أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - من أرشيف العناية المركزة....... (٤)















المزيد.....

من أرشيف العناية المركزة....... (٤)


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 5777 - 2018 / 2 / 4 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


المستشفى مجتمع مصغر وعالم خاص قائم بذاته فيه الكثير من الصور والحكايات وفيها من المتناقضات الكثير الكثير .... ومن يعمل في المستشفى طبيبا كان أو ممرضا او حتى عامل نظافة يدرك صحة ماقول.....ما أردت أن أؤكد عليه أن من يدخل المستشفى مريضا كان أو مرافق عليه ان يدرك ان تصرفاته مراة لأخلاقه ..والمراة المرافقة تحديدا رأس مالها اخلاقها لانها أكثر عرضة للنقد والمراقبة فكل خطوة محسوبه عليها.... اي صوت أو ضحكة أو حتى التفاته في غير محلها تجعل منها طعما سهلا لأصحاب النفوس المريضة او لنقد جارح قد يسيء لسمعتها...ولا دخل للعمر في هكذا حالات..فالمراة هي المرأة صغيرة كانت ام كبيرة لاتسلم ابدا من النقد ...هي وليس سواها من تفرض احترام الناس لها وذلك من خلال الالتزام وحسن التصرف..هذه مقدمة بسيطة لموضوع القصة التي اختطفتها من ارشيف ذكرياتي في العناية المركزة .....
في مساء أحد الأيام خرجت المريضة التي تقاسمنا المكان بعد أمتثالها للشفاء التام وجيء بمريض آخر (الشرطي_ ي) الذي خرج من صالة العمليات بعد تعرضه لطلق ناري فقد خلالها إحدى عينيه ترافقه امه واخته ..وكالعادة قام الكادر الطبي مع طبيب الإنعاش وطبيب الباطنية بعملهم على وجه الدقة..ووضع ( ي)على الأجهزة...وكالعادة اي مريض يرقد بجوارنا يطلب مني الطبيب ان أفهم المرافقة لبعض الأمور الواجب اتباعها...انا بصراحة منذ الوهلة الأولى لم تعجبني ام( ي) ابدا ..لا اعرف فلي خبرتي المتواضعه بقراءة الوجوه من النظرة الاولى ...البنت هي الأخرى كانت غريبة الاطوار صامته كمن هي في دوامة ولم استشعر من كلا المراتين ذاك الجزع أو الخوف الذي كنت المسه من الأخريات في هكذا حالات..شاب وحيد امه حالته حرجة جدا وفقد إحدى عينية...والام بهذه السلبية !؟غريب !! المهم اني قمت بدوري و ما طلبه مني الطبيب ..شرحت للاثنتين كيفية مراقبة الأجهزة والتيوب و..و ...حتى اني نصحت الام قلت لها تعلمي كل شيء كي تستغني عن الاخرين لتضمني راحتك...قلت لها ..لاحظي انا افعل كل شي لولدي( شوفي اسد البردة عليّ ما احتاج الكادر اصلا إلا بالضرورة القصوى كعمل الكانولة وهاي انشاءالله راح اتعلمها) لم تاخذ بنصيحتي بل قاطعتني وهي تضحك باستهزاء ( ليش لعد المضمد والمعاون شنو شغله !) ...البنت كانت تذهب في الصباح لتعود في الليل والأم ما ان ينتهي( التور) تترك ابنها وتطلب مني( عيني ام الدكتور دير بالك على (ي) دقيقة واجي) وتذهب تلف على المرضى تجلس مع هذه وتحدث ذاك وابنها المسكين وحده..انا لم أقصر في متابعته أثناء غيابها لكن هناك أمور يجب أن تفعلها هي ..ثم انها موجودة لما توعز لي ما يحب أن تقوم به هي !؟..انا نبهتها لهذا لكنها لم ترعوي ابدا ...حتى انه لم يمضي على( ي ) اسبوع إلا وتمكنت منه القرح وغزت ظهره وأغلبها كانت عميقة والقروح خطرة جدا على صحة المريض اذ ربما تعرضه للتسمم......