذا طرحت الجبهة الشعبية هذه القضية مبكرًا، بل وأبكر مما يعتقد البعض؟ ومنه يمكن اشتقاق إجابة على سؤال لماذا وثيقة الحركة الشعبية لدولة علمانية ديموقراطية واحدة؟ ثم شرح الأسباب التي تجعل من طرح شعار الدولة الواحدة اليوم ضرورة وطنية فلسطينية، استناداً إلى ثوابت الشعب الفلسطيني، والبرنامج التاريخي للجبهة الشعبية.
حول تقرير صحيفة الأخبار
بما أن الجبهة الشعبية تقاعست حتى الآن وبشكل غير مبرر عن الرد على ما ورد في جريدة الأخبار، نفيًا أو توكيدًا، كان لا بد من الرد. وأجد نفسي بعد كل التجاوزات والأكاذيب والافتراءات التي صدرت في حق من وقع على الوثيقة، متحرراً من أي حرج لعرض ما أعرفه عن حقيقة التواصل بين أحمد سعدات وسلامة كيلة، إضافة إلى تفنيد افتراءات وهذيان المنفلتين والموتورين على الوثيقة والموقعين عليها.
أولاً- حول التواصل بين سعدات وكيلة:
قبل شهور، تواصل معي رفيق من الداخل، يشغل موقعًا معينًا في الجبهة الشعبية، وطلب مساعدتي لأصله بسلامة كيلة المقيم في القاهرة، لينقل له رسالة من الأمين العام، وهذا ما تم، وكان بحسب اعتقادي بداية التواصل بينهما. منذ ذلك الوقت توالت المراسلات بين سعدات وكيلة كما علمت. إن تواصل الرفيق في الداخل معي يؤكد أن الجبهة الشعبية والرفيق سعدات يعلمان بإقامة سلامة في القاهرة، وهذا يفند ما تم إيراده على لسان الأمين العام في الرسالة المزعومة من أن القائمين على المبادرة يحظون "بضيافة قطر الكريمة". بعض "العباقرة" ممن هاجموا الوثيقة، بعد أن علموا أن سلامة يعيش في مصر، فسروا تلك الفقرة بأن المقصود استضافة فكرية!!. لكن هذا غير مستغرب من هؤلاء المعروفين بخيالهم الواسع بالضبط كذممهم.
ثانياً- حول مقدمة كاتبة التقرير:
التقرير بصفة عامة غير مهني، فقد عرض وجهة نظر واحدة، المعارضة للوثيقة، عبر ما كتبته معدة التقرير ونقلته عن قيادي في الجبهة الشعبية، وتجاهل حق القارئ بمطالعة وجهة النظر الأخرى، كما أنه حمل اتهامات مرسلة ومعلومات غير صحيحة، مثل أن من وقّعوا الوثيقة "مجموعة نشطت إبان الأزمة السورية ضد دمشق وحلفائها، وعلى مدى سبع سنوات كان تركيز هذه المجموعة على الشأن الداخلي السوري، وعندما انخفضت حدة التوتر عادت إلى الحديث عن دولة فلسطينية علمانية". لو أن كاتبة التقرير التزمت بمعايير المصداقية والمهنية الصحفية وتحرت عن الموقعين على الوثيقة، لوجدت أنهم لم يشكلوا يوماً مجموعة ناشطة، بما يحمله ذلك من معنى تنظيمي واضح، إلا إن كانت كاتبة التقرير تعتبر أن كل من يحمل موقفاً من النظام السوري بالضرورة يعمل ضمن مجموعة منظمة. كما أن آراءهم الشخصية المعلنة، سواء كتابة أو تصريحاً، تتعلق في معظمها بالشأن الفلسطيني، علاوة على أن عددًا منهم كان خلال السنوات السبع التي تحدثت عنها الكاتبة ناشطًا في أطر تنظيمية فلسطينية.
تواصل كاتبة التقرير تحليلها المشبع بنظرية المؤامرة، وتقول: "قد تبدو شعارات هذه الوثيقة براقة وهي تتحدث عن تفكيك الدولة الصهيونية وقيام دولة فلسطين علمانية مستقلة تتبنى أسس المواطنة للجميع، لكن من الملاحظ غياب الاشتراكية، كبند واضح في الوثيقة. عوضاً عن تضمين الأدبيات اليسارية المعروفة، بدت لغة الوثيقة أقرب إلى الخطاب الحقوقي الذي انتشر في السنوات الأخيرة مع موجة منظمات المجتمع المدني خصوصاً تلك التي تعادي الأحزاب الموصوفة بالراديكالية".
لا أعلم عن أي "خطاب حقوقي" تتحدث كاتبة "الأخبار"، حبذا لو تورد لنا نموذجًا لتقرير صادر عن منظمة مجتمع مدني حقوقية، تعادي الأحزاب الراديكالية بحسب تعبيرها؛ يتحدث بلغة ترد فيها عبارات مثل "الكيان الكولينيالي" و"المشروع الإمبريالي" و"الدولة الصهيونية" و"إنهاء سيطرة الرأسمالية". لكن كاتبة التقرير معذورة، فهذه العبارات لا ترد في أدبيات قوى الإسلام السياسي، السنيّة منها والشيّعية، التي باتت مرجعًا لكثير من جمهور اليسار بعد انكشافه فكريًا وسياسيًا في العقدين الماضيين. ثم ما العيب باللغة الحقوقية؟ هل تعلم كاتبة التقرير أنها مستمدة من لغة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان بإعلانها وعهديها وملاحقهما، وهي وثائق ساهم الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية السابقة بقوة في وضعها وصياغتها، ومُتضَمّنة في أدبيات اليسار العالمي والعربي.
