أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - آه على أيام زمان














المزيد.....

آه على أيام زمان


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5777 - 2018 / 2 / 4 - 23:49
المحور: المجتمع المدني
    


( من وحي ما يُخطّط له الكشّاف الارثوكسيّ – عبلين مع كلّ الجمعيّات والأطر الاجتماعيّة في البلدة لتكريم المسنّين)
سقى الله تلك الأيام !
سقاها مطرًا وخيراتٍ وذكرياتٍ وزهرًا لا يذبل !
سقى الله أيام الماضي ؛ الماضي الجميل ، رغم ما كان فيه من فقر وعوز ومرض ، فقد رَفَلَ بالمحبّة وتبختر بالقناعة ، وتسربل بالاخوّة ، وتلفّع بالمسامحة والتسامح ، فما عرفنا الطوائف ولا التحزّبات .
أذكره بالخير ... نعم بالخير وأكثر ، وأناجيه حينًا بالحرف وتارةً بالهمس وأخرى بالصورة والرسم والصوت الجهوري ، فالتقنيّة المُتقدّمة لها ميزاتها الجميلة ، والعيش الرغيد له مزاياه البديعة ، والحضارة لها رونقها ، ولكن تبقى الضريبة والضريبة المُضافة لهذه الحضارة التي سلخت الانسان من انسانيته ورمت به بعيدّا الى اودية العنف والتعصّب البغيض والتكفير والطمع ، فتسمع نشرة للأخبار فتدخلك وتداخلك ألف موجة من التشاؤم والاحباط، فحرب هنا ،وانفجار هناك، واطلاق رصاص هنالك ، وسرقة مصرف في وضح النهار في البلدة المجاورة !!!
سقى الله تلك الأيام !
أيام البيادر والنورج والعجّال والرّاعي يُسابق الفجر الى حِضن الطبيعة البكر ، يسحر العنادل بشجو نايه.
سقى الله تلك الأيام ؛ أيام الرّحى وطاحونة القهوة وعود الحرّاث والزقلة والشيش بيش وورق اللعب.
سقى الله تلك الايام ....
أيم المجدّرة والغليظة والكرش ومرقة العدس من سدّتنا العامرة بالحبوب والبليلة والزلابيّة ولُقم القاضي والزرد ( كعك العيد).
ذكرها الله بالخير تلك الأيام التي كنت احيانًا اركب ظهر النورج ايامًا وانتظر بلهفة فصل القمح عن التبن حتّى يتكرّم عليّ المرحوم أبي بشيء من غلّة القمح كنّا ندعوها " شروة" فنحملها فرحين الى دكّان الجمعيّة القريب من بيتنا حيث يعمل هناك عمو محمد حيدر ( المرحوم أبو عيسى)، فيأخذ الشروة ويُردفها الى شروات اخرى تقبع في قفّة تقتعد زاوية من الدّكان ، ثمّ يقوم الى مرطبان السكاكر الحمراء الجميلة (ألأوم ) فيملأ او يكاد الطنجرة الصغيرة التي احتوت القمح، فنطير من الفرح او نكاد.
حقيقة طارت المحبّة أو كادت ؛ طارت مع العفوية والبساطة والفقر والانسانيّة الفطريّة والشعور مع الغير ومشاركتهم صبّات الباطون والحصيدة والتعشيب ، أمّا عن المعايدات فلا تسأل فكان بيتنا كما كلّ البيوت يمتليء يوم العيد بالمعايدين من كلّ الطوائف ، أمّا اليوم فيا حسرة فليس هناك من يعايد أخاه أو اخته ، بل يعايدون شرم الشيخ وايلات وانطاليا ، وأمّا الميسورون فلندن مربط خيلهم والبارسا ملعب " ميسهم "
سقى الله تلك الايام ... أيام كان المطر مطرًا حقيقيًا والرعد أصيلًا يزعزع البيوت الترابيّة فتصرخ امّي رحمات الله على روحها : "يا ربّ احمِ البيت وربّ البيت".
كانت تختفي الشمس عشرة ايام يلتحفها الغيم فتصرخ من السقعة !!!
أمّا عن الوادي الذي يجري قبالة بلدتنا فكان يزغرد فرحًا وهو يغمر الاراضي عن اليمين وعن الشّمال.
سقى الله تلك الايام ( حتّى في أخرياتها) فقد كانت تحمل لنا الفرح واللهفة الحقيقيّة والترقّب الجميل منتظرين ايام الجُمع لنحظى بفيلم عربيّ يجمع بين شادية وعبد الحليم حافظ في لوحات عشق ملوّنة.
لا انكر... أيامنا الحاضرة عامرة بالخيرات والحضارة والمال والحلال ولكنها تفتقد الى هدأة البال التي سادت آنذاك ،والى المحبّة التي كوكبت في النفوس والازقة وبين مساكب التبغ وعلى العين وفي حقول القمح والكرسنة.
سقى الله تلك الايام وذكرها بالخير.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العُنصر النسائيّ والانتخابات
- وسيبقى الزّغلول يترغل
- مجتمعنا العربيّ ومسح الجوخ
- وسمعَتِ السّماء
- الأبوّة الجميلة
- مظلومٌ أنا !
- غدّا سيزعون بحرنا مقاثي
- هيّا نُعيد حساباتنا في معركتنا مع البطركيّة
- ورحَلَ شوقي عبلّين
- خزعبلات اسموها توقّعات وتنبؤات
- أغرودةُ الحياة
- تعالوا في عبلّين نُجسّد المحبّة
- إطفاء شجرة الميلاد مرفوضٌ
- زعماؤنا من قُماشٍ خاصّ
- المجد لله في الأعالي
- الجمعيّات ذات الأيادي البيضاء
- تاء التأنيث والانتخابات
- كلّو باقي مَحلّو
- الرأي والرأي الآخَر
- بَمْبا...بَمْبا


المزيد.....




- مجلس أوروبا: ألمانيا لا تفعل ما يكفي من أجل حقوق الإنسان
- واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحر ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - آه على أيام زمان