بعد ايااام لاحظت ماهو أغرب ...فحينما يأتي أحدهم ليلا لعلاج القرح أو إعطاء العلاج لولدها كانت (أم ي) تدخل معه في أحاديث تخرج فيها عن المألوف ( سوالف وشقه) وحتى انها اخذت تدعوهم للجلوس(عيني اكعد شوية انت مثل ابني اكعد يمنه اشرب جاي نسولف شوية لعد شلون يخلص الوقت !!) وتكررت هذه الحالة كثيرا....وللامانه اقولها ان هناك ومن الكادر من كان يؤدي عمله ويمضي ...لكن هناك من تشجع واخذ يتمادى و الجلسات اخذت تطول والأحاديث تحولت لمنحى آخر وكثيرا ما كانت تترك ابنتها لساعات مع احدهم وتذهب ...كنت اعجب لمن تمتلك بنت بهذا عمر ...فتاة صغيرة جميله تفرط بها أو تسمح ان تجعلها طعما للاخرين !!..هي تقول انها ابنتها ..انا اشك في هذا ..ربما هي زوجة الابن المريض...ثم كيف تسمح لنفسها بالقيام بهكذا أفعال في نفس المكان الذي يرقد فيه ولدها المريض المسكين المحتضر!؟ كيف ؟ انا بدوري تالمت كثيرا وندبت حظي العاثر الذي أتى بهذه المرأة لتقاسمني المكان الذي مذ اتيته لا يخلو ابدا من تلاوة القرآن والصلاة والتسبيح...تالمت لحالي وانا اسمع همس الخسة والرذيلة وقلة الأدب....لكني حصّنت مكاني لم ادع اي فتحة بيني وبينها إلا واقفلتها بالدبابيس...ابتعدت عنها تماما وحتى عن السلام عليها ...قالت لي مرة وهي تحاول ان تدخل (ام فرات ليش متغيره علي ؟) ..قلت( ابقي بمكانك رجاءا لدخلين..هذا مكان نظيف طاهر ) ..اجابت ليش؟ اجبت ( انتي تعرفين ليش ) ....ربما يسأل أحدهم لما لا تنصحيها ...اقول ان المراة التي وصل بها الانحدار لحالة الاتجار بابنتها .. هكذا امراة لايمكن ان ينفع معها النصح ابدا ..هذه وصلت لحالة اللا عودة....
مرت الايام عليّ طويلة وصعبة جدا ..عزّت علي نفسي كثيرا ...كيف اعيش في هكذا مكان..بكيت لحالي طويلا..قلت في نفسي لابد من تغير المكان.. لكن د.وليد يكره صفه التنقل بين المرافقات ..هو من يثني علي ويقول ام فرات الوحيدة المريحة ..الملتزمة..ثم ماذا عساني ان اقول ؟ أاشرح ما يجري وادخل في متاهات القيل والقال والغيبة وانا في محنه !؟ أم اقبل بقدري واغض الطرف واسكت و اشاركهم الحمام وانا اشعر ان كل ما فيه قذر ...يشهد الله اني كنت ما ان يحل اليل إلا وتبدأ مخاوفي وحزني وبكائي .. ضاقت بي الأمور احد الليالي وبكيت بعد الصلاة .شكوت حالي لله عز وجل ..قلت يااارب طيلة سنه ونصف وانا اعاني من التعب وقلة الحيلة والالم ...ابتعادي عن اولادي وبيتي واملي المفقود في شفاء ولدي البكر الطبيب ومع هذا انا صابرة واقول الحمدللله..هجّرت عائلتي وسرقت ممتلكات بيتي وسيارتي..واحتل الارهابيون منزلي وانا اقول الحمد لله....وصبرت ولم انقطع يوما عن الصلاة وتلاوة القرآن...لكن يارب ان تضعني في المكان الغير المناسب وغير الطاهر هذا ما لا أحتمله ابدا ..حتى اني عاتبت ربي( ليش ربي لهدرجة انت شلت ايدك مني اعتب عليك ربي ليش !؟) وبكيت بحرقة من كل قلبي ....ونمت وانا بمنتهى القهر والخيبة والأحباط....صحوت الفجر واخذت عهدا على نفسي اني ساطلب من د وليد سوف تغير مكاني ولن اذكر له الاسباب ...هذا ما وصلت إليه...المهم جاء الصباح......كنا قد اعتدنا غي كل يوم ياتي احد عما النظافة ينظف المكان ...وكان العامل محمد هو المسؤول عن تنظيف هذه الجهة من الردهة ..