تتساءل كاتبة التقرير لماذا التوجه إلى سعدات؟ ولم لا، أحمد سعدات أمين عام تنظيم فلسطيني تتوافق رؤيته التاريخية مع ما دعت إليه الوثيقة، كما سأبين في الجزء الثاني من المقال، ثم كان هناك تواصل مع سعدات حول قضايا فكرية أخرى وفي السياق طرحت عليه الوثيقة، كما أن معظم الموقعين على الوثيقة تربطهم علاقات مميزة -وبعضهم أكثر من ذلك- مع الجبهة الشعبية، لكن كيف لعقول تربت على نظرية المؤامرة أن ترى الطبيعة العادية والنظامية للأشياء؟.
ولم تتوقف أخطاء الكاتبة المهنية الجسيمة عند ما سبق، بل زادت الطين بلة، حين ادعت أن سعدات اعتذر لأنه وقّع على الوثيقة، وهو ما لم يرد في رسالته المزعومة التي نشرتها هي نفسها.
ثالثاً- حول تصريح القيادي (أو القيادية) المجهول:
أما موقف القيادي المزعوم والمجهول (أو القيادِيّة)، فحدث ولا حرج، يقول هذا كلاماً غريبًا عجيبًا، غير مترابط ولا مفهوم، من نوع إنه "لا يمكن العودة إلى النقطة التي انطلقت منها المبادرة بعد سبع سنوات عجاف من دون الأخذ بالاعتبار تطورات الموقف". إما أن القيادي (أو القيادية) قد اختلطت عليه الأمور أو أن المقابلة معه كانت في شأن غير ذي صلة. الوثيقة حول فلسطين وليس سوريا، 7 سنوات رقم له دلالة في المسألة السورية، لكن ما دلالته فلسطينيًا؟ ما الحدث الفلسطيني المفصلي الذي وقع قبل 7 سنوات؟ وما علاقته بفكرة الدولة الواحدة التي طرحت منذ عقود طويلة؟.
رابعًا- حول رسالة سعدات المزعومة:
1- الرسالة لم يؤكدها سعدات ولا الجبهة الشعبية، لذا ستبقى مزعومة حتى يصدر تأكيد أو نفي؛
2- ما يزيد الشكوك حول صحة الرسالة تناقضها الداخلي الملفت (سيُوَضّح أدناه)، وتباين لغة بنودها. فمن لغة رصينة يسارية (كما تحب كاتبة التقرير) في البند الأول، إلى ما يشبه لغة محللي قناة الميادين في البند الثاني؛
3- البند الأول الذي يتضمن الأسباب الموضوعية لسحب التوقيع، لا يرد فيه أي اعتذار، بل يؤكد على انسجام رؤية الجبهة مع الوثيقة، وإن كان هناك من يدّعي أن الأمين العام خُدع وأرسلت له وثيقة غير التي نشرت؛ المراسلات الإلكترونية مع حلقة الوصل مع سعدات محفوظة، وآخر رسالة حول موضوع الوثيقة احتوت النسخة ذاتها التي تم نشرها دون زيادة أو نقصان؛
4- تدعو الرسالة في بندها الأول الموقعين على الوثيقة إلى سحب تواقيعهم، والانضمام إلى "جهود إثراء الموضوع، وصولاً إلى وثيقة شاملة تصبح مرجعًا لمشروع الدولة الواحدة". ثم يقول البند الثاني إن الموقعين على الوثيقة "ضيوف أعزاء على قطر، الأداة الرجعية الأمريكية المعروفة في المنطقة....، وهذا ما لم أكن في صورته وسبب إضافي لسحب توقيعي على الوثيقة". كيف يدعو أحمد سعدات في البند الأول من وصفهم في الثاني بالضيوف الأعزاء على قطر وكان ذلك سببًا لسحب توقيعه، كيف يدعوهم للتوقيع معه على وثيقة جديدة؟ هل يمكن لمناضل مثقف وواعي مثل أحمد سعدات أن يقع في مثل هذا التناقض؟.
إن الرسالة المزعومة بالشكل الذي أُخرِجت فيه تشكل إساءة للجبهة الشعبية وأحمد سعدات، والجبهة الشعبية مطالبة بتوضيح موقفها من تلك الرسالة المزعومة والالتباسات الكثيرة حولها. الصمت في هذه الحالة يحمل ضررًا أكبر بكثير من المكاشفة والمصارحة مهما كانت الحقيقة صعبة ومحرجة.



#حسن_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية العصر السعودي في المنطقة
- الاقتصاد السياسي لحكم حماس في غزة
- غزة.. معركة الجدار الأخير
- الحرب على غزة.. وخطاب الهزيمة والكرهاية
- أحداث الضفة.. هل هي انتفاضة ثالثة؟
- المبادرات الشعبية الفلسطينية.. وآفاق بناء البديل الوطني الدي ...
- الانقسام السياسي الفلسطيني.. وتنامي العنف في الضفة والقطاع
- حكم حماس في غزة.. واستقالة فصائل منظمة التحرير
- المتطوعون العرب في الثورة الفلسطينية: الحجم، التأثير، والاست ...
- قوى المقاومة وضرورة المراجعة
- استحقاق أيلول: من يُنزل أبو مازن عن الشجرة؟
- غزة على طريق الإمارة الإسلامية
- ظاهرة -الفلتان الأمني- في فلسطين: الجذور، التجليات والنتائج
- دراسة تحليلية حول نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثا ...
- أزمة اليسار... وفرصة النهوض
- حصاد موسم الانتخابات الفلسطينية
- اجتياح جباليا ... تواطؤ رسمي وتبلد شعبي
- ملامح المرحلة ... واستعداد إسرائيل لإنهاء الصراع


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن شاهين - حول وثيقة فلسطين دولة علمانية ديموقراطية واحدة (1)