في العادة يترك المرافقون مكانهم ليجلسوا بعيدا وترفع الستائر..كي يتم تنظيف المكان وتعقيمة بدقة و.و ..خرجنا جميعا لنجعل محمد يؤدي واجبه وننظر من بعيد... بدا محمد بعمله ..ما ان شاهد بعض بقايا الطعام وقشور الموز والبرتقال هنا وهناك في مكان ام (ي) .صاح غاضبا ..(شنو هاي..معرفتي تلميه بعلاكة وتخليه بالحاوية؟) قاطعته بسخريه..لعد انت شنو شغلك ...اشتغل وانلصم ولتصيّح افتهمت) ما ان قالت هذا حتى ضرب محمد السطله بقدمه وسكب الماء على الأرض...وبدا الأصوات تعلو منه ومنها مما جعل مدير الإدارة يأتي على عجالة ويتدخل وامر محمد ان يستمر بعمله ..لكن محمد امتنع ( ما انضف شوفولكم واحد غيري..اني مستقيل )حاول المدير ان يثنيه لكنه اصر ( عمي لو يجي !! ما انظف.. اليوم لو اني لو ام ي ..انقلها للجهة الثانية..تقبل تغلط عليه؟) قاطعته هي ( انت شنو خلك فرّاش تنقلني؟ ) ثارث ثائرة محمد وخرج وهو يتوعد ... الكل يعرف ان مدير الادارة كان يحب محمد لانه فعلا عامل متفاني في عمله ..هو لايريد أن يفرط فيه لذا طلب منها أن تنتقل إلى آلجهة الاخرى ..لم توافق اول الأمر لكن ابنتها قالت ( امي ننقل أفضل احنه هم ميشرفنا نشوف هالخلقة بعد ) حدث هذا وانا انظر مذهولة ...لم أصدق ما حدث إلا بعد أن تم فعلا نقل سرير يزن وذهبن الاثنتين يحملن أعراضهن حيث مكانهن الجديد .. عاد بعدها محمد ليكمل عمله فرحا....وقفت وانا غير مصدقه لما حدث تماما ...اعطيت محمد مبلغا من المال تعبيرا عن فرحتي أولا ولكي يقوم بتنظيف الحمامات بدقة وبالديتول.....اغلقت الستائر بعد زيارة الأطباء( التور) وانا لم أصدق ما جرى ..صليت ركعتين شكراً لله لأنه كان كريما معي اليوم و ابعد هذه المراة اللعينة عن مكاني ..ولكني بعد ذلك بكيت وبمرارة اكثر وخاطبت ربي قلت الهي سيدي ومولاي .. انت معي اذن ... تشعر بي والا كيف استجبت دعوتي بهذه السرعة!! أشكرك ربي الف مرة لأنك طهّرت مكاني من العابثين ولكني الهي انا على الدوام أدعوك واتوسل إليك ان تشافي ولدي فرات لاخرج لبيتي لاولادي ..لكن ما من امل يلوح في الافق ابدا....بكيت بحرقة وقلت ربي لقد وصلت الرسالة....فهمت وتاكدت بما لايقبل الشك أني فعلا ساخرج يوما من الايام من هذا المكان وبصحبة الغالي فرات ..لكن هناك محطة لابد من المرور والنزول فيها ..الا وهي مقبرة السلاااااام في في النجف الاشرف !!!!!



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أرشيف العناية المركزة ( ٣)
- من سخريات القدر ٢
- من سخريات القدر ....!!
- الحمدلله ....!!!
- من ارشيف العناية المركزة ( ٢ )..حالة الطفله لقاء ....
- قصص من الارشيف ...من الrcu .. ...قصة رقم (١)
- أيام وذكريات لا تُنسى .......
- صِحينَه ....
- نسينَه .....
- انتخابات... أم ماذا !!؟؟
- انَه موش انَه .......
- ارضَ بالنصيب ..وايّاك ان تحلم (٢)
- اقبل بالنصيب ..وايّاك ان تحلم
- هواي طيبين .....
- يا وطن يحبيّب..ابد لا تعتب..
- ندم .....
- ليتكِ تكوني قوية
- ماكو واهس
- يا وطن تعال نعيش...٢٠١٨
- وجع الفراق.... ٣١/١٢/٢٠& ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - من أرشيف العناية المركزة....... (